57 - نهاية قضية الغرفة المغلقة

الفصل 57 : نهاية قضية الغرفة المغلقة .

ساد صمت ثقيل في القاعة ، حتى الهواء بدا وكأنه توقف عن الحركة لم يتجرأ أحد على التفوه بكلمة ،حتى حفيف الأوراق بدا باهتا أمام ثقل الجو .بينما كان رين يتفحص بهدوء ملف تحليل الدم الذي وجد تحت أظافر المفتش جونز.

قال ببرود، وهو يغلق الملف بحركة محسوبة:

-حسنا ...نظرا لأن تحليل الدم لا يستغرق وقتا طويلا ، طلبت إجراؤه في أسرع وقت ممكن. وكما توقعت ....الدماء الموجودة تحت أظافر المفتش جونز تعود لزيد روي. هذا يثبت ماقلته سابقا...أليس كذلك، سيد مورين؟

تنهد مورين بحيرة، وصوته متردد:

- ومع ذلك، يارين....للأسف ماتزال أدلتك ضعيفة، حتى مع هذا التحليل.

ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتي رين، لكنه ثبت عينيه مباشرة على مورين بنظرة تخترق الأرواح:

-ومن قال أن هذا كل مالدي؟ في الواقع ...أنا شاهد على هذه الجريمة، أو لأكون أكثر دقة ...شاهد على مكان زيد قبل وقوعها .

رفع أحد الضباط حاجبيه بدهشة:

-شاهد؟

-أجل. قبل أن أتوجه إلى هنا، اصطدمت بزيد في الطريق. كان ذلك عندما كنت متجها إلى مقر الشرطة بعد أن تلقيت رسالة عاجلة من المفتش جونز يطلب فيها مقابلتي فورا .رأيت زيد يسلك الطريق المؤدي مباشرة إلى المركز...لكن الأمر لم يتوقف هنا .كان وجهه شاحبا ، والتوتر باديا عليه بوضوح .

توقف رين للحظة، كأنه يستحضر المشهد بدقة، ثم أضاف بنبرة أكثر جدية :

- الأكثر إثارة الريبة ...أنني بعد اصطدامي به ، حوصرت في زاوية زقاق ضيق خال من المارة .

اندفع أحد الضباط بقلق :

-محاصرا ؟ من من ...؟

-رجال غرباء ...لم أرهم من قبل. هددوني بالقتل إن لم أذهب معهم ، لكنني تمكنت من الفرار بطريقة ما . والأغرب من ذلك ....لم أشعر أن أحدا كان يتبعني من الأصل .

أخذ نفسا عميقا، ثم تابع:

- كان اليوم هو يو إجازتي ، ولولا رسالة المفتش جونز لما جئت . ألا يبدو ظهور هؤلاء الرجال ومحاصرتي من العدم بعد اصطدامي بزيد أمرا مريبا ؟ هذا يفسر أمرا واحد: أنهم حاولوا إبعادي عن مسرح الجريمة ، لأن وجودي هناك لم يكن متوقعا .....ربما كان السيد جونز قد اكتشف أمرا خطيرا وأراد إخباري به .أليس كذلك ، سيد مورين؟

" رد مورين بابتسامة تحمل شيئا من التصنع :

-يبقى الأمر ...صعب التصديق .

تسللت برودة حادة إلى عيني رين وهو يهمس باستهزاء :

"-صعب التصديق ...حتى مع كل هذه الأدلة ؟ لا بأس ، لا يزال هناك المزيد ."

التفت إلى الحاضرين وأكمل :

- بعض الشهود من الضباط رأوا زيد يدخل إلى مكتب المفتش ، حتى أن أحدهم قال أنه أرشده بنفسه . كاميرات المراقبة أكدت ذلك أيضا...زيد هو الوحيد الذي دخل المكتب ، ولم بخرج أحد بعده .

اقترب خطوة من مورين ، وصوته صار أكثر حدة :

-هل لديك ماتقوله الآن ؟أم أنك ستستمر بالدفاع عن زيد حتى آخر لحظة ؟ ألا يبدو الأمر مريبا بعض الشيء ؟

انحنى رين قليلا، وهمس بجانب أذنه:

" - أم أنك أنت الطرف الثالث ؟"

اتسعت عينا مورين، وكأنه تلقى طعنة غير متوقعة :

"- ماهذا الهراء الذي تقوله ؟!

-مجرد احتمال ...."

سكت مورين لبرهة ، ثم قال بصوت مبحوح، سقطت دمعتان على وجنتيه :

-"كل ما في الأمر ...أنني لا أستطيع تصديق أن زيد فعل شيئا كهذا . فقدت صديقين في يوم واحد...وصديقي الذي وثقت به أكثر من نفسي ، قتل المفتش....ثم قتل نفسه. ياله من عار .

تنهد رين ببطء :

" هذه هي الحياة ، يا مورين، لنغلق الآن ملف جريمة الغرفة المغلقة ....ريثما تصل بقية نتائج التحاليل ."

2025/08/11 · 12 مشاهدة · 555 كلمة
Amina Mino
نادي الروايات - 2025