" ميهو، أين أنت ميهو .... توقفي عن الإختباء "

صرخ ساتو و هو ينتقل من غرفة إلى غرفة في منزله الموجود باللعبة، قبل أن يستوقفه مظهر الذيل المنفوش تحت السرير

" ميهو أخرجي من تحت السرير فورا "

*بام*

جفلت جو ميهو و صدمت رأسها بالسرير، قبل أن تخرج ببطىء و قد أخفضت رأسها محدقتا بالأرض

" ها.... أتشعرين بالخجل الآن، كان عليك التفكير في نتائج أفعالك مسبقا ، قبل أن تتسببي بكل هذه الفوضى في العالم الحقيقي "

حادثة معارك السموات عندما قامت جو ميهو بذبح ثلاثين شخصا ، أصبح حديث الصغير و الكبير في العالم الحقيقي.

موت اللاعبين في العالم الافتراضي على يد الوحوش أو على يد اللاعبين هو أمر طبيعي، و يحدث في كل وقت، لكن أن يتم قرصنة خوذات الألعاب و العبث بمستقبلات الألم لدرجة أن يدخل الضحايا في حالة رعب هستيرية من الصدمة بسبب الجحيم الذي أحسوا به بعد موتهم بطريقة وحشية

جعلت الجميع يتساءل إن كان استخدام الخوذات آمنة ،مع وجود إمكانية قرصنتها إلكترونيا.

مع ما يشكله العالم الإفتراضي اليوم كقاعدة إقتصادية عالمية ، فإن إشاعة كهذه ستتسبب بخسارات مالية تقدر بالملايين

ناهيك عن محاولات شركات الألعاب المستميتة و التي سخرت كل إمكانياتها للكشف عن ملابسات الحادثة و هوية القراصنة.

حدق ساتو بعيون حمراء من الغضب في زوجته الإفتراضية منتظرا سماع ردها،بالرغم من أنه يعرف أن ذلك لن يخفف من غضبه و لن يحل شيئا

"أنا آسفة....... لقد فقدت عقلي عندما قاموا بقتلك أمام عيناي "

"قتلي.....قتلي...إنها لعبة ، إذا تم قتلي مليون مرة فسأنبعث مليون مرة "

" ليس تماما،إذا توفيت أكثر من مئة مرة في مدة قصيرة فسيتم إجبارك على حذف شخصيتك الإفتراضية و صنع واحدة جديدة "

" اوه .....حقا لم أعرف بوجود نظام كهذا؟"

صمت ساتو لحظة قبل أن يكتشف أنها غيرت الموضوع فعاد يصرخ بوجهها

" هذا ليس موضوعنا،لماذا قتلتهم و لماذا كنت متطرفة لدرجة العبث بخوذاتهم "

بدأت الدموع تتجمع في عينها قبل أن تنهمر و هي تحاول تفسير ما حدث

" لقد رأيتك تنظر إلي بعيون يملأها القلق، و هاجمتهم مخاطرا بحياتك لإنقاذي، لقد كنت سعيدة لحظتها، عندما أحسست بمقدار حبك لي شعرت أن قلبي سينفجر من الفرحة ، في نفس اللحظة تم اغتيالك أمام عيناي، أنا فقدت عقلي حينها أعماني الغضب ، أردت الإنتقام بشدة..... "

صمتت لبرهة قبل أن تضيف

" لدرجة أنني نسيت أنك من العالم الحقيقي و موتك في اللعبة لا يعني شيئا، وعندما تذكرت ذلك كان الأوان قد فات"

راحت جو ميهو تمسح دموعها ، و كلها ندم، ليرمقها ساتو بنظرات متشككة

" فقدان الذاكرة الذي أصابك كان قبل قرصنة الخوذات أم بعده ؟ "

دور المحقق في لعبة فرصة ثانية جعله يصبح أكثر انتباها للتفاصيل، فكيف من جهة نسيت أنه سيكون بخير لأنه من العالم الحقيقي، و من جهة تسللت إلى نفس العالم لتخرب الخوذات.

ما أن أكمل جملته حتى اختفت الدموع من عينيها و طارت ملامح الندم بعيدا ، و بحركة رشيقة وثبت لتقفز من فوق رأسه هاربة منه و هي تقول

" لقد كان ذلك خطؤهم بالكامل و قد نالوا ما يستحقونه "

ساتو استعاد توازنه ليطاردها في أرجاء المنزل و هو يصرخ

"قريبا جدا سيروي الضحايا ما حدث معهم و سيتم إكتشاف وجودك أيتها الجنية الجالبة للنحس ؟"

"لا تقلق، باستخدام الخوذة حرقت بعض الأعصاب و سيفقدون كامل ذكرياتهم بخصوص الجنية و كذلك فعلت نفس الشيء بأصدقاءك "

تجمد ساتو في مكانه،للتو اعترفت زوجته بأنها لعبت بعقول أصدقائه و حذفت ذكرياتهم

" حرق الأعصاب.....يا مجنونة هذا أسوء مليون مرة من العبث بمستقبلات الألم ، أخبريني هل قمت بمحو ذكرياتي من قبل "

جو ميهو التي كانت تقفز من مكان إلى مكان توقفت فجأة محاولة صنع كذبة جديدة

"بالطبع لن أقوم بشيء كهذا..."

" أنت تكذبين ؟"

على عكس المرة الماضية كان من السهولة اكتشاف كذبها بينما تشعر فعلا بالذنب.

و لأنها غير قادرة على مواجهته ركضت نحو الباب هاربة، قبل أن يوقفها صوت ساتو الغاضب

"توقفي مكانك،عليك تحمل نتائج أفعالك ،مجرمة مثلك يجب أن تعاقب"

تجمدت ميهو في مكانها و قد ارتفع ذيلها و راح يهتز

" ميهو أخطأت، ميهو كانت فتاة سيئة و مشاغبة يجب أن تتم معاقبتها "

التفتت إليه و قد وضعت إصبعها بفمها و حمرة الخجل على وجها لتضيف

"و بشدة....لم أعرف أن لديك ميول كهذا .....هل ستقومي بتقييدي يا لك من منحرف "

من العدم ظهرت أصفاد و حبال في يديه، أسقط ساتو كل شيء و هو يلوح بيديه موضحا

" أنا .... أنا لم أعني هذا........ لحظة أنت تتعمدين فعل هذا للتهربي من المسؤولية "

" و كيف ذلك، ما علي فعله لتحمل المسؤولية "

حك ساتو رأسه و هو يقول

" أنا لم أفكر ذلك"

ابتسمت ميهو، لتظهر الأصفاد و السوط في يديه ثانية و تتحدث بصوت مغري و تتصنع الدلال

"لا أمانع إن قمت أنت ب م ع ا ق ب ت ي " قامت بتهجئة الكلمة هي ترمقه بنظرات كلها إغراء

رمى ساتو ما في يديه و قد تحول وجهه إلى الأحمر، بينما هي مستمعة برؤية ردة فعله.

===========================

تأليف:Magicien

2018/09/23 · 892 مشاهدة · 792 كلمة
magicien
نادي الروايات - 2024