الفصل 213: <طاقة القدر النقية>
_____________
"هل هذا هو المعبد المقدس؟"
ضيّق زاريك عينيه. هذا المكان يُشبه المكان الذي سمع عنه فقط، أوصافًا تناقلها عن درايكن.
لم يسبق له أن زارها بنفسه، لكن التفاصيل كانت متطابقة.
لم يكن هناك سوى دين واحد بين البشر، وكانوا جميعًا يصلون إلى الإله البشري، تمامًا كما كان التنانين يعبدون آلهتهم التنينية.
أطلّت جدران بيضاء شامخة، وملأ حشود الناس بأردية بيضاء المكان. كان هذا هو المعبد المقدس، مكانٌ بُني خصيصًا لعبادة الإله البشري.
تقدمت ميرابيلا خطوة بخطوة، بينما كان زاريك لا يزال مقيدًا في القفص الذهبي.
وعندما اقتربت، التفت الجميع نحوها وانحنوا بعمق، متجاهلين زاريك تمامًا، كما لو أنه لم يكن موجودًا حتى.
ابتسمت ميرابيلا ببساطة وأومأت برأسها قبل أن تخطو بخطى سريعة إلى المعبد.
في الداخل، كان نفس المكان باهتًا، أبيض اللون، وفخمًا للغاية، أبيض اللون لدرجة أنه كان مثيرًا للغثيان تقريبًا.
كانت صفوف من الناس يرتدون أردية بيضاء يركعون بصمت على الأرض، وكانت شفاههم تتحرك في همسات مستمرة لم يتمكن زاريك من فك شفرتها تمامًا.
ثم ضاقت عيناه.
كان بإمكانه أن يشعر بذلك، طاقة غريبة تتدفق من أجسادهم وتنتشر في الهواء الفارغ أعلاه.
"هل هذه طاقة إلهية أم طاقة القدر؟"
في تلك اللحظة، تجلّى له لقب <خالق الطاقة>، مما أتاح له فهم طاقات غير مألوفة. تألقت لوحة زرقاء باهتة أمامه، مقدمةً ملخصًا موجزًا لما كان يحدث.
...
<طاقة القدر النقية>
الدعاء المخلص والصادق للكائنات الحية، الخالية من أي تأثير خارجي.
معدل التحويل إلى الطاقة الإلهية: 10x.
...
"طاقة القدر النقية... اللعنة، هذا المكان يشبه المزرعة، يتم تزويده بالطاقة بشكل لا نهاية له."
لم يستطع زاريك إلا أن يفكر في ذلك بينما استمرت ميرابيلا في سحب القفص الذهبي عبر الأرضية البكر.
دخلوا غرفة بيضاء أخرى، هذه الغرفة مفروشة بطاولة بيضاء ومقاعد متطابقة، كل شيء كان نظيفًا ومعقمًا بشكل مذهل.
ظهر رجل نحيف، يرتدي رداءً نصفه أحمر ونصفه أبيض. كان يرتدي نظارة، ويحمل في يده كتاب تعويذة أسود.
هبطت نظراته على القفص الذهبي، وعقد حاجبيه قليلا.
"من هذا؟" سأل، في حيرة واضحة.
أخيرًا، اعترف بي أحدهم. كاد زاريك أن يتنهد بارتياح. طوال هذا الوقت، كان الناس ينظرون إليه، لكنه كان كما لو كان مصنوعًا من الهواء.
لا رد فعل واحد، ولا مفاجأة، ولا فضول، ولا حتى ارتعاشة في التعبير.
"إنه شخص مميز"، قالت ميرابيلا، وابتسامة تعلو شفتيها.
تلك الابتسامة بردّت القلب. تسارعت دقات قلب زاريك، وضربت ضلوعه.
"... ماذا ستفعل مع هذا 'الشخص المميز'؟" سأل الرجل النحيف، وعيناه معلقتان على زاريك لوقت أطول من اللازم.
أولًا، سأمنحه فرصة حمل سيف إكسكاليبر. وإن لم يستطع...
ارتفعت شفتا ميرابيلا أكثر، حتى كادتا تلامسان حاجبيها. كانت ابتسامة ساحرة.
وفي تلك اللحظة، صدى صوت خطوات مسرعة عبر الغرفة.
في لحظة، تغير تعبير ميرابيلا، اختفت ابتسامتها الغريبة، واستبدلت بوجهها البارد المعتاد الخالي من المشاعر.
"أمي ماذا تفعلين؟"
التفت زاريك نحو الصوت وتجمد.
تقدمت فتاة، وجهها يكاد يكون مطابقًا لوجه ميرابيلا. شعرها الذهبي أقصر قليلًا، وجسدها أنحف، وعلى عكس ميرابيلا، لم تكن ترتدي عصابة على عينيها. بل كانت عيناها الذهبيتان الآسرتان تلمعان بفضول.
"أليس... لماذا أنت هنا؟" سألت ميرابيلا، صوتها لا يزال باردًا.
"كنتُ أشعر بالملل"، قالت أليس ببساطة وهي تميل رأسها. ركزت نظراتها الذهبية على زاريك، الذي حدق بها بحدقتيه الزرقاوين الواسعتين.
"من هو؟" سألت.
"قد يكون هو المختار"، أجابت ميرابيلا دون تردد.
"إذن لماذا هو مقيد بهذه الطريقة؟" سألت أليس، وارتباكها يزداد عمقًا.
«لأنه قد لا يكون المختار»، أجابت ميرابيلا بصوت أبرد من أي وقت مضى. «قد يكون خائنًا للبشرية».
حدق زاريك، وتبادل النظرات معها:
"هذه المرأة سوف تموت."
في قلبه، حسم زاريك مصيرها. مهما فعلت من هذه اللحظة، لن يهم، نهايتها حتمية.
إذلالُ عرضه في قفص. نبرةُ ازدراءٍ، كأنه دونَ حتى الاحتقار.
لقد أصبح مصيرها الآن مكتوبًا بإرادته.
سمها قلة نضج، سمها تافهة، لم يُبالِ زاريك. لقد اتخذ قراره، وسيكون نهائيًا.
سوف ينهيها.
"لا يبدو وكأنه شخص من شأنه أن يتعاون مع التنانين الشريرة"، قالت أليس وهي تميل رأسها بتفكير.
أجابت ميرابيلا: "لقد فكرتُ في الأمر نفسه. لكن لديّ حدس، شيءٌ ما في قلبي يُخبرني أنه مرتبطٌ بالتنانين. إن لم يكن هو المنشود حقًا، فسأستخدمه."
انحنت شفتيها مرة أخرى، غير قادرة على قمع تلك الابتسامة المألوفة والمقلقة.
"حسنًا،" أجابت أليس بهزة كتفيها العفوية، بنبرة خفيفة. اقتربت من والدتها:
"هل يمكنني أن ألقي نظرة أيضًا؟"
"بالتأكيد،" ضحكت ميرابيلا بخفة. استدارت، وسارت نحو نقطة محددة على الأرض. ثم، دون سابق إنذار، داسته بقدمها.
اهتزت الأرض وانفتحت، لتكشف عن درج مخفي يؤدي إلى الطابق السفلي.
نزلت دون تردد وهي تسحب القفص الذهبي لزاريك خلفها.
"اتبعني."
"نعم يا أمي،" أجابت أليس، وتبعتها بسرعة إلى الأسفل.
لم يقل الرجل النحيف ذو النظارات شيئًا وتبعه في صمت.
كان الفراغ مظلمًا، كثيفًا لدرجة أن زاريك لم يتمكن من إدراك أي شيء حوله.
بعد سيرٍ قصير، اخترق ضوءٌ خافتٌ الظلامَ أخيرًا، كاشفًا عن مساحةٍ واسعةٍ تحت الأرض مليئةٍ بالحطام والآثار المنسية. وظهر أمامهم جبلٌ من القطع الأثرية المحطمة والبقايا المهملة.
وفي وسطها، وسط الأنقاض، وقف سيف بسيط.
لقد بدا عاديًا وغير مبالٍ للوهلة الأولى.
إكسكاليبر.
توقفت ميرابيلا وفتحت القفص. انحلت السلاسل الذهبية، ليس تمامًا، ولكن بما يكفي للسماح لزاريك بقدر معقول من الحركة.
"اخرج" قالت.
خرج زاريك في صمت، ثم أمال رأسه نحوها.
"هل تعلم، إذا كنت أنا المختار حقًا، وعاملتني بهذه الطريقة السيئة، ألن أرغب في الانتقام؟" سأل بصوت ممزوج بالفضول العرضي.
ضحكت ميرابيلا بهدوء، وكان صوتها منخفضًا ومتعمدًا:
هاها. هذا لا يهم، لأنك لن تتمكن من إخراج إكسكاليبر. أنا متأكد من ذلك. هذا مجرد إجراء شكلي.
"كما تقول." هز زاريك كتفيه بلا مبالاة واستدار.
خطوة بخطوة، تسلق التل الصغير من الحطام ومد يده إلى السيف.
ثم...
___________