ملاحضة.. هاذا الفصل بداية ارك النجوم..
الفصل
كان شياو يون يجلس على صخرة في قلب الكهف المظلم، وعيونه الزرقاء تلمع بحماسة لا تضاهى. كانت مهارته الجديدة قد اكتسبت للتو المستوى الأول فقط، لكنها كانت البداية لمغامرة عظيمة. لم يستطع إخفاء فرحته، فقد أدرك أن هذه القدرة يمكن ترقيتها، وأن كل مستوى أعلى يعني قفزة هائلة في القوة والسرعة والسيطرة على قواه الداخلية.
تحمّس شياو يون لرؤية المستوى الثاني من مهارته، وهو يتخيل كيف ستزداد قوته وسرعته بشكل خيالي. ثم بدأ بتعلم فن الكيمياء تحت إشراف ياو جي، معلمه العظيم، لمدة تسعة أشهر متواصلة. خلال تلك الأشهر، فوجئ شياو يون بعمق معرفة ياو جي وخبرته الهائلة، فقد كان يمتلك معلومات لا تخطر على بال أي كيميائي عادي.
لكن شيئًا غريبًا لفت انتباهه؛ كان جسد ياو جي يبدو شفافًا شيئًا فشيئًا، وكأنه يتلاشى تدريجيًا. حاول شياو يون أن يخفي قلقه، لكنه لم يستطع تجاهل شعور الغموض الذي يحيط بمعلمه. حين سأل النظام عن ذلك، جاءه الرد بهدوء:
"لا تقلق… ياو جي على وشك الدخول في حالة تبادل الأرواح. هذه الحالة يختبرها الأقوياء عند نقاء روحهم الكامل، لكنها تستغرق وقتًا طويلًا جدًا."
وفي الشهر العاشر، لم يعد شياو يون قادرًا على رؤية معلمه بعينيه المجردتين. بدأ الشك يراوده، لكنه استجمع هدوءه وسأل النظام مجددًا، فأجابه النظام:
"كن مطمئنًا… هو على وشك إتمام تحوله الروحي. استعد، فإنك على وشك تجربة شيء لم يعشه أحد قبلك."
وفجأة، دوّى صوت معلمه في أذنه، واضحًا هذه المرة على الرغم من غيابه عن الرؤية المباشرة:
"تلميذي… لقد حان الوقت."
فتح شياو يون عينيه وفتح قلبه للنداء، متجهًا نحو مصدر الصوت بلا تردد. وقال بخفض رأسه احترامًا:
"سيدي…"
جاءه صوت ياو جي في داخله، كأنه من عالم آخر، وقال بنبرة مملوءة بالهيبة والفخر:
"هاه… أنت تلميذ موهوب حقًا. حتى أصحاب الدماء القوية لا يقارنون بك. لكن للأسف، لا أستطيع متابعة طريقي معك بعد الآن."
ظل شياو يون صامتًا، يراقب معلمه بعينين ثابتتين، يحاول أن يفهم. بعد لحظة صمت ثقيلة، أضاف ياو جي:
"أنا ذاهب للعزلة… لنقاء روحي. هذه العزلة ضرورية جدًا، ولا يمكنني الاستمرار بدونها."
تنهد شياو يون ببطء، وقال بصوت هادئ لكنه حازم:
"القدر يقرر أحيانًا ما يسمح به وما يمنعه… إنه لشرف عظيم أن أكون تلميذك، سيدي. لكن هل يمكنك الصبر حتى أتجاوز الصف الخامس من فن الكيمياء؟"
صمت ياو جي لحظة، ثم رد:
"سيكون مشهدًا جميلاً قبل دخولي ذلك العالم… أنت لم تعرف بعد عظمة التجربة القادمة."
ومع هذا، كان شياو يون مضطرًا لمواصلة تدريبه. صنع حبة كيميائية من المستوى الخامس بسرعة مذهلة، وكأنه يريد أن يشهد دهشة معلمه، لكن النظام أوقفه بحزم:
"لقد دخل ياو جي في حالة اللاوعي الآن…"
مرّت الأيام، وكان شياو يون يراقب تحركاته الداخلية، حتى جاء اليوم الذي كان فيه على وشك الانطلاق. لكنه فوجئ بإشعار من النظام:
"مهمة ملكية جديدة."
تجمد شياو يون للحظة. هذه هي المرة الأولى التي تُصدر فيها له مهمة رسمية بهذا المستوى. قرأ تفاصيل المهمة بعينين متسعتين:
1. الانتقال إلى المجال الفسيح.
2. تسجيل الدخول إلى قارة يانجي.
3. الوصول إلى مذبح دونغ فونغ والحصول على خريطة المجالات التسعة.
4. جمع دماء تسعة كائنات كونية.
5. قتل تسعة ملايين وحش شيطاني، مع احتساب قوة الوحوش بشكل عشوائي؛ فكلما قتلت وحشًا أقوى زادت نسبة النجاح.
6. أن تصبح صديقًا لأبناء السماء الثلاثة.
7. أن تصبح تلميذًا لسيد المدينة.
8. الزواج من ذلك العالم.
9. أن ينتشر اسمك في نطاقات متعددة.
10. الحصول على قلب ملك النجوم.
قرأ شياو يون المهام بتمعن، ثم عبس وقال:
"أنا أرفض هذه المهمة…"
توقف النظام للحظة، ثم تحدث بصوت بارد وجاد:
"ولماذا؟"
أجاب شياو يون بثقة:
"هذه المهمة ستستغرق وقتًا طويلاً جدًا… ولن أسمح لأحد أن يسلب مني سنوات حياتي." كما اني لا املك الوقت الكافي للعثور على سو شياو
سكت النظام قليلًا، ثم قال بنبرة أكثر راحة:
"لا تقلق… المجال الفسيح خارج نطاق قارة دو تشي، والزمن هناك يسير بشكل عكسي. أي أنك لو عشت مئة ألف عام هناك، ستظل مئة عام هنا فقط، والعكس صحيح. إذا عدت سالمًا، ستحصل على قوة عظيمة، وستحصل على جميع المعلومات عن سو شياو، وستستعيد جنودك وكل ما فقدته."
توقف شياو يون لحظة، وأخذ يقيس كل شيء بعناية. حسب قدراته، ومهاراته، والنظام، وفهم أن إتمام المهام لن يستغرق مئة ألف عام كما توقع، فأومأ برأسه موافقًا.
فور موافقته، بدأت الأرض تهتز من حوله. الكهف الذي كان ملاذه تحول تدريجيًا إلى بوابة سوداء ضخمة، تدفق منها ضوء قاتم يمزج بين القوة والغموض. كانت هذه هي البوابة التي دخل بها العالم الجديد، وستخرج منه مرة أخرى، محملة بالقوة والمجد.
ابتسم شياو يون للمرة الأخيرة، ونظر خلفه إلى المكان الذي قضى فيه أشهرًا من التعلم والنمو، ثم خطى بخطوات ثابتة نحو البوابة، مستعدًا لمغامرة جديدة في عالم النجم المبتلع، عالم القارات الغامضة والمجالات الواسعة، حيث ستتسع شهرة اسمه لتشمل عوالم متعددة، وسيرتفع إلى مستويات لم يصلها أحد من قبل.
بينما كان يتقدم، شعر بالقوة تتدفق في عروقه، ووعي الروح يرتفع إلى آفاق جديدة. كل خطوة كانت بوابة لعظمة لم يعرفها أحد، وكل نفس كان يتنفسه يقربه من الأساطير التي ستروى عن شياو يون في كل الزمان.
بدأ رحلته، ليس مجرد تلميذ، بل ملك النجوم في عالمه الجديد…