الفصل السابع والثلاثون : ظل على الطريق
خرج رين من مبنى المركز بخطوات ثابتة ، تحمل هدوءا مريبا . لم يكن يعلم أن شخصا ما ينتظره في زاوية يبتلعها الظل كأنها فتحت خصيصا لاحتوائه .
وفجأة ، ومن حيث لا يتوقع ، قفز يوكيمارو من بين الظلال ، وأطبق ذراعيه حول رين من الخلف ، يحتظنه بقوة .
يوكيمارو ،بنبرة شبه عاتبة وهمسة مبحوحة :
" لقد تأخرت ....قلت أنك لن تبق طويلا ....لكنك أخلفت وعدك كما تفعل دائما ....."
أجابه رين ببرود ساخر دون التفاف :" هذا لأنك تشتت تركيزي في أكثر اللحظات حساسية ، شبح مثلك كان سيخرب علي الحديث ."
ثم التفت إليه فجأة ، وبنقرة خفيفة من إصبعه على أنف يوكيمارو، أردف بابتسامة جانبية :
" لوكنت شبحا عاقلا ، لأخذتك معي ."
أغلق يوكيمارو فمه غيظا ، وهو يقطب حاجبيه ، ثم قال : " كم أنت لئيم يارين ...."
" لا تتذمر إلى السيارة ."
في تلك اللحظة كان الحارس الشخصي يفتح لهما باب السيارة باحترام : " أهلا بعودتك ، سيدي الشاب."
ركب الاثنان ، وساد لحظة صمت بينما المحرك يهمس كقطة ناعسة .
الحارس :
" هل نتجه إلى مكان ما ؟"
رد رين بينما يحدق إلى الطريق الأمامي ببرود :
" لا .إلى الفندق مباشرة . لدي ما أنجزه ."
الحارس :
" حسنا ، كما تشاء ."
تسلل الشك إل ذهن رين للحظة ، وهو يتفحص الزجاج الأمامي .
رين ، ببطء:
" بالمناسبة ....أين زميلك ؟ الحارس الآخر ؟ "
ودون أن ينظر اليه الحارس :
" أعتذر ....هناك أمر طارئ ومفاجئ اضطره للغياب ."
بعد ثوان. استدار السائق نحو طريق فرعي بدا مألوفا ....لكن ليس بالقدر الكافي
رين ، دون أن يخفي شكه :
" هذا الطريق ....لا يؤدي للفندق ."
وبهدوء مريب أجابه الحارس :
" خزان الوقود قارب على النفاذ ...سنتوقف لتعبئته أولا ."
رين :
" آه ....حسنا ."
وصلوا بعد عدة دقائق . ترجل رين من السيارة واتجه إلى غرفته في الفندف . وضع البطاقة في جهاز الباب ، و......
يوكيمارو، بصوت خافت يشبه النبض :
" أشعر بشيء غريب ...."
فتح رين الباب، وتوقف لثانية .
رين ، وهو يتفحص المكان بعيني صقر :
" أجل ...لقد اقتحمت ."
يوكيمارو، وهو يعبر الغرفة بنظراته :
" كل شيء مرتب ...أكثر من اللازم ،"
اقترب من أحد الزوايا ، ومرر أصابعه على حافة الطاولة .
" رغم التنظيم ، هناك آثار ....شخص ماكان هنا ."
رين ، ببرود يحاكي الجليد :
" تماما كما توقعت ."
حدق يوكيمارو بعينين مثل جمرة تحت الرماد في رين :
من حسن حظنا ...أنك لم تترك الشريحة هنا ...أليس مذلك ، يا رين ؟"
ابتسم رين ابتسامة خفيفة ، تنمو على مهل كأنها تعرف كل شيء مسبقا :
" أجل ...لم اتركها ."