اسمي...؟ امير امجد عمري ...عشرة اعوام
لكنني اضن انني ميت
انتهت حياتي وانا في سن الرابعه
انتهت ماتت
!!هل تعلمون؟ الحياة لئيمة. إنها تسلب أعز ما تملك لتذلك.
كم هي مريرة هذه الدنيا، إنها جحيم فعلي.
قد تقولون: "ألا تبدو صغيراً على هذا الكلام؟"
لا. الحياة بائسة حقاً. لقد انتهت السعادة، وانتهت الطفولة،
وحرقت الأيام الجميلة، وتحطمت الذكريات في أكتوبر من عام 2019.
في ذلك العام، كنت أعيش في مدينة ذي قار، في بيت يغمره الفرح. أمي كانت حاملاً بطفلتنا، وأبي كان غاليًا على قلبي، وأختي شمس، ذات الستة أعوام، في الصف الأول الابتدائي. أحببتُ أبي، أحببته أكثر من أي شيء. أذكر حين كنت في الرابعة، كان أبي شخصاً عظيماً؛ لم يكن جامداً بل عطوفاً ومبتسماً، لم يكن قاسياً بل حنوناً ذا قلب كبير. لم يصرخ يوماً في وجهي، بل كان يحملني على كتفيه. كانت أجمل أيامي كلها بقربه.في أحد الأيام الهادئة، جاء أبي وقال لأمي: "عزيزتي، هل أعددتِ طعام العشاء؟" أجابته أمي: "لا يا عزيزي. ماذا تريد أن أطبخ لكم؟" أجاب بمرح: "لا شيء! يا أطفال، استعدوا للذهاب إلى حديقة الألعاب وسنتعشى هناك!" قفزنا أنا وشمس بسعادة جنونية. ركضتُ أحضن أبي وأقبّله في خده، وهو يضحك ويبادلني القبلات ويلاعب شعري. ذهبنا إلى الحديقة. كنا يومها أسعد عائلة، قبل أن تتحول حياتي إلى جحيم حقيقي.عدنا في الليل، وكما اعتدتُ في كل ليلة، لم أكن أنام إلا على صدر أبي الحنون، أشم عطره الطيب وأقبّل خده ويده. تلك كانت طقوسي التي تشعرني بالأمان المطلق.في صباح اليوم التالي، علا صراخ أمي وهي تتألم. لقد حان وقت الولادة! اتصل أبي بصديقه لأخذهم إلى المستشفى على عجل.عاد أبي في المساء وقال لنا: "والدتكما بقيت في المستشفى لترتاح، وقد أحضرتُ معي طعاماً لذيذاً." سعدت شمس وشكرت أبي وسألته عن الطفلة. أجابها: "سميناها هاجر." قالت شمس بوجه مشع بالسعادة: "ياااه! يا له من اسم جميل!" أما أنا، فألقيتُ بنفسي بين أحضان أبي، هذا هو مكاني الأبدي.بعد انتهاء العشاء، ساعدنا أبي أنا وشمس في غسل الأطباق. ساعد والدي شمس في واجباتها الدراسية، وأنا ألقيتُ نفسي على ظهره وهو جالس، لففت يديّ حول عنقه لأستمتع بصوته الذي أعشقه. أبي هو بطلي الشجاع والمثالي.ذهبت شمس لتنام في غرفتها، وحملني والدي ونمنا معاً كالمعتاد. لكن يا للأسى، لم أكن أعلم أنها الليلة السعيدة الأخيرة، الليلة التي احتضنته فيها بكل حبي قبل أن تتغير حياتي إلى الأبد.في صباح اليوم التالي، عادت أمي إلى المنزل. كنا مجتمعين حول هاجر، نتأمل جمالها وحجمها الصغير بسعادة غامرة.صوت الرصاصة القادمةفي تلك الأيام، كانت الأوضاع السياسية في العراق سيئة جداً، مما أدى إلى خروج المواطنين للتظاهر. الأشرار الأوغاد استغلوا هذا الأمر لقتل الناس الأبرياء.وفي ذلك اليوم، بعد أيام قليلة من ولادة أختي، قال أبي: "سأخرج لأحضر طعاماً لكي نعد العشاء."انقبض قلبي فجأة. قلت: "أبي حبيبي، خذني معك!"أجاب بهدوء قاطع: "لا يا بطل، الوضع ليس آمناً في الخارج."أجبته وأنا أبكي: "لا لا لا أريد! أريد أن أكون معك!"لكنه نظر إليّ بنظرة تحمل معنى المسؤولية، وقال: "ولكن من سيحمي أمك وأخواتك إن جئت معي؟ ماذا لو هاجمنا الأشرار وأنا في الخارج؟"شعرتُ بالكلمات تخترقني. تراجعتُ وقلتُ له: "حسناً، سأبقى لحماية أمي وأخواتي، لكن لا تتأخر!"أجابني بابتسامة الواثق: "حاضر سيدي، أنا أعدك."ضحكنا جميعاً. ثم خرج. وكم تمنيتُ لو أنه لم يخرج أبداً.القسم الذي لم يُوفَ بهذهب لشراء الطعام. وفي طريق العودة... أصيب برصاصة في صدره.وسقط أرضاً.نُقل إلى المستشفى، ولكنه مات.مات...... مات....لم يعد إلى البيت.لم يفِ بوعده.لماذا؟....... أبي! أبي! أبي! ......!حينها، تحولت حياتي إلى الجحيم. لم أنم الليل. كنت أقضي ليلي بالبكاء والنحيب. كنت ألطم رأسي وأصرخ: كيف أنام؟ لا أستطيع أنام على صدر أبي!انتهت السعادة وحل الجحيم. وغيّم الحزن.وعشنا تحت وصاية عمي الظالم، الذي لم تمر فترة إلا وضربني أنا وأمي وأخواتي.نُضرب... نبكي... نصرخ. لا مفر.الحياة تعيسة، قاسيه.وانا اليوم اقف حاملا صورة والدي واضمها الى صدري اقف وحيدا كالجثه مرهق متعب ،.... النهاية.