الفصل الثاني والعشرون : " لعبة الشيطان "

صمت ثقيل خيم على المكان بعد كلمات زيرو الأخيرة.

تنفس رين بحدة ، وهو يحدق في هذا الكائن الذي لا يمكن التنبؤ بأفعاله . ثم قال بحدة :

-وما مضمون" الرهان " الذي تتحدث عنه، أيها المعتوه ؟

ابتسم زيرو ، تلك الابتسامة التي لا تحمل دفئا، بل نذير كارثة .

ثم ضحك ضحكة جهنمية ، صداها ارتد في الفراغ من حولهما .

-لعبة ...نعم ، لعبة مسلية بيني وبينك ، رين .

- هل تسخر مني ؟!

قالها رين بنبرة حادة ، عيناه تضقان بغضب. لكن زيرو رد ببرود :

-وهل تظنني من النوع الذي يسخر ؟

أريد أن تكون بطل اللعبة ، وأنا ....الشرير.

صمت رين للحظة ، ثم قال ساخرا :

-بطل ؟!لا أحتاج إلى ألعابك المريضة لأثبت من أنا .

لكن زيرو تابع ، متجاهلا تهكم رين :

- اللعبة بسيطة . هناك رهائن . سأخفيهم في أماكن مختلفة ، وأترك لك ألغازا تقودك إليهم . إن أنقذتهم قبل أن أصل إليهم ...تفوز .

لكن إن وصلت إليهم قبلك ....وقتلتهم ...تخسر .

ولن يتوقف الأمر هنا ...

نحن نتسابق أيضا على جني الأرباح ...دعنا نقول : " روح كل رهينة هي نقطة " . من يجمع أكثر ، يفوز .

-أرباح ؟! - قالها رين بامتعاض - وماذا عن الجائزة ؟

زيرو اقترب ، عيناه تلمعان ببريق جليدي بارد :

-إن فزت ....ساتوقف . سأتخلى عنك ، عن كل هذا الجنون ....وسأتركك تعيش حياتك المملة بسلام .

لكن إن فزت أنا ...

سأحطمك .

ستصبح دميتي الخاصة . ألعب بك كما أشاء... في كل وقت ، في كل مكان . دمية لا يمل منها الشيطان .

صرخ رين ، والغضب يشتعل في عينيه :

-يالك من شيطان ! كيف تجرؤ أن تطلب مني شيئا مجنونا كهذا !؟

ضحك زيرو مرة أخرى ، بصوت ممتزج بالفرح والظلام :

-الخيار ليس لك ، يا رين ...

منذ اللحظة التي وضعت عيني عليك ... بدأت اللعبة .

أنت الآن شخصية أساسية ...ولا مفر .

وإن رفضت ؟ فأعتبرها هزيمة لك ...وأسأبدأ بقتل من تحب ... واحدا تاو الآخر ، حتى لا يبقى لك أحد سواي ...

أريدك أن تواجهني فقط . هذا يسعدني أكثر من أي شيء .

اقترب زيرو أكثر ، حتى كاد أن يلامس وجه رين ، وهمس :

-فكر جيدا ...ولا تتأخر ، دميتي الجميلة .

ثم اختفى كما جاء ... تاركا رين يقف في العتمة، مشلول التفكير ، غارقا في دوامة الرعب والشك .

صرخ رين بصوت مبحوح بالغضب المكبوت، ذاك الغضب الذي لطالما كبته في حضرة زيرو :

" سحقا ....سحقا ! ياله من وغد مجنون ...مريض نفسي !"

راح يلهث ، ثم قال من بين أسنانه وهو يضرب الحائط بقبضته :

" سأريك ... أتسمعني يا زيرو ؟ سأريك من هي لعبتك الآن ...سأجعلك تندم على كل لحظة اخترتني فيها !"

انغرزت قبضته في الجدار ، تشققت المفاصل ، وبدأ الدم ينزف ببطء ، لكنه لم يشعر بالألم - فقط طغى عليه الغضب .

وفي مكان ما بين الظلال. وقف زيرو يراقبه بصمت ...

ارتسمت على وجهه ابتسامة عريضة ، غريبة ، مزيج بين الفخر والتلذذ .

( في نفسه ):

" هذا الجانب منك ...عندما تغضب ...ياله من مشهد مسل ، كم أنت دمية رائعة ...

أتظن أنني سأدعك تذهب بهذه السهولة ؟ إن تخليت عنك ...سأموت من الملل ."

عاد رين إلى منزله بعد لحظات ، جسده يتحرك ، لكن ذهنه عالق بكلمات زيرو ...

كل جملة ، كل ضحكة. كل نبرة. لا تزال تتردد في رأسه ، تشعل غضبه من جديد .

كان يعلم ...المعركة الحقيقية لم تبدأ بعد .

2025/05/24 · 29 مشاهدة · 578 كلمة
Amina Mino
نادي الروايات - 2025