مضت أعوام على إندلاع الحرب وعاد الهَدوء ليُسيطر على أرجاء البلاد لكن اثار الدمار لاتزال شاهدة على ماحدث.
غسل وجهه ونظر لإنعاكس صورته على ماء البُحيرة أعاد خُصلات شعره السوداء للخلف تلمس وجهه قبل يُحرك الماء بيده وينهض ناظراً للسماء..زفر أنفاسه وإتجه نحو المنزل حيث تنتظره والدته:
- رايان..هيا ان الطعام ينتظر!
ارتسمت الإبتسامه على وجهه و سارع في خُطاه ، نظرت لوجهه الذي بات شَبيهاً بوجه والده أخفضت بصرها ليُلقي رايان نظره خاطفه على وجهه والدته..كل ماتَقدم به السِن إزداد شبهه بكلاوس وضع الطَبق وأردف :
- أمي..لقد حزمت أمري انا سأغادر وأبحث عن والدي
أغمضت عينيها بمرارة دون ان تتفوه بكلمه لكنه إستطاع فهم ماتشعر به..نفى برأسه ونهض قائلاً :
- اسف لكنني حزمت أمري.
نفت برأسها قائله بإبتسامه باهته :
- رايان..لن أمنعك انت الآن شاب .. فقط عدني ان تهتم بنفسك!
- اعدك أمي.
حزم مايحتاجه في رحلته وغادر مُودعاً والدته و جدته..خطى أولى خطواته إلى العالم الخارجي وقد أعترته صدمه شديدة ..فالبِلاد في وضع مُزري وقد دُمرت الاماكن التي شاهدها في صِغره.
رغم ذلك فالجميع يبذل جهده لإعاده إعمار البلاد اعاد شعره الأسود للخلف ناظراً للسماء الزرقاء وإرتسمت ابتسامه شاحبه على وجهه:
- سأجدك مهما كلفني الأمر..ايها الاب المُهمل!
أكمل طريقه بين الجبال حيث سَيقابل شخصاً سيزوده بمعلومات تُساعده بالعثور على والده إلتقط أنفاسه بعد ان بلغ غايته ونظر للأكواخ المبنيه بشكل بسيط عشوائي إرتدى قبعه من القش و سار بهدوء نحو أقرب الأكواخ حيث إستقبله رجل عجوز قد قطب حاجبيه قائلاً:
- مُدعي آخر؟؟ ياالهي!..لافائدة فنحن لانعلم شيئاً عن ذلك المدعو بـ ايتور !!
نفى رايان برأسه وإستطرد قائلاً بهدوء :
- ايها العم..مالذي عنيته بقولك مُدعي آخر ؟؟ هلا شرحت؟؟
- منذ ان انتهت الحرب ظهر كثير من الأشخاص يدعون انهم تلاميذ الشيطان ومنهم من إدعى انه ابنه!..والاسوأ انهم يتقاتلون فيما بينهم وهذا يضرنا نحن القرويين!
نفى برأسه مُستطرداً :
- انا لا أدعي..لدي أمور عالقه مع ايتور فهلا ارشدتني الى مكان إقامته؟
فرك العجوز جبينه..قبل ان يضيق عيناه ناظراً للشاب الواقف أمامه اومأ برأسه قائلاً:
- هناك حانه في آخر الطريق..ستجده هناك.
أكمل طريقه بصمت في حين بقي العجوز ينظر له حتى إبتعد أطلق تنهيدة يائسه وعاد للداخل..دخل لتتوجه جميع الأنظار نحوه شاب نحيف بشعر أسود طويل قد غطى عيناه..يرتدي ثياباً أنيقه ويحمل سيفاً ذهبياً.
جلس على أحد الطاولات بعيداً عن الزبائن و إكتفى بطلب الماء في حين بقيت عيناه تتفحص المكان بحثاً عن ايتور..والذي لايعرف عنه سوى انه رجل عجوز ذا جسد قوي.
زفر أنفاسه بضيق فلقد طال انتظاره والرجل المطلوب لم يَظهر..رفع بصره عندما حجب ظلٌ ما ضوء الشمس عنه ليفاجأ بأربع رِجال وقد أشهر أوسطهم سيفه
- ايها النبيل..هاتِ مالديك من النفائس ان اردت حياتك!!
نظر الى نصل السيف الذي يَكاد يُلامس عُنقه ثُم الى الواقف أمامه قائلاً ببرود:
- حسناً..سأعطيك ماتُريد!
أمسك نصل السيف وضغط عليه ليتحطم وسط ذُعر الجميع..أسقط الرجال بِسرعه في حين تراجع زعيمهم بضع خطوات وقد شله الرُعب
مد رايان يده مُمسكاً خنجراً كان قَد رُمي من الخلف:
- لست سيئاً ايها الشيطان الصغير!
بصوت اجش تحدث أحدهم ليلتفت بعجل باحثاً عن صاحب الصوت..تقدم رجل عجوز وهو يُصفق مُبتسماً
- تلك الطريقه..انها حتماً من أساليب الشيطان!
- هل انت ايتور؟؟
اومأ الرجل وجمع ذراعيه قائلاً بشك وريبه:
- وهل انت هنا لتدعي انك ابن او تلميذ الشيطان؟؟
نفى رايان ونظر حوله قائلاً:
- فلنتحدث في مكان آخر .
توقف الاثنان تحت ظل إحدى الاشجار اتكأ رايان عليها قائلاً:
- لست بِمُدعي..انني أريد معلومات تخص مكانه!..او مكان رفيقه المدعو روي!
ابتسم العجوز و همهم قائلاً:
- انت هو بلا شك!..آسف لااستطيع مُساعدتك فوالدك قد إختفى منذ نهايه الحرب.
قضم رايان شفته بغيض وإستطرد قائلاً:
- وقبل ذلك؟؟
- اتذكر انه كان يُرافق رجلاً ذا شعر احمر و عينان خضراوتان كان منظره غريباً..وكانا مُتجهان الى الشرق وقد قال لي حينها
( ان قابلت ابني يوماً ما فأخبره ان يَعود من حيث اتى!)
كوم قبضته و لكم الشجره خلفه نظر العجوز الى الحفره العميقه وأردف بإنبهار :
- هل علمك فنونه؟؟
- قليلاً..سأمضي الى الشرق شُكراً ايها العم!
غادر وقد قرر البدء من حيث شوهد والده آخر مره..إستأجر غرفه في نزل ليخلد للراحه فلقد بدأت الشمس بالمغيب.
أغمض عيناه يفكر في الفُنون التي أتقنها والده قد علمه أساسيات فن الشيطان قبل ان يستسلم بِشأنه..اما هو فقد قضى ايامه يتدرب مُستعداً لليوم الذي يلقى فيه أباه.
وفي إحد الأيام بينما كان يتدرب بجد وجه ضربته نحو الجنوب حيث شَعر بخطب ما..فإقترب وإذا بتمثال لوحش قد فَتح فمه بعد ان تلقى الضربه..
إرتبك و تَقدم ناظراً حوله كان مفتاحاً ذهبياً مرصع بالجواهر الكريمه..كان قلقاً ينظر حوله كل حِين فلا أحد أخبره عن هذا الجُزء من الغابه الخاصة بالعشيرة .
كان المكان يحوي كثيراً من الأشجار والنباتات الغريبه التي لامثيل لها كما هو ممتلئ بتماثيل تشبه الوحوش متوسطه الأحجام وصغيرة.
تلفت حوله باحثاً عن الباب لكن عبثاً فلقد ظل طريقه..كانت التماثيل تنظر الى جهه ما فتبع أعينها حتى أوصلته الى طريق مسدود..نظر للحاجز الذي يفصل بينه وبين العالم الخارجي قبل ان ينقل عيناه الى الأرض.
تلمس التُربه باحثاً عن مِقبض باب لكنه بدلاً من ذلك عثر على فجوة المَفتاح..ماان أداره حتى فُتح الباب وسقط قبل ان يُغلق الباب مُجدداً.
تأوه بألم ونهض يُرتب ثيابه ناظراً للحجرة التي تحت الأرض..كانت مُرعبه بالنسبه لفتى في سِنه ولولا طبيعته الهادئه لصرخ ذُعراً.
حيوانات مُحنطه و هياكل عظميه لبشر تحوي إصابات قد حطمت جُزءاً من العظام..رسومات كثيره لجسم الإنسان مُعلقه..ابتلع لعابه ناظراً لسرير طويل قُربه أدوات حاده نظر للرسومات وللسرير بشيء من الرهبه فاياً كان صاحب المكان فهو مُجرد مجنون يجري دراسات على البشر!.
توقف أمام بيضه كَبيره قد وضعت فوق عُش تلمسها بأنامله ليُفاجأ بانها مكسورة همس قائلاً:
- اياً كان مابداخلها فلاشك انه كائن عملاق!
لكن الصدمه ألجمته عِندما عثر على مَخطوطات تخص فن والده!..نظر مجدداً للمكان وقد اضطربت نبضات قلبه هذا المكان هو الموقع السري لكلاوس!.
امسك المخطوطات وبدأ بتفحصها بشيء من القلق والحماس قبل ان يبدأ بتطبيق ماذُكر فيها..كان سهلاً بالنسبه له فهو قد اتقن أساسيات الفن تحت إشراف الشيطان نفسه.