الفصل 169: الحلقة 33 - القراءة مجدداً (1)
**********************************************************************


تذكرت اللحظة التي قرأتُ فيها رواية للمرة الأولى.

ملمس الورق الناعم الذي لمس أطراف أصابعي. الحروف السوداء المتفتحة على حقل أبيض. ملمس الصفحات التي قلبتُها بيدي.

「 إنه ليس من المهم قراءة الحروف. الأمر المهم هو إلى أين تقودك الحروف. 」

أمي، التي أحبت الكتب، اعتادت على قول هذا. على الأقل بالنسبة لي، لم تكن مجرد مقولة.

الفجوات في الطباعة السوداء. حديقتي الثلجية الخاصة الصغيرة كانت تقع بين الحروف. هذه المسافة، التي كانت صغيرة جداً ليدخل إليها أحد، كانت مكاناً مثالياً لطفل أراد الاختباء. في كل مرة أمكن سماع صوت سعيد، تكدست الحروف مثل الثلوج.

فيها، أصبحتُ بطلاً. كانت لدي مغامراتي وأحلامي وحبي. وهكذا، قرأتُ وقرأت وقرأت مجدداً.

تذكرتُ المرة الأولى التي كنت فيها على وشك إنهاء كتاب. كان كأنه يتم حرمانك من عالمك فجأة.

البطل والشخصيات الداعمة رحلوا بعيداً مع جملة 'وقد عاشوا بسعادة إلى الأبد بعد ذلك' وتم تركي وحيداً في نهاية القصة. وسط فخري وشعوري بالخيانة، كافحت ذاتي الصغيرة لأنني لم أستطع تحمل الوحدة.

「 هذه...هذه هي النهاية؟ 」

ربما كان الأمر مشابه للمعرفة عن الموت. للمرة الأولى، أدركتُ أن هناك شيء محدود.

أمي قالت، 「 هذه هي النهاية. 」

「 أليس هناك شيء سيأتي تالياً؟ 」

「 لا يوجد 'تالي'. 」

كانت أمي باردة بينما أخبرتني بحقيقة قاسية.

「 مع ذلك، فقط لأنها النهاية لا يعني أنك رأيتَ القصة بأكملها. 」

ثم أعطتني نصيحة حكيمة.

「 نعم؟ 」

「 اقرأها مجدداً. 」

أعد قراءة القصة المنتهية. كطفل، لم أعلم ماذا يعني هذا.

「 لماذا سأقرأ قصة أعرفها بالفعل؟ 」

「 إذا قرأتها مجدداً، ستكون قصة مختلفة بالتأكيد. 」

「 ...لا أريد. 」

كنتُ عنيداً لأنني كنت أخشى الشعور بالحرمان مرة أخرى. ثم قالت أمي، 「 هل تريد أن نقرأها معاً؟ 」

وهكذا، قرأتُها مجدداً.

في البداية، رأيتُ فقط موقع الشخصية الرئيسية. القراءة الثانية أظهرت موقع الشخصية الداعمة والثالثة أظهرت موقع العدو.

لقد تغيرت القصة في كل مرة قرأتُها. كانت القصة منتهية لكن لم تكن انتهت. القصة لن تنتهي إلا إذا استسلم القارئ عنها.

مازلتُ أفكر في هذا أحياناً. ماذا لو كانت أمي قد قالت شيئا آخر في ذلك الوقت؟

على سبيل المثال، كل الخيال كان زائف وستكون مضيعة لحياتي فقط إذا قرأتُه.

هل كان سيكون لدي الكثير من الأصدقاء حينها؟ ماذا لو لم أدرس بجد، لم يتم التنمر عليّ، ولم أهرب من الواقع المعطى لي؟

ظهرت شرارات في الهواء والذكريات المتدفقة تم قطعها.

「 كيم دوكجا. تبدو مسترخياً. 」

أدرتُ رأسي ورأيت شخصاً واقفاً في الظلام. كان حضوراً يمكنه بسهولة الاختراق عبر أحلام الناس الآخرين. بعيداً عن اله قوي، الناس الوحيدين الذين يستطيعون فعل هذا كانوا رسل. مع ذلك، الشخص الموجود هنا لم يكن آنا كروفت.

「 هل 'المصير' محتمل؟ 」

كنتُ أعرف هذا الوجه. كان متجول ذو تاج على رأسه ويرتدي ملابس قديمة. هذا ذكرني، كان هناك رسول بين الكوكبات.

'مطعون خارج عينيه.'

كان الملك أوديبوس من الأوليمبوس، الذي قابلته في المأدبة. قال الملك أوديبوس لي.

「 إن مصيرك يقترب. 」

'المصير؟ ألم يتم إدراكه بالفعل؟ ألستُ ميتاً كما خططتَ؟'

「 هذا ليس مصير يمكن تجنبه بقصة مخزية. عليك اختيار أي جانب ستقف عليه قريباً. أنا أثق بأنك ستقوم بالاختيار الصحيح. 」

'أنا لستُ على جانب أحد.'

ضحك الملك أوديبوس.

「 أنت بالتأكيد ستأتي إلى الأوليمبوس. هذا لأنه لا يوجد تجسيد يلائم قصة الأوليمبوس أكثر منك. 」

'ما الذي تتحدث عنه...'

قبل أن أستطيع إنهاء حديثي، عادت ذكرياتي مرة أخرى.

「 دوكجا. 」

تباً. تذكرتُ هذا. كان في غرفة معيشة دموية. كانت أمي تحمل سكيناً وتقف أمام رجل ميت.

「 من الان فصاعداً، سوف أقرأ كل هذا مجدداً. 」

ابتسمت أمي تجاهي وقالت.

「 لذا عليك أن تتذكر جيداً. مفهوم؟ 」

كان كابوس يأتي نحوي. سمعتُ صوت صراخ. أمكن سماع صوت الملك أوديبوس، كما لو كان يضحك على كل هذه الذكريات.

「 أنت ستورث مهرجان البرق. وإلا ستموت 'للأبد' في السيناريوهات القادمة. 」

[السمة 'الحيوات الثمانية' قد تم تنشيطها.]

[جسدك سيتم إعادة إحياؤه.]

انفجر نَفَسي للخارج مثل سائل الجنين.

[الرأس الثانية للثعبان قد تم التضحية بها.]

[قوة الرأس هي 'الذكاء'.]

جلدي البارد أصبح دافئاً مرة أخرى واكتسبت عضلاتي القوة من جديد. كان هذا الموت الرابع الذي أختبره.

مرة ضد تنين النار، مرة ضد كارثة الفيضانات، ومرة عند التعامل مع نيرفانا. عند هذه النقطة، كان ينبغي أن أفكر بشأن ما إذا كان يو جونغهيوك هو سمكة الشمس أم أنا هو سمكة الشمس.

"...اه، أين هذا المكان؟"

نظرتُ حولي لكن لم أستطع معرفة المكان. رأيتُ فقط أرض بيضاء كالسحاب وسماء مفتوحة.

...هل هذه كانت القلعة المظلمة؟

[التأثير الإضافي قد سرع من أفعال عقلك.]

بفضل التأثير الإضافي لإعادة الإحياء، أصبح حكمي على الموقف أسرع وأوضح. قررتُ النظر إلى الأمر مجدداً من البداية.

أولاً، كان هناك السؤال الأكبر.

'لماذا مت؟'

لقد كنت أستخدم منظور الشخص الثالث لمشاهدة بارادايس وتركتُ جسدي مع هان سويونج. فجأة، أصبح وعيي ضبابياً وظهرت رسالة الموت.

كان هناك استنتاج واحد فقط. أحدهم قتلني بينما كنتُ نائماً. من كان؟ هان سويونج؟

[انجاز جديد قد تمت اضافته لقصتك الخامسة.]

[الناس سيعرفونك كـ 'المسيح الذي يحمل الخزي'.]

لقد مت في وقت غريب لذا تم إضافة انجاز غريب إلى قصتي.

...لم أعتقد أنه كان مخزياً في الواقع.

النبوءة كانت 'التجسد كيم دوكجا سيتم قتله من قبل أكثر شخص يحبه.' إذن لقتلي، لابد من وجود شخص أحبه.

"أنت، كيم دوكجا! لقد نجوت؟" على مسافة، كانت هان سويونج تسير نحوي.

"ماذا حدث بحق السماء؟"

"إنه كمين." تذمرت هان سويونج مع نظرها إلى الأرض السحابية. كان مكاناً حيث لم يمكن رؤية أي شيء غير السحب الطافية. كان مشهداً آمناً بشكل مبالغ فيه ليتم تسميته كمين.

"بمجرد أن نمت، ظهر بعض الناس الذين كانوا يطاردونك. حاولتُ إيقافهم لكن لم يعمل الأمر. انتهى الأمر بك بإصابة قاتلة وحملتُك بعيداً بينما أبكي. ثم فجأة، ظهرتُ في هذا المكان."

تدفقت القصة بشكل طبيعي كالسحاب لكنها كانت لا يمكن تصديقها.

[المهارة الحصرية "كشف الكذب" مستوى 2 نشطة!]

[لقد أكدت أن الكلام صحيح.]

"...هل رأيتِ وجوه المهاجمين؟"

"الجميع كان يرتدي قناعاً ولم أستطع الرؤية بوضوح. رأيتُ بعض الناس يستخدمون سمات الكشف لكن لم أعرف أي منهم."

إن رحلة الثلاث أيام قد جعلت هان سويونج أقوى بشكل معتبر. الان هان سويونج ستكون في التصنيف 20 في تصنيفات القلعة المظلمة. مع ذلك اخترق هؤلاء الناس خلال مهاراتها لقتلي، ثم أحضرونا إلى هنا. لم أستطع التفكير في مجموعة ستفعل هذا مهما فكرت بجد.

"أنتي لم تجدي أي شيء آخر؟"

"بالمناسبة، لماذا تبدو مسترخياً جداً؟ من كان الذي يعاني لثلاث أيام..."

"ثلاث أيام؟"

"لقد كنتَ ميتاً لثلاثة أيام. ألا تعلم؟"

هذا ذكرني، الحيوات الثمانية كان لديها المزيد من وقت الانتظار. ثلاث أيام...اللعنة. ماذا حدث لأعضاء المجموعة الآخرين؟ بالتأكيد هم لم يمروا نحو السيناريو التالي؟ لو كان الأمر هكذا، فإن كل خططي ستتدمر.

تنهدت هان سويونج. "مهما ذهبت، لا يوجد هنا سوى السحاب. لقد استسلمتُ بالفعل."

"...ألهذا أطلقت نسخك؟"

كانت نسخ هان سويونج تتدرب في أجزاء مختلفة من الحقل السحابي. هان سويوند تدرب تقنيات الأسلحة، هان سويونج تدريب حركة أقدامها...كل هان سويونج كانت مكرسة لمهارة واحدة.

"إنه تدريبي الخاص. لم أريد تضييع الوقت في انتظارك وبمجرد أن أستعيد كل نسخي، تزداد براعة مهاراتي بسرعة."

بطريقة ما استطعتُ اكتشاف سر كيف أصبحت هان سويونج بهذه القوة في وقت قصير كهذا.

"ماذا؟ هل أنت ■؟"

"أنا ■؟"اللعنة...إنهم يصفون شيئا كهذا."حسنا، لدي فكرة عما أردتي قوله."

على أي حال، هي لم تبدو ككاتبة غشاشة بعد الان. كنتُ فضولياً فجأة. الوصف الأصلي في طرق البقاء لم يصف مهارة الأفاتار بالتفصيل. لن يكون من السيء معرفة المزيد عن هذه المهارة.

"ألا توجد قيود على المهارة؟ هل يمكنك صنع عدد لا نهائي من النسخ طالما تمتلكين الطاقة السحرية؟"

"هذا سيكون احتيالاً. بالطبع هناك قيود. في كل مرة أستخدم المهارة، أشارك بعضاً من ذكرياتي مع الأفاتار."

"...بعض ذكرياتك؟ إذن ماذا بعد أن يموت الأفاتار؟"

"سأفقد هذه الذكريات."

كنتُ متفاجئاً قليلاً عندما أجابت هان سويونج بشكل عارض هكذا. ألم تكن مهارة يمكن أن تصيبها بـ آلزهايمر إذا ارتكبت خطئاً؟

قرأت هان سويونج أفكاري وابتسمت. "لا تقلق. أنا عادة أستخدم الذكريات الغير ضرورية. بالإضافة، الذكريات ستعود إذا استعدتُ النسخ. مع ذلك في بعض الأحيان تكون هناك مشكلة لأن البعض يخرج عن السيطرة."

"يخرج عن السيطرة؟"

"في أول مرة حاولتُ صنع نسخة باستخدام مهارة الأفاتار... تخليتُ عن الكثير جداً من ذكرياتي وخرجت النسخة عن السيطرة."

"...هل هذا ممكن؟ إذن هل فقدتي تلك الذكريات؟"

هزت هان سويونج كتفيها. "لا أعلم. لكنني الان أستخدم ذكريات صغيرة لذا أنا بخير."

"أنتي فقط تعتقدين أنكِ بخير."

"اصمت."

قد ينتهي الأمر بنسخة تملك ذكريات مهمة بسبب خطأ. ارتجفتُ عند التفكير في هان سويونج أخرى ربما لا تزال تتحرك في الأنحاء في مكان ما في سيول.

واحدة تلو الأخرى، تحولت النسخ إلى دخان وعادت إلى هان سويونج. كان على الأرجح من أجل استعادة براعة المهارات المتراكمة.

صاحت هان سويونج فجأة، "اه! كان هناك شيء لم أقوله. تذكرتُ للتو فقط. لقد أتت كوكبة باحثة عني عندما متَ."

لما أعطت ذكرى مهمة كهذه لنسختها؟

"نسيتُ الإسم لكن الكوكبة كانت تنتمي لسديم. فيداس أو... تامنا؟"

كانت هذه الأسماء خطيرة. بغض النظر عن شعوري، تمتمت هان سويونج بطريقة مسترخية.

"سمعتُ بعض الكلمات الغامضة. قم بالاختيار الصحيح..."

"ألا تستطيعين التذكر بشكل جيد؟"

"آسفة. إذا استدعيت ذكريات كل الأفاتارز فربما أستطيع التذكر....اوه، لقد كان محارب جوريو غريب."

"محارب جوريو؟"

"إنه غادر بدون قول أي شيء. حدق في جسدك الميت للحظة وغادر مباشرة."

إذا كان محارب جوريو، فهو على الأرجح كان شيوك جونجيونج. كان هناك أيضاً الأوليمبوس، فيداس، وتامنا. كانت السدم الكبيرة تتحرك لذا بدا أن هناك شيء على وشك الحدوث.

في هذه اللحظة، مر شيء ما في عقلي. "انتظري، كوكبة ظهرت بشكل مباشر؟ لم يكن أفاتاراً؟"

"نعم. لقد كان رمزاً. لما تسأل؟"

"...ألا تعرفين المشكلة في هذا؟"

"ايه؟"

"مهما كان الرمز، لا يمكن أن تظهر كوكبة في منطقة السيناريو بدون استهلاك الكثير من الاحتمالية."

كان أكثر ما خافت منه الكوكبات هو الاحتمالية وبالتالي لن تنزل لمنطقة السيناريو كرمز.

نظرتُ حولي ببطء. "...أعتقد أنني أعرف أين هذا المكان."

هذا المكان كان غرفة كبيرة معينة لكن لم تكن غرفة عادية. كانت غرفة حيث تستطيع الكوكبات الظهور في شكل رمزي.

لاحظت هان سويونج شيئا ما متأخرة. "...طريقة نظام البوابة الآلية."

طريقة نظام البوابة الآلية كانت تقنية تستخدم بواسطة الكوكبات الذين أتقنوا مبادئ العناصر الخمسة، الأقسام السماوية الأربعة، والمصائب الثلاثة.

بالمناسبة، كان من الصعب رؤية أناس يستخدمون هذه التقنية. زوجي ليانج من الصين كان بإمكانه استخدامها بحرية. لكن هذه كانت شبه الجزيرة الكورية. إذن...

"ألن تخرج؟" تحدثتُ إلى الهواء.

باستثناء زوجي ليانج، كانت هناك كوكبة واحد أخرى تستطيع استخدامها بحرية. كانت أيضاً كوكبة قد قابلتُها بالفعل.

"...يبدو أن من المستحيل خداعك بشكل كوكبة."

أمكن سماع صوت حيث تجمعت بعض السحب في الهواء وشكلت صورة لشخص. كانت مرأة في ثلاثيناتها ترتدي زي السجن.

"ألم نلتقي من قبل؟"

"إنها ليست إعادة لم شمل جيدة."

[الكوكبة 'الروحانية الأولى لجوسون' تضحك.]

الروحانية الأولى لجوسون، تجسيدة جيون ووتشي.

كانت 'الطرف' الأول لملكة المتجولين.

"الملكة بانتظارك."

بطريقة ما، عرفتُ من قتلني. هذا الوضع قد تحول ليكون الوضع الأسوأ لكن في كل الأحوال، لم يكن لدي خيار.

أومأتُ وقلت. "أرشديني."

*****************************************************************************

2019/03/21 · 12,805 مشاهدة · 1734 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024