الفصل 66 : مسرح القطع
ابتسم شين ابتسامة واسعة مليئة بالسخرية:
-<<إذا لقد أتيت أخيرا يا زيرو ....لم أتوقع حضورك بهذه السرعة . كنت أريد أن أبقى مع عزيزي رين لوحدنا أكثر ، لكن يبدو أنه لا مفر من ذلك .>>
نظر زيرو إليه بنظرات قاتلة تخترقه مباشرة :
-<< أأنت أصم ؟ قلت لك لا أحب تكرار كلامي ...أبعد يديك عن تسليتي و إلا ...>>
قهقه شين عاليا وهو يتراجع خطوتين للخلف ، واضعا يده على وجهه يعصره بقوة :
-<< تسليتك ؟ لا تضحكني أكثر من هذا يا زيرو ! بما أنك هنا ، دعني اوضح لك الأمر للمرة الأخيرة .>>
اقترب من رين واحتظنه من الخلف ، ثم أحنى رأسه بجانب أذنه ، ومد لسانه ليلعقها . تسارعت نبضات قلب رين ، وارتجف جسده وهو بالكاد يقوى على الكلام تحت تأثير دماء شين :
-<< أيها الوغد ...>>
رمقه شين باحتقار وعينيه مثبتتان على زيرو :
-<< رين الذي تراه أمامك الآن لم يعد ملكك ، بل أصبح لي . لا ، بل لنوضح أكثر ....كان ملكي منذ البداية ، لكنك أنت من تجرأ على الاقتراب منه ، والآن تأتي بكل غطرسة لتقول إنه لك ؟!>>
فجأة . أصبح الجو أكثر اختناقا . والهواء أثقل من أن يتنفس . دخان أسود خانق انبعث من جسد زيرو وغطى المكان . نظراته القاتلة أشبه بوحش يستعد للافتراس . انفجرت نوافذ الغرفة وتناثرت شظايا الزجاج ، الأرضية تهتز وكأنها تصرخ رعبا مما سيحدث في أي لحظة . وأخيرا تكلم زيرو بصوت يغلي بالغضب :
-<< يبدو أن تحذيراتي السابقة لم تجد نفعا . على الرغم من أنني اقتلعت رؤوس غربانك ، استمررت بالنعاق غير آبه . قلت لك سابقا : أكره أن أكرر كلامي .>>
رد شين بلا مبالاة :
-وأنا قلت لك إنني لن أسلم لك رين أبدا .... آه ، وجدتها ! مذا لو تقاتلنا ؟ ومن يربح سيفوز برين ، بالتأكيد سيكون أمير هذه الرواية . أليست فكرة جميلة؟ أليس كذلك يا رين؟
ارتسمت على ملامح رين مشاعر متناقضة ؛ الغضب ، البرودة ، وهالة قاتلة في آن واحد . صمت للحظة ، ثم انفجر صوته كالبركان :
- هاااااا ....هل تهزأ بي أم ماذا؟ هل تظناني مجرد لعبة بين أيديكما تعبثان بها كيف تشاءان ؟! أنا ... لا أهتم بمن سيفوز ومن سيخسر ! اعلما أنني ملك لنفسي ، ولن أسمح لأحد مهما كان أن يتجاوز هذه الحدود . ولو كان الأمر بيدي ، لقتلتكما الآن ! لكن ...يبدو أن هذا الوضع يصب في صالحي .
نظر زيرو إلى رين بدهشة ممتزجة بالإعجاب:
-اتعلم يا رين ...أنت تجعلني أرغب في امتلاكك أكثر فأكثر . أرغب في تحطيمك وتعذيبك حتى أثبت أنني وحدي من يستحق أن يكون نظيرك ...رين خاصتي .
رفع شين يده عاليا ، فرقع أصابعه ببطء ...دوى صدى الفرقعة في الغرفة المظلمة كجرس ينذر بالموت . ومن بين العتمة انبثق غفر من الرجال ، وجوههم شاحبة ، عيونهم خاوية ، وأجسادهم تتحرك كأنها جثث أعيد إحياؤها بلا روح ولا مشاعر .
ابتسم شين ابتسامة عريضة ، صوته يقطر سما :
-للأسف يا زيرو ...هذه الليلة ستكون نهايتك . أستمتع بالأمسية التي أعددتها خصيصا لك .
أدار رأسه نحو رين، ونبرته صارت خبثا :
-خذوا عزيزي رين من هنا ، واحرصوا ألا يمسه أذى . سأنهي أمر هذه الحشرة سريعا ...ثم سأعود إليك يارين، كما اتفقنا .
ارتجف صدر رين وهو يمعن النظر حوله ، الرجال يقتربون منه بخطوات ثابتة ، أصواتها تشبه سلاسل تجر على الأرضية . همس في نفسه:
-علي الهرب ... لكن جسدي بالكاد يستجيب لي ...
وفجأة، لمح على الأرضية سكينا لا معا انعكست عليه خيوط الضوء الخافتة . ابتسم بخفة يائسة :
- وجدتها ...هذا سيفي بالغرض مؤقتا .
قبض على السكين بكل ما أوتي من قوة . وغرزها مباشرة في ساقه . اندفعت الدماء لتلطخ ملابسه ، الألم اخترق جسده ، لكنه أجبر نفسه على الصمود .
اقترب الرجال أكثر ، أذرعهم الممتدة كأطياف موت ، و ....بم !
طلقة نارية دوت في المكان ، شقت الهواء بصوت صاعق ارتد صداه على الجدران العالية . ارتجف أحد الرجال وسقط أرضا بلا حراك . الدخان يتصاعد من فوهة مسدس ارتجف في يد رين ، عيناه تلمعان ببرودة قاتلة :
-آسف ....لكن لن أسمح لك بلمسي .