الفصل 278:هل هناك شخص خطير؟
_________________
وبينما كانت رماد الثعبان تتناثر حوله، وقف أوليفر بلا حراك، [نيجليجنتيس] لا يزال ممسكًا بيده بإحكام.
كانت قبضته على السلاح غير مرنة، وكانت مفاصله بيضاء اللون عند مواجهته للمقبض الداكن.
ثم-
لقد ابتسم.
انحناءة صغيرة غير طبيعية في شفتيه.
لقد كان يفتقر إلى الدفء.
لقد كان يفتقر إلى الفرح.
لقد افتقرت إلى الإنسانية.
لقد كان خطأ.
تحركت معدة سيرا بعنف، وكان هناك مرض ملتوٍ ينتشر في أحشائها.
عيناه—
لم يعد حادًا، لم يعد محسوبًا—
لكن شيئا آخر تماما.
وميض غريب.
شيء مظلم.
شيء لا ينبغي أن يكون.
انقطع أنفاسها.
بالنسبة لأي شخص آخر، كانت مجرد ابتسامة خفيفة ولطيفة.
ولكن لها-
لم تكن ابتسامة على الإطلاق.
لقد كانت ابتسامة الشيطان.
واحدة كانت قد استحوذت على روحها بالفعل.
أصبح دمها باردًا.
جسدها ساكن. كأنها تجمدت في مكانها، مشلولة ليس باختيارها، بل بفعل شيء أعمق، شيء بدائي.
هل كانت متجذرة في الخوف؟
هي؟
محقق؟
مستحيل.
ومع ذلك، رفض جسدها التحرك.
وكأن كل خلية في كيانها توصلت إلى نفس النتيجة الصامتة:
إذا تحركت، ستموت.
لم يكن ترددًا، ولم يكن فشلًا في الإرادة.
لقد كانت غريزة نقية وغير مصفاة.
محاولة يائسة للعب دور الميت أمام حيوان مفترس.
ومع ذلك-
لقد رحل بالفعل.
قبل أن تتمكن من إدراك ذلك، جاء صوت بارد مخيف من خلفها.
ناعمة. متواضعة.
ولكنها حطمت الصمت مثل طلقة نارية في أذنيها.
مقبض.
تشنجت رئتيها.
صوت خطوات - خلفها مباشرة.
لم تستدر. لم تجرؤ على الاستدارة.
لقد عرفت بالفعل من هو.
لقد تجاوز كل شيء.
إدراكها. حواسها.
لقد بدا الواقع نفسه وكأنه ينحني - في لحظة كان هناك، وفي اللحظة التالية، كان خلفها.
لمست يد كتفها.
بارد. بارد بشكل لا يطاق.
ليس مثل الجليد، بل مثل الفراغ نفسه، غياب الدفء، الحياة، الوجود.
انقبض قلبها بعنف، وكأن أصابع غير مرئية التفت حوله.
هل كانت هذه نهايتها؟
أغمضت عينيها.
ستكون كاذبة لو قالت أنها لم تكن خائفة، لكن جسدها كان متيبسًا للغاية بحيث لا يمكنها حتى الرد بشكل طفيف.
لم يعد عقلها يعمل، وكأنها تقبلت أيضًا المصير الخفي.
لقد كان فارغا.
لا أفكار. لا غرائز.
مجرد القبول.
وكأن القدر قد تم ختمه بالفعل.
___________
انكشفت حياتها أمامها - سلسلة متذبذبة من اللحظات، وذكريات تنزلق من بين أصابعها.
وفي تلك النظرة الأخيرة لما كانت عليه -
كان هناك ندم واحد فوق كل شيء.
"في النهاية، ما زلت لا أستطيع مقابلة ساحرة الموت مرة أخرى..."
ثقل مرير سحق صدرها.
لم تكن راغبة.
غير راغب في الموت.
على الأقل-
ولم تر تلك المرأة قبل آخر مرة.
ولكن ماذا يمكنها أن تفعل؟
لم يعد مصيرها ملكا لها.
لقد استقرت في أيدي الإنسان نفسه الذي اصطادته ذات يوم كفريسة.
"آه... كم كنت أحمقًا... لم أكن مستعدًا."
خفضت رأسها ببطء، مستعدة لمواجهة الفراغ.
لكن-
لقد حدث شيء غير متوقع تماما.
لقد اختفى شعور اليد على كتفها.
لقد ذهبت اليد.
اختفى الوجود الخانق.
أصبح الهواء ساكنًا وفارغًا بشكل مخيف. فتحت عينيها على مصراعيهما من عدم التصديق.
صرّت على أسنانها، وأجبرت نفسها على التحرك.
استغرق الأمر دقائق - دقائق مؤلمة لا نهاية لها - لكنها جمعت أخيرًا ما يكفي من الشجاعة لتحريك جسدها.
حاولت ببطء أن تنظر خلفها.
لا شئ.
لا احد!
لم يكن هناك شيء خلفها - لا شيطان إنسان ولا بقايا ثعبانها المستدعى.
لقد كان كل شيء واضحا، واضحا تماما.
نظرت حولها ببطء، وعيناها تفحصان ساحة المعركة بأكملها.
باستثناء الحطام من قتالهم السابق، لم يكن هناك شيء موجود.
لا يوجد أثر للشيطان في طفل بشري.
لم يكن هناك.
لقد رحل.
تماما.
_______
ساقيها أعطتها.
جلجل!
انهار جسدها على الأرض، وشعرت ببرودة ساقيها. كان العالم يدور حولها وهي تسقط على الأرض، وشعرها يتدحرج في التراب عندما لامس رأسها الأرض.
"ها.. ها.. هاهاهاهاها..."
ضحكت، وضحكتها تعلو أكثر فأكثر مع كل ثانية تمر. أصبحت عالية لدرجة أنه لم يعد من الممكن التمييز بين ضحكها وصراخها.
لم يبق في ذلك المكان القاحل سوى صوتها الحاد.
_____________
وفي مكان آخر، في الهاوية الواسعة من الفضاء، كانت هناك شخصية وحيدة تطفو في تأمل صامت.
كان جلده الأبيض يتلألأ تحت وهج الكون، وشعره الأزرق يتدفق كالضباب. كان يتمتع بذوق رفيع في الموضة، وملابسه الغريبة تجمع بين الفخامة والغرابة.
ذيل سميك يتأرجح خلفه - برمائي.
ثم-
فتحت عيناه فجأة.
ليس واحداً، وليس اثنين.
لكن أربعة تلاميذ.
كانت لكل عين بؤبتان بيضاوان متوهجتان، محصورتان في محجريهما العميقين والضيقين. بدت نظراته كأنه يرى عبر الزمن نفسه.
لقد تحدث.
"ما هو قصد هذا السيف؟"
انطلق صوته العميق عبر الفراغ عندما رفع رأسه، ونظر في اتجاه معين.
تعبيره أصبح داكنا.
"لجعل سيفي يتفاعل بعد عصور من الانتظار ... هل ظهر شخص يستحق أخيرًا؟"
تومض الإثارة عبر وجهه، لكن صوته ظل منخفضًا، متأملًا.
"إنه خافت، لكنه موجود..."
رفع يده وضغطها على الهواء أمامه.
الفراغ ارتجف.
رسمت أصابعه خطوطًا غير مرئية.
"الطاقة السلبية... متحمسة؟"
أشرقت تلاميذه الأربعة.
"هل وجدوا وريثهم أخيرا؟"
ضيق نظره، ناظراً نحو مكان بعيد لا يراه أحد سواه.
"مثير للاهتمام... يبدو أن عصر الحرب الكونية يقترب أخيرًا..."
ارتجف المكان من حوله بسبب تقلباته العاطفية.
استغرق الأمر منه لحظة حتى يهدأ.
ثم-
ابتسامة صغيرة، غير محسوسة تقريبًا.
"أخيرًا أستطيع أن أسحب سيفي مرة أخرى."
همس، وكان صوته بالكاد أعلى من ضجيج الكون.
لقد أصبحت نظراته حادة.
"لا أستطيع الانتظار لمقابلتك... يا وريث النهاية."
ثم-
أغمض عينيه.
عاد إلى تأملاته.
___________
في أثناء…
عاد أوليفر إلى ركنٍ ناءٍ وسقط على الأرض فجأةً. عاد إلى طبيعته، لكنه كان منهكًا تمامًا، لدرجة أنه لم يستطع حتى رفع إصبعٍ واحدٍ في تلك اللحظة.
حتى أضعف الشياطين يمكن أن يكون كارثيا بالنسبة له في حالته الحالية.
ومع ذلك، كان لديه نظرة عميقة في عينيه وابتسم.
_________________