الفصل السادس والأربعون: 0Fxt : العقار الذي لا يغفر .
"قبل أن ينفجر كل شيء ....كان هناك اسم واحد فقط يتردد داخل رأسي : "0Fxt "
المساء.
السماء تنذر بمطر لم يهطل بعد ، والسحب تسحب معها بقايا نور اليوم .
جلس رين وحده ، مقابل شرفة غرفته التي تطل على مدينة نصف نائمة . الهواء خافت ، والضوء الشاحب يتكسر على زجاج النافذة .
كان شاردا .
عيناه الزرقوان تحدقان في البعيد ، بينما تدور في ذهنه صور الجثتين .
بؤبؤ العين المنتفخ ...الأوعية الدموية المتفجرة ...السواد تحت الجفن ...الطفح الجلدي ...
والأخير من كل هذا ...رائحة منعشة ، خادعة ، تنبض بالخطر .
همس لنفسه :
" أنا متأكد...رأيت هذه الأعراض من قبل ...وشممت تلك الرائحة ..."
وفجأة انفتح باب الغرفة .
يوكيمارو دخل بخطى خفيفة، وعلى وجهه مزيج من القلق والحنان .
يوكيمارو بنبرة خفيفة :
" رين ...ها أنت ترهق نفسك مجددا . ألا يمكنك أخذ راحة بسيطة ؟"
لم يجب رين على الفور .
بل تمتم بكلمة غريبة ، ببطء :
"0Fxt..."
يوكيمارو تجمد مكانه .
يوكيمارو باندهاش :
" هاه ؟ماهذا ؟"
رفع رين عينيه الباردتين ونظر إليه بثبات .
" إنه اسم لعقار غريب ....كانت منظمة الغربان السود تعمل على تطويره قديما .
ذكر اسمه في مذكرات والدي مكتوبا كرمز مشفر لا يفهمه أحد سواي .
وقد طلب مني أن أحرق تلك المذكرات بعد قرائتها ...فورا .
اقترب يوكيمارو قليلا، وعيناه متسعتان .
" عقار ؟هل تعني أن ما رأيناه في الجثتين...كان بسبب هذا ؟"
أومأ رين برأسه ، وتابع بصوت منخفض :
" العقار يعرف باسم 0Fxt, لكنه ليس واحدا فقط. بل ثلاثة أنواع :
.هو مزيج بين الهلوسة والإدمان 0Fxt1 من يتعاطاها يدخل في حالة لا يمكنه الإقلاع عنها ....وإن فعل ، يصاب بالجنون .
ألم حاد ، طفح جلدي ، بروز في الأوعية ، وانتفاخ بؤبؤ العين ...الأعراض تتطابق ."
توقف لحظة . وكأن الذكريات تخنقه .
رين بصوت أبطأ :
" له رائحة فريدة ...لاتنسى .
حتى أنه لا يترك أي أثر في التحاليل ...لكني شممته في زعيم الغربان السود السابق ...قبل أن يقتله زيرو.
الآن أتذكر ...كنت أعرف هذه الرائحة ."
حدق يوكيمارو في رين بصمت.
يوكيمارو بهمس :
" والنوعان الآخران ؟"
رين :
" الثاني 0Fxt-2، عقار أشبه بالسم . يقتل بصمت .دون أثر ".
أطلقوا عليه اسم " القاتل الصامت ".
أما الثالث ...0Fxt-3، فلا معلومات حقيقية عنه .
فقط ملاحظة واحدة كتبها والدي :
" إنه الأكثر خطورة ...العقار الذي لا يغفر ."
سكت الاثنان .
أمسك رين حافت النافذة بإحكام ، وعيناه تتوهجان بشرارة من الإدراك .
وبصوت متوتر :
" إذا كان هذا العقار قد عاد للظهور ...فهذا يعني شيئا واحدا ...شخص ما أعاد تشغيل أبحاث المنظمة ..."
يوكيمارو بهمس :
" ومن غيرك قادر على كشف الحقيقة الآن ...؟"