:الفصل... العودة. وانتهاء الرحلة

━━━━━━━━━━━━━━━.

كان وانغ فنغ يفقد سيطرته شيئاً فشيئاً، وكأن كل ما يربطه بوعيه ينقطع خيطاً بعد آخر. تحولت أنفاسه إلى زفرات ثقيلة، وامتلأت عيناه بذلك اللمعان الوحشي الذي لا يظهر إلا عندما تشتد عليه رغبة الدم. بدا كوحش جائع خرج لتوّه من ظلام عمره آلاف السنين، يبحث عن شيء واحد فقط… الدم.

أما سيليا، التي كانت قبل لحظات تقف بشجاعة لا مثيل لها، فقد شعرت في تلك اللحظة بخوف لم تعرفه من قبل. لم تكن خائفة من الموت، بل من مظهره… من تحوله… من ذلك الهوس الغريب في عينيه. تراجعت خطوتين إلى الخلف، قلبها يخفق بعنف وقالت بصوت مرتجف:

— لقد ماتوا جميعاً… لم يبقَ أحد بعد انفجار المذبح…

لكن وانغ فنغ لم يسمع شيئاً. لم يرَ شيئاً. لم يشعر بشيء سوى الرغبة الحارقة التي تشتعل داخله. لم يكن أمامه إلا الدم… ولم يرَ في العالم إلا نبض دمائها.

عندها دوّى صوت النظام داخله ببرود:

"أعطِها إحدى جرعات الدماء، وستستعيد كامل صحتها."

وبشكل مفاجئ، ورغم فقدانه السيطرة، تحركت يده تلقائياً بفعل أمر النظام. أخرج إحدى زجاجات الدم ورماها باتجاهها.

التقطتها سيليا بقلق، ثم صاحت:

— ما هذا؟!

أجاب بجملة واحدة قصيرة، بصوت فقد معظم دفئه:

— اشربيه وحسب…

كانت قلقة من هيئته، لكن خوفها من نظرة عينيه كان أشد، فرفعت الزجاجة وشربتها دفعة واحدة دون أن تترك فيها قطرة. وبعد لحظات قليلة شعرت بأن إصاباتها تلتئم بسرعة مرعبة، وعظامها تعود للتشكل، وطاقتها ترتفع كأنما تصب فيها حياة جديدة.

كانت على وشك التعبير عن دهشتها وفرحتها…

لكن فجأة وجدت نفسها بين ذراعي وانغ فنغ.

لم تستطع حتى أن تتنفس. لم يُعطها فرصة. انحنى عليها بشراسة، وغرس أنيابه في رقبتها، وبدأ يمتص دمها بلا تردد.

شهقت… لكنها لم تقاوم.

ومنذ فترة — ومن دون أن تفهم السبب — كلما اقترب أكثر تضاءلت رغبتها في المقاومة شيئاً فشيئاً. كأن جسدها يخضع لإرادته بشكل طبيعي. ولهذا… تركته يفعل ما يشاء. فهي في كل الأحوال لا تستطيع فعل الكثير أمامه.

مرت لحظات طويلة شعرت فيها بأن حرارة غريبة تنتشر في جسدها، وبأن نبضها يتباطأ. لكنها فجأة أحست بشيء مختلف…

انخفض ضغط فكيه على رقبتها…

وتباطأت سرعة امتصاصه بشدة…

حتى توقفت تماماً.

رفع رأسه قليلاً… لكنه لم يتحرك.

ولم تسمع أنفاسه.

تجمدت سيليا، قلبها يضرب في صدرها بعنف.

ماذا حدث؟

هل أغمي عليه؟

هل مات؟

هل يمكن لمثل وانغ فنغ… أن ينهار هكذا؟

تراجعت خطوتين بخوف، ثم انحنت ببطء لتنظر إلى وجهه.

كان وجهه الجميل — الذي كثيراً ما رغبت في لكمه — مغطى بالكامل بخطوط حمراء متداخلة، وكأن الدم يغلي تحت جلده. عيناه مغلقتان تماماً، وهالته المرعبة اختفت بالكامل… حتى سقوطه على كتفيها أثبت لها أنه فاقد للوعي حقاً.

ارتجف جسدها…

لو أخطأت في أي شيء واستيقظ عليها فجأة… ربما يمحو وجودها بالكامل.

لكنها تذكرت شيئاً…

تذكرت ختم القلب الذي وضعه عليها.

وتذكرت كلمته التي لن تنساها ما حييت:

"حياتك… ملكي."

ابتلعت ريقها.

كانت قوية وشجاعة طوال حياتها. لكنها أمامه تصبح مثل قطة صغيرة ترتجف.

ومع ذلك…

قررت.

قررت أن تنقذه.

ببطء شديد أنزلته على الأرض، ثم أخرجت خنجراً صغيراً. قبضت عليه بقوة، وقطعت كفها. انفجر الدم الذهبي من جرحها، متدفقاً بكثافة.

وضعت يدها على شفتي وانغ فنغ… ثم دفعتها إلى فمه.

بعد ثوانٍ قليلة…

بدأت الخطوط الحمراء على وجهه تتلاشى.

وعاد لون جلده الطبيعي.

تنفّس ببطء، ثم عاد صدره للارتفاع والانخفاض كما يجب.

لكن… لم يستيقظ.

رغم ذلك، كانت تتأكد من أن حياته تعود شيئاً فشيئاً. ارتاحت قليلاً، وهمّت بسحب يدها…

لكن فجأة، أطبقت أسنانه عليها بشراسة!

شهقت بألم، فهذه المرة كان امتصاصه سريعاً جداً. سريعاً لدرجة أنها شعرت بأن وريدها يجف. حاولت سحب يدها… بلا فائدة. أصبحت يدها ثقيلة كأنها قطعة حجر. لم تفهم السبب. لم تستطع تحريكها… وكأن شيئاً ما يمنعها من الهرب.

ومع مرور الوقت بدأ وجهها يشحب، وأنفاسها تصبح ضعيفة…

حتى فتح وانغ فنغ عينيه فجأة.

وفي اللحظة ذاتها تمكّنت أخيراً من سحب يدها بسرعة، وهي تلهث كأنها كانت تحت الماء لوقت طويل.

جلس وانغ فنغ ببطء، ناظرًا إليها. عينيه كانتا أكثر هدوءاً بكثير. قال بصوت منخفض:

— أنتِ جريئة حقاً لتقتربي مني… وأنا في تلك الحالة.

كانت سيليا ترتجف من الإرهاق، لكنها رغم ذلك نظرت إليه بغضب.

عيناها الذهبية اشتعلتا مثل لهب صغير وهي تقول:

— أنا… أكرهك.

ابتسم…

ابتسامة سخرية هادئة جعلتها أكثر غضباً.

بالنسبة له، أي شخص عاقل سيهرب منه وهو فاقد السيطرة… أو على الأقل سيحاول قتله.

لكنها، رغم جنونها… حاولت إنقاذه.

أخرج علبتين من الدم — آخر ما يملكه — وقال:

— هذه دماء قوية. استخدميها لتتعافي كلياً.

لكنها أدارت رأسها بعناد طفولي وقالت:

— مستحيل… لن أشرب شيئاً منك بعد الآن!

ابتسم مرة أخرى… ثم اختفى.

وفي أقل من ثانية ظهر خلفها.

شهقت.

لم تستطع حتى تحليل ما حدث قبل أن تجد نفسها مرة أخرى بين ذراعيه.

تجمدت.

كل مرة يقترب منها، يكون مثل وحش نصف مجنون، وكل ما يريده هو دمها…

لكن الآن، هو لا يريد دمها.

بل يحتضنها هي.

احمرّ وجهها فوراً، وصرخت بخجل واضح:

— م—ما الذي تفعله؟! ابتعد عني فوراً!

كانت تدفعه بيديها بكل قوتها… بلا فائدة.

اقترب منها أكثر وقال بصوت منخفض:

— عندما أطلب شيئاً… يجب عليك فعله. مهما كان.

وصلت إلى حدها الأقصى وقالت وهي تكاد تبكي من الخجل:

— نعم… فقط ابتعد عني!

أفلتها أخيراً.

تناولت الدماء وعاد جسدها لوضعه الطبيعي خلال دقائق. كانت سعيدة لكنها ارادت ان تعود الى عائلتها

لكن بمجرد أن عاد وانغ فنغ نسيت هاذا الفكرة

وبعدها توجها معاً إلى السفينة.

توالت السنوات شيئ فشيئ حتى

━━━━━━━━━━━

مرّ ألف عام بعد ذلك الحادث…

━━━━━━━━━━━

وخلال هذه الألف سنة، أنجز جي شياو ستاً من مهماته ومعا الثلاثة التي انجزها من قبل اصبح منجز تسعة ولم يبقَ إلا الأخيرة: قتل تسعة ملايين وحش.

كما أنه تجاوز جميع حدوده السابقة، وحتّى أصبح يوماً ما تلميذًا لأحد أسياد المدن، لكنه انفصل عنه بعد فترة لأنه ببساطة… تجاوز قوته بكثير.

على مدار هذه القرون، قتل أربعة من أسياد المدن بيده، وتطورت قوته بشكل مرعب.

وكان التطور الأهم هو الهيئة التي ابتكرها بنفسه:

هيئة ملك السيف.

وصلت هذه الهيئة إلى مئة جناح، ثم اندمجت تدريجياً لتصبح عشرة أجنحة كونية، قوة كل جناح منها تكفي لتمزيق بُعد كامل.

وخلال تلك الفترة وصل إلى مستوى:

إمبراطور الفراغ.

مستوى مخيف، جعل اسمه ينتشر في كل الأكوان كالعاصفة.

حقق كل شروط المهام…

ولم تبقَ إلا الأخيرة.

━━━━━━━━━━━

في فضاء ميت… لا صوت فيه ولا حياة…

━━━━━━━━━━━

تكور الفضاء حول نفسه، ثم تشكل على هيئة وانغ فنغ.

ظهر جسده محاطًا بعشرة أزواج من الأجنحة؛ أحدها أبيض لامع، والآخر أسود داكن.

عيناه… إحداهما رمادية، والأخرى سوداء، بينما كان شعره أسود بالكامل.

هالته كانت هادئة… لكنها جميلة، رشيقة، ومخيفة في الوقت نفسه.

كأنه خالد يمشي بين العدم.

وفي هذه الهيئة ظهر سيف أسود بين ذراعيه.

عندها قال بصوت بارد يخترق الصمت:

— اخرج…

ساد صمت أشد عمقاً… حتى تكوّر الفضاء مرة أخرى، وانفتحت أمامه عين ذهبية عملاقة بحجم كوكب.

ثم ظهر الجسد كاملاً…

عملاق نجمي، أكبر من مئة كوكب مجتمعة.

يمتلك أجنحة هائلة، وجسدًا ذهبياً متوهجًا، وأربعة قرون على رأسه.

قال بصوت يمزق الزمكان:

— لم أتوقع أن يزور قديس الدماء هذا المكان المتواضع…

لكن وانغ فنغ قاطعه بجملة واحدة:

— أنت تعرف سبب مجيئي.

صمت العملاق طويلاً… ثم قال بخضوع هادئ:

— لقد اقتربت من نهاية حياتي… والتضحية بآلاف السنين من أجل عشيرتي أن … هو لفخر لعشيرتي.

لكن قبل أن نبدأ… أريد وعداً.

قال وانغ فنغ:

— ما هو؟

أجابه العملاق:

— ألا تقتل أحداً من عشيرتي بعد الآن.

نظر وانغ فنغ إلى الشاشة الذهبية أمامه.

بقي وحش واحد فقط ليُكمل القائمة… ويصل للكمال.

قال أخيراً:

— موافق

وبمجرد كلمته… أطلق العملاق ضربة حطمت الفضاء وراء وانغ فنغ تماماً.

لكن الأخير صدّها بسهولة مستخدماً أجنحته الكونية.

ثم رفع سيفه الأسود، وأطلق ضربة بسيطة… لكنها قوية بما يكفي ليدفع العملاق آلاف الكيلومترات إلى الوراء.

حجم العملاق الضخم جعل ضربات السيف العادية بلا فائدة…

لهذا رفع وانغ فنغ سيفه إلى الأعلى، وفرد أجنحته بالكامل.

واستخدم مهارة لا يلجأ إليها إلا في الحالات القصوى…

مهارة سيف الذرّة.

عندما رأى العملاق تلك المهارة… علم أن نهايته جاءت.

وفعلاً…

انطلق ضوء مهول، ابتلع كل شيء.

قطع الصوت نفسه.

مزق نسيج الزمكان.

وعندما اختفى الضوء… كان العملاق مقسوماً لنصفين.

كل شيء خلفه على مدى ملايين الأميال كان مشقوقاً بخط مستقيم حاد.

أخفى وانغ فنغ سيفه، ثم نظر إلى شاشته الذهبية:

لقد أكملت المهمة. حصل المضيف على:

1. كافة المعلومات عن مكان سو شياو.

2. قوة سيّد الأكوان.

3. إيقاظ المهارة الفطرية الثالثة: العيون الغامضة.

4. خبرة معلم قديم في فن السيف.

5. حبة لي دياندي.

6. حيوان أليف من سلالة لي ميوان.

ابتسم بهدوء…

لقد حان وقت العودة.

━━━━━━━━━━━━━━━━━━

ملاحضة..

لقد عصرت دماغي في اليومين الماضيين لكي اصل لنهاية مقنعة. لأنه في الرواية الأصلي هناك بعض الفصول المحذوفة اما الأنمي الخاص لرواية مبتلع النجوم .. تنزل منه حلقة كل اسبوع او اكث وهاذا بطيئ جدا جدا.. لهاذا قررت ان اعيد كل شيئ لمساره الطبيعي . وهاذه هية نهاية طريق وانغ فنغ في السفر عبر العوالم وحان وقت العودة..

★ ملاحضة أن اتى هاذا الفصل 10 تعليقات سأنزل فصل اخر عند الساعة السابعة او الثامنة.. وأن لم يأتي بشيئ عليكم الأنتضار الى يوم الغد.. ☆

عوالم الزراعة في فصل التنوية

وشاركوني رأيكم في هاذا العمل...

وشكراً 💕♥♥🌹

2025/12/01 · 15 مشاهدة · 1451 كلمة
ŻẸŘỖỖ
نادي الروايات - 2025