الفصل عشرون : الشريحة السوداء

جلس رين صامتا ، ساكنا ، لا صوت إلا أنفاسه المتقطعة ......

وهو يحدق في يده التي أمسكها زيرو . شعر بقشعريرة غريبة تسري في جسده ، إحساس بارد وغريب ، وكأن الملامسة لم تكن بشرية .

اقترب من النافذة. نظر إلى الشارع أسفل المشفى العسكري . الهواء الليلي كان ساكنا ..... لكنه لم يكن يشعر بالسكينة .

قال في نفسه :

" ذلك الشخص ....ليس عاديا ، ولم يكن يوما كذلك ."

مرت أيام قليلة منذ الحادثة الأخيرة ، بقي رين في المشفى تحت مراقبة مشددة. معه حراس شخصيون بأوامر مباشرة من أوساكا. لضمان عدم تكرار أي محاولة اختطاف أو تصفية .

في صباح يوم غائم ، وبينما كان الجميع يستعد لمغادرته للمشفى ، وصل تقرير صادم إلى قسم الاستخبارات :

تم العثور على العميل تاكهارا المسؤول عن قسم التحاليل الاستخباريتية . مشنوقا بأسلاك نحاسية في شقته الخاصة .

جسده كان مشوها ، أصابعه العشرة منزوعة بعناية مرعبة . وعلى الحائط كتبة عبارة واحدة :

" لا أحد يلمس لعبتي ." زيرو "

وقف أوساكا أمام شاشة العرض وهو يقرأ التقرير بصمت قاتل ، فيما عض كيوشيرو شفتيه وكأن شيئا بداخله كان يغلي .

في تلك الأثناء، كان رين يخطو خطواته الأولى خارج المستشفى ، تحيط به سيارتان مصفحتان وعدد من الحراس الشخصيين .

عندما وصل إلى قاعة الاجتماعات في مقر الاستخبارات ، طلب منهم تشغيل الشاشة الكبيرة .

أخرج شريحة ذاكرة صغيرة من جيبه ووضعها أمامهم قائلا :

-" هذه ....الشريحة التي طلب مني والدي إخفاءها ، وألا أفتحها إلا في حالة واحدة : اختفائه ."

أدخل الشريحة في الجهاز ، وبدأت الملفات تظهر واحدة تلو الأخرى.

كانت تحتوي على أسماء ، مواقع ، تسجيلات ، وصور موثقة ...- ضباط، قضاة ، محققون ، وحتى شخصيات سياسية -all

Working silently تحت منظمة واحدة : ccp , وهي شبكة خفية من الفاسدين والمرتزقة ، يتعاونون مع منظمة الغربان من تحت الطاولة .

توقف رين عند اسم معين ، وعرض صورة له :

-" هذا هو الرجل الذي مات قبل يومين ."

-" كنت أعلم أنه هو الجاسوس . لم أشك به فجأة ، بل منذ البداية ....تجنبت قول ذلك لأنني خشيت أن يفلت ."

-" كان من ضمن الذين ساهموا باختطافي ...وقد وثق أبي صوته ضمن ملفات هذه الشريحة ."

عم الصمت القاعة . الجميع كان ينظر إلى الشاشة ، والصدمة تعتصر وجوههم.

قال كيوشيرو وهو ينظر إلى صورة القتيل :

-" لم أكن أظنه غرابا ....فقط لم أرتح له يوما ."

ضحك رين بخفة ، لكن ابتسامته كانت مليئة بالمرارة :

-" زيرو لا يقتل بلا سبب . كل خطوة منه تحذير ....أو رسالة ."

-" لكن هذه المرة ، الرسالة كانت موجهة لنا : الجواسيس بيننا ، والأوان قد فات لحمايتهم ."

أغلق الملفات ونظر للجميع بصرامة :

-: الشريحة مجرد بداية ...الآن ، نحن وسط شبكة من الأكاذيب والدماء . وأعداؤنا ... أقرب مما نتصور ."

2025/05/23 · 19 مشاهدة · 465 كلمة
Amina Mino
نادي الروايات - 2025