الفصل..

---𝓩𝓔𝓡𝓞𝓸

مدينة وو جينغ…

كانت هذه المدينة العريقة هي الوجهة التي اختارها شياو يون، الخطوة الأولى في طريق طويل نحو الحصول على شارة كيميائي من الصف الرابع.

وفي قارة الدو… لا أحد يجرؤ على رفع صوته أمام كيميائي.

فالكيميائيون هم أسياد القارة، وحاملو أسرار النار والدو، وحكام المعادلات التي تغيّر مصائر العشائر.

ولذلك… فإن أول طريق خطاه شياو يون كان التوجه نحو جمعية الكيميائيين.

لكن…

شياو يون ما يزال يسير في أعماق الغابة.

كان يستطيع، بجرة إرادة، أن يشق الفراغ وينتقل مباشرة إلى المدينة…

لكن الاختراق إلى عالم الدو شي يتطلّب قرباناً من الطاقة، وفريسة مناسبة يمتصّها.

بحث عن وحش في مستوى دو شي، قلب غابة كاملة… ومع ذلك لم يعثر على شيء.

واصل السير بين الأشجار التي تلتف فوق بعضها كأذرع قديمة، ورائحة الأرض المبتلة تعبق في الهواء.

رفع رأسه نحو السماء…

كانت ثقيلة، محمّلة بالمطر…

ورغم ذلك ابتسم.

فهذا الجو الكثيف الملبد بالغيوم… كان ينعش روحه.

لكن صوته الداخلي انقطع حين دوّى في ذهنه التحذير:

— المضيف… هناك من يتتبعك.

لم يكن مفاجئاً.

ذلك الرجل الذي اقتحم غرفته ليلة أمس لن يتركه يغادر بسهولة.

ومع ذلك… كان شياو يون قد استعد لهذا الأمر.

فهمه لقانون الفراغ يجعله قادراً على الهرب متى شاء…

لكنه إن فعل، فسيتم كشف حقيقته.

كما أن ذلك الرجل لم يمسّه بأذى سابقاً… وهذا يعني أن هناك شيئاً آخر يدور.

كل ما عليه الآن… هو المراوغة.

حتى لو هوجم، فقوانين الفراغ تضمن له الهروب… إن لم يكن خصمه من القمم العليا.

لكن الحقيقة التي لم يدركها بعد…

هي أن من يلاحقونه هذه المرة اثنان.

الأول هو الرجل المقنّع ذاته…

أما الثاني…

فكان رجلاً يفيض هيبة حتى إن الفضاء حوله يبدو وكأنه يبتعد عنه بإجلال.

ملامحه حادة، لحيته خفيفة، عيناه أشبه بشفرات باردة، حاجباه عريضان، وشعره الطويل ينسدل فوق رداءٍ ذهبي يعود لمرتبة لا يلبسها إلا أفرادٌ من عوالم عالية.

كان ينظر اتجاه شياو يون بعيون خاوية…

لكن خلف خوائها كانت تكمن سلطة تكفي لتهشيم عشيرة بأكملها.

شياو يون ارتعش… ولو قليلاً.

حدسه ووعيه الإلهي أخبراه بأن أحد الرجلين… لا يمكن هزيمته أبداً.

الهروب منه وحده… سيكون معجزة.

حتى النظام نفسه أطلق التحذير:

— مضيف… مقاتلان من عوالم عليا يتجهان نحو موقعك.

عقل شياو يون اشتعل بحثاً عن مخرج…

ثم تذكّر.

هو قرب وادي خفافيش الدم…

وهي مخلوقات لا تكره شيئاً في الوجود… كما تكره الصوت.

فتح شقاً صغيراً في الفضاء وقفز خلاله، مستخدماً كل سرعته ليظهر فوق حافة الوادي المعتم.

تحت قدميه… كان الظلام عميقاً لدرجة يبتلع النظر.

أخرج ناي الأشباح السوداء…

قطعة أثرية مصنوعة من خشب يقال إنه امتص صرخات مئة روح.

رفع الناي… وبدأ العزف.

ليس عزفاً… بل إيقاظاً لقوة الصوت نفسها.

دوّى الصوت…

عنيفاً، مدمرّاً، يهزّ طبقات الهواء.

حتى الأرض تحت قدميه تشققت كأنها تحاول الفرار.

لقد سمع شياو يون ذات يوم أن الموجات الصوتية إن بلغت مستوى معيناً…

يمكنها إسقاط مدينة بأكملها.

والآن… رأى ذلك بأم عينه.

وبعد أن وصل الصوت ذروته…

قطع العزف فجأة، وفتح شقاً آخر وهرب داخله.

وما إن اختفى…

حتى اهتزّ الوادي بخروج آلاف الخفافيش الدموية، ضخمة بحجم الرجال، أنيابها طويلة، وأجنحتها تصفع الهواء كالعواصف.

انطلقت بجنون تبحث عن الجاني الذي أيقظ كرهها الأبدي.

ابتسم شياو يون…

فهو يعرف أن هذه ليست النهاية.

لكنها… الخطوة الأولى فقط.

داخل الفراغ…

بدأت يداه تتحركان برموز باهرة، والفضاء يرتج حوله.

— البعد الأول… امتصاص الروح.

تغير الفضاء، وظهرت خطوط سوداء على جسده.

ثم انفصلت منه روح تشبهه، شبح بلا قدمين يطفو في العدم.

تابع…

يداه ترسمان طلاسم من عالم آخر:

— البعد الثاني… ختم الفراغ.

تصلّب الفراغ… ثم أغلق بالكامل مثل قوقعة حديدية.

لقد فعل هذا لسبب واحد:

إن وجد الرجل جسده… فلن يرى سوى هيكل بلا روح، كحجر معلق داخل الفراغ.

أما روحه… فهي طليقته الحقيقية، يمكنه استعادتها متى شاء.

وبذلك… سيعتقد الجميع أن شياو يون قد مات.

بينما هو…

ما زال حياً، يبتسم في الظلال.

---

2025/11/17 · 39 مشاهدة · 609 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025