الفصل الثاني والثلاثون : ليلة الشكوك
في مساء هادئ ، جلس رين داخل غرفته، أنوار خافتة تنعكس على أوراق التحقيق المبعثرة أمامه ، وعيناه الزرقاوان تحدقان بتركيز في المستندات كأنها ألغاز تنتظر الحل . صمت ثقيل يخيم على المكان ، يقطعه دخول يوكيمارو بخطوات هادئة .
اقترب بخفة وقال بنبرة خبيثة كعادته : - " حسب معرفتي بك ...أنت تعرف من هو المجرم ، أليس كذلك ؟"
لم يجبه رين مباشرة، بل رفع رأسه ببطء ، ونظر إليه نظرة باردة تخترق الأرواح ، ثم ابتسم بخفة وهمهم:- " ربما ..."
ضحك يوكيمارو :-" إذا دعني أخمن ...أنت تشك في حارس الأمن ، ذاك الذي كان يراجع سجلات الدخول والخروج ، صحيح ؟"
ارتفعت حاجبا رين قليلا ، وقال بابتسامة مشوبة بالغموض : -أنت مذهل ...لا تقل عني جنونا ."
رد يوكيمارو مازحا :-" أحاول فقط أن أفهم طريقة عقلك الملتوي يا محققنا العبقري ...إذا ، أخبرني ..ماذا وجدت حين ذهبت للتحقيق في المطعم المجاور للمتحف ؟"
ارتشف رين رشفة من قهوته بهدوء ثم قال بنبرة واثقة :- " هل تريد التفاصيل ؟ حسنا ...سألت صاحب المطعم وبعض الموظفين عن الحارسين المعتادين
.قالوا إنهما غالبا ما يترددان هنا لتناول الغداء أو العشاء .كل منهما يدفع حسابه ، وطلباتهما دائما بسيطة ...حتى ذلك اليوم .
رفع يوكيمارو حاجبه باهتمام : وما المختلف في ذلك اليوم ؟
-" أحدهم دعا الآخر لتناول شريحة لحم ، وأصر أن يدفع نيابة عنه . الموظف تذكر هذا الموقف جيدا لأنه كان نادرا ...ثم حصل شيء آخر ."
اقترب يوكيمارو أكثر وقال بصوت منخفض : " ماهوا ؟"
-" أثناء تناولهما الطعام ، تلقى أحد الحارسين اتصالا هاتفيا ، فخرج ليتحدث، بينما جلس الآخر يكمل طعامه ."
صمت رين لثوان قبل أن يقول :-" سألتهم إن لا حظوا شيئا مريبا آخر أجابو بالنفي ."
لكن نبرة رين كانت مختلفة ، وكأن ما قاله ليس كل ما يعرفه .
لاحظ يوكيمارو ذلك فورا و قال: -"صوتك يقول غير ذلك ...ماذا تخفي ؟"
ابتسم رين تلك الابتسامة التي يعرفها يوكيمارو جيدا -الابتسامة التي تسبق الاكتشافات الخطيرة .
-' دعنا نقول فقط ...أن شريحة اللحم تلك كانت أغلى من أن تكون صدفة .
.....
استدار رين فجأة نحو يوكيمارو وقال بنبرة جدية خافتة : - " يوكيمارو ...أريد أن أطلب منك معروفا ."
رفع يوكيمارو حاجبه بريبة ، و قال بسخرية: -" من ملامح وجهك ، يبدو أن ماتطلبه ليس معروفا ...بل جريمة صغيرة ."
ابتسم رين بخفة وقال : - " أنت لئيم كعادتك ..."
ضحك يوكيمارو :" ألم تكن أنت من قال إن صديقك أجابك بكل صدق ؟
رد رين وهو يتنهد : " آه ، يوكيمارو ...أستدرك ، صديقك الحميم في محنته . ألا يمكنك أن تريني القليل من الوفاء ؟
صمت يوكيمارو لثوان وهو يضع يده على جبهته وكأنه نادم على حياته كلها ، ثم قال : حسنا...لقد استسلمت.
صفق رين بفرح بارد و قال بنبرة خبيثة: " رائع! إذا أريدك أن تتسلل إلى غرفة الحارس ...وتفتشها بدقة ."
" تفتشها ؟ ولماذا أنا تحديدا ؟ "
" لأنك شبح ، أحمق! لا أحد يستطيع التسلل دون أن يكشف ..غيرك ."
تنهد يوكيمارو بعمق وهو يهمس: " يا لك من متبلد المشاعر يارين ..."
رد رين وهو ينظر إلى أوراقه: - " أنت من اختار أن يعلق مع عبقري ، تحمل النتائج ."
أومأ يوكيمارو بكسل ، ثم قال : " وماذا تريدني أن أبحث عنه بالضبط ؟"
نظر إليه رين بجدية هذه المرة: " أي شيء يبدو مريبا...أوراق، خيوط، أدوية...خصوصا أدوية الإسهال ."
اتسعت عينا يوكيمارو قليلا وقال: " انتظر...أنت تقول أن الحارس خطط لكل هذا؟ ووضع دواء للإسهال في طعام صديقه حتى يغيب عن موقعه وقت الجريمة ؟"
ابتسم رين بثقة وقال بهدوء: -" بالضبط...لقد أعماه الطمع . لكنه ارتكب خطأ واحدا ...نسي من أنا ."
آسفة على قصر الفصل 🥹😢
....
عيد أضحى سعيد لجميع الأمة المسلمة 🥳