:
---
الفصل الجديد: ولادة الظل من النور
جلس وانغ فنغ بصمت، وصوته يخرج بهدوء وهو يسأل النّظام بنبرةٍ مترددة:
"أيها النظام... هل لك يدٌ في ما يحدث الآن؟"
لكن النظام لم يُجب. لم ينبس بحرفٍ واحد.
أمامه كانت تلك المرأة الغريبة مستلقية بلا حراك، أنفاسها هادئة كأنها غارقة في حلمٍ لا نهاية له.
حاول وانغ فنغ تحريك جسده، مدّ يده نحوها، وناداها عدّة مرات، لكن لا إجابة... كأنها لا تسمع صوته إطلاقًا.
لم يكن أمامه سوى الانتظار. جلس بصمتٍ طويل، يراقبها، حتى كسر الهدوء صوت أحد جنوده خلف الباب قائلاً بخفوتٍ:
"سيدي... هناك أخبارٌ عن السيدة سو شياو، لقد خرجت من عزلتها. نحن نحاول تحديد مكانها الآن."
لكن وانغ فنغ لم يُجب.
كان الجندي يقف خارج الغرفة، لا يرى ما بداخلها، فانسحب بهدوءٍ وهو يدرك أن سيده لا يرغب بالكلام.
في الداخل، كان وانغ فنغ يعاني بصمت، فقد تحركت المرأة فجأة، التفّت بذراعيها حول عنقه، وجسدها الناعم التصق به مباشرة.
كانت نائمة، لكنها تنام فوقه كما لو كانت تبحث عن الأمان في دفء روحه.
حاول استخدام قوته ليدفعها عنه، لكن لم يفلح.
لقد فهم سريعًا السبب — فهي ليست سوى تجسيدٍ لجزءٍ من قوته، وبالتالي لا يمكنه إيذاؤها، كما لا يمكنه استخدام السيف لجرح نفسه.
ورغم شعوره بالضيق، لم يجد الأمر مستحيلًا أو مزعجًا كما ظن.
صوت النظام اخترق سكون الغرفة أخيرًا قائلًا بنبرةٍ هادئة:
> "توقّف... لن تستطيع إيذاءها. فهي جزءٌ منك، كما أنك جزءٌ منها."
عندها فقط استسلم وانغ فنغ، أغلق عينيه، وترك جسده يسترخي في هدوءٍ غريب.
> لم يكن يحب تلك المرأة، ولا يحمل لها مشاعر طيبة،
لكن على حسب كلام النظام، لا يمكنها أذيته، وهو لا يستطيع إيذاءها.
إنها جزءٌ منه، وتكنّ له حبًّا عظيمًا لا يفهم سببه.
ولهذا لم يمانع وجودها إلى جانبه، رغم أنه لا يحب ملامسة النساء عادةً،
إلا أنها كانت استثناءً وحيدًا... لأنها كانت ببساطة، جزءًا منه.
وهكذا غطّ وانغ فنغ في نومٍ عميقٍ هادئ.
لكن في منتصف الليل، شعر بحركةٍ خفيفة فوقه.
فتح عينيه ببطء، فرأى تلك الفتاة تنظر إليه بعينين مملوءتين بالودّ والحنان، كأن أمًّا تنظر إلى طفلها للمرة الأولى.
عندها أدرك أن القيود التي كانت تمنعه من الحركة قد اختفت.
مدّ يده بهدوء، أمسك بخصرها الرقيق، وأبعدها عنه، ثم جلس على طرف السرير وقال بنبرةٍ حازمة:
"توقفي عن هذه الألاعيب... لا يمكنك فعل مثل هذه الأمور معي."
وقبل أن يكمل، سمع صوتًا من خلفه، صوتًا ناعمًا رقّ حتى كاد يذوب في الهواء، كان أشبه بصوت طفلة صغيرة:
> "وانغ شاو... تريد البقاء مع سيدها..."
التفت وانغ فنغ ببطء، نظر إليها، فرأى ملامحها البريئة التي لم تعرف سوى حبٍّ واحدٍ في حياتها — حبه.
تنهد قليلًا وقال بنبرةٍ تجمع بين الحزم والحنان:
"يمكنك البقاء بجانبي... لكن لا تفعلي مثل هذه الأشياء مجددًا."
ابتسمت الفتاة برقةٍ، وعيناها تشعّان كضوء القمر، ثم أومأت بخضوعٍ طفوليٍّ قبل أن تقترب وتجلس قربه بهدوء.
وفي تلك اللحظة، شعر وانغ فنغ بشيءٍ غريبٍ في صدره...
كأن هذا اللقاء لم يكن نهاية، بل بداية عهدٍ جديد بينه وبين قوته.
---