من الثانية التي نزل فيها الثلاثة من سفينتهم ودخلوا خليج الإرساء في بيرثا ، كان كوين قادرًا على معرفة أن شيئًا ما خاطئ. من الشخص الذي تم تكليفه بالترحيب بهم ، إلى العدد المفرط من الأشخاص الذين جاءوا لمرافقتهم ، لم يكن من الصعب معرفة ذلك.
كانت أعينهم تتنقل باستمرار في جميع أنحاء الغرفة ، وكانت دقات قلبهم محمومة وأخيراً ، كمصاصو الدماء لاحظ جميعهم الدم المخزن في السقف أعلاه.
' تمامًا كما قال إينو ، إذا قرروا إلقاء دلو من الدم أمامنا ، فهذا يعني أنهم يعرفون شيئًا ما.' فكر كوين.
في الوقت نفسه ، كان سام ينظر إلى الرجال الذين كانوا الآن خلفهم ، وعلى الرغم من أنهم لم يسحبوا أسلحتهم تمامًا حتى الآن ، إلا أن أصابعهم كانت ترتعش أثناء مراقبتهم لأي حركات مفاجئة.
"هيا ، أليس هذا ما تسعون إليه يا رفاق ؟!" صرخ أينو ، مبتسمًا مثل رجل مجنون.
ومع ذلك ، لم تكن ردود أفعال كوين وسام وإينو كما توقعوها على الإطلاق. وقف الضيوف الثلاثة هناك فقط ، ينظرون إلى بعضهم البعض ومضيفيهم.
"ما الذي تتحدث عنه؟ هل ترانا كبعض الوحوش الجائعة؟" استجوب سام و هو يتطلع إلى أينو الذي اختاره ليأتي بهذه الفكرة. ومع ذلك ، كان عليه أن يعترف بأنه كان متوترًا بعض الشيء. بينما كان بإمكان إينو وكوين التعامل مع نفسيهما إذا اندلعت معركة ، لم يكن سام واثقًا بما يكفي من أنه يمكن أن يفعل الشيء نفسه ، لذلك كان يفضل عدم الكشف عن سرهم في الوقت الحالي.
' لقد اكتشفوا بطريقة ما ، لذلك إذا تقدمنا بما نعرفه الآن ، فسيبدو فقط و كأنه عذر.'
"حسنًا ، يبدو أن الأمور تسير على ما يرام بالتأكيد في الوقت الحالي." قام أوسكار بتطهير حلقه ، و كان وجهه قد تحول في الواقع إلى ظل أكثر احمرارًا لأنه كان محرجًا جدًا من أن الثلاثة قد تصرفوا مثل أي شخص عادي في مثل هذه الحالة.
بعد المعرفة عن فيكس من سامانثا ، و رغبته للدم ، بدأوا في التركيز على روايات الشهود في الأسطول الثاني مما أدى إلى بعض المعلومات الشيقة للغاية. ذكر العديد من الناجين من أفراد الطاقم أنهم رأوا ذوي العيون الحمراء يلتصقون بالبشر و يعضون أعناقهم. و يلعقون دماء أيديهم كما قتلوا أعدائهم.
في البداية بدا الأمر وكأنهم كانوا يبالغون أو ربما أصيب مهاجموهم بالجنون ، لكن التقارير بدأت الآن تتراكم. ماذا لو كان هذا المصدر الجديد للقوة مدفوعًا بالدم ، ولهذا السبب كان الفصيل الملعون دائمًا يحمل معهم قارورة تحتوي على دم بداخلها؟
في النهاية ، بعد العثور على علامات عض على بعض أجساد الضحايا والتحدث إلى العديد من العقول المستقرة ، توصلوا إلى نتيجة خرافية واحدة. حول الوحوش الأسطورية المعروفة باسم مصاصي الدماء.
على الرغم من أن الأمر بدا سخيفًا ، إلا أن أينو كان أول من اقتنع بأن هذه كانت الإجابة الصحيحة ، وتمكن بطريقة ما من إقناع أوسكار باللعب جنبًا إلى جنب مع هذا الاختبار الصغير. ذكرت الكتب أنهم وحوش سيفعلون أي شيء من أجل الدم ، وأنهم سيتوقون إليه و يخرجون عن نطاق السيطرة بمجرد رؤيته.
الآن ، لم يشعر أوسكار بأي شيء سوى الإحراج ، ولم يكن يعرف حقًا كيف يدفع الأمور إلى الأمام.
"مع كل هذه الدماء ، يبدو أنكم توصلتم إلى الحقيقة ، حسنًا ، هل ينبغي أن يكون لدينا ذلك الحديث الذي تحدثنا عنه سابقًا ، أم يجب أن نظهر لهم أنيابنا فقط." سأل إينو بصوت عال و واضح حتى يسمع كل واحد منهم.
بدأ سام يضحك وهو يحاول قلبها على أنها مجرد مزحة من الرجل العجوز المجاور له ، لكن كان من الواضح أنه كان متوترًا ، وكان كوين هناك يهز رأسه فقط ، و ربما نادمًا على عدم إخبار إينو بالبقاء في الخلف.
في هذه الأثناء ، خارج الغرفة ، كان أوين جرايلاش قد وصل للتو مع هيرمس منذ وقت ليس ببعيد. في الوقت الحالي ، كان سيسمح فقط لهيرمس أن يكون بجانبه ، ورجاله الأكثر قدرة ، الذين كان يثق فيهم سيسيطرون على الأساطيل أثناء غيابه.
"أنا أحذرك ، من الأفضل أن تجيب على سؤالي". هدد أوين الرجل. "لقد حصلت على نصيبي العادل من الخونة مؤخرًا ، ولن أتفاجأ إذا اكتشفت أن كل شخص على هذه السفينة واحد أيضًا. أحد الأشخاص القلائل الذين أثق بهم في الوقت الحالي هو كوين تالين ، لذا من الأفضل أن تخبرني أين هو. لا تعتقد أنه لأنني خرجت فقط مؤخرًا من المستشفى ليست لدي القدرة على صعق زريعة صغيرة مثلك! "
نظر الرجل حوله بعصبية ، لكن هذا أغضب أوين أكثر. في اللحظة التالية شعر الرجل المأسور بوخز يرتفع عبر ذراعه. ربما كان تحت الأوامر ، لكن مع هذا النوع من الضغط ، اعترف بكل شيء. بعد الذهاب إلى غرفة التدريب ، حيث كان من المفترض أن يتواجد كوين والآخرون ، لم يتباطأ أوين في ترهيبه.
"ما الذي يفكر فيه هذا الرجل العجوز لحبس كوين في مثل هذه الغرفة ؟!" لم يستطع أوين تصديق عمل أوسكار. "افتح الباب الآن ، قبل أن أكسره! هذا أمر كرئيس لعائلة جرايلاش وأحد قادة العالم!"
نظر الحارسان اللذان كانا يقفان خلف الباب الكبير المغلق إلى بعضهما البعض ، ثم سمعا صوت قدرة أوين وهي تنشط ، وسرعان ما فتحت الأبواب.
"ماالذي يحدث الآن؟" سأل أوسكار ، عندما رأى الأبواب تفتح. "قلت لهم ألا يسمحوا لأحد بالدخول!"
عندما فتحوا أخيرًا ، اقتحم أوين الغرفة ، و استطاع الشعور بالتوتر بين الجانبين ، وكذلك كل من كان يستعد للقتال.
"حسنًا ، يبدو أنني أتيت في الوقت المناسب لمساعدتك." قال أوين ، واقفًا إلى جانب كوين والآخرين.
"جرايلاش!" صاح أينو. "ألا تعرف ما هم ، لقد اعترفوا بذلك للتو أيضًا ... إنهم مصاصو دماء!"
كان هناك صمت في الغرفة بأكملها ، وحتى ابتسامة حلوة وناعمة جاءت من فم أوين ، ولكن عندما نظر إلى كوين. بطريقة مهزومة ، كل ما كان بإمكان كوين فعله هو الإيماء.
"هذا في الواقع توقيت سيء". تنهد كوين. "لا أعرف كيف اكتشفتم الأمر يا رفاق ، ولكن بعد ما حدث مع أوين ، كنت سأشارككم بعض الأشياء خلال اجتماع اليوم."
"ومع ذلك ، إذا كانت هذه هي الطريقة التي كنتم تخططون لمعاملتنا بها بعد اكتشاف الحقيقة ، فربما يكون من الجيد أننا لم نخبركم بأي شيء". تحدث كوين وفي تلك اللحظة بدأت عيناه تتوهج باللون الأحمر.
بصراحة ، لم يعجب كوين بالطريقة التي عوملوا بها بعد كل ما فعله هو و مجموعته لمساعدة أوسكار والآخرين. هل كانوا يفكرون فيهم بصدق على أنهم نوع من الوحوش المتوحشة التي كانت ستصاب بالجنون بسبب رؤية أو شم الدم؟ هل كانوا يعتزمون إهمالهم إذا كان هذا هو الحال بالفعل؟ هل كان كل ما فعلوه حتى هذه اللحظة بلا معنى؟
عند رؤية العيون الحمراء ، أدرك أوين أن كوين كان جادا للغاية. كانت من نفس النوع الذي رآه قبل طعنه ، لثانية جفل أوين . كان من الصعب التخلص من صدمة كهذه وبسرعة. ومع ذلك ، فقد تذكر أيضًا مقدار ما فعله كوين من أجله و وضع يده على كتفه.
"لا يهمني ما قد تكون ، بالنسبة لي ، أنت كوين تالين من الفصيل الملعون!" صرح أوين. "سأقف بجانبك".
نجح هذا في تهدئة غضب كوين قليلاً ، لكنه كان لا يزال يتطلع إلى أوسكار والآخرين.
"نحن آسفون كوين". سامانثا اعتذرت كما تقدمت للأمام. "نحن على يقين من أنكم لستم مثل أولئك الذين هاجمونا. كانت لدي شكوك ، منذ أن جعلني فيكس أنقذه باستخدام دمي. رأيته يشفى بعد تناوله ، كما أنه استخدم قواك الحمراء. لم نخطط أبدًا لإيذائكم ، كل ما في الأمر أن عائلة جرايلاش ليست الوحيدة التي عانت من الهجمات ، ونحن مرتبكون وخائفون من ظهور مثل هذا الشيء فجأة. "
لقد كان إلتماش ، و يمكن لكوين أن يقول أنها كانت جادة بشكل عام.
"دعونا نحاول تهدئة التوتر في كلا الجانبين ، أليس كذلك؟" اقترح سام. "دعونا نشارك ما نعرفه ، أعتقد أنه سيكون من الجيد لنا الجلوس ، وربما عقد الاجتماع في وقت لاحق بعد أن يكون لدى الجميع الوقت لاستيعاب المعلومات الجديدة." ابتسم سام.
"أنا موافق." أومأ أوسكار برأسه. "ربما كان اختبارنا مجرد إظهار للخوف بالنسبة لنا. لكن ابنتي على حق". وضع أوسكار يديه فوق كتف سمانثا. "إن ذلك حقيقي أنكم ساعدتمونا دائمًا ولن يكون بمقدور أي شخص أن يدعي خلاف ذلك. فلينسحب الجميع ، وسنتوجه إلى مركز القيادة الرئيسي." أمر أوسكار.
ماشيًا إلى مركز القيادة ، من الخلف ، كان لأوسكار أفكاره الخاصة.
' كوين ، أنا لست أحمق ، مهما أصبحت أنت ومجموعتك ، أيا كان ما فعلته ، أعلم أننا بحاجة إليك لهزيمة الدالكي ، لكن مع العلم أن هناك عرقًا آخر في الخارج هناك ، واحد يتغذى على البشر ، هذا هو أمر خطير بالنسبة لنا جميعًا البشر.'
******