.

---

الفصل الجديد: صوت النِّظام

وقف وانغ فنغ صامتًا في وسط الغرفة، نظراته تتأرجح بين الطفلة الصغيرة التي تجلس أمامه والنظام الذي لم يبح له بعد بأي شيء واضح.

كانت وانغ شياو — كما سمّاها — تبدو كأي طفلة وُلدت للتو، ملامحها بريئة، لكن في داخلها تكمن قوّة تتجاوز قوّته هو نفسه بقليل.

إنها طاقة لا يمكن تصنيفها، خالدة ومليئة بالصفاء، ومع ذلك... لا تعرف شيئًا عن هذا العالم.

لم يكن وانغ فنغ يجيد تربية الأطفال، ولا التعامل مع من يتصرّف بعفوية مثلها.

حكّ رأسه متنهّدًا وقال بصوتٍ خافت:

> "ربما أُسند الأمر إلى الجنود... هم أقدر على الاعتناء بها."

لكن، في اللحظة التي همّ فيها بالخروج، راوده سؤالٌ غريب، تسلل إلى عقله كهمسة قديمة نسيها منذ زمنٍ بعيد.

توقّف وسأل النظام:

> "أيها النظام... من الذي سمّاها بهذا الاسم؟"

كان الاسم مألوفًا له على نحوٍ لا يُفسَّر، وكأن شيئًا في داخله يهمس بأن هذا الاسم جزء من تاريخه المنسي.

لكنّ جواب النظام هذه المرّة لم يكن كعادته.

جاء صوته صارمًا، قاسيًا إلى درجةٍ جعلت قلب وانغ فنغ ينقبض:

> "لا تسأل عن هذا الاسم... حاول نسيانه فورًا."

ثم أضاف النظام ببرودٍ جليديّ:

> "سيُغيّر اسم الطفلة من الآن، هذا أمرٌ نهائي."

ساد الصمت للحظة، قبل أن يرفع وانغ فنغ رأسه، نظراته حادّة، وقال بثقةٍ لا تخلو من عناد:

> "لن أغيّره... إنها من اختارت هذا الاسم، ولهذا لن أعارض رغبتها."

جاء ردّ النظام هذه المرّة هادئًا، لكنه كان يحمل تهديدًا مبطّنًا بالظلام:

> "ستندم على ذلك... عاجلاً أم آجلاً."

ابتلع وانغ فنغ كلماته ولم يعلّق، بل وجّه بصره نحو الفتاة مجددًا.

كانت جالسة هناك، شعرها الطويل ينساب كأطراف الليل على كتفيها، ووجهها يشعّ بضوءٍ خافتٍ كالقمر.

إنها جميلة، جمالها يفوق كل النساء اللواتي رآهن يومًا، ومع ذلك فبراءتها الطفولية كانت تذكّره بأنها لا تزال في بداية الوجود.

اقترب منها وقال بهدوءٍ متعب:

> "سيأخذك أحد الجنود الآن للعناية بك، أنا مضطرّ للخروج... لديّ أمرٌ مهمّ."

كان يقصد بالطبع تتبّع أخبار سو شياو، التي خرجت من عزلتها.

لكن قبل أن يكمل جملته، ارتجف الهواء فجأة، واختفت الفتاة من أمامه لتظهر بين ذراعيه في لحظةٍ واحدة.

نظرت إليه بعينين دامعتين وقالت بصوتٍ طفوليٍّ مرتجف:

> "وانغ شياو تريد الذهاب مع سيدها... وانغ شياو لا تريد أن تبتعد عنه."

تنهّد وانغ فنغ، واضعًا يده على رأسها بلطف:

> "أنا ذاهب إلى مكانٍ خطير، ليس للأطفال. ابقي هنا، لن أتأخّر."

لكن الدموع بدأت تتساقط من عينيها، وصوت بكائها كان كطعنةٍ في صدره.

لم تكن تبكي خوفًا على نفسها، بل خوفًا عليه.

كانت تشعر أن شيئًا مظلمًا ينتظره إن رحل عنها.

مدّ يده ليهدئها، لكن صوت النظام اخترق الأجواء هذه المرة بقوةٍ لم يعهدها من قبل:

> "مهمة إجبارية!"

"على المضيف العناية بزوجته حتى تبلغ سنّ الرشد."

"عليه تنفيذ كل ما تطلبه، مهما كان الأمر."

"عقوبة الفشل... احتجاز داخل فراغ النظام لمدة ألف عام."

"المكافأة... الارتقاء بثلاثة عوالم رئيسية."

تجمّد وانغ فنغ في مكانه.

كلماته التالية خرجت ببطء، بنبرةٍ غاضبة متوترة:

> "ما... الذي تقصده بكلمة زوجته؟!"

سكت النظام لحظاتٍ طويلة قبل أن يجيب بصوتٍ باردٍ كالفولاذ:

> "وانغ شياو... هي جزءٌ منك، خُلقت من جوهرك، ومن المستحيل أن تتزوج من غيرك."

"إنها تفضّل الموت على أن يلمسها أحدٌ سواك."

اتّسعت عينا وانغ فنغ، وصدره ارتجف من الغضب وعدم التصديق، لكن النظام لم يتوقّف:

> "بل أكثر من ذلك... لن تستطيع أنت إنجاب طفلٍ من أي امرأةٍ غيرها."

"كما أنها لا تسمع ولا تطيع أي شخصٍ غيرك أنت، يا مضيف."

تراجع وانغ فنغ خطوة إلى الوراء، صوته مضطرب وهو يتمتم:

> "هذا... مستحيل...!"

لكن النظام أطلق آخر جملته، وكأنها سيفٌ اخترق روحه:

> "بل أضف إلى ذلك... سو شياو ليست عذراء."

وقف وانغ فنغ مذهولًا، جسده تجمّد بالكامل، وارتجفت شفتاه وهو يقول بتلعثمٍ خافت:

> "أ... أنت تقصد أنها فقدت عذريتها... بسبب ما حدث بيننا؟"

ردّ النظام ببرودٍ لا يحمل أي مشاعر:

> "لا... لقد فقدتها قبل الحادث."

كانت تلك الكلمات الأخيرة كالصاعقة التي اخترقت قلب وانغ فنغ.

في تلك اللحظة، شعر أن العالم كلّه يدور حوله، وأن كل ما كان يظنّه حقيقة بدأ يتفكك ببطءٍ أمامه.

غمره صمتٌ ثقيل، لم يسمع فيه سوى أنفاسه المتقطّعة، وصوت النظام الذي خفت شيئًا فشيئًا...

حتى اختفى تمامًا، تاركًا وانغ فنغ غارقًا بين الشكّ والغضب والخذلان.

---

2025/11/08 · 55 مشاهدة · 671 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025