خرج جاك من الكوخ الصغير، مشيًا عبر الغابة الكثيفة التي تحيط بالمكان. كانت الأشجار الطويلة تتشابك مع بعضها البعض، تعوق رؤية السماء وتخلق طابعًا من العزلة. نزل إلى شاطئ صغير بجانب نهر ضيق، حيث كان الماء يتدفق بهدوء، يعكس ضوء الشمس بشكل متقطع.

توقف جاك عند صخرة كبيرة على حافة النهر، التي كانت تبدو كأنها جزء من المناظر الطبيعية منذ زمن بعيد. صعد على الصخرة، وجلس عليها بوضع مريح، محاطًا بصوت خرير الماء الذي كان يملأ الجو بالهدوء.

أخذ جاك نفسًا عميقًا، مشدودًا نحو الهدوء الذي يحيط به، بينما بدأ يركز على جسده الجديد. تأمل في عضلاته القوية، وهي تشعره بتوازن وقوة غير عادية. "كيف يمكنني استغلال هذه القوة بأفضل طريقة؟" تساءل بصمت، بينما كان ينظر إلى انعكاسات الضوء على سطح الماء.

بدأ جاك في ممارسة التأمل، متخذًا وضعية مشابهة لليوغا. عينيه مغلقتان، وذراعيه ممدودتان على ركبتيه. قضى خمس ساعات في التأمل، يغمر نفسه في هدوء العالم من حوله، بينما كان عقله يراجع كل تقنيات القتال والخبرات التي اكتسبها. حاول دمج المعلومات التي حصل عليها، موجهًا انتباهه نحو التنسيق بين قوته الجديدة وكيفية استخدامها بفعالية.

بعد انتهاء فترة التأمل، نهض جاك عن الصخرة، وسرعان ما بدأ في تنفيذ حركات قتالية سريعة ودقيقة. تحرك بسرعة لا تكاد العين تلتقطها، وبدقة فائقة، مما أدى إلى تحطيم الشجرات الصغيرة والأغصان المحيطة به في أثناء تدريبه. كل ضربة كانت تعبر عن السيطرة الكبيرة على قوته، ولكن جاك كان حذرًا في استخدامها.

بدأ جاك أيضًا في اختبار تحكمه في قوته. ضرب شجرة بقوة خفيفة نسبيًا، لكن الشجرة تناثرت إلى قطع، وامتد التأثير إلى الأشجار المحيطة. شعر جاك بالدهشة من مدى قوة تأثيره، لكنه استمر في التدرب على كيفية ضبط قوته بحيث لا تكون مدمرة بشكل غير مقصود.

ومع اقتراب غروب الشمس، شعر جاك بأن تدريبه قد وصل إلى مرحلة مرضية. عاد إلى الكوخ

بعد أن عاد جاك إلى الكوخ، أخذ وقته في تجهيز ملابسه. اختار ثياب نظيفة ومريحة، بعد يوم طويل من التدريب والتأمل. خرج متجهًا نحو البحيرة القريبة، التي تلمع تحت أشعة الشمس الغاربة.

نزع ملابسه ببطء، مكشوفاً لجسده المنحوت والمتناسق. تقدم إلى حافة البحيرة، حيث شعر بنعومة المياه الباردة على جلده. غمر نفسه في الماء، ونسيم الهواء البارد كان يلامس وجهه. بينما كان يسبح، كانت حركة جسده تنسجم مع مياه البحيرة بهدوء، مما أعطى شعوراً بالانتعاش والنقاء.

تأمل جاك في انعكاسه على سطح المياه. كانت ملامح جسمه تعكس القوة والنعومة في تناغم رائع. مع كل حركة في الماء، كان يظهر التنسيق الرائع بين العضلات، مظهراً صورة متوازنة ومهذبة لجسد مُعد بمهارة.

بعد أن انتهى جاك من الاستحمام وانتعش في مياه البحيرة، عاد إلى الكوخ، حيث كان الغسق يملأ السماء بألوان دافئة. دخل إلى الداخل وبدأ في تجهيز نفسه، مبدلاً ملابسه إلى ملابس مريحة أخرى.

توجه إلى الجهة اليمنى من الخزانة، حيث كان يتذكر الزر الذي عثر عليه سابقًا. ضغط على الزر برفق، مما جعل الخزانة تبدأ في التحرك ببطء. أصدر الخزانة صوتًا خافتًا، وكأنها تتنفس ببطء، ثم فتحت لتكشف عن ممر سري.

تسلل جاك عبر الممر الضيق الذي انفتح أمامه، وكانت الأضواء الخافتة تتراقص على الجدران، مما أعطى الممر مظهرًا غامضًا. انتقل إلى أسفل السلالم المظلمة، حيث كانت الخطوات تعيد صدى ضعيف في الأرجاء. في نهاية السلم، وجد نفسه في قبو مغمور بالضوء الباهت، وكان يبدو وكأنه نفق قديم أو غرفة مخفية.

في وسط القبو، وجدت ثلاثة أشياء ملفتة: بوصلة قديمة، خريطة كبيرة، وساعة ذات طراز قديم. كانت البوصلة مصنوعة من النحاس الباهت، والغطاء مزخرف بنقوش قديمة. أما الخريطة فكانت منسوجة بعناية من ورق قديم، تلوح بها علامات غامضة ومناطق غير معروفة. أخيرًا، كانت الساعة دائرية، بمؤشرين ومزودة بسلسلة، مظهرة تصميمًا كلاسيكيًا.

"ما الذي يمكن أن تعنيه هذه الأدوات؟" تساءل جاك بصوت خافت، وهو يلمس البوصلة برفق. بدأ يتفحصها بدقة، وتساءل عما إذا كانت ستوفر له أي دلائل حول وجهته التالية.

تجول جاك في أرجاء القبو، مستكشفًا كل زاوية وكل ركن. كانت الإضاءة الخافتة تكشف عن تفاصيل غامضة في المكان، مما أضفى على القبو جوًا من العزلة والتاريخ.

بينما كان يمشي ببطء، لاحظ مجموعة من الرفوف المنخفضة الممتلئة بالكتب القديمة. بدت الكتب وكأنها قديمة وعتيقة، تغطي الغبار صفحاتها. كل رف كان يحتوي على كتب من مختلف الأحجام والألوان، بعضها كان مغلفًا بأغطية جلدية مزخرفة، بينما كان البعض الآخر في حالة أكثر تآكلًا.

أخذ جاك أحد الكتب، وتصفح صفحاته برفق. بدا أن بعض الكتب تحتوي على نصوص باللغة القديمة، بينما كانت أخرى مليئة بالرسوم التوضيحية والنقوش الغامضة. كان هناك شعور واضح بأن هذه الكتب تحمل في طياتها أسرارًا ومعرفة قديمة.

"هذه الكتب قد تكون كنزًا من المعلومات," تمتم جاك، وهو يشعر بالدهشة من التنوع والعدد الكبير للكتب التي وجدها. "

حمل جاك بحذر مجموعة مختارة من الكتب، واضعًا إياها تحت ذراعه بحرص حتى لا تتضرر من الحواف الخشنة للرفوف. لم يكن متأكدًا بعد من قيمتها، لكنه شعر بوجود شيء مهم فيها. كان القبو هادئًا، عدا صوت تنفسه الثقيل ووقع خطواته الحذرة على الأرضية الحجرية.

خرج من القبو بخطوات هادئة، ثم توقف أمام المدخل السري. بلمسة رشيقة وسريعة، أغلق الممر خلفه بإحكام، لتصبح الخزانة كما كانت قبل أن يكتشف السر الذي يخبئه القبو تحتها. تراجع خطوة إلى الوراء وتفحص المكان بعينيه ليتأكد من أن كل شيء عاد كما كان، فلا أثر يُشير إلى أنه اكتشف شيئًا." الأن علي هدم جميع دلائل" تقدم بخطوات تابثه واتجه نحو المكتب تم امسك الأوراق المبعثره ووضعها في الحقيبه" هناك أوراق لم أقرأها بعد لذالك دعنى نحتفض بكل هذا ، مذا عن النقوش في الأرضيه؟ هممم حسنا هذا ليس من شأني اذا كان هناك ذكي سيحل الغز فمبارك عليه"

ثم تحرك بخفة نحو حقيبته الجلدية الكبيرة التي كان قد جهزها سابقًا، وضع الكتب بعناية بين البطانيات الصغيرة التي جهزها لتوفير الحماية. بعد أن انتهى من ترتيب الكتب، أخرج البوصلة والساعة القديمة ووضعهما في جيوب صغيرة داخل الحقيبة، متأكدًا من أنها في مكان آمن.

بينما كان يعبئ الحقيبة، كانت أفكاره تتسارع. "هل سيحتاج إلى كل هذا؟" تساءل في صمت، لكنه شعر برغبة قوية في أن يكون مستعدًا لأي شيء قد يواجهه. ملأ الحقيبة بالطعام والماء وبعض الأدوات البسيطة، ثم وقف للحظة ليتأكد من أن كل شيء قد أصبح جاهزًا.

أخذ جاك لحظة أخيرة لتفحص الكوخ. مشى إلى النافذة، تفحص المناظر المحيطة، ثم أغلق الأبواب والنوافذ بإحكام. لقد كان يعلم أن هذه الخطوة ستكون بداية لمغامرة جديدة، وكان مستعدًا لها بكل حذر.

بتأنٍ وهدوء، حمل حقيبته على ظهره وخرج من الكوخ بخطوات واثقة، عيناه مركزة على الطريق أمامه،

.....بعده مايقارب ساعه من المشي وصل جاك أمام مدينة ذات اضواء جميل و مهدا للقلب [هممم دعنا نبدأ بستكشاف هذا العالم]

2024/09/16 · 42 مشاهدة · 1027 كلمة
نادي الروايات - 2025