'نوع من الهجين؟'

ازدادت عبوسة أوليفر وهو يشتبه في إمكانية ذلك. الشيء الذي أمامه لم يكن طبيعيًا—كان مزيجًا مشوّهًا لأشياء لا ينبغي أبدًا دمجها. أصبح أكثر يقينًا من أن هذا المخلوق لم يكن مجرد شيطان أو إنسان، بل هجين بين الاثنين.

"هل لدى الزنادقة كيميائي معهم؟"

أدرك سريعًا أن هناك زنادقة يمتلكون كيميائيًا متمكنًا في العلوم السوداء وراء هذا.

كان هذا الشيء هجينًا، كائنًا مشوهًا، مخلوقًا من خلال علم مظلم وطقوس ممنوعة. كان قد قرأ عنهم بشكل مختصر من معلمه. هذه كانت دمى غير مكتملة، خُلقت بهدف إنتاج كائن يمتلك قوى وخصائص كل من البشر والشياطين.

تجربة لإنشاء كائن متفوق على البشر والشياطين معًا. كان الزنادقة يحاولون لعب دور الإله، والنتيجة كانت واقفة أمامه—كائن ملتوي. كانت هذه العملية شريرة للغاية وتتطلب أرواح البشر والشياطين، وهو فعل يعتبر جريمة خطيرة في مجتمع طاردي الأرواح.

مثل هؤلاء الكيميائيين الذين يستخدمون هذه الأساليب المظلمة كانوا أهدافًا رئيسية لاتحاد طاردي الأرواح.

كان يُسمح لهم بإبادتهم فور رؤيتهم!

هذا هو مدى خطورة هؤلاء الأشخاص، والآن قد واجه مثل هذا الشيء—مخلوق لا يجب أن يوجد.

إذا تذكر أوليفر بشكل صحيح، فإن إنشاء هجين يتطلب الكثير من الموارد والتضحيات، ناهيك عن البيئة اللازمة لنمو الهجين.

"إذًا، هذا ما كانوا يخططون له؟ يبدو أنه مخطط عميق عملوا عليه لفترة طويلة جدًا—طويلة للغاية."

لم يكن يعرف الكثير من التفاصيل حول الهجائن، وكان علمه محدودًا بناءً على ما تعلّمه عندما كان أصغر.

أُخبر فقط أن هذه العملية قاسية للغاية ومكروهة حتى بين الشياطين، لأنها تتطلب العديد من الأرواح حتى تبدأ.

وأرواح أخرى تُحصد لدعم عملية النمو بعد ولادتها.

"هذا الشيء قد وُلد للتو بوضوح، ولكن الهالة السوداء التي تنبعث من قلبه غامرة جدًا. لا عجب أن هؤلاء الكيميائيين يُطاردون بلا رحمة. عدد الأرواح التي استُهلكت حتى يولد هذا الشيء لابد أن يكون هائلًا."

لم يكن أوليفر ممن يحكمون، لكنه لم يستطع إلا أن يشعر بالصدمة. وهو ينظر إلى المخلوق الذي يمزق شرنقته، شعر بقشعريرة. هذا لم يكن مجرد خدعة للزنادقة—كان شيئًا أكثر خبثًا، والآن كان يقف أمامه، ينمو قوةً مع كل لحظة.

وهذا لم يكن زنادقة بقوة مزيفة بل هجين فعلي، وقوته كانت حقيقية وخطيرة!

بريق الاشمئزاز والحذر ظهر في عيني أوليفر. هذا المخلوق كان تهديدًا حقيقيًا—واحدًا يتطلب تركيزه الكامل.

خفض أوليفر ذراعيه بينما بدأت الهالة السوداء خلفه تتقلب بعنف.

كان الهواء مثقلاً بسكون غريب بينما بالكاد اخترق ضوء الفجر الخافت الأفق المغطى بالضباب. وقف أوليفر على بُعد خطوات قليلة، وعيناه مثبتتان على الهجين المشوه الذي كان يخرج من بقايا شرنقته.

كان جسد المخلوق الأسود القاتم الشبيه بالبشرية يرتعش بعنف، وثلاثة أفواه مشوهة متدلية من صدره، ملتوية ومفتوحة كأنها تحاول فهم العالم. كان مظهره غير طبيعي—إهانة لكل من البشر والشياطين، كائن لا يجب أن يوجد. عيناه—باردتان وشبيهة بالبشر—توهجتا بجوع شرير للنفوس.

ظهرت فجأةً سيفٌ رفيع في يده، مستخرجًا من عقله.

اهتز السيف الرفيع في قبضة أوليفر، ليس من الخوف، ولكن من ثقل الموقف. كان التوتر في الهواء ملموسًا تقريبًا، وغريزته تصرخ فيه للتحرك بسرعة. راقب أوليفر بهدوء سلوك الهجين.

رائحة تعفنت، جعلت جلد أوليفر يقشعر وحواسه تتوتر، انبعثت من الهجين. كانت الرائحة كثيفة، مثل تحلل ترك ليتعفن لقرون—لا تطاق ومقرفة. كان هذا المخلوق بلا عقل، مدفوعًا فقط بالرغبة في التهام أكبر عدد ممكن من الأرواح.

بينما مزق الهجين آخر بقايا شرنقته، صرخت غرائز أوليفر فيه بالهجوم أولاً. لم يكن على وشك أن يدع هذا المخلوق الكريه يكسب اليد العليا. استجمع أوليفر هالته السوداء في سيفه الرفيع، ممسكًا به بعزم. توهجت الحواف بخفة بينما استعد لتحركه الأول. لم يستطع أن يدع هذا الكائن المشوّه يأخذ الأفضلية.

[ضربة السيادة للحرية اللامتناهية]

دون تردد، استخدم أوليفر أفضل تقنياته بالسيف، دون أن يرغب في التراجع.

بخطوة سريعة للأمام، انطلقت رمح أوليفر مثل أفعى، مخترقةً ضباب الصباح المبكر. كانت الحركة حادة، دقيقة، بنية إنهاء المعركة بسرعة. كانت ضربته موجهة نحو صدر الهجين، مباشرة نحو الأفواه المشوهة.

أصابت الرمح هدفها—لكن بدلاً من اختراق اللحم، ارتدت بضربة مكتومة، حيث كانت الهالة السوداء المحيطة بالهجين تعمل كدرع. ارتد تأثير الضربة إلى أعلى ذراع أوليفر، مما جعله يفقد قبضته للحظة. صوت أنين حاد صادر من أحد أفواه المخلوق، مما أرسل قشعريرة إلى عمود أوليفر الفقري.

قام الهجين بالتصدي للسيف بشكل غريزي. تحرك بسرعة مرعبة لشيء بهذه الضخامة. رغم أنه لم يكن لديه عقل، إلا أن غريزته كانت حادة وربما شعر بالخطر وراء حركة السيف.

"هممم، أصعب مما توقعت"، تمتم أوليفر بين أسنانه، قافزًا إلى الخلف بينما انطلق الهجين نحوه بسرعة مرعبة.

كانت حركته شبه غير طبيعية، الطريقة التي اندفع بها—نصف متعثر، نصف مندفع—نحوه. كانت ذراعيه الطويلتين المشوهتين تتأرجحان نحوه، والمخالب تلمع بالهالة السوداء الخام، مميتة في كل ضربة. تمكن أوليفر من المراوغة، بالكاد يتجنب الضربة. اختفت جسده للحظة عندما استخدم [الخطوات الستة الذكية للروح]، وهي تقنية الحركة التي سمحت له بالاختفاء مؤقتًا عن الأنظار.

تشوشت الدنيا من حوله بينما تحول، ليظهر في الوقت المناسب لتفادي ضربة أخرى شرسة. ظهر خلف الهجين، آملًا في مباغتته، لكن المخلوق كان لا يرحم. استدار بسرعة غير طبيعية، بينما انشقّت ابتسامة شريرة عبر أفواهه الثلاثة.

2024/10/15 · 203 مشاهدة · 781 كلمة
Arians Havlin
نادي الروايات - 2024