زحف بعض العبيد إلى الأمام، متوسلين إلى المحقق، وهم يمدون أيديهم ويتضرعون: "رحمة، أرجوك...! لم أفعل شيئًا خاطئًا!" صرخوا، لكنهم قوبلوا بإشارة إهمال أو ابتسامة ساخرة من المحقق، الذي اتكأ إلى الخلف وكأنه يسترخي في محكمته الخاصة.

تألقت عينا فاسوث بمتعة ملتوية، وهو يمسح الوجوه اليائسة من تحته. بدا هادئًا بشكل مخيف، مظهره الهادئ يشكل تناقضًا مرعبًا مع الفوضى المحيطة به. بين الحين والآخر، كان يشير إلى شيطان الجزار بحركة كسولة من إصبعه، موجهًا إياه لجلب الضحية التالية.

شاهد الشياطين في الحشد، يلعقون شفاههم، مستمتعين بالمشهد. كان البعض يهتف بتشجيعات ساخرة للعبيد، بينما ضحك آخرون بوحشية وهم يرون البشر الذين كانوا يومًا ما يقفون شامخين، يزحفون الآن ويتذللون. كان ذلك مسرحًا للإذلال واليأس، صُمم خصيصًا من أجل تسليتهم.

امرأة ذات وجه مليء بالكدمات حفرت في الأرض بأظافرها، تصرخ لمالكها في الحشد: "سيدي! ارحمني! ألم أخدمك جيدًا؟ لا تدعني أموت بهذه الطريقة!" تشقق صوتها، وذاب في نحيب، بينما وقع نداءها على آذان غير مبالية. مالكها، شيطان ذو عيون حمراء كالجمر المتقد، ضحك، وكأن هذا عقاب مكافأة وليس عقوبة.

تعالت صرخات المتوسلين، وانحنى آخرون برؤوسهم إلى الأرض الباردة، مما زاد من سخرية الشياطين.

انحنوا إلى الأمام، مترقبين الإعدام التالي، مثل متفرجين ينتظرون ذروة المشهد. كان الرعب لا مفر منه، كل صوت، كل رائحة – رائحة الدم المعدنية، ورائحة الخوف العفنة – تشبع الساحة.

اخترق صوت المحقق الضوضاء، هادئًا لكنه آمر: "هل هذا كل ما تستطيع البشرية فعله؟ مخلوقات بائسة... أم أن أحدكم لا يزال متمسكًا بالشجاعة؟" توقف، وجال ببصره عبر العبيد المجتمعين، كما لو كان يتوقع إجابة.

ساد صمت خانق، العبيد متجمدون في أماكنهم بكلماته، غير متأكدين مما إذا كان أي رد يعني موتًا أسرع أو مهلة مؤقتة.

وسط الحشد، ظلت شخصية صغيرة صامتة، تحمل تعبيرًا متحديًا. فتاة صغيرة ذات شعر أسود فحمي وعيون أرجوانية حادة حدقت في المشهد، وقبضتاها مشدودتان بقوة على جانبيها. على عكس الآخرين، لم يكن في نظرتها خوف أو خضوع، بل غضب يحترق كضوء المشاعل المحيطة.

لم تصرخ، لم تنحنِ؛ بل حدقت في المحقق، فكها مشدود في تحدٍ صامت.

كانت عيناها مشتعلة بعزيمة شرسة، إرادة لم تحطمها المعاناة التي تحملتها.

كل ضربة من سكين الجزار، كل توسل من العبيد حولها، زادت من صلابة عزيمتها. ظلت نظرتها مثبتة على المحقق، ولحظة خاطفة، التقت عيناه بعينيها.

تجعدت شفاه فاسوث، بدا وكأنه يجدها مثيرة للاهتمام مقارنة بالعبيد الآخرين.

لمحة التحدي في عينيها جعلته يرغب في سحقها. مال رأسه قليلاً، يدرسها بنظرة اهتمام جديدة. كانت هذه واحدة لن تتوسل، لن ترتجف. عينة نادرة، تكاد تكون ثمينة جدًا لتدميرها فورًا.

بصوت هادئ وسلس يتردد فيه الخبث، نادى: "أحضروا الصغيرة إلى هنا."

زمجر الشياطين في الحشد، متحمسين لرؤية الفتاة المتحدية تُذل. دفعت إلى الأمام بيد خشنة على كتفها، لكنها لم ترتجف. ظلت عيناها الأرجوانيتان ثابتتين، مثبتة على فاسوث، وبصقت على الأرض في آخر فعل تمرد.

"حسنًا، أليست هذه فتاة جريئة؟" قال فاسوث بصوت غريب، نبرته ناعمة على نحو خادع. "أخبريني، يا صغيرة، هل تظنين أنك مختلفة عنهم؟"

لم تقل شيئًا، شفتيها مشدودتان بعناد. صمت العبيد الآخرون من حولها، وبدأت الصرخات والنحيب تتلاشى بينما كانوا يشاهدونها، وميض من الصدمة—وربما الأمل—يظهر في أعينهم الفارغة.

اتسعت ابتسامة المحقق وهو ينحني، عيناه تتلألآن بفضول ساخر. "هل أنتِ غاضبة؟" سأل، مائلًا رأسه بينما كان يدرس تعبيرها المتحدي. انتظر، متلذذًا بالتوتر بينما احترقت عينا الفتاة الأرجوانيتان بغضب مكبوت بالكاد.

"كم هذا مسلٍ"، تابع، متظاهراً بالشفقة. "يجب أن تظني نفسكِ شجاعة للغاية، أليس كذلك؟ لكن كل ما أراه هو حشرة صغيرة، تلتوي تحت رؤية حذاء جاهز لسحقها. هل تظنين حقًا أن غضبكِ له أي معنى هنا، أيتها الصغيرة؟"

أخذ صوته نبرة تهكمية، كل كلمة مصممة لتطعن أعمق في كبريائها. "انظري حولكِ"، سخر، مشيرًا إلى الحشد من العبيد المحطمين المرتجفين. "لستِ مختلفة عنهم. مجرد إنسانة بائسة أخرى، عاجزة وخائفة. هل تعتقدين حقًا أن تحديكِ له أي قيمة على الإطلاق؟"

أراد فاسوث أن يتلذذ بيأس هذه الفتاة وهي تتعذب، فالشياطين مثله يجدون مثل هذا اليأس لذة لا تُقاوم.

قبضت الفتاة يديها بإحكام أكبر، وعيناها تتوهجان، لكنها ظلت صامتة، فكها مشدود بتحدٍ لا يلين.

اتسعت ابتسامة المحقق، صوته انخفض إلى همسة قاسية: "لكنّكِ ضعيفة للغاية... بلا حول ولا قوة. لا يمكنكِ فعل أي شيء." ترك كلماته تتردد في الهواء، كل واحدة منها كأنها شفرة تقطع فيها. "بما أنكِ تكرهين هذا كثيرًا، فلتشاهدي كل عملية إعدام. ألن يكون ذلك مناسبًا؟"

التفت إلى تاجر شيطان يقف قريبًا، نبرته باردة وآمرة. "تأكد من أنها تشاهد كل واحد منهم."

أومأ التاجر بحماس، ابتسامة ملتوية تمتد على وجهه وهو يشير إلى شيطانين للإمساك بها. تقدم الاثنان، كل منهما يمسك بذراعها، يجذبها إلى الأرض ويجبرها على مواجهة منصة الإعدام.

كافحت ضد قبضتهم، أسنانها مطبقة، وجهها مشوه بالغضب والإحباط.

"أغ!" تأوهت، صوتها متوتر بينما غرست مخالب الشياطين في ذراعيها، ممسكة بها بإحكام، أثر من الدم تسرب من جروح المخالب الحادة في بشرتها الناعمة، لكنها لم تذرف دمعة، بل تحملت الألم.

لم تستطع أن تحوّل نظرها بعيدًا؛ كان رأسها مقفلًا باتجاه المنصة الملطخة بالدماء، وكان خط رؤيتها ثابتًا على عمل شيطان الجزار المروع، بغض النظر عن مدى محاولتها تحويل بصرها. كان قلبها ينبض بغضب عاجز، وضحكة المحقق المروعة تتردد في أذنيها وهو يميل إلى الوراء، ويراقب كفاحها العقيم بسرور غير مصطنع.

2025/02/04 · 44 مشاهدة · 809 كلمة
جين
نادي الروايات - 2025