الفصل.... جنون

ملاحضة.. الفصل دموي... ولا انصح الأطفال بقرائته

ابتسم وانغ فنغ ابتسامة باهتة، متعبة، وهو يتقدّم بخطوات هادئة نحو ذلك الدرع الموضوع على الرفّ المعدني. كانت الفتاة تقف على بُعد أمتار قليلة، تتفحّص المعروضات بعينيها الهادئتين، بينما كان هو يشعر أنّ هذا الدرع بالذات… قد خُلق لأجله.

مدّ يده ليلتقطه، لكن صوتًا حادًا اخترق الهدوء:

"أنا سأشتريه."

توقفت يد وانغ فنغ في الهواء، وعبست ملامحه. كان الصوت لرجل يرتدي درعًا أحمر داكنًا، ملامحه متعجرفة، وخُطى ثقيلة تدلّ على قوة لا يُستهان بها.

وفورًا… ظهر إشعار النظام أمامه:

"تحليل هوية… النتيجة: أحد أبناء السماء الثلاثة."

لم يكن ما يحدث منطقيًا. هذا اليوم وحده، واجه فيه وانغ فنغ من المصادفات والخصومات ما يكفي لسنة كاملة، لكنه رغم ذلك… ابتلع غضبه، وتراجع خطوة إلى الخلف.

حوّل نظره إلى الدروع الأخرى، لكن لم يجد شيئًا يستحق الالتفات. ومع شعور ضيق يتسلل إلى صدره، استدار ليغادر المتجر.

إلا أن صوت النظام عاد:

"نصيحة… لو فنغ، ملك الخيال النجمي، وملك الليل… متجهون إلى مهمة جديدة. يمكنك اللحاق بهم."

أرسل النظام له أسماءهم، مواقعهم، وطريقة الالتحاق بالمهمة.

ولأنه لم يرغب في إضاعة الوقت، استخدم بطاقته وقدّم على نفس المهمة… لكنه لم يكن مضطرًا للذهاب معهم، ولهذا اختار الذهاب وحده.

وقبل المغادرة، عاد إلى المتجر الذي ترك فيه سيفه الأسود ليخضع للصيانة. استلمه، وتفقّد حافته القاتمة التي تشبه سماء ليلة ممزقة، ثم خرج دون كلمة واحدة.

وجهته التالية… جزيرة الضباب.

لكن حين وصل، اكتشف أنها ليست جزيرة… بل كوكب كامل مغطّى بالضباب.

وفي اللحظة التي وطأت قدماه سطحه، ظهر إشعار جديد:

---

مهمة جديدة

اقتل ألف وحش من مستوى سيد عالم.

المكافآت:

1. سفينة فضائية مزودة بكاشف أعداء وذكاء اصطناعي خاص.

2. عشرة مليارات من عملة هون يوان.

3. مهارة: ختم القلب.

---

ابتسم وانغ فنغ… ثم تقدّم بخطوات ثابتة إلى داخل الكوكب.

كانت السماء مشققة بالغيوم الرمادية، والجبال تمتد كأنها تنهض من الضباب لتحارب الرياح. أما الأرض، فكانت صحراء محروقة، اختفت معالمها تحت آثار حروب لا تنتهي.

وفوق ساحة معركة واسعة، ظهر وانغ فنغ.

كان البشر في الأسفل يقاتلون آلاف الوحوش، صرخات تتعالى من كل الاتجاهات، دماء تختلط بالغبار، وحرارة المعركة تكاد تخنق الهواء نفسه.

ومن بين الجيوش لاحظ مجموعة تقاتل بقوة رهيبة… رجال ملك الخيال النجمي. كانوا يندفعون كعاصفة سوداء تشقّ خطوط الوحوش، ومع تقدمهم بدأ جيش الشياطين يتراجع.

لكن وانغ فنغ لم يكن هنا ليراقب.

مدّ يده إلى سيفه الأسود المربوط على ظهره… وفورًا تغيّرت ملامحه. أصبح شعره أحمر قاتمًا، وجلده شاحبًا. لقد عاد إلى هيئة ملك الدم.

مجرد حمله للسيف… كان كافيًا لزرع الرعب. فكيف إذا لوّح به؟

لوّح مرة واحدة—

فانشقت السماء.

الضربة قطعت الفضاء نفسه، مكوّنة خطًا أسود يبتلع الضوء. اختفت الوحوش في الأسفل قبل أن تفهم ما يحدث. وفي اللحظة التالية…

بووووم—

اهتز الكوكب.

انهار الفراغ المحيط.

وتحوّلت آلاف الوحوش إلى غبار أحمر.

لكن البشر… لم ينجوا جميعًا. رغم أن وانغ فنغ حاول إبعاد الهجوم عنهم، إلا أن موجة الصدمة أصابت كثيرين. سقط بعضهم فاقدين للوعي… وآخرون لم ينهضوا أبدًا.

وفور توقف الغبار، جاء صوت النظام:

"تم قتل 7000 وحش.

تم امتصاص 40% من كل وحش.

المضيف يرتقي إلى: المستوى الثالث – سيد عالم."

طاقة مرعبة اجتاحت جسده. شعر بقوة تكفي لتمزيق السماوات نفسها… لكنه فجأة توقّف عن الابتسام.

شيء خاطئ…

جداً خاطئ.

صوت خافت بدأ يهمس داخل رأسه. ضربات ألم حادّ، كأن دمه يغلي داخل عروقه.

"أيها النظام… ماذا يحدث لي؟!"

أجابه النظام بصوت بارد:

"هذا تأثير هيئة ملك الدم. دمك يحتاج إلى دماء مخلوقات عظيمة ليستقر. وإلا… ستفقد السيطرة."

وبدأت أفكار القتل تغزو عقله. لم يعد يرى إلا الدم…

الدم…

المزيد من الدم.

وقبل أن يسقط في الجنون، اختفى من المكان.

ظهر في فضاء مليء بالألوان، لكنه لم يكن قادرًا على التفكير بوضوح. كان آخر خيط من عقله يتمسّك بشيء واحد…

تلك الفتاة… سيليا… دمها قوي. قد ينقذه.

فعمل بقانون الفراغ… واستدعاها.

في ساحة المعركة، كانت سيليا تقاتل بشراسة، تتنقل لمسافات بعيدة بموهبتها الخاصة. لكنها فجأة… فقدت قدرتها على النقل.

وحين حاول أحد الوحوش قتلها—

اختفى المشهد أمامها…

ووجدت نفسها أمام وانغ فنغ.

كان واقفًا، يتنفس بصعوبة، عيناه محمرتان كجمرتين، وجسده يرتجف… كأنه مصاص دماء على وشك الانفجار.

قالت بحذر وهي تتراجع:

"من أنت؟"

لكن وانغ فنغ لم يجب. رائحـة دمها وصلت إليه… وجعلته يقترب خطوة أخرى.

هاجمت بسرعة بركلة قوية نحو صدره—

لكنه أوقف قدمها بمعصمه.

لم يشعر بالألم…

أما ذراعه فقد تشققت من الداخل رغم الدرع الذي يرتديه.

تراجعت سيليا، تستعد للهجوم مجددًا…

لكن وانغ فنغ رفع سيفه—

وضربة واحدة بسيطة…

جعلت قلبها يرتجف.

لقد شعرت… بالموت يقترب.

لكن فات الأوان حيث إنها تلقت ضربة حطّمت درعها وجعلتها تنزف…

أمامها تشقق الفضاء من الضربة وتعرّضت لإصابات بالغة…

تحطّم درعها الأحمر… وظهرت أجزاء من خصرها وقدميها، كانت جميلة وآسرة…

"الوغد… كيف تجرؤ على إيذاء شخص من عائلة جي…"

قالت هذه الكلمات وهي تحاول الوقوف…

لكن وانغ فنغ… لم يتحمّل أكثر من ذلك… اختفى من مكانه وظهر أمامها…

"ماذا…" قالت هذه الكلمة قبل أن تُصدم بما حدث بعدها…

وجدت نفسها بين ذراعيه… وهو ينظر إليها بعيون محمرة…

عندما استوعبت موقعها… انفجرت غضبًا…

"كيف تجرؤ!" وحاولت المقاومة بكل الطرق منشئة هالة مرعبة… لكن وانغ فنغ لم يهتم، بل انقضّ على رقبتها…

وبدأ يمتصّ دماءها…

كانت دماؤها عبارة عن مهدّئ بالنسبة له…

على هذه الحركة زاد غضبها… كانت على وشك تدمير نفسها بسبب هذا الإذلال…

لكن… ما أوقفها هو هذا الفضاء الغريب، لم تقدر استخدام الفضاء داخله ولا حتى تفجير نفسها…

لقد كانت تتعرض للإهانة دون حول ولا قوة… ولهذا لم يكن أمامها سوى ذرف الدموع… وكانت تقاوم بضرب صدره بقوة…

لكن وانغ فنغ لم يتوقف عن امتصاص دمائها، بل… بدل رقبتها انقضّ على شفتيها… وبدأ يمتص الدماء بشكل أكبر… كانت دماؤها تتسرب من داخلها إليه…

بعد لحظات… سقطت أرضًا فاقدة للوعي بسبب نقص الدم…

أما وانغ فنغ، فعاد إليه جزء من وعيه مستدركًا ما فعله بعد رؤية حال هذه الفتاة… ظن أنها ماتت… لكن النظام أوقفه قائلاً:

"لقد أكمل المضيف المهمة… قتل ألف وحش…

وحصل على سفينة فضائية مزوّدة بكاشف أعداء وذكاء خاص…

وحصل على عشرة مليارات عملة هون يوان…

وحصل على ختم القلب…"

كانت السفينة والمال مخزّنين في فضاء النظام… أما ختم القلب، فبمجرد حصوله عليه، عرف أنه مهارة لعنة، بمجرد تنفيذها سيكون حيّ وموت الشخص بين يديك، لكن الجانب السيئ منها… أنها لا تُستخدم إلا مرة واحدة، وفوق هذا يجب أن يكون الشخص أضعف منه…

كان وانغ فنغ يعتقد أنها عديمة الفائدة، لأنه ما دام الشخص أضعف منه يمكنه بسهولة قتله… لكن جاء صوت النظام:

"ملاحظة: يُرجى من المضيف إنقاذ سيليا… إنها تحمل دماء نقية، وهي مفيدة جدًا للمضيف، كما أن الحصول على دماء قوية أخرى سيكون صعبًا جدًا… لهذا يُنصح بهذه الفتاة."

نظر وانغ فنغ إلى هذه الفتاة التي تسيل دمًا… نظر إلى جمالها… نظر إلى جسدها الجميل، وتذكر أنه امتص دماءها بدون إذنها… نظر إلى المكان الذي انهمر منه الدم في رقبتها… كما أنه أصابها بشدة بسبب هجومه…

تنهد واقتنع بكلام النظام…

حرّك يده واستدعى سفينته الجديدة…

كانت على شكل طائر… لكنها بحجم ناطحة سحاب… كما أنها تملك أسلحة ظاهرة…

كانت جميلة وقوية.

حمل تلك الفتاة بين ذراعيه ودخل…

بمجرد دخوله… رحّب به صوت آلي:

"مرحبًا سيدي… أنا إيميلي… ذكاء السفينة الخاص."

ظهرت أمامه سيدة آلية تملك ملامح معدنية…

لم يهتم وانغ فنغ… لكنه أمر:

"خذيها وعالجيها…"

عند ساحة المعركة كان لو فنغ وملك الليل… يبحثون عن سيليا بجنون، كما أن ملك الليل كان أكثر غضبًا… لأنها أخته… وطلب تعزيزات عائلة جي…

في السفينة…

كانت سيليا في كبسولة… وهي تتعالج…

كان وانغ فنغ أمام إيميلي… وهي تقول:

"سيدي، يبدو أنها فقدت الكثير من الدماء وهي بحاجة ماسّة إلى مكملات…"

تنهد وانغ فنغ… وأخرج بطاقته السوداء وأعطاها إيّاها… وذهب لغرفة تدريب السفينة…

كانت السفينة مقسّمة لثلاثة أجزاء… غرفة تدريب… غرفة عالم افتراضي… وقمرة القيادة…

عند دخوله… وجد نفسه في ساحة قتالية… كان خصمه محاربًا في المستوى الثالث من سيد عالم…

لكنه لم يهتم، جرّب بعض مهاراته وخرج…

عند خروجه كانت سيليا مستيقظة لكنها لا تستطيع الحركة… ذهب إليها… عند رؤيته…

تغيّرت ملامح وجهها وقالت:

"أنت ميت… أنا سأقتلك!"

ذكّرته كلماتها بسو شياو… عندما التقيا لأول مرة…

لكن بمجرد أن اقترب أكثر وشمّ رائحة دمائها… لم يتحمّل…

كان أشبه بطفل رُميت أمامه الحلوى…

ظهر أمامها، أمسك بذراعها واقترب منها منقضًا على رقبتها… كانت متعبة جدًا ولم تستطع فعل شيء سوى ذرف الدموع… بعد لحظات عاد لوعيه وأحس بما فعله…

تراجع للخلف… وشعر بخجل من نفسه… لكنه كان مجبورًا على فعل ذلك… لهذا قال بجدية:

"لا أعلم من أنتِ أو من أي عائلة… لكن من الآن فصاعدًا… ستكونين تحت رحمتي."

وأطلق عليها ختم القلب… مقيّدًا روحها…

"وأكمل . حياتك بين يدي…"..

~...

اعرف بالغت شوي. بس الرواية من الفصل الأولا لا تملك قتالات او مواقف دموية.. لهاذا اعتذر 🙂

---

2025/11/25 · 25 مشاهدة · 1372 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025