سمع كريستوفر واوليفر ضوضاء عالية بالخارج وعندما خرجوا وجدوا تجمع كبير من الناس.


صرخ احد الناس "هناك شخص ميت!"


عندما اقترب كريستوفر ليرى من الشخص الميت وجد انه الجندي الذي اهانه ونعته بالخنزير وكانت هناك كلمات مكتوبة بالدماء بجانب الجثة "انا لست شيطان، انا هو انت."


هذه الكلمات الذي لما يفهمها احد الا كريستوفر اشعرته بالخوف، لكن سرعان ما اختفى شعور الخوف وشعر كريستوفر بالسعادة الغامرة على موت الجندي ولكنه لم يظهر ذلك فقد احتفظ بذلك في نفسه.


(برغم سعادتي بمقتل هذا "الخنزير" ولكن هذه الكلمات لا تريحني اطلاقا، هل انا اسير وانا نائم؟ او هل عندي انفصام في الشخصية؟ هذا معقد جدا ولكن طالما هذا الشخص او الشئ بجانبي فانا ليس لدي سبب لاقلق يجب ان اهدأ. )


عندما نظر اوليفر الى كريستوفر وجد وجه بارد عديم المشاعر ولكنه لم يعلم ان خلف هذا الوجه ضحكة شيطانية.


قطع اوليفر تفكير كريستوفر وقال "هيا يا كريستوفر يجب الا نتاخر، سوف يتولى الجنود الامر."


عاد كريستوفر الى وعيه وقال "اوه نعم فالنذهب."


ولكن قبل ان يرحلا لاحظ كريستوفر شخص مريب يقترب من احدى الفتيات التي كانت تتابع مسرح الجريمة.


( يبدو انه يريد ان يسرق مالها او شئ ما بينما الجميع غير منتبه، هذا الاخرق انه غير متزن ويمشي بطريقة غير هادئة بهذه الطريقة سوف تلاحظه بالتاكيد، نه مبتدئ.)


وبالفعل قبل ان يستطيع سرقة اي شئ منها لاحظت الفتاة اللص وحينها حاول الهرب قبل ان تصرخ الفتاة ويتم الامساك به ولكن اصتدم اللص بشخص وهو يحاول الفرار، ولقد كان هذا الشخص هو كريستوفر.


امسك كريستوفر ذراعه باحكام وقال بابتسامة "انا اسف ولكني ابغض اللصوص جدا هذه الايام."


وفي لمحة واحدة كسر كريستوفر ذراعه بعد انتهائه مباشرة من كلامه، وتركه يتلوى ويتألم على الارض.


(هذا الاحمق تجمد عندما امسكت ذراعه لم يحاول الهروب حتى، يبدو انها اول مره له.)


اقتربت الفتاة لكريستوفر وقالت "شكرا لك."


رد عليها كريستوفر ببرود "لم افعل هذا من اجلك، لا داعي لشكري."


قالت الفتاة بخجل "اسمي هو سيليا، وانت ما هو اسمك؟"


رد عليها كريستوفر "لست بحاجة لمعرفة اسمي."


اكمل كريستوفر طريقه مع اوليفر وترك الفتاة.


قال اوليفر "لقد كنت رائعا يا كريستوفر، اعتقد ايضا ان تلك الفتاة اعجبت بك."


"لا تجعلني اضحك، اي اعجاب لكن كان مجرد شكر، انت متوهم."


قال اوليفر "لا، يمكنني ان اري بسهولة ان الفتيات ينجذبون اليك بسبب وسامتك وجاذبيتك."


قال كريستوفر في نفسه (هاه اشك في ذلك، لا احد ابدا تجرأ على ان يقترب مني بسبب شخصيتي، لم اكن اهتم حقا بذلك، كان تركيزي الكامل في محاولة اثبات نفسي.)


صمت اوليفر قليلا وقال "اعتقد يا كريستوفر انك تماديت قليلا مع اللص، افقاده لوعيه كان ليكون كافيآ ولكنك كسرت ذراعه!"


صمت كريستوفر قليلا ثم قرر الرد "ربما تكون محقا."


(انا لا اعتقد اني تماديت، على العكس ارى اني كنت رحيم معه، عندما رايت ذلك اللص تذكرت في الحال هولاء الاوغاد اللصوص الذين حاولوا الايقاع بي، لم اتمالك نفسي وكسرت ذراعه.)


مملكة سوردر توفر للقادمين من ايشلاند عمل واحد اجباري وهو ان يكونوا جنود بحيث ينقسمون لفرق مكونة من خمس افراد في كل مدينة ومن بين الافراد يكون لكل فرقة قائد من سكان المملكة الاصل للسيطرة عليهم ومنع حدوث اي عمل انقلابي او شغب، لذلك كل الفرق ليست قريبة من بعضها وعدد افرادها قليل ولان مملكة سوردر لا تهتم بمصيرهم لذلك تدعهم يعملون كجنود فقط للاستفادة منهم.


وصل كريستوفر واوليفر لمقر فرقتهم، نظر كريستوفر الى المبنى وكان المبنى متوسط الحجم وليس به شئ مميز، دخل كريستوفر واوليفر المبنى ووجدا قاعة كبيره وبداخلها شخص وحيد ينتظرهم، لقد كان شاب بشعر اشقر وعيون زرقاء.


قال الشاب "اهلا بكم، انتما العضوان الاخران اليس كذلك؟"


رد اوليفر "نعم وهكذا ينقصنا عضو اخر والقائد."


"اسفة على التاخير، اوه يبدو ان القائد لم يأتي بعد."


دخلت فتاة جميلة بشعر احمر قصير وعيون بنية المقر.


قال كريستوفر في نفسه متعجبا ( مهلا تلك الفتاة؟! )


قال اوليفر "اوه انتي تلك الفتاة التي كانت ستتعرض للسرقة باكرآ اليوم، كان اسمك سيليا صحيح؟"


ردت سيليا "ارايتني؟"


حينها تفاجئت سيليا عندما لمحت كريستوفر الذي كان يقف في الزاوية و ارتبكت، لقد شعرت بالاحراج لان كريستوفر تجاهلها وتركها فحسب.


قال كريستوفر "ما الامر ؟ لماذا تحدقين بي؟"


"اسفة لم اقصد."


همس اوليفر الى سيليا وقال مازحا "لا عليكي هو فقط يحب التصرف مثل المهمين."


ابتسمت سيليا، لقد ساعدها اوليفر على التخلص من شعور الاحراج والارتباك قليلا.


وفي هذه اللحظة دخل رجل الى المبنى في منتصف العشرينات بشعر اسود وعيون خضراء.


قال الرجل "يبدوا انكم مجتمعين بالفعل، انا قائد هذه الفرقة واسمي ليون، لم لا تعرفوني بانفسكم؟"


قال الشاب صاحب الشعر الاشقر والعيون الزرقاء "اسمي شون."


"اسمي اوليفر."


"اسمي سيليا."


"اسمي كريستوفر."


نظرت سيليا الى كريستوفر وابتسمت عندما عرفت اسمه اخيرا.


قال القائد "حسنا مرحبا بكم جميعا، لنبدأ، اتعرفون ما هدف هذه الفرقة؟ هو المساعده في تطهير المنطقة الحمراء."


قال شون بتساؤل "ماذا تقصد بتطهير؟"


رد القائد ليون "جعلها امنة بالتخلص من المجرمين بالطبع، لان مملكة سوردر تفتقر لبعض الموارد التي تتواجد في المنطقة الحمراء والتي كانت مملكة ايشلاند تساعد مملكتنا بها، لكن قررت سوردر انها لا يمكنها الاعتماد على ايشلاند للابد لذا قررت تأمين المنطقة الحمراء."


سأل كريستوفر بنبرة ساخرة "ولماذا تحاول مملكة سوردر تطهير ارض هي بنفسها تنفي المجرمين فيها؟"


اجاب القائد متجاهلآ سخرية كريستوفر "يبدوا انك لا تعرف انه بعد ان تم تتويج ملكنا بينجامين دينوفا قرر الغاء نفي المجرمين في المنطقة الحمراء استعدادآ لهذه الخطة، اهناك مزيد من الاسئلة؟"


اكمل القائد "ولذلك هدف هذه الفرقة هو المساعدة في عملية التطهير ولكن الامر لن يكون سهلا فهناك شائعات تقول ان هناك منظمة تكونت من المجرمين وهدفها مجهول، ايضا تم العثور امس على ثلاث جثث من بينهم طفل في المنطقة الحمراء وقد كانت قريبة من المملكة واكيد سمعتم عن موت الجندي اليوم داخل اسوار سوردر، قد يكون هناك من يساعد المجرمين بالداخل."


قال شون "جواسيس؟ لا يعقل."


قالت سيليا "من عديم القلب الذي قد يقتل طفل؟"


كانت ملامح كريستوفر بارده، لم يهتز بسماعه القائد او سيليا فهو يعرف بالفعل من المتسبب بالرغم عن جهله بالكيفية.


قال القائد "العملية ستبدأ بعد شهر تقريبا، حتى هذا الوقت اما سنتدرب او نقوم بدوريات في المدينة، اجل الفرق تكون بمحل الشرطة ايضا لكن لايعتمد عليها كثيرا، والان بعد ان انتهينا من الشرح والتوضيح، فلنبدأ بتقييم مستواكم، سيتبارز كل اثنين مع بعض، هذا الاختبار ليس له معنى انه فقط لمعرفة قدراتكم."


قال الجميع ما عدا كريستوفر "رائع."


"حسنا لنبدأ بشون ضد ممم كريستوفر، ان المساحة كبيرة فخذوا راحتكم ولكن بعيد عنا بالطبع."


قال كريستوفر في نفسه (يا الهي، سانهي الامر بسرعه)


وقف كريستوفر وشون امام بعضهم منتظرين اشارة البداية من القائد.


اشار القائد بيده وقال "ابدأ."


انطلق كريستوفر بسرعه نحو شون فور سماعه الاشارة ولوح بسيفه نحوه، لكن شون تفادى السيف بصعوبه لدرجة انه كاد ان يفقد توازنه.


قال شون في نفسه (لقد كان هذا وشيكا، كان يمكن ان اموت، انه لا يهتم بسلامة الشخص الذي يبارزه اطلاقا.)


ابتسم شون وقال "انت رائع لقد اعجبتني."


لم يكذب شون، فقد حصل كريستوفر فعلا على اعجابه، لقد كان الخصم الذي كان يريده شون ليدفعه للتحسن والتطور حتى يكون قادر على تحقيق هدفه ومبتغاه.


رد كريستوفر "انت لم ترى شيئا بعد، تعال وساريك."


ابتسم شون واقترب بحذر من كريستوفر الذي يقف مكانه منتظرا واندفع فجاة نحوه ولوح بسيفه الى يمين كريستوفر ولكنه صد هجمته بسهوله واعاد تكرار الهجمات الى اليمين واليسار بشكل متتالي ولكن لا فائدة لقد تصدى كريستوفر الى جميع الهجمات.


قال شون في نفسه ( انه لم يحاول تفادي هجماتي اطلاقا بل تصدى لجميعهم، مذهل، لكني لاحظت ثغرة في دفاعه، عندما يحاول التصدي لهجوم من يساره يترك جانبه الايمن فارغ كليا بدون حماية، يمكنني استغلال هذا.)


قال كريستوفر "استستمر بالوقوف عندك ؟ لم اكن اعتقد انك خائف."


قال شون بنبرة تحمل القليل من الغضب "انا لست خائف، ساريك من الخائف الان."


السبب الوحيد الذي جعل كريستوفر يتمكن من اغضاب شون هو اتهامه بالخوف والجبن، كما حال كريستوفر وسيليا، كان شون وافد جديد لسوردر، كان عازم على رؤية امه وابوه مجددا وقد راى ان لتحقيق ذلك يجب ان يكون اقوى حتى لا يقلقهم ولا يسمح للخوف بان يتملكه.


انطلق شون ولوح سيفه ليسار كريستوفر وتحرك كريستوفر لتصديها.


قال شون "لقد اوقعت بك."


فجاة غير شون اتجاه السيف الى يمين كريستوفر الفارغ كليا.


رد كريستوفر بابتسامة "انت الذي وقعت في فخي."


"ماذا؟"


كان كريستوفر يتوقع هجمة شون المخادعه وتفادى الهجمة الى يمين شون.


قال شون متفاجئا في نفسه ( تفادى الهجوم؟!!)


قلب كريستوفر سيفه وجعل يد السيف في الاعلى وضرب يد سيف شون من الاسفل، طار سيف شون من يده ولوح كريستوفر سيفه الى راس شون وقال "انا فزت."


وفجاة انطلق صوت تصفيق ايادي سيليا واوليفر الذي كانوا يحبسون انفاسهم وقالوا "مذهل." "قتال رائع، اديتم جيدا."


قال شون "انت مذهل حقا يا كريستوفر."


قال كريستوفر بغرور "لا اهانة ولكن انت لست ندا لي، ليس هناك شخص هنا قد ينافسني حتى."


تكلم القائد ليون الذي كان صامتآ وقال "اووه هكذا اذآ؟ لما لا تبارزني اذن لنرى اذا كنت استطيع منافستك ام لا؟"


اندهش الاعضاء الاخرين من كلام قائدهم ونظروا الى كريستوفر.


ضحك كريستوفر وقال "اقبل تحديك."


نهاية الفصل الخامس بعنوان : تجنيد.

2020/08/21 · 264 مشاهدة · 1430 كلمة
Omaroo01
نادي الروايات - 2024