الثلاثاء، 18 مارس 2025

قبل أن يصدح جرس المدرسة مُعلنًا بدء الدوام، كانت زال قد وصلت إلى غرفة المدرسات بشغفٍ غامر يسبق خطواتها. دخلت بهدوء يبحث في أرجاء الغرفة عن جوهرتيها؛ رأت الأستاذة جيهان، لكن الأستاذة زينب لم تصل بعد.

تقدمت زال، كأنها مغناطيس ينجذب إلى نقطة الدفء الوحيدة، واحتضنت جيهان بحبٍ عارم.

جيهان (بهدوء): "أهلاً وسهلاً يا عزيزتي. كيف حالكِ اليوم؟"

زال: "بخير! وأنتِ كيف حالكِ يا عسل؟"

جيهان: "بخير والحمد لله."

في ركن الغرفة، رفعت إحدى الأستاذات يديها إلى الأعلى بتذمر، كأنها تناجي السماء: "يا رب، لماذا ليس لدي فتاة تحبني هكذا؟" وأضافت بمرارة خفية: "أتمنى لو لدي طالبة تهتم بي بهذه الطريقة."

أجابتها جيهان بابتسامة ناعمة: "إن شاء الله تصبح لديكِ فتاة تحبكِ حقًا."

لكن أستاذة أخرى، كانت تجلس في نهاية الغرفة وتمسك هاتفها، لم تستطع كبح فضولها المقترن ببعض الجفاء.

الأستاذة (بنبرة باردة): "جيهان، ما الشيء الجميل بها حتى تحبينها إلى هذا الحد؟"

تدخلت زال للدفاع عنها، وخرج الكلام من أعماق قلبها، كأنه بيان حب صوفي:

> "إنها ليست كالبشر العاديين، إنها كالملاك! أنا أعشقها. إنها كالعسل المُنزل من الجنة، أغلى ما أملك في هذا العالم."

>

ضحكت الأستاذة جيهان، وشعرت بكل حرف في كيانها: "حبيبتي، وأنا أحبكِ أيضًا."

في تلك اللحظة، تحوّل جو الغرفة. نظرات الغيرة والريبة بدأت تتوجه نحو جيهان، وكأنها متهمة بامتلاك سر لا يمكن للآخرين الوصول إليه. شعرت جيهان بهذا الأمر، لكنها تجاهلته بابتسامتها الهادئة.

خرجت زال، وقلبها مغمور بالسعادة، فقد التقت بأحب إنسانة على قلبها، حاملة معها دفء الحب كنجم مضيء.

بعد خروجها بلحظات، دخلت الأستاذة زينب إلى الغرفة.

توقفت زينب على الباب، وقد لاحظت على الفور الجو المشحون والعيون المريبة التي اتجهت نحوها ونحو مقعد جيهان. لم تعرف ما حدث، لكنها التقطت التوتر المتبقي في الهواء. بدلاً من أن تسأل، رسمت على شفتيها ابتسامة هفيفة تحمل غموض قمر ليلة لم يُرَ من قبل، وتجاهلت الأمر،

2025/12/05 · 2 مشاهدة · 295 كلمة
Zal🦋
نادي الروايات - 2025