الفصل التاسع عشر : تسليتي .....لا تنهض بعد

جلس " رين" على سريره في جناح المشفى العسكري ، بينما انعكاس ضوء الصباح يتسلل عبر الستائر ، يمرر أصابعه على جبينه ثم همس :

" شريحة CCp ...."

صمت للحظة .

" يبدو أنه حان الوقت للكشف عنها . مهما كان الثمن ."

فجأة ، انفتح الباب بعنف ، دخل كيوشيرو يركض كعادته بصوت عال ونبرة مظطربة :

" رين! هل أنت بخير؟ هل تحتاج لشيء ؟ أقسم أنك أفزعتنا جميعا !"

لكن رين لم يجبه مباشرة .كان شاردا ، يتأمل في كيوشيرو بنظرة خافة ، وكأن الزمن لا يتحرك .

لحظات ودخل أوساكا بهدوئه المعتاد ، قال بنبرة حازمة لكنها دافئة :

أعلم أنك محتار الآن ....لكن لا عليك ، لن أجبرك على قول شيء . نحن من فشل في حمايتك .

توقف ، نظر في عيني رين وأضاف :

أرجو فقط أن تستغل هذه الفرصة لتأخذ قسطا من الراحة . أنت الآن في مشفى عسكري آمن ، وسنوفر لك كل ماتحتاج إليه .

غادر بعدها ، دون أن ينتظر جوابا .

اقترب كيوشيرو ببطء ...ثم احتضن رين فجأة بقوة.

قال بصوت مرتجف :

" لقد ... لقد كنت خائفا من فقدانك يافتى ....هذا العجوز لا يستطيع العيش وهو يرى من هم أغلى عليه ينتزعون واحدا تلو الآخر ."

صمت رين قليلا ، ثم ربت على كتفه وقال بابتسامة خفيفة :

" أنا أسف لجعلك تقلق ...لكنني بخير الآن ."

لم يجرأ أحد على طرح أي سؤال . كانت مشاعرهم أهم من الحقائق في تلك اللحظة .

في المساء، غادر كيوشير ، تاركا رين غارقا في نوم عميق .

.....

كانت الغرفة ساكنة ، صوت الأجهزة ينبض في هدوء ، والستائر تتحرك بخفة .

شيء ما في الهواء تغير ....وكأن الليل نفسه بدأ يراقب .

فتح رين عينيه ببطء، شعر ببرودة الهواء تلامس جلده ، وبخيال يلوح عند الشرف.

رجل برداؤ أحمر ....يتمايل مع الريح بهدوء.

كان زيرو .

ابتسم ابتسامة عريضة وقال :

" يسعدني أنك استيقظت ، يا تسليتي ."

" هل تشعر أنك بخير ؟"

حاول رين النهوض بتوتر ، لكن جسده لم يطاوعه .

ضحك زيرو بخفة وأضاف :

" لا ترهق نفسك ....لا زلت تحت تأثير الغاز الذي استخدموه عليك ....تأثيره لا يزول بسهولة ."

تجمد رين في مكانه قلبه يتسارع ، صمت قليلا ...ثم قال بصوت مبحوح :

" لماذا ....أنقذتني ؟"

اقترب زيرو بخطوات واثقة......عيناه تلمعان ببرود شيطاني :

أمسك يد رين بقوة ورفع ذقنه ببطء ، ناظرا مباشرة في عينيه .

قال بصوت منخفض أشبه بالهمس الممسوس :

" لم أنقذك ، رين ....لقد استعدت لعبتي . سأجعلك تترك التحقيق ....سأحطمك بيدي ، كي تبتعد عن طريق لا يشبهك ."

في تلك اللحظة ، شعر رين بشيء غريب....

كأن حرارة جسد زيرو غير بشرية ....كأن ملامسته تمتص شيئا من روحه .

عيناه ....لا تشبهان أي شيء رآه سابقا .

بغضب ، أبعد رين يده قائلا :

" أبعد يديك النتنتين عني ."

ضحك زيرو بصوت بارد كصفير الريح ، وقال بنبرة تهديد خفي :

" لو أردت، لكنت أنهيت حياتك في الكنيسة ...أو حتى الآن ."

" ماذا ستفعل بجسدك العاجز هذا ؟ كن ممتنا لي ، حياتك الآن بين يدي رين ."

شعر رين بالعجز ، جسده خذله ، وكلماته اختنقت .

لكنه ابتسم فجأة ابتسامة هادئة ، وقال بصوت خافت :

" سأنجو....وسأجعلك تندم ."

ضحك زيرو مرة أخرى ، لكنه لم يجب .

استدار بهدوء ، وقبل أن يغادر من الشرفة قال :

" لا تنس ....تسليتي ."

" أنت ملكي ."

واختفى في الظلام ، تاركا رين وحيدا مع أسئلته ...وضعفه .

2025/05/22 · 15 مشاهدة · 574 كلمة
Amina Mino
نادي الروايات - 2025