الفصل 197: الحلقة 37 - مشهد العالم الشيطاني (5)
********************************************************************************************************


استدرتُ ورأيتُ مالك الحانة يحدق بي بعيون فضولية. أجبتُ بشكل طبيعي بقدر الإمكان. "لقد دخلتُ البارحة فقط."

"من الجيد رؤيتك. الحياة في المجمع الصناعي صعبة لكن قلوبنا بخير. لا أعلم من أين أنت لكن هذا ليس مكاناً سيئاً للاستقرار به. أتريد مشروباً؟"

"لا، لا أحب الشرب."

"هوهو، تذهب إلى هذا المكان بينما لا تعرف كيفية الشرب. أنت صديق سيء الحظ."

سمعتُ هذا وتم تذكيري بعندما انضممت لأول مرة لمينو سوفت. كان هان ميونجوه قد قال شيئا مشابهاً عندما أخبرتُه أنني لا أستطيع شرب الكحول في المطعم.

تعال للتفكير في هذا، أين كان هان ميونجوه الآن؟ لقد حصل على لعنة الملك الشيطاني أسموديوس ولم تكن هناك طريقة للتأكد من حياته أو موته...

شعرتُ بالإحباط قليلاً مع تذكري لتلك الأيام المتعبة.

"لا أحب شرب الكحول لكن أحب المقبلات التي تقدم معه. هل تمانع إذا طلبتُ بعض الأطباق الجانبية؟"

"بالطبع. لدينا مخالب الشياطين المحمرة، أمعاء شياطين مقلية و...."

ابتسمتُ. "توقف عن الضحك عليّ."

"هاها، حسنا حسنا."

"أعطني أفضل ما لديك. كم الثمن؟"

"5 عملات فقط."

كان ثمناً منخفضاً بشكل جنوني. كان مبلغاً حتى الكوكبة الصغيرة لأرض السلام ستستطيع تحمله. فكرتُ للحظة قبل أن أسأل، "إذا دفعتُ الضعف، هل يمكنك جعله لذيذاً بشكل مضاعف؟"

"هاهاه، يمكنني جعله لذيذاً ثلاث أضعاف."

ناولتُه خمسين عملة بلا تردد واتسعت عيون المالك.

"...10 أضعاف صعبة قليلاً لكن سأحاول."

على عكس ما قاله، بدا أن المالك طاهي بارع بسبب الرائحة السعيدة القادمة منه. كانت توقعاتي متضخمة قليلاً حيث ترقبتُ إشباع جوعي. لم يسعني سوى التفكير في أنه قد حان الوقت لأكل بعض الطعام الحقيقي.

تجاهلتُ بطني للحظة وتنهدت. لقد كنتُ أعمل بجد لدرجة أنه كان من الصعب الحصول على بعض الراحة.

"كم هذا عظيم. هل ذلك المكان يُدعى الأرض؟"

مجموعة من التجسيدات كانت تنظر إلى الشاشة المعلقة في قمة الحانة.

كان تسجيل فيديو من قناة دوكايبي. ما عُرض على الشاشة كان مشهداً مألوفاً ثم بدأتُ أسمع صوتاً مألوفاً.

- اجاشي!

كان مشهد من سيناريو قبة سيول. كان عبارة عن تسجيل للسيناريو العاشر، الملك الشيطاني الثالث والسبعين. سمعتُ صوت شين يوسونج قادماً من الشاشة وكان أحد جوانب قلبي يتألم.

رفعتُ ياقتي حتى غطت نصف وجهي بينما استمريتُ بالمشاهدة.

"إن وقع هذا السيناريو رائع. كما يشاع عنه."

"ألا تعتقد أنه السيناريو الأكثر شهرة مؤخراً؟"

"التجسيدات في ذلك المكان لابد أنهم مزدهرون جداً!"

تقريباً كل وسائل الإعلام في العالم الشيطاني كانت تحت سيطرة الرجال ذوي النتوء.

لم يستطع الرجال ذوي النتوء فتح قنوات مباشرةً مثل الدوكايبيز لذا لم يستطيعوا الحصول على عائد عن طريق التبرعات. بدلا من ذلك، سرقوا المواد المسجلة ووزعوها في كل أنحاء العالم.

"اللعنة، لا أعتقد أن درجة الصعوبة بذلك المستوى العالي. أنا أيضاً أستطيع القيام بمثل هذا!"

"توقف عن الهراء. لو كنتَ هناك لم تكن ستتمكن حتى من الوصول للسيناريو العاشر."

"اوهو، لا؟"

شاهدت التجسيدات الشاشة وبدأ سيناريو الملك الشيطاني الثالث والسبعين يتغير تدريجياً.

- أورييل، أنتي تعلمي. إن هذه مجرد قصة.

بدا غريباً جداً رؤية ما قلتُه يتدفق من الشاشة.

- لابد أنكِ قد رأيت الكثير من الناس يموتون طوال الوقت.

كانت اللحظة التي كانت فيها أورييل حزينة جداً...

نظرتُ حولي ورأيتُ أن بعض التجسيدات كانت تبكي.

غضب، يأس، وتنهد.

"اللعنة، هذا حزين جداً..."

...كان شعوراً غريباً. لم يكن السيناريو خاصتهم لكنهم تعاطفوا مع القصص التي عشتُها. بدت وجوههم كما لو حصلت على الراحة.

ربما لم تكن الكوكبات فقط من تحتاج للقصص. القصص كانت ضرورية للجميع.

"...هل سنتمكن من فعل ذلك إذا عدنا إلى سيناريو موطننا؟"

"رامبيرت، هل تريد العودة؟"

"إذا كنتُ أستطيع لكن لا أستطيع."

"كول كول، فقط اطلب من الرجل ذو النتوء. هو سيرسلك في أي وقت."

"...هل هذه مزحة؟ لا أريد أن أصبح كارثة لموطني."

كارثة. عند هذه النقطة، كان الهواء داخل الحانة شديداً. مع ذلك، كان للحظة فقط. كان الجميع ممانعين للتحدث عن هذا الموضوع وغيروه بسرعة.

"ها هي. أطباق جانبية لذيذة عشرة أضعاف."

ابتسمتُ بخفة وقبلتُ الأطباق الجانبية. كانت ببساطة بطاطس مقلية ونودلز. كان بإمكاني الجزم بأنها كانت أطباق لذيذة من رائحتها الجميلة فقط.

أمسكتُ الأطباق ونظرتُ حولي. استطعتُ رؤية رأس صغيرة مركزة على الشاشة، تماماً مثل الجميع. هو لم يعلم أنني كنتُ بالقرب وكان على وشك ذرف الدموع.

نقرتُ لساني وجلستُ بجانبه. "لماذا، هل تفتقدها؟"

"هيييك!" شكله المتفاجئ كان لطيفاً جداً. كان بالضبط كما تخيلته. ضغطتُ على كتف جانج هايونج حيث حاول الإنزلاق بعيداً.

"لا تخف. أنا فقط أريد أن نأكل معاً."

حدق جانج هايونج بي بارتياب ثم جلس كولد مطيع. هو حكم أنني لا أستطيع إيذاءه بسبب وجود الكثير من التجسيدات حولنا. تردد جانج هايونج قبل أن يفتح فمه أولاً.

"هل انتهى حديثك مع إيلين؟"

"نعم."

"عن ماذا تحدثتما؟"

"لستَ بحاجة لمعرفة ذلك."

"...بالمناسبة، هل هذا طلب خاص؟"

"كل إذا كنتَ تريد."

حرك جانج هايونج شوكته كما لو كان ينتظر. اختفت النودلز بسلاسة نحو فم جانج هايونج. تعال للتفكير في الأمر، هذا الرجل يملك مهارة الوقاحة.

"حسنا، إنه يستحق الأكل."

أكل جانج هايونج أكثر من نصف طبقي في ومضة.

"...بالمناسبة، هل أنت من الأرض؟"

"نعم."

وجهي لم يظهر أبداً بشكل جيد على الشاشة. كان كما لو أن أحدهم لمس الشاشة عمداً. كان وجهي متشوهاً كما لو تم ضربه.

ذلك الوغد بيهيونج، لماذا عدل وجهي بهذه الطريقة؟ على أي حال، بدا أن جانج هايونج لم يتعرف عليّ.

"...وكيف كان؟"

"كان مروعاً."

أومأ جانج هايونج، كما لو فهم كل شيء من كلمة واحدة. من اختبروا السيناريو بالتأكيد لم يكونوا بحاجة للمزيد من التفاصيل لكي يفهموا ما حدث.

"هل أنت على الشاشة الان؟"

"سوف أظهر."

"أين؟"

"أنا أظهر الآن."

أصبحت الصورة أكبر على وجه يو جونغهيوك الوسيم. لحسن الحظ، كان معطفي قذراً كفاية ليبدو مشابهاً لمعطفه الأسود. ربما يصدق حقاً إذا أصريتُ على ذلك...

مع ذلك، لم تكن تعبيرات جانج هايونج جيدة.

"لا يوجد تشابه..."

"هذا أنا."

"لا. أنت مثل عجينة مصنوعة بواسطة أي أحد بينما هو كأن الهاً كان ينحته لآلاف الأيام..."

"أنا منفي. القصص على وجهي قد تضررت."

"مهما كانت القصص التي فقدتَها...ينبغي أن يكون كذبك معقولاً."

...اللعنة. شعرتُ بالسوء لكن مازال كان علي تحقيق هدفي. "نعم، أنا لستُ هو. لكن، ألا يبدو رائعاً؟"

"نعم."

"هو أيضاً يقاتل بشكل جيد جداً."

"حقاً؟"

"سأدعك تقابله عندما نذهب إلى الأرض. أنا أعرفه جيداً."

كلماتي جعلت عيون جانج هايونج تهتز. ربما لن يكون لدى جانج هايونج خياراً سوى العبور معي. في طرق البقاء، كان جانج هايونج شخصاً معجباً بيو جونغهيوك. إذا أقنعتُ هذا الشخص مسبقاً وشجعته على العودة...

"لما سأريد مقابلته؟"

"إيه؟ لا، إنه فقط..."

"بدلا منه، أنا مهتم أكثر بذلك."

"من؟"

"هناك."

على الشاشة، رأيتِ شكلاً محاطاً بطاقة شيطانية مظلمة. رجل كان ينظر إلى رفاقه بعيون حزينة. لم يكن وجهه مرئياً تماماً لكن كنتُ بالتأكيد أعرف من كان. لقد كان أنا.

نظرتُ إلى عيون جانج هايونج اللامعة وتساءلتُ لماذا.

"لا تستطيع حتى رؤية وجهه."

"ولما يهم ذلك؟"

كنتُ أشعر بالتشوش عندما أتت الصيحات فجأة من مختلف أنحاء الحانة.

"وااااااه!"

"لا! افتح عينيك، ملك الخلاص الشيطاني!"

"اللعنة! دموعي لا تتوقف!"

[سمعتك يتم تعزيزها في المملكة الشيطانية الثالثة والسبعين.]

[1,500 عملة قد تم اكتسابها.]

لا، هل كنتُ بهذه الشهرة؟ ندمتُ فجأة على قيامي بكوسبلاي يو جونغهيوك. الان لم أكن أستطيع القول أن ذلك الشخص كان في الحقيقة أنا.

- لنلتقي مجدداً، يو جونغهيوك.

أخيراً، وصل السيناريو إلى النهاية وبدأ الناس بالبكاء. كان بعض الناس متأثرين جداً حيث لم يستطيعوا التخلص من هذه المشاعر.

تمتم جانج هايونج بتعبيرات غريبة، "اه، من السيء جداً أن لديه صديقة بالفعل."

سقط قلبي. "ماذا؟ من؟"

"ملك الخلاص الشيطاني. هل تعرفه؟"

"أعرفه لكن...." تجهمتُ بينما أنظر إلى عيون جانج هايونج الجميلة. عيون صافية وخدود بيضاء. وجه جميل مثل لون الكريمة. لكن...

"ألستَ رجلاً؟"

إذا تذكرتُ بشكل صحيح، فإن جانج هايونج كان رجلاً. كاتب طرق البقاء اللعين قبل كل تعليقاتي وغير شيئا واحداً فقط. كان جنس هذا الشخص.

رفع جانج هايونج حاجبيه وعبس. "الأرض هو المكان الوحيد الذي يحكم على الشيء من الغلاف."

كنتُ على وشك الرد عندما أطفأ مالك الحانة الأنوار فجأة. ثم أعلن للحانة بأكملها بصوت منخفض جداً، "الليل قادم."

عند هذه الكلمات، انتشر صمت عميق في أرجاء الحانة. كان صمتاً أكثر حساسية وحدة من أي صمت آخر. جانج هايونج نظر نحوي ووضع إصبعه عند فمه.

"شششش."

بالنظر أقرب، لم تكن هذه الحانة فقط. كانت الحانات والمتاجر الأخرى في الشارع قد أغلقت أبوابها وأطفأت الأنوار. فجأة، اختفت كل الأصوات.

كان كأن المجمع الصناعي بأكمله تم غمره في محيط. في الشوارع التي اختفى منها كل الناس، أمكن سماع صوت المزامير الكئيب. بعض الناس سدوا أذانهم من أجل تجنب سماعه.

في هذه اللحظة، تم تذكيري بشيء ما.

「 هناك 'ليلة' خاصة في عالم الشياطين. 」

استمعتُ للجدار الرابع وتذكرتُ إعدادات طرق البقاء.

「 كل مواطني المجمع الصناعي خائفون من النبلاء. إنه ليس ببساطة لأن النبلاء أقوياء. إنه بسبب هذه 'الليلة' التي تأتي مرة كل ثلاث أيام. 」

"أرجوك مر فحسب. أرجوك..."

تمتم أحدهم. كم مر من الوقت؟ استطعتُ سماع صوت تجمد النوافذ مع مرور شيء ما عبر الشارع.

حبس كل المواطنين أنفاسهم وتظاهروا أنهم كانوا غير مرئيين. كان هناك البعض الذين انخفضوا على الأرض بينما يحدقون في الطاولات. في هذه اللحظة، مر ظل منجل عملاق على النافذة المجمدة.

「 في الليل، يظهر جلاد المجمع الصناعي. 」

「 إذا كان المواطنون يملكون الثوري، فالنبلاء لديهم الجلاد. 」

كانوا هم مصدر خوف المواطنين وعدم قدرتهم على تحمل النبلاء، بالإضافة إلى سبب تمكن الأدواق من الحفاظ على مناصبهم في المجمع الصناعي.

كان بسبب تواجد الجلاد. في اللحظة التي انفتح فيها باب الحانة، أغلق الناس عيونهم بقوة. أتى صوت واخز من الظلام العميق.

[ من ال ثو ري؟]

مظهره ذكرني بحاصد الأرواح وكان حجمه ضعف الشخص العادي. لم أستطع رؤية وجهه بسبب قبعته السوداء لكن استطعتُ الشعور بقوته من الهالة المريعة التي تدفقت منه.

[الهدف تحت حماية السيناريو الحالي.]

[الهدف غير مرئي حالياً.]

لا أحد كان بإمكانه مقاومة الإعدام أثناء ليل المجمع الصناعي.

المالك الذي أعطاني الطعام وهؤلاء الذين شاهدوا السيناريو كانوا يحدقون في أرضية الحانة بتعبيرات متعبة.

الجلاد هذا اليوم اختار هذه الحانة كمكان للإعدام. في هذا المكان، كان أحدهم سيموت بالتأكيد.

[ من ال ثو ري؟]

في كل مرة اصطدم منجل الجلاد بالأرض، انكمش الناس على أنفسهم أكثر. كان مثل مسرحية. نظرتُ بعناية وجانج هايونج المتفاجئ شد ياقتي.

"لا تنظر نحوه."

عند الصوت الصغير، نظر الجلاد نحو هذا الجانب.

"اللعنة..."

بالتحديد، كانت نظرته في اتجاه جانج هايونج. بدأ جانج هايونج يرتعش مع اقتراب الجلاد شيئا فشيئا. حدسه أخبره بأنه كان يواجه موته.

لمستُ جانج هايونج المرعوب تماماً ووقفتُ ببطء. سقط فم جانج هايونج مفتوحاً من الصدمة وحدق الجلاد بي بعيون مشؤومة.

「 كيم دوكجا فكر: ماذا كان يو جونغهوك ليفعل؟ 」

لو كان هنا، لم يكن سيكشف نفسه أبداً. كان يو جونغهيوك سيخفي نفسه حتى يجد وضعاً يستطيع الاستفادة منه بأقصى ما يمكن.

كان سيمكل كل أنواع التحقيقات من أجل المشاركة في سيناريو المجمع الصناعي ويكتشف من هو الثوري.

「 كيم دوكجا فكر: لهذا هو تراجع مئات المرات. 」

وجه الجلاد منجله نحوي وتحدث بصوت مريع.

[من أنت؟]

في اللحظة التي ركز فيها جميع من في الحانة عليّ، فتحتُ فمي وتحدثت بصوت يستطيع الجميع سماعه.

"أنا ثوري."

****************************************************************************************************

2019/04/21 · 10,280 مشاهدة · 1734 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024