---

الفصل .. غريمان تحت شمس الرحيل

بعد أن أمر وانغ فنغ النظام بفتح البوابات وأمر جنوده بالبحث عنها، توقفت حركة المكان كأن الزمن ذاته تجمّد. قال النظام بصوتٍ باردٍ وهادئ:

> «لا داعي لذلك، فهي لم تعد في هذا العالم.»

تجمّد وانغ فنغ، وارتجفت يده، وارتعشت شفتاه. ساد صمت ثقيل يثقل صدره، ثم قال بارتباكٍ يملؤه الذهول:

> «ما الذي تقصده؟»

تابع النظام بلا أي شعور:

> «سو شياو ليست من هذا العالم، وبمجرد اكتشافها ستُطرد خارجه وتعود لعالمها الأصلي.»

في تلك اللحظة، شعر وانغ فنغ بأن كل شيء من حوله انهار. شغفه، يقينه، وحتى كل ما بناه خلال السنوات الماضية، ذاب في لحظة واحدة. لم يستطع تحريك قدمه، وكأن الأرض ابتلعته.

لكن رغم كل هذا الظلام، تمسّك بخيطٍ رفيع من الأمل، وقال بصعوبة تكاد تكسر صوته:

> «نظام... مهما كان الثمن، جد لي حلاً.»

انتظر، كل خلية في جسده ترجف، لكن النظام لم يبح بكلمة. شعور الصمت كان أقسى من أي سيف. فجأة انفجر وانغ فنغ بعصبية:

> «أنت مجرد خادم تحت أمري! هذا أمر! جد لي حلاً!»

رد النظام بصوتٍ عميق، مكتفٍ بالأوامر:

> «تم استلام الأمر... جاري البحث عن إجابة للمضيف.»

لم تمض سوى ثوانٍ، لكنها بدت له دهرًا كاملاً، ثم أكمل النظام:

> «سو شياو تنتمي لعالم يتبع قوانين الدو تشي. عالمٌ ليس أقل من العالم الخالد في القوة والمساحة، لكنه بعيد جدًا. لديك حل واحد: التضحية بقوتك. حينها، سيسحب النظام جنودك وشياو وانغ منك. ستخسر كل شيء، لكنك ستصل إلى ذلك العالم بسلام.»

صمت وانغ فنغ، ثم أومأ برأسه وقال:

> «أنا موافق.»

ابتسمت روحه فجأة، تراوده راحة غريبة، شعور كأن عبئًا ثقيلًا قد رفع عن صدره. لكنه تذكّر شيئًا مهمًا، فتابع:

> «النظام، ابحث لي عن تلك الملكة. أريد أن أعرف أصلها.»

رد النظام بلا تردد:

> «تم استلام الأمر... إنها من هذا العالم، لكنها في غيبوبة على بُعد تسعة ملايين ميل شرقًا من مكان المضيف.»

تجمّد وانغ فنغ للحظة. كان يبحث عنها منذ زمن بعيد، لم يكن يتوقع أن يجدها في غيبوبة. اختفى فجأة من مكانه، وظهر فوق منطقة بعيدة، متنقلًا بسرعة الضوء بين النقاط، حتى وقف أمام كهفٍ ضخمٍ، وقال النظام:

> «هي داخل هذا الكهف.»

دخل وانغ فنغ بحذر، يترصد كل زاوية، وكل خطوة تخطوها رجلاه تتردد صدى في صمت الكهف البارد. الأرض مغطاة بالجليد، وكل نفَس يخرج من صدره يتجمد قبل أن يصل إلى الهواء.

وصل إلى حاجزٍ، هو نفسه الذي عبره في المرة السابقة، لكن هذه المرة كان مرئيًا له. لوّح بيده، وتلاشى الحاجز، ودخل بسهولة. الجو كان باردًا جدًا، لكن العزم أحرّ من أي برودة.

بعد عدة لفات في الكهف، وصل إلى مذبحٍ عظيم، وعلى التابوت من الجليد تفوح رائحة عطرية تخطف الأنفاس. اقترب، ومدّ يده، وطار الغطاء عن التابوت. هناك، كانت الملكة، لا تزال جميلة كما يتخيلها قلبه، والشقوق على ملابسها من آثار القتال السابق لا تزال موجودة.

خمن وانغ فنغ أنها دخلت في غيبوبة بعد قتالهم، كانت خصمه الوحيد الذي احترمه كمنافس، ولم يستطع قلبه أن يستغل ضعفها لقتلها. شعور غريب اجتاحه، مزيج من الأسى والاحترام.

رفع يده، وأعاد غطاء التابوت إلى مكانه، وكان على وشك الابتعاد، لكن فجأة انتشرت هالة باردة، شديدة البرودة، وسمع صوتًا مألوفًا، رقيقًا لكنه حاد كالثلج:

> «لم أتوقع أنك مثابر إلى هذه الدرجة...»

انفجر التابوت، وظهرت الملكة بجمالها العظيم كما كانت في السابق. التفت إليها وانغ فنغ، وسحره جمالها المختلف عن سو شياو ووانغ شياو، جمال بالغ وسحر خاص.

> «لقد مر وقت طويل...» قالها بصوتٍ ممتزج بالدهشة والاحترام.

لم يدم هاذا الترحيب طويلاً

ظهر أمامها، لكنها اختفت من مكانها، وظهرت خلفه في لمح البصر. أسرع منها، لكنه لم يتوقف، هاجم مئات المرات، ومع كل ضربة كانت تتلاشى يده أمامها.

توقف، نظر إليها بعصبية، ومع ذلك لم يستسلم. هاجم مرة أخرى مستخدمًا مهارة الجسر الرابع.

> «قفل الفراغ!»

تجمّد الفراغ حولها، وهاجمها بسرعة أكبر وقوة أعظم. هذه المرة كان مواكبً لها، وبدأا يتبادلان الضربات في سرعة تخطف الأبصار، تطايرت شرارات الطاقة في الهواء، وتشقق الكهف من شدة القوة.

خرجوا إلى الغابة، وبدأت الأشجار تنهار، والأرض تتشقق، ودوّى صدى الصرخات والضربات كأنه مهرجان من النار والجليد. رغم قوة وانغ فنغ، كان القتال متوازنًا، ولم يستخدم أي من جنوده ليبقى التعادل حيًا بينهما.

مع شروق الشمس، توقف وانغ فنغ عن القتال، يلهث بصعوبة، وقال:

> «ها نحن في نفس النقطة...»

نظرت إليه الملكة بعينين ثاقبتين، وقالت:

> «أنت جريء.»

وفجأة، سقط دم من فمها، كادت أن تسقط من السماء، لكنها تشبثت لتبدو قوية أمامه. نظر إليها وانغ فنغ، وقال بصدق:

> «أنت مصابة، حتى لو فزت سيكون هذا ظلمًا لك. فلننهيها بتعادل.»

نظرت إليه الملكة باستغراب، كادت تقول شيئًا، لكن صوته سبقها:

> «لا أعلم من أصابك أو لماذا هاجمتني قبل ستين عامًا، لكن كل شيء انتهى في هذه اللحظة. أنا ذاهب إلى مكان بعيد قد لا أعود منه، أردت فقط أن أودع غريمي.»

اختفى من المكان، وبقيت الملكة وحيدة في السماء، النسيم يلتف حولها، والغابة خلفها دُمرت بالكامل، والأشجار المحترقة تتصاعد كأشباح الماضي.

كانت المشاعر متناقضة، الاحترام والعداوة يختلطان في قلبها، لكنها رفعت رأسها، وعيناها تتلألأان بنورٍ شديد، كأنها تقول للعالم كله:

> "هذه هي القوة، وهذه هي النهاية."

---

2025/11/11 · 59 مشاهدة · 810 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025