الفصل:: 33

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كانت الملكة، حاكمة خلية النحل الملكي، تمتلك قوة ماركيز خالد من المستوى السابع، بينما وانغ فنغ لم يكن سوى سيد عالم من المستوى الثالث… فرق كوني، لا يمكن لعقل بشري أو وحش أن يتخيل تجاوزه.

لكن في لحظة يأس وجرأة، خطرت في ذهنه فكرة مجنونة…

تفعيل جسد ملك الجان وهيئة ملك الدم، معًا… في اللحظة نفسها.

كانت الملكة تهجم عليه، تطوي المسافة بينهما لتسدّد ضربة قاتلة. لكن قبل أن يصل نصلها، انفجرت من جسده هالة مدمّرة، كأنها نَفَس شيطان خرج من رحم الفوضى.

اهتز الفراغ، وتشقق كأنه زجاج هش. الجبال تمددت وانسحقت بفعل الضغط. أما الملكة، التي كانت واثقة من فوزها، فقد طارت كأن عاصفة سماوية صدمتها، لترتطم بجبل بعيد، محطمّة أجزاء منه.

لكن وانغ فنغ لم يكن أفضل حالًا…

جسد ملك الجان وهيئة ملك الدم لم يُخلقا ليعملا معًا. كلاهما بدأ يصطدم ويتنافر داخل جسده، كما لو أن روحين ملكيتين تحاولان تمزيق الوعاء الذي يجمعهما. الألم الذي انفجر في رأسه كان كأنه شفرات من البرق تُغرز في جمجمته دون رحمة.

ومع ذلك… وسط هذا الجحيم…

كان يشعر بقوته ترتفع بجنون. ترتفع وتتمدد وتتشوّه حتى تجاوزت حدود جسده نفسه.

ومع اشتداد العذاب، كان يمشي إلى الأمام.

لا توقف…

لا تراجع…

كان يريد أن يصنع هيئة جديدة… هيئة لم يشهدها عالم أركانيا ولا العوالم العليا.

تبدلت ملامحه، تغير جلده، اشتعلت دمه. وفي الخارج، لم تحتمل البيئة المحيطة آثار الطاقة المتدفقة منه. نصف الغابة اختفى، السماء تشققت، والهواء صار رمادًا.

بل إن جزءًا من تلك الطاقة العنيفة تسرّب إلى خارج الكوكب نفسه.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

في الفضاء الخارجي…

كانت هناك سفينة ضخمة بشكل مثلث مقلوب، تطفو فوق الظلام اللامنتهي.

داخلها جلست امرأة فاتنة الجمال: درع أبيض كالجليد، عينين زرقاوين كالسماء، بشرة صافية وشعر طويل ينساب كأنغام الماء.

اسمها… إيليا.

وقف أحد التابعين أمامها قائلاً:

«سيدتي إيليا… نحن نقترب من كوكب أركانيا.»

أجابت بصوت عذب لكنه يحمل بردًا في أطرافه:

«بسبب الخسائر التي سبّبها جيش الحشرات، أمرني سيدي أن أقضي عليهم جميعًا.»

ضحك التابع بسخرية:

«إرسال ماركيز خالد لمهمة صغيرة كهذه… إهانة فعلًا.»

قاطعته ببرود:

«لا داعي للتذمر… هناك شيء يريد سيدي التأكد منه.»

وفجأة…

تحولت الشاشات الزرقاء الهادئة إلى حمراء، تنذر بخطر داهم.

دخل شخص آخر قائلًا بصوت متوتر:

«سيدتي… هناك سيد عالم على كوكب أركانيا… يقاتل ملكة النحل!»

عبست إيليا.

المهمة لها… فمن يجرؤ على التدخل؟

«من؟» سألت بصرامة.

أجاب:

«إنه… ملك الدم.»

تجمدت لوهلة.

تذكرت كلمات معلمها عندما شاهد تسجيلًا لذلك الشاب.

قال حينها:

"لقد وصل هذا الشاب إلى مستوى مذهل في فن السيف…"

كانت تلك الكلمات ثقيلة على قلبها.

فهي جميلة، موهوبة، قوية… ومع ذلك، نادرًا ما يمدحها معلمها.

لكن ملك الدم؟

مدحه بابتسامة.

لذلك… رغبت في مواجهته.

لكن ما لم يخطر لها قط…

هو أن الملكة، التي أتت لقتل وانغ فنغ، أصبحت الآن راكعة أمامه بهيئته الجديدة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كان يقف أمامها، نصف شعره أسود والنصف الآخر أبيض.

عيناه بلا ملامح… فقط سواد مطلق وبياض مطلق.

ستة أجنحة خلف ظهره…

ثلاثة سوداء وثلاثة بيضاء…

هيئة لم يشهدها الكون.

نظر إليها بهدوء…

مدّ إصبعه إلى الأسفل…

واختفى من مكانه.

في اللحظة التالية…

توقّف نفس الملكة، وظهرت شقوق بيضاء تتسلل عبر جسدها.

ثم…

انفجرت إلى قطع صغيرة، وكأن قضاءً سماويًا مزق وجودها.

ظهر وانغ فنغ فوق الكوكب، يحدق في الفضاء.

وفي اللحظة نفسها كانت سفينة إيليا قد وصلت قرب الكوكب.

خرجت من السفينة بسرعة، متجهة نحو ساحة القتال، لكن طريقها اعترضه شخص ذو ستة أجنحة يقف في الفضاء بهدوء قاتل.

لم تفهم السبب…

لكن جماله… هيبته…

قيّد نظراتها دون أن تشعر.

راقبته، كل حركة، كل نفس…

حتى رفع سيفًا أسود ظهر بيده.

لوّح به ضربة أفقية نحو الكوكب.

ضربة… عادية.

لكن أثرها…

جعل إيليا تتجمد من الصدمة.

في لحظات…

الكوكب الشامخ انشق نصفين.

دُمر… تلاشى…

وذلك الشخص اختفى بعدها بلا أي أثر.

ماركيز خالد…

امرأة تستطيع النجاة من انفجار نجم…

لكنها لم تستطع النجاة من وقع تلك الضربة…

ومن وقع تلك الهيئة.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما وانغ فنغ…

فكان يعاني من صداع مرعب.

نفسه يتسارع، جسده يهتز.

لقد وصل حدوده…

هذه الهيئة تستنزف طاقته وصحته بشكل مدمر.

لكن صوت النظام أنقذه:

«أكمل المضيف المهمة. تمت المكافآت:

– قوة ماركيز خالد.

– درع ملكة الأقزام.

– ناي ملك الألحان.

– وصول هيئة ملك الدم إلى المستوى الثاني: إمبراطور الدم.

نظرًا لتغير هيئة ملك الدم… سيتم رفع الهيئة الجديدة مستوى إضافيًا.»

شعر بجسده ينتفض.

قفزة مرعبة…

قوته ارتفعت حتى صار يشعر أن جسده غير قابل للتدمير.

نواة صغيرة ظهرت في صدره.

رؤيته أصبحت مختلفة… يرى العالم بأنوار جديدة لم يعهدها.

الفضاء حوله لم يتشقق… بل اختفى.

العطش لدماء سيليا بدأ يشتعل بداخله.

ظهرت المكافأة الثانية: درع وردي أنيق، مصمم لجسد فتاة.

خزّنه فورًا.

ثم ناي أسود تتدلى منه قطعة يشم زرقاء مشرقة.

لكن…

عندما ظهرت المكافأة الثالثة…

انفجر الألم داخله. شعر أن جسده سينفجر.

اختفى وعيه ووجد نفسه في مكان آخر.

كان أمامه رجل… يشبهه.

يقف أمام حشد من الكواكب وثقب أسود ضخم.

رفع الرجل سيفًا قصيرًا وقال:

"سيف الذرة…"

ثم أنزل الضربة.

شقًا مرعبًا مزّق الفراغ والكواكب وشقّ الثقب الأسود نفسه إلى نصفين.

مشهد يفوق الخيال.

التفت الرجل إليه…

وفور ذلك عاد لوعيه.

شعر بوجود جناحين جديدين خلف ظهره.

سرعته… تضاعفت عشرات المرات.

طريقه في السيف… انفجر قوة ونضجًا.

ومهارة سيف الذرة وصلت للمستوى الثاني.

لكن الآن…

كان هناك شيء واحد يملأ كيانه بالكامل…

رغبة قاتلة في دماء سيليا.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

.

2025/11/26 · 27 مشاهدة · 838 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025