الفصل 194: الحلقة 37 - مشهد العالم الشيطاني (2)
**********************************************************************************


"اوااه! منفي!"

"ماذا، كيف دخل إلى هنا؟"

التجسيدات التي رأتني صاحت.

ركضتُ خلال الحشد وخبأتُ نفسي في ظلال المدينة. بسبب عقوبة النفي، سقطت قطع من القصة من جسدي وكأنها دماء. كانت المنطقة حول ذراعي اليمنى وقلبي مستقرة بفضل امتصاص شظايا القصص الجديدة لكن باقي الأجزاء كانت مختلفة.

على الأرجح رأت التجسيدات هذا وأدركتُ أنني منفي.

"إلى أين أنتم ذاهبون؟ ألا يجب أن نبلغ عنه؟"

"حسنا...إنه سيموت قريباً على أي حال. لنذهب فحسب."

لم يكن الأمر غريباً. فهذه لم تكن المرة الأولى التي يروا فيها منفياً. هم كانوا خائفين من المنفيين لأنهم لا يعلموا ما الذي سيفعله المنفيون.

اتكأتُ على جدار مبنى والناس الذين يبحثون عني تفرقوا بسرعة. القاطرة السحرية التي ظهرت لعبت دوراً أيضاً في تهدئة الوضع.

رأى التجسيدات تلك القاطرة المغطاة باللون الأسود وانسحبوا بسرعة.

"تراجعوا! هناك نبيل قادم!"

كانت القاطرة تسير بسرعة عبر مركز المجمع الصناعي. لم أكن أعلم بشكل مؤكد لكن بدا أن راكبها كان ضيفاً من مجمع صناعي آخر. ربما كان على متنها نبيل ذو رتبة عالية في عالم الشياطين. شخص قوي مثل رينهايت بارادايس ربما يكون على متن تلك القاطرة السحرية.

لم أعلم ماذا يحدث لكنها كانت تندفع بسرعة نحو المصنع لسبب ما. تسارعت القاطرة بدون اهتمام بأن التجسيدات كانت تعبر الطريق. العامة المرعوبين بدأوا يشتكون.

"تبدو مثل قاطرة جيلوبات. ألم نراها كثيراً من قبل؟"

"كيف سأعرف ذلك؟ هذا عمل هؤلاء النبلاء الحثالة."

"علينا أن نعرف هذه المرة. هناك قصة أن المملكة الشيطانية الثالثة والسبعين يتم دمجها."

كانت قصة مثيرة للاهتمام نوعا ما لذا ركزتُ سمعي على سماع الكلمات المتطايرة.

"المملكة الشيطانية يتم دمجها؟ تعني أن هؤلاء الأدواق يحركون مؤخراتهم الثقيلة؟"

"نعم، ميليدون وبيركان يتحركون. لابد أن سيسويتز متوتر جداً الان."

عند ذكر الدوق الذي حكم المملكة الشيطانية الثالثة والسبعين، تدخلت التجسيدات الأخرى في الحديث أيضاً.

"هاه! تلك الشائعة كانت حقيقة؟ لكن...لم يكن لدينا ملك شيطاني يحكم هذه المملكة لآلاف السنين!"

"إذن هذه المرة، سيخرج ملك شيطاني من أرضنا؟"

تصببت الأسئلة والتجسيد الذي فتح الموضوع في البداية تحدث بشكل محرج.

"لا أعلم بشكل مؤكد. الشائعة قالت أن رسالة من وحي كانت تمر بين الملوك الشيطانيين. ظهور ملك شيطاني جديد..."

"يبدو أن الأدواق يعتقدوا أنهم المعنيين."

رأيتُ محاثة مشابهة في طرق البقاء. لقد كان الوقت لظهور شائعة كهذه إذن. يبدو أنني أتيتُ في توقيت عظيم.

ملك شيطاني...

نظرتُ نحو القاطرة المتحركة بعيداً. كانت المجمعات الصناعية تملك رتباً أيضاً. 'النبلاء' كانوا هؤلاء الذين سادوا على المجمعات الصناعية.

'المواطنون' كانوا التجسيدات في المستويات المتنوعة. أما المواطنون الذين فقدوا قصصهم وسقطوا كانوا 'عبيد الإزالة'.

كان يوجد الان هذه الفئات الثلاثة فقط لكن القصة ستكون مختلفة تماماً بمجرد أن يأتي ملك شيطاني.

الملك الشيطاني. الحاكم الذي يحكم مملكة شيطانية، شخص ذو قوة مطلقة في العالم. لم تكن هناك طريقة للفصائل هنا ألا تطيع الملك الشيطاني.

في الممالك الشيطانية، كان لدى الملوك الشيطانيين نفس الحالات القوية مثل كوكبات الدرجة القصصية. ربما أدواق المملكة الشيطانية الثالثة والسبعين كانوا يحاولون حصر هذا الظهور الجديد لملك شيطاني كهذا بينهم.

بمجرد أن يظهر ملك شيطاني، كانت فقط مسألة وقت قبل أن ينهار نظام القوة الحالي.

مع ذلك، يحب أن يتم صنع ملك شيطاني. كان هذا سبب قدومي لعالم الشياطين.

- المعلومة الثانية. ابحث عن متجر ساعة إتيكا.

وصلت رسالة جديدة ورفعتُ رأسي للنظر إلى السماء. في الظلام، أمكن سماع الطاقة الخافتة للرجل ذو النتوء. لحسن الحظ، لم يكن الرجل ذو النتوء يفتقد للمنطق.

كانت هناك مقولة بين الدوكايبيز عن 'أنهم تعلموا الأخلاقيات من رجل ذو نتوء' لكن هذا لأن الدوكايبيز كرهوا الرجال ذوي النتوء...

- هناك ستكون قادراً على الحصول على ما تريد.

أومأتُ بخفة واختفى الرجل ذو النتوء مرة أخرى.

متجر ساعة إتيكا. بدا أن الرجل ذو النتوء كان مدركاً لطريقة الحصول على سيناريو عالم الشياطين.

في الحقيقة، كانت هنالك معلومات عن متجر الساعة في طرق البقاء. لكن حتى مع ذلك طلبتُ المعلومات من الرجل ذو النتوء من أجل تجنب أي جذب انتباه غير ضروري. كان من الضروري التحرك وقفاً للاحتمالية.

نظرتُ للأسفل إلى ذراعي اليسرى التي كانت على وشك التحطم. أنا لن أستطيع الحصول على السيناريو مباشرة الان فقط لأنني كنتُ ذاهباً لمتجر الساعة.

بدلا من ذلك، كانت هناك طريقة لتخفيف عقوبة النفي. كان متجر ساعة إتيكا مكاناً يتواجد لذلك الغرض من البداية.

تحركتُ بدون تأخير.

لم يكن هنا. ليس هذا الزقاق.

سحبتُ ملابسي للأعلى حتى لا تكن القصة المحطمة مرئية وركضتُ عبر أزقة المجمع الصناعي.

مع ذلك، لم أستطع إيجاد متجر الساعة. كان هذا طبيعيا. لم يكن هناك شيء كساعة في عالم الشياطين. كانت الأشياء كهذه لها معنى فقط للكائنات ذوي الحيوات القصيرة مثل البشر.

لكان سيكون من الأسهل إيجاده لو كان بإمكاني قراءة طرق البقاء. لم يكن بإمكاني قراءة الملف النصي لأنه لم يكن هناك هاتف ذكي. لو كنتُ أعلم هذا لكنتُ طلبت من بيهيونج تجهيز هاتف لي مسبقاً...

في النهاية، هل أخاطر وأسأل أحدهم عن موقع متجر ساعة إتيكا؟

فجأة، ضربني أحدهم على كتفي. "ألا تستطيع الرؤية بحق الجحيم؟"

"اه، آسف..."

"وماذا لو كنت آسف؟ اللعنة، لقد أسقطتُ القطع بسببك! تباً!"

كان الشخص عمره حوالي 15 سنة. كان رجل شاب جميل يحدق بي بعيون باردة بينما يحمل بعض القطع الآلية.

"اوه...حسنا، أنا آسف."

كنتُ أتساءل ما إذا كان ما حدث يستحق كل هذا لكن الولد تحدث أسرع مني.

"إذا كنتَ آسف فالتقط القطع معي بسرعة!"

"كنتُ متأثرا من الكلمات الشرسة التي تصببت من الشفاه الوسيمة والتقطتُ القطع التي سقطت منه. بدا كأن 'كيم دوكجا' القديم قد ظهر فجأة.

أعتقد أنني التقطتُ القطع بسرعة كبيرة، مما جعل الولد يضحك. "تباً، سأدعك تذهب هذه المرة. كن حذراً المرة القادمة."

أخذ الولد قطعه، ألقى نظرة إليّ بعيونه المميزة، وهرع للأمام مجدداً. إذن لماذا؟ رأيتُ وجهه وشعرتُ كأنه تم ضربي في مؤخرة رأسي بمطرقة. لم يكن لأنه تم توبيخي بواسطة شخص أصغر مني.

ذلك الشخص...

مثل كل رواية خيالية، كانت هناك شخصيات جميلة ووسيمة في طرق البقاء.

من بين الشخصيات الجميلة والوسيمة، كان هناك هؤلاء الذين تم وصفهم كـ 'مكافئين ليو جونغهيوك'. كيرغيوس رودجرايم الذي قابلته في أرض السلام كان حالة كهذه.

بالمناسبة، هذا العالم احتوى على أناس أكثر جمالاً من كيرغيوس. في مثل هذه الحالات، ما التعبيرات التي يجب أن تُستخدم؟

「 كان الولد جميلاً جداً لدرجة أن يو جونغهيوك كان عليه ضرب خديه مرتين. 」

بالإضافة، كان هذا الوصف مرتبطاً فقط بثلاثة أشخاص في طرق البقاء.

"لقد وجدتك."

----------------------------------------------------------

كان هناك طريق ضخم ورف المتجر بأكمله كان محطم. اللعنة، كانت هذه المرة الثالثة بالفعل. وكان أيضاً رفاً مع بعض العمل الموضوع عليه.

إيلين، ساعاتية متجر إتيكا قمعت لعناتها وسألت بابتسامة هادئة. "ماذا تفعل؟"

"ماذا أفعل؟ ألا ينبغي أنكِ تعلمي بعدما اختبرتي ذلك ثلاث مرات؟"

"لا، هذا ما أردتُ أنا قوله. ماذا تريدون من مالكة متجر ساعات؟"

كانت إيلين متوترة حيث واجهت الشياطين أمامها.

البارون الشيطاني ميلين. الإيرل الشيطاني سيلوك. كان الشيطانان نبلاء مشهورين في مجمع سيسويتز الصناعي. ضحك أحد الشيطانين بينما مد ذراعيه الطويلتين.

"كيوك!" تأوهت إيلين مع تلقيها لضربة في فكها.

ضحك الإيرل الشيطاني سيلوك بينما فحص الجرح المتروك على بشرة إيلين البيضاء.

"أنتي بالتأكيد لستِ ساعاتية عادية. لكن، لستِ عظيمة كفاية لكي يزورك دوق ثلاث مرات. هذه ليست ثلاث زيارات متواضعة لكوخ من القش. هل تعلمي ما هو 'تنين مستلقي في الأسفل'؟ (حلقة مشهورة في رومانسية الممالك الثلاثة حيث ليو باي جند زونج ليانج عن طريق زيارته ثلاث مرات)

".....لم أكن أعلم من ذلك لكن ألم أصنعها لك المرة الماضية؟ هذه المرة لا يمكنني مساعدتك."

بدأ الهواء داخل متجر الساعات يتجمد. كانت قوة نبيل شيطاني. ارتجفت إيلين كما أصبح وجهها شاحباً من الرعب.

"ما هذا يا إيلين؟ هل هذا دين شخصي؟"

كان أحدهم واقفاً أمام متجر الساعات. رأى سيلوك الرجل الشاب الواقف عند الباب وتجهم. "أنت الشخص سيء اللسان من متجر الساعات. هل تريد أن يتم إعدامك هنا؟"

"سأعتني به." أمسك البارون الشيطاني ميلين رقبة الولد ورفعه للأعلى.

الولد الجميل نظر للأسفل نحو ميلين، الذي أخبره. "أشعر بهذا في كل مرة آتي لكنك جميل حقاً."

"أشعر بهذا في كل مرة أراك لكنك مقرف حقاً."

ضربت يد ميلين اليسرى بطن الولد. كان هناك صوت لشيء ينفجر لكن عيون الولد لم تتغير على الإطلاق. حدق ميلين بهذه العيون وضحك. "إنها كافية لتصبح محظية الدوق."

"ما الأجر في الساعة؟ إذا لم يكن كافياً فلن أذهب..."

مرة أخرى، كان هناك صوت لشيء يتم ضربه بقوة. تصلبت تعبيرات إيلين مع رؤيتها لفم الولد الدموي.

"لنأخذه كرهينة." ثم أزال الشيطان يديه كما لو كان يمزح. "هوهو، من سيفعل شيئا كهذا؟ نحن رجال محترمون."

سقط الولد على الأرض وتأوه.

"إذن العرض سيتم رفضه؟ أمكنني أن أخبر الدوق؟"

"نعم. آسفة لكن..."

بشكل مفاجئ، هدأت الأجواء داخل المتجر وتنهدت إيلين بعمق. هي لم ترد القيام بهذه المهمة. لو قبلت المهمة، فهي ستكون كأنها تضحي بآلاف المواطنين.

ثم أومأ سيلوك كما لو فهم. "إذن سأحصل على الضرائب المتخلفة عليكِ. الدوق طلب مني فعل هذا."

"ضرائب؟ لكنني حتى الان كنتُ معفية من الضرائب...."

"كان هذا حتى الان فقط."

كما المتوقع، لم يمكن أن تفلت من هذا الأمر هكذا فحسب. عضت إيلين شفتيها حتى نزفتا وسألت،"...كم؟"

"50,000 عملة."

50,000.

كانت كمية ضخمة بالنسبة لإيلين. ربما يكون الأمر مختلفاً في مناطق السيناريو الأخرى لكن العملات كانت واحدة من أكثر العملات قيمة في مجمع سيسويتز الصناعي.

"لكن لا توجد كوكبات هنا تقريباً! مثل هذه الكمية الضخمة من المال لن تكون مم..."

"سآخذ هذا الفتى الصغير إذا لم تدفعي. إذا أصبح محظية فستتمكني من الحصول على 50,000 عملة."

الولد المُهدد كان غير مهتم وصفر بفمه عند التهديد. "واو! 50,000 عملة! إيلين، لا تدفعي الضريبة واحصلي على المال."

"...وأنا سأجعل هذا الفم الوقح يصرخ قريباً."

"حقاً؟ اللعنة، أنا أتطلع لذلك."

رغم كلمات الفتى الصغير، كانت تعبيرات إيلين ممتلئة باليأس. كانت لها علاقة طويلة مع هذا الفتى وعلمتُ أنه مهما كانت كلماته القذرة التي يقولها، فعميقاً بداخله كان يفكر بشكل مختلف. أعلن الإيرل الشيطاني بشكل مهدد في النهاية.

"إيلين ماكرفيلد. اقبلي اقتراح الدوق. ولتعلمي، هذا هو العرض الأخير."

إيلين كانت رئيسة المواطنين. هي استطاعت الوصول لهذا الموقع بسبب قلبها القوي. ترددت إيلين قبل أن تفتح فمها.

"أ..."

قعقعة.

حينها دخل أحدهم متجر الساعات.

"ماذا؟"

أول شيء رحب بي لم يكن مالك متجر الساعات. لقد رأيتُ نبلاء شيطانيين والذين بدوا غير مرتاحين من الزوار الغير مدعوين. كنتُ قد سمعت الوضع تقريباً من الخارج وكنت أعلم ما يحدث.

كان الرجل الشاب الجميل مستلقي على الأرض بعيون ممتلئة بالكراهية.

أجبتُ بينما أحدق في الولد الجميل بدلا من الشياطين. "زبون..."

كان ردي مهذباً لكن تعبيرات الشياطين أصبحت شرسة.

"هل هو مواطن؟ لا أعلم من أنت أو من أين أتيت لكن غادر. نحن نجمع الضرائب الان."

"ضرائب... أن تجني الكثير من المال وتدفع ضرائب أعلى. لما أصبح الأمر فجأة أن تجني القليل من المال وتدفع ضرائب أعلى؟"

"ماذا؟"

مررتُ بالنبلاء الشيطانيين واقتربتُ من صاحبة المتجر.

"أنت! انتظر!"

النبلاء الشيطانيين المشوشين مدوا أذرعتهم للإمساك بي لكنها لم تصل. صنع النبلاء الشيطانيين تعبيرات متفاجئة حيثُ أبعدت أذرعتهم عن جسدي. بدلا من التعامل معهم، نظرتُ نحو الساعات على الرفوف المحطمة. التقطتُ واحدة منهم بعناية.

"هناك العديد من الأشياء الجيدة."

بدا أن إيلين لاحظت شيئا ما واقتربت مني. "...هناك دائماً أشياء جيدة. الزبون الجيد نادراً ما يظهر."

لم يسعني سوى الابتسام. كانت هذه حقاً نبرة طرق البقاء.

مهندسة سحر كوكب ليندبيرج، إيلين ماكرفيلد. نظرتُ نحو إيلين المتوترة.

داخلها، لابد أن العقرب كان يدق. هل الزبون المريب الذي ظهر فجأة سيكون حبل الأمل أم الذي سيسقطها نحو الجحيم؟

قررتُ إراحة بعض مخاوفها. "أود طلب شيء خاص. هل يمكنك صنعه لي؟"

أصبحت عيون إيلين أكبر عند كلماتي. كان هناك نوع واحد من الزبائن الذي سيأتي إلى هنا من أجل شيء 'خاص'.

رأت إيلين النبلاء الشيطانيين وسألت بحذر،"...ما عمولة هذه المهمة؟"

ابتسمتُ لها قبل أن أحدق في النبلاء الشيطانيين، الذين كانوا يحدقون بي.

"50,000 عملة."

****************************************************************************************

Ahmed Elgamal
+
لدعمي عن طريق paypal من هنا:
https://www.paypal.me/AhmedAdelElgamal

2019/04/17 · 11,222 مشاهدة · 1847 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024