الزمان: 15 سبتمبر 2025، منتصف الليل
المكان: مدينة شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية – حي مهجور مليء بالمباني القديمة والجسور الصدئة، أضواء الشوارع ضعيفة، والضباب يغطي الشوارع.
---
الشوارع مهجورة، أضواء خافتة تتساقط من أعمدة الكهرباء، المباني متهالكة، الرياح تصفر بين الجدران كما لو أنها تحاول أن تهمس بأسرار المدينة . BLOOD GHOST يسير بخطوات هادئة، عيونه ثابتة على الأفق، وكل شيء حوله يبدو كلوحة شطرنج ضخمة. الأصوات البعيدة للسيارات والكلاب المهجورة تتقاطع مع صدى خطواته، مضفية إحساسًا بالوحدة التامة على المكان.
داخل عقله يدور صراع هادئ، حوارات داخلية باردة: كل ضوء مزيف، كل شخص يرتدي قناعًا، وكل حدث يمكن استغلاله لصالح استراتيجيته. يصل إلى متجر صغير، يرى عصابة تحاول سرقة شخص ضعيف. يتوقف عدة خطوات ويفكر:
"هذا لا يهم… لماذا أدخل نفسي في مشاكل لا معنى لها؟ هل سأتصرف مثل أبطال الروايات الذين يُصابون بمتلازمة البطل؟"
صوت داخله يهمس بسخرية:
"طبعا لا… هؤلاء حمقى، يتصرفون كأن العالم يدور حولهم…"
يجيب عقله البارد:
"لن أتصرف مثلهم… لن أسمح لمتلازمة البطل أن تسيطر علي… لكن يمكنني أن أتصرق بعقلانية و أستغل أو أنقذ الموقف لصالح الواقع."
يمد يده لهاتفه، يفتح الشاشة ويطلب الرقم. الشرطة ويتصل عليهم يخبرهم بي الآتي كل تفصيلة محسوبة: موقع العصابة، عددهم، نوع الأسلحة، توقيت الحادث المتوقع. كل شيء يتم بحساب كامل، دون أي شعور بالبطولة أو رغبة في المخاطرة الشخصية.
بعد الاتصال، يستمر في المشي، كل خطوة محسوبة، كل حركة حوله تحليل دقيق لحركة المستقبل. الأصوات، الألوان، والانعكاسات على الزجاج المحطم تصبح بيانات يمكن قراءتها واستغلالها. الفراغ الداخلي يمنحه مسافة عقلية للتحليل البارد، لا شيء يشتت تفكيره، لا أحد يمكنه مفاجأته.
على جسر مهجور، تمتد المدينة أمامه كخريطة معقدة من الظلال والضوء. أضواء الشوارع المتباعدة، ومباني المدينة المتهالكة، تشكل شبكة مظلمة من المسارات المحتملة للأحداث القادمة. كل ضعف داخلي يتحول إلى أداة، وكل لحظة فراغ تصبح مصدر قوة.
يحرك يده ببطء، يلمس قضبان الجسر الصدئة، يشعر ببرودة المعدن تحت أصابعه، وكأن كل ملمس يعطيه توازنًا داخليًا أكثر. الرياح الباردة تحمل رائحة المطر والورق الممزق، لكن عقله يركز على أكثر التفاصيل أهمية: الأماكن التي يمكن الاختباء فيها، الأشخاص الذين قد يظهرون في أي لحظة، والمسارات التي يمكن أن تتحرك بها المدينة من حوله.
العالم مظلم وظالم، لكنه ساحة اختبار مثالية لعقله البارد وقدرته على التحكم بالموقف. كل قرار، كل خطوة، كل حركة محسوبة، وكل شعور بالفراغ الداخلي يُستغل لتعزيز استراتيجياته وتحويل كل ضعف إلى قوة، وكل تهديد محتمل إلى فرصة.
في تلك اللحظة، أدرك BLOOD GHOST XXX أنه لا يحتاج لأي أبطال أو متلازمة بطولية. عقله البارد وحده كافٍ لتجاوز أي فوضى أو ظلم، ويفهم أن المدينة بأكملها مجرد لوحة شطرنج ضخمة، وهو اللاعب الوحيد الذي
يحدد مسار كل قطعة فيها.
أضافة لأدراكه لشيء قد نسيه منذ وقت طويل وهو