الفصل 236: الحلقة 45 - جميعة الذواقة (1)
*******************************************************************************************


كانت آنا كروفت صامتة في الطريق إلى قلعة أورو. في بعض الأحيان ابتسمت بشكل غريب عندما تقابلت عيوننا لكنها لم تتكلم أولاً.

تمنيتُ أن أتمكن من قراءة أفكارها لكن فهمي لآنا كروفت كان منخفضاً جداً حيث لم أتمكن من تنشيط المرحلة الثانية من منظور القارئ كلي العلم.

أنا لم أحب آنا كروفت في الرواية الأصلية. لم أستطع عد المرات التي فيها قتلت أو طعنت يو جونغهيوك من ظهره بكل أصابع يديها.

كان الجو في العربة أخرق لأن آنا كروفت وأنا لم نكن نتحدث. سيلينا كيم كانت تتعرق.

"...وهكذا، جئنا معاً. تجسيدات أسجارد تمت دعوتهم."

طبيعة سيلينا كيم الجيدة كانت تعني أنها لا تستطيع تحمل هذا النوع من الأجواء وظلت تقول أشياء لم يتم سؤالها عنها. على أي حال، كان من الجيد لي أن أسمع الكثير من المعلومات.

"أنا أرى. هل أنتي جزء من أسجارد؟"

"نعم. كان هذا بترتيب من آنا."

"لقد التقطِ سديم جيد."

"اهاها، كنتُ محظوظة فحسب. بفضل هذا أستطع الاستمتاع بهذا الترف الكبير. التجسيدات الآخرين لم يتم دعوتهم..."

بدت سيلينا كيم متحمسة نوعا ما. حسناً، كانت الدعوة إلى جميعة الذواقة لها معنى مختلف عن مأدبة الكوكبات. إذا كانت مأدبة الكوكبات تجمعاً للنبلاء، فإن جميعة الذواقة كانت مشابة لتجمع لأعلى النبلاء.

مازال، لم يكن هذا أمراً جيداً بالضرورة. تساءلتُ ما إذا كانت سيلينا كيم ستتمكن من مواصلة التفكير هكذا بمجرد أن نصل.

"أيريس، لما لا تقولين أي شيء؟ لقد قلتِ أنك تريدين مقابلة دوكجا-شي مرة أخرى."

"влин! (أنا أعني!) منذ متى قلتُ ذلك؟" (ملاحظة: بترجمة جوجل. مش عارف المعنى الصحيح للكلمة دي بما أنها باللغة الروسية.)

"هذه الصغيرة...ألم تكوني تتحدثين عن كيم دوكجا من المأدبة الماضية؟ أنتم لم تروا بعضكم البعض لفترة لذا قولي شيئا ما."

تحول وجه أيريس للأحمر عند إغاظة سيلينا كيم. لاحظت أيريس نظرتي وفتحت فمها بحذر. "أنت ملك الخلاص الشيطاني...هل هذا صحيح؟"

كانت لدي شكوك أن هذه الفتاة كانت الفتاة الصغيرة الوقحة من ذلك الوقت لكن قررتُ أن أكون مهذباً. "صحيح."

"...أهو غير مريح لك أن تكون معنا هنا؟"

"لما سأكون غير مرتاح؟"

"نحن مجرد تجسيدات. أما ملك الخلاص الشيطان فهو..."

تعبيرات سيلينا كيم كانت تتغير أيضاً. لقد نسيتُ لفترة لكنني كنتُ مختلفاً عنهم. الفجوة بين تجسيد وكوكبة كانت مثل الفجوة بين السماء والأرض.

الكوكبات الأخرى كانت ستقول، "تلك الحشرات الصغيرة أخيراً أدركت إلى من تتحدث." بالطبع، لم أكن كذلك.

"لا بأس. لقد كنتُ تجسيداً ذات مرة."

بدا أن سيلينا كيم تنفست الصعداء عند كلماتي. كما اكتسبت أيريس بعض الشجاعة وفتحت فمها مجدداً. "إذن...أيمكنني طرح سؤال واحد عليك؟"

"تفضلي."

"ألديك تجسيد وقعتَ عقد رعاية معه؟"

"لما تسألين؟"

"اه، ذلك..."

سيلينا أعطت تلميحاً لأيريس المترددة. "أيريس. هل لديك راعي بعد؟"

"أ-أنا فقط أسأل! أنا أشعر بالفضول فحسب!"

تحرك ذيلا الحصان حيث لوت أيريس رأسها، بينما مرت صورة شين يوسونج ولي جيليونج على الأرض في رأسي. هؤلاء الرفاق، أرجوكم كونوا بخير...

تحدثتُ بقلب متلهف. "لدي تجسيدة على شبه الجزيرة الكورية."

تغيرت تعبيرات أيريس عند كلماتي. "اه، ربما تلك الفتاة الصغيرة..."

أومأتُ. يبدو أن شائعة شين يوسوند قد انتشرت إلى كل مكان. الكوكبات كانت قد أخبرت تجسيداتها بالفعل.

ثم فتحت آنا كروفت فمها. "هل فكرت أبداً في تغيير تجسيدتك؟"

حدقت سيلينا كيم وأيريس بذهول في آنا كروفت. والتي واصلت، "هناك العديد من التجسيدات الجيدة في سديم أسجارد. ثمة العديد من الأصدقاء الموهوبين. أيريس واحدة منهم."

كان اقتراحاً غير متوقع. لما كانت آنا كروفت تقترح هذا فجأة؟ ربما كان سديم أسجارد يتحدث عني. حسناً، أنا لم أنشئ سديماً بشكل رسمي بعد.

"هل تخبريني أن أنضم إلى سديم أسجارد؟"

"هذا ليس نفس المعنى بالضرورة. ثمة العديد من التجسيدات الجيدة في أسجارد. أنا فقط أقول أنه ليس من السيء أن تقبل واحداً منهم. كما يمكنك سحب عقد الرعاية في أي وقت، أليس هذا صحيح؟"

أيريس المحبطة حدقت بي مرة أخرى بعيون لامعة. أجبتُ بوجه خالي من التعبيرات. "ليست لدي نية في إلغاء عقد رعايتي."

"هل تحب تلك الفتاة؟ هل تُدعى شين يوسونج؟"

لم أجب وامتلأ وجه أيريس بإحباط عميق. ربما يكون فهمي لها منخفضاً جداً لكن التغير في المشاعر الداخلية تم ملاحظته بسهولة.

بالمناسبة، قالت آنا كروفت ملاحظة غريبة. "على سبيل المثال، إذا مات تجسيد فجأة..."

كانت هنالك ابتسامة مجهولة على وجه آنا كروفت. "لا تبدو متفاجئاً جداً. إنه فقط مثال. أعني أن من المحتمل حدوث هذا. حادث غير متوقع أو كارثة مفاجئة يمكن أن تتسبب بموت أي تجسيد... هذا أمر شائع. إذا حدث ذلك، ألا تظن أنك ستغير تجسيدتك؟"

"حادث غير متوقع؟"

"نعم، حادث غير متوقع. حادث يحدث فجأة."

حدقتُ في آنا كروفت. موت شين يوسونج... لم أفكر في هذا أبداً.

"هذا لن يحدث طالما أنا على قيد الحياة."

"أنت لا تعلم. ليس من الواضح متى وكيف سيعمل المصير."

...المصير؟ اهتزت الأجواء لفترة. الهواء المحيط امتلأ بهالة مشؤومة واهتزت العربة بقوة. تصلبت تعبيرات سيلينا كيم وأيريس. كان العرق يتصبب على وجوههم بينما شاهداني بتعبيرات مرعوبة.

لم أكن أريد فعل هذا. لم أكن أريد إخافتهم بأن أبدو مثل شرير. مع ذلك، آنا كروفت قد عبرت خطاً لا ينبغي أن تعبره.

[إذا حدث شيء كهذا.]

تطايرت شرارات الإحتمالية مع استخدامي لصوتي الحقيقي.

[السديم 'أسجارد' قلق.]

[كوكبات السديم 'أسجارد' يحذرونك!]

سمعتُ الرسائل الغير مباشرة لكوكبات أسجارد تدخل أذني. لكن لم أتوقف.

[إذا حدث ذلك، سوف أدمر كل العوالم التي سببت هذا المصير.]

أثر الزخم القوي الصادر مني جعل نوافذ العربة تنفجر في نفس الوقت. السائق المتفاجئ نظر للخلف. كان هناك حتى ذهول غامض على وجه آنا كروفت الهادئ في العادة. ربما لم تكن واعية بقدر 'الحالة' التي أملكها.

بعد وقت قصير، توقفت العربة وأمكن سماع صوت المرشد.

[لقد وصلنا إلى قلعة أورو.]

ابتسمتُ نحو الثلاثة أشخاص الذين كانوا لا يزالوا متصلبين في أماكنهم. "لنذهب."

نزلنا من العربة وتم قيادتنا نحو قلعة أورو.

قلعة أورو. كانت القلعة واحدة من البيوت الرئيسية لجميعة الذواقة المتناثرة في جميع أنحاء العالم وكانت مُمتكلة مباشرة بواسطة عضو من جميعة الذواقة. ربما كان... أتذكر أنه كان واحداً من الملوك الشيطانيين الإثنين وسبعين. هل كان 'التقشف الذي لا يمكن قياسه'؟

[لقد تم منحهم الإذن بالدخول.]

[لقد تأكدتُ من هذا. ادخلوا.]

كان داخل القلعة على الطراز الحديث أكثر من طراز القرون الوسطى. كان شبيهاً بردهة فندق فاخر. أشكال الأجساد الرمزية المتوسطة أمكن رؤيتها متناثرة في الأنحاء.

[بعض الكوكبات تولي انتباهاً لحضورك.]

تمت قيادتنا إلى غرفة انتظار في زاوية ردهة الطابق الأول. ربما لم يصل بعض الناس بعد. تجسيدات أسجارد الثلاثة وأنا كنا الوحيدين الحاضرين.

[من فضلكم انتظروا في غرفة الانتظار. لا يزال هناك المزيد من التجسيدات القادمة...اه، ملك الخلاص الشيطاني كوكبة. سوف أرتب غرفة انتظار منفصلة لك.]

"لا، أنا بخير. سأكون هنا فحسب."

حدق المرشد بي كما لو كنتُ غريباً وسرعان ما اختفى. بشكل أو بآخر، كان الأمر مريحاً أكثر هنا. كنتُ بحاجة لبعض الوقت لتجهيز عقلي.

كانت هناك لوحات معلقة على جدار غرفة الانتظار. كانت تعرض بعض السيناريوهات الفرعية التي تجري حالياً في كل الأبعاد.

"معذرة، سابقاً..." كانت سيلينا كيم من تحدثت. ربما تكون مترددة بسبب ما حدث في العربة لكن لم يكن هناك شيء خاطئ في إعدادات طرق البقاء.

ابتسمتُ بلطف وأجبت، "لا بأس. لقد بالغتُ كثيراً."

أصبحت تعبيرات سيلينا كيم أكثر رقة. "لا، نحن كنا وقحين جداً. أنا أعتذر، يا ملك الخلاص الشيطاني."

كانت كلماتها رسمية أكثر من السابق. لم أقصد أن أرفض الاعتذار لكن شيء ما بدا طعمه سيء. سيلينا كيم لم تقم بأي شيء خاطئ. هي كانت واحدة من القلة الذين أحببتهم في طرق البقاء. أما الذي أكرهه كان الشخص الوقح الواقف عند الزاوية ويشاهد هذا المشهد.

ثم انفتح باب غرفة الانتظار وظهر مرشد آخر.

[تجسيدات أسجارد، اتبعوني من فضلكم.]

كانت كوكبات أسجارد تبحث عنهم على الأرجح. أومأت سيلينا كيم وأيريس لي قبل أن يغادرا.

على الجانب الآخر، شاهدتني آنا كروفت بدون أن تغادر الغرفة. "لديك العديد من الكوكبات الأعداء."

"هذا ليس شيء يخصك لتقلقي بشأنه."

تجهمت آنا كروفت قليلاً. لم تبدو وأنها تشعر بالرهبة رغم ما حدث سابقاً. هي كانت مجرد تجسيد لكنها تعاقدت مع سديم بأكمله. ربما كان أعلى المصنفين من الأسجارديون يحمونها من 'حالتي'.

"كزملاء نتحرك نحو نفس الهدف، أنا أنصحك بشكل جاد. ربما لن تحب ذلك لكن الوقت قد حان للتعاون مع الكوكبات."

نفس الهدف...

"حسناً، لا أعلم هدفك لذا لا يمكنني الرد."

"حماية العالم. ألست تقاتل من أجل هذا أيضاً؟"

بدلا من الرد، نظرتُ نحو الشاشة على جدار غرفة الانتظار. كانت هنالك صور لتجسيدات يتم تمزيقها إرباً بواسطة كوارث وكوكبات. لم أجب ومرت آنا كروفت بجانبي.

في هذه اللحظة، فتحتُ فمي. "يجب أن أرى ما إذا كان هذا العالم يستحق الحماية أم لا."

تصلبت تعبيرات آنا كروفت. نظرت بين المرشد القلق وبيني قبل أن تتنهد. "...آمل أن يكون لدينا فرصة للحديث لاحقاً."

اختفت وبقيتُ وحدي في غرفة الانتظار. متروكاً وحدي، نظمتُ أفكاري بهدوء.

تذكرتُ كوكبات جميعة الذواقة الذين ذكروا في طرق البقاء وفكرتُ في الكوكبات التي يمكن إقناعها. لم أنسى مميزاتهم أو أسمائهم المعدلة.

كنتُ محظوظاً في مأدبة الكوكبات لكن لم يكن هناك ضمان أن هذا سيحدث مجدداً.

إذا كانت جميعة الذواقة يتم اعتبارها دائرة اجتماعية، فهذا سيكون ظهوري الأول بشكل كامل.

اعتماداً على الانطباع الذي سأقدمه هنا وما سأتحدث عنه، سيتغير اتجاه السيناريوهات اللاحقة.

في هذه اللحظة، انفتح باب غرفة الانتظار.

اعتقدتُ انه المرشد لكن هذه المرة، كان حضوراً غير متوقع ينتظرني. في اللحظة التي كنت فيها على وشك قول شيء ما، تحدث الشخص الآخر أولاً.

[لقد مرت فترة، كيم دوكجا. لقد كنتُ أنتظر لوقت طويل.]

سمعتُ النبرة المشرقة للصوت وأدركتُ من كان الشخص الآخر. حقاً، ملكة العالم السفلي كانت مزعجة جداً.

تنهدتُ وسألت، "...لما تبدين هكذا بحق الجحيم؟"

********************************************************************************************************
شكرا للكوكبة Abdalaziz على دعمك الجميل
+
فصول تمت رعايتها (3)

2019/05/24 · 10,259 مشاهدة · 1500 كلمة
Ahmed Elgamal
نادي الروايات - 2024