كل شيء كان بلا عيوب...
كان من المفترض أن يكون بلا عيوب، على الأقل.
الرجل الذي كان يقرأ اللفافة باستمرار ويتمتم بكلمات غير مفهومة ألقى نظرة على المرأة. استطاع أن يرى تعبيرًا مشدودًا على وجهها وهي تعبس بشدة.
كانت هناك صلابة في وقفتها، وارتعاش في أصابعها لم تستطع إخفاءه.
كانت حواجبها معقودة، وقطرات من العرق قد تجمعت عند قاعدتها، تنزلق ببطء على وجهها.
"هل تواجه صعوبة في السيطرة على الهجين؟ لا ينبغي أن يكون قويًا بما يكفي ليسبب أي مشاكل بعد…"
شعور بالتشاؤم بدأ يظهر في قلب الرجل بينما كان يلاحظ تعبير شريكته القلق.
كان واضحًا له أن شيئًا ما ليس على ما يرام، لكنه لا يزال يقمع القلق والشك في ذهنه، وينسب الأمر إلى أن الكيميرا قوية ومعقدة للغاية بحيث لا يمكن التحكم فيها.
ومع ذلك، تم زرع بذرة الخوف.
ثم حدث شيء ما.
صوت تقزز رهيب قطع الهواء الساكن.
"كحة!"
المرأة التي كانت عيناها مغلقتين فتحت عينيها على مصراعيها وتقيأت دمًا في كل مكان.
"مستحيل..."
"ماذا!؟ ماذا حدث!؟"
نهض الرجل بقلق، ولم يواصل التلاوة.
استطاع أن يشعر بضربات قلبه تتسارع، والرعب يتسلل إلى أحشائه.
"م-ميت…"
تغير تعبير الرجل بشدة عندما سمع همس المرأة الضعيف.
"ما الأمر؟ ماذا تقصدين بالميت؟"
لم يستطع إلا أن يسأل، رغم أن الشكوك والريبة قد بلغت ذروتها.
كانت بشرة المرأة شاحبة وبشعة، مع دماء تلطخ وجهها الأبيض. عيناها الجوفاء وأنفها العريض جعلاها تبدو بشعة للغاية في تلك اللحظة.
كان تنفسها متقطعًا، وازداد ارتعاش جسدها.
"قولي شيئًا!" صرخ الرجل محبطًا، ويموت من الداخل عند التفكير في أن سنوات تحضيرهم قد انهارت للتو.
"الجنين هو…"
"الجنين؟ ماذا حدث له؟" لم يعد الرجل يستطيع البقاء هادئًا.
"إنه... ميت." قالت المرأة بصوت صغير، مع نظرة ذاهلة في عينيها.
"ماذااا!؟ اشرحي بوضوح الآن!" طالب الرجل.
"أنا... لقد ولد الجنين، وتمكنت من إنشاء اتصال معه بنجاح، ولكن فجأة شعرت بأنه أصبح ثابتًا، وكأن هناك نوعًا من العائق حوله بينما الاتصال كان يضعف. حاولت رؤية ما يحدث، لكن لم أتمكن."
"ثم... فجأة مات الهجين، وأنا التي كنت مرتبطة بعقله تلقيت الصدمة. لقد استنزفت قوتي، وأشعر أن حتى جوهري قد تأذى"، قالت بصوت كئيب.
الجوهر كان مصدر القوة الذي قاموا بتكوينه بمساعدة الشياطين.
كان تقليدًا لقلب الشياطين، الذي غالبًا ما يكون مصدر طاقتهم.
أي ضرر يلحق به يمكن أن يكون قاتلاً في العديد من الحالات.
وزن كلماتها غرق في الرجل كالأحجار، وسحبه أعمق في اليأس.
"يبدو أن خططنا قد تم كشفها." حاول الرجل تهدئة نفسه بالقوة وفكر في خطوته التالية.
"لملمي الأمر. نحن سنغادر هذه المدينة وربما سنختبئ لعدة سنوات الآن"، قال للمرأة التي نظرت إليه بتعبير حامض.
رؤية هذا، تنهد الرجل. "أعلم ما تشعرين به، لكن الخصوم ليسوا شيئًا يمكننا التعامل معه بمفردنا، خاصة في وضعك الحالي."
حدقت فيه بغضب، لكن تعبيرها لين. كان محقًا، وهي تكرهه لذلك.
"تبا لأولئك الطاردي الأرواح!" لعنته المرأة، لكنها في النهاية نهضت. كان شريكها محقًا؛ ليس هذا الوقت المناسب للغضب. إذا نجوا، يمكنهم إعادة بناء كل شيء.
إحياء سيدهم كان هو الأهم.
تمامًا كما كان الرجل على وشك جمع أغراضهم، وقف شعره على نهايته بشكل غريزي وهو ينشر كل طاقته السوداء مرة واحدة، ليصد ضربة سيف مرعبة كانت موجهة إلى ظهره.
تحطم!
رغم جهوده، تم دفعه طائرًا، مصطدمًا بجدران القبو المظلم.
"من أنت!؟" صرخت المرأة، ممتلئة باليقظة، وهي تنظر خلفها.
الأضواء في القبو وميضت عندما ملأ جو مروع الغرفة الصغيرة فجأة.
كان حضورًا خانقًا، وكأن الهواء نفسه قد أصبح أكثر كثافة حولهم.
وميض الأضواء، مصحوبًا بالبرودة المفاجئة في الهواء، أرسل رعشات أسفل عمود المرأة الفقري. وهي تحاول الرؤية بوضوح، رأت شخصًا في زاوية القبو.
كاد قلبها أن يقفز إلى حلقها. كم من الوقت ظل هذا الشخص هناك؟ لماذا لم يتمكن أي منهما من الشعور به؟
كان المشهد أشبه بمشهد من فيلم رعب، إلا أنه لم يكن فيلمًا؛ كان حياة حقيقية.
ومع وميض الضوء أكثر، رأت المرأة شعرًا أبيض لامعًا، وصوتًا ملأ قلبها بالتوتر.
"استراتيجية مثيرة للاهتمام..."
___________
في عشيرة المفارقة السماوية
"أ-أرجوكِ اعفينا…"
"ك-كنا مخطئين، يا ابنة العم. من اليوم فصاعدًا، لن نتدخل في شؤونك."
"أقسم باسمي أنني لن أتقاطع معكِ مرة أخرى. أرجوكِ دعيْنا نعيش."
خمسة أطفال، في نفس عمر أوليفر تقريبًا، كانوا راكعين على منصة حجرية، يتوسلون من أجل حياتهم.
أمامهم كانت تقف فتاة مألوفة بشعرها الذهبي اللامع وعينيها الحمراء كالجوهر. كانت تحدق في المجموعة بشدة مثيرة للأعصاب، مما جعلهم يرتجفون من الخوف أكثر.
لم يجرؤ أي منهم على النظر في عينيها، متذللين أمامها.
الجو كان ثقيلًا من حولهم، ويأسهم كان ملموسًا.
جميعهم يشتركون في شيء واحد: كدمات شديدة وجروح عميقة على أجسادهم، وكأنهم قد تعرضوا للضرب حتى حافة الموت قبل لحظات.
الفتاة لم تكن سوى إيفلين.
كانت ترتدي وجهًا خاليًا من التعبير وهي تنظر إلى من تسميهم أبناء عمومتها من العائلات الفرعية.
نظرتها كانت باردة، غير مبالية، وكأنهم ليسوا أكثر من حشرات تحت قدمها.
كانوا مرتبطين بها بالاسم فقط. لم يظهر أي منهم نية لتكوين علاقة أخوية معها. جميعهم كانوا ثعابين، يحاولون التخلص منها.
لقد تآمروا معًا وحاولوا إعاقة تقدمها خلال حدث العشيرة، لكنها تمكنت من مواجهة مؤامراتهم القذرة بالقوة والإرادة.
لاحقًا، بعد الحدث، أثارت أفعالهم، لكنهم جميعًا أنكروا الأمر في وجهها بل واتهموها بجرائم غير معروفة، عازمين على دفعها إلى هاوية عميقة.