الفصل 56: كارثة المخلوق الخارجي، الفضاء القتالي!
_________________
"هل يجب علي أن آكل هذا؟"
حدّق تشون ما في الحبة السوداء المخيفة. حتى أغبى شخص سيعرف أنها مليئة بالسم.
أفهم نظرية استخدام السم لبناء المقاومة، ولكن من المفترض أن تكون هذه عملية تدريجية. تستغرق سنوات، بل عقودًا، أو قرونًا. مقاومة السم لا تُبنى بين عشية وضحاها.
قلب الحبة في يده، ثم نظر إلى ريم سو يون. كانت قد ابتلعت حبتها دون تردد، وجلست متربعة في تأمل.
"همم؟" تمتم وهو يراقبها بتمعن. ظلت ساكنة تمامًا. لم يحدث أي تغيير في الجزيئات المحيطة بها، ولا حتى حركة خفيفة في تنفسها.
لقد بدا الأمر... أنه قد لا تكون هناك حقًا خدعة لتحمل السم بعد كل شيء.
ثم ابتلعت تشون ما الحبة في جرعة واحدة.
على الفور، انتشرت الأوردة الخضراء في جميع أنحاء جسده، وألم حارق يضرب صدره.
انهار على الأرض، وهو يزأر مثل وحش جائع، ثم أغمي عليه في مكانه.
لم يكن وحيدًا؛ كان هناك أشخاص عاديون آخرون يمرون بنفس المحنة، محاصرين بين الحياة والموت.
"هذه هي البوابة الثانية: بوابة الروح. هاها."
ابتسم الرجل الملتحي وهو يراقب الفوضى. وقعت عيناه حتمًا على تشون ما. لكن عندما رآه يتلوى ويبكي ويزمجر من الألم ويغمى عليه، هز رأسه بخيبة أمل شديدة.
ظننتُ أنه مميز، لكن ما كان يُقال لم يكن سوى قوة غير طبيعية. للأسف، القوة لا تحملك بعيدًا.
شعر تشون ما وكأنه ينجرف في حلم، في فراغ من الظلام اللامتناهي، حيث يطفو بلا وزن.
كانت الأحاسيس الوحيدة التي وصلت إليه هي البرودة والظل الذي يستهلك كل شيء.
ثم، ببطء، ظهرت أمامه بوابةٌ تشقّ الظلام. انسكب ضوءٌ بنفسجيّ مائلٌ إلى الأرجواني في الفراغ، مُلقيًا بتوهجاتٍ غريبةٍ في كل اتجاه.
بدأت الهمسات تتردد في أذنيه.
"أيها الغريب، كيف تجرؤ على محاولة فتح روحك في عالمنا."
"هذا صحيح... في عالمنا... هاها..."
تداخلت آلاف الأصوات وترددت، وتسللت إلى ذهنه بينما فتح تشون ما عينيه ببطء، ليصاب بألم مروع يخترق قلبه.
قبل أن ينطق بكلمة، تحوّلت رؤيته إلى ساحة معركة غارقة بالدماء، مليئة بملايين الجثث. تدفقت أنهار من الدماء بلا نهاية، صبغت الأرض باللون القرمزي.
لقد تم ربطه بالسلاسل فوق برج يطل على كل شيء.
انبعثت حرارة حارقة من كل ذرة من كيانه. ثم انفرجت الغيوم، كاشفةً عن شكل إلهي ينزل من السماء.
يا إنسان، استسلم لكل مقاومة ومت بسلام. وإلا سأمنحك عذابًا ولعنةً أبدية.
"آه ...
ترددت صرخة تشون ما المؤلمة عبر السهل المقفر بينما كان يضرب ذراعيه وساقيه، ويكافح للتعافي من جروحه، لكنه لم يستطع.
كان هناك شيء غريب وغير مرئي يضغط عليه، ويمنعه من الشفاء، ومن المقاومة.
الألم، ربما أسمى صور الخيال، لم يستطع وصف ما كان يشعر به. كان الأمر كما لو أن جسده يتحطم، وأظافره تُقتلع مع كل نفس، وإبر لا تُحصى تخترق جلده مع كل جزء من الثانية.
شعر وكأن باب الموت قد فُتح أمامه. شعر به، وشعر بشدته، لكن يده لم تصل إليه. بدا الموت وكأنه جنة بحد ذاته.
ماذا يحدث لي؟ ما هذا الشعور المرعب الذي لا يُوصف؟ صرخ تشون ما في اضطراب، ودفعه هذا الشعور الجارف إلى حافة الجنون، بلا مهرب في الأفق.
رغم أن جسده كان يزمجر من الألم، إلا أن عينيه الزرقاوين الباردتين كانتا تلمعان بنظرة حسابية. لم يكن الألم يُنهكه حقًا.
"هذا الألم، هذا المكان - إنهما يؤثران على عقلي فقط، أليس كذلك؟"
بفضل مهارة عقله الجماعي، حتى أعنف الغزوات لم تستطع غزو عقله. لم يقع ضحية لها إلا بسبب ارتباكه سابقًا.
"هل تستسلم أيها الغريب؟" دوّى صوت الكيان العملاق وهو يمد يده. أمامه، بدا تشون ما مجرد ذرة غبار، عاجزًا حتى عن رفع رأسه.
لكن، على الرغم من الألم المبرح الذي يجتاح جسده، ظهرت ابتسامة على زاوية شفتي تشون ما.
"لن أستسلم أبدًا، أيها الحشرة الصغيرة."
تردد صدى كلماته الباردة في الفراغ، وبدأ الواقع نفسه يتشقق مثل الزجاج المحطم.
"كيف يمكن لروحك أن تبقى غير مقيدة، أيها الإنسان؟!" ترددت آلاف الأصوات حوله.
"تموت."
تحدثت تشون ما بكلمة واحدة، وفي تلك اللحظة، اختفى كل شيء، كما لو أن قوة لا يمكن إيقافها اجتاحته.
[لقد نجوت من كارثة المخلوق الخارجي.]
[لقد حصلت على لقب <الغازي>.]
...
<الغازي> (حصري)
لقب خاص يُمنح لمن ينجح في الاندماج مع عالم جديد. يمنح مهارة عشوائية من ذلك العالم.
< لقد اكتسبتَ مهارة الفضاء القتالي >
...
تغيرت رؤيته مجددًا، هذه المرة لم يكن ما رآه حقيقة، بل قاعة عرش فخمة. في وسط الغرفة، كانت بقعة خضراء ضخمة تنبض وتكبر مع مرور كل ثانية.
هل هذا... سم؟
قبل أن يتمكن من التفكير في الأمر أكثر، بدأت الأشكال الخضراء في الظهور من المركز، كل واحد منهم مسلح ويستعد للضرب.
انطلق تشون ما بسرعة البرق، وحطم بقبضته الجسد الأخضر الناري. في اللحظة التي دُمّرت فيها، تناثر محتواها السائل على جسده.
سعال!
بصق تشون ما دمًا لكنه هز رأسه بسرعة، "هذا مجرد وهم، لا أكثر".
مع كل لحظة تمر، أصبحت أطرافه أضعف وهو يمزق كل شخصية، واحدة تلو الأخرى.
كان الإرهاق مُرهقًا، وجسده يصرخ ألمًا، لكنه استمر. في النهاية، كان مُنهكًا تمامًا، مُنهارًا على الأرض، وعيناه فارغتان وغائرتان.
لكنّ هذه الشخصيات لم تتوقف، بل واصلت مسيرتها بلا هوادة، تتزايد أعدادها مع مرور كل ثانية.
كان تشون ما مستلقيًا هناك، ينظر إلى الشخصيات المتقدمة، وابتسامة ساخرة ترتسم على شفتيه ببطء:
"هههههههه، أنا غبي جدًا. لماذا أحارب السم، بينما أستطيع أن أصبح سمًا؟"
في تلك اللحظة بالذات، تجمدت كل الأشكال الخضراء في مكانها.
تشون ما، بالكاد يستطيع الوقوف، تَعرج نحو الكتلة الخضراء. دون تردد، قفز إليها، مُحتضنًا إياها تمامًا.
اختفى الألم المبرح الذي كان يمزق جسده على الفور، واستبدل بدفء غريب.
في اللحظة التالية، انفتحت عينا تشون ما المتعبتان. كان يُحمل، وأمامه مباشرةً نهر أخضر متدفق، تمتلئ تياراته بطاقة الموت.
قبل أن يتمكن من فهم ما كان يحدث، ألقاه شخصان في النهر دون أدنى رحمة.
"ماذا بحق الجحيم!؟"
__________'_