الفصل 387: حرب القديسين والشياطين العظيمة (3)
***********************************
بعد مشاركة وداع مختصر مع رفاقي أرسلتُ رسالة 'للعالم السفلي' في الحال. جاء الرد في لا وقت.
[الكوكبة 'والد الليل الطويل' قد سمح بدخولك.]
[الكوكبة 'ملكة الربيع المظلم' قد سمحت بدخولك.]
[السديم 'العالم السفلي' قد فتح بوابة ستستدعيك.]
تسو-تشوتشوتشوتشو!
الان في الأساس، لم يكن من السهل مغادرة حدود سيناريو عندما يكون سيناريو ضخم قيد التقدم بالفعل. مع ذلك، أنفق العالم السفلي متعمداً كمية ضخمة من الاحتمالية من أجلي.
كنتُ ممتناً حقاً.
ربما أُدعى وريثهم، لكنني لم أزرهم حتى مرة واحدة لقول مرحباً بعد الحصول على مساعدتهم المرة الماضية...
الان وقد فكرت في الأمر، كنتُ قلقاً نوعا ما أيضاً. ماذا لو كان سبب سماحهم لي بالدخول بدون مشاكل هو من أجل إيساعي ضرباً لعدم زيارة العالم السفلي حتى الآن؟
-كيم دوكجا.
جاءت رسالة محلقة فجأة وفاجئتني. نظرتُ لأعلى بسرعة. لم تكن عبر 'لقاء منتصف اليوم'، مما يعني أنه كان هناك واحد فقط يستطيع إرسال هذه الرسالة.
-ما هذا؟ اعتقدتُ انك ستكون مشغولاً بعدما أصبحت مدير الفرع. لكن مازال لديك بعض الوقت لتشاهد ما يحدث على هذا الجانب أيضاً.
-لا، ليس لدي وقت. أنا وفرتُ البعض.
بيهيونج، الطافي في الهواء، تذمر قليلاً بينما يمتص ورقة تبغ. هذا الشخص...بدا وكأنه متعب من العمل المبالغ فيه بعد أن أصبح مديراً مؤخراً. هو حدق بي بعيون معقدة وخرجت تنهيدة طويلة من فمه. شعرتُ بإرسال القنوات المحيطة يتم حجبه مؤقتاً.
-أنت تحاول القيام بشيء خطير حقاً.
-ومتى لم أفعل؟
-هذا مختلف عن الماضي. هذه المرة، البث النجمي بأكمله منتبه لكل شيء تفعله.
-أعتقد أنني سمعت هذا مئات المرات الآن.
-استمر في هذا، وكل كرمة الاحتمالية التي كدستها حتى الان ستنفجر في وجهك. أنت تعرف ما يعنيه هذا، صحيح؟
أومأتُ. لقد رأيتُ بوضوح كل الأشياء المرعبة التي حدثت بعد انفجار الاحتمالية الملتوية سابقاً في 'اختيار الملك الشيطاني'.
بصراحة، لطالما شعرتُ كما لو كنتُ واقفاً على برج جينجا (jenga tower) مفتقد للعديد من الأجزاء.
-كن حذراً الان. لا يمكن أن تبقى محظوظاً للأبد. حتى لو كنتَ تحت حماية دوكايبيز عظماء أو الهة خارجيين...
-تحت حماية من؟
-...انسى ذلك. لم يكن ينبغي ان أقول أي شيء.
هز بيهيونج رأسه ونشر بعض الدخان في الهواء. عندما فعل، بدأت القنوات المتجمدة تفتح مرة أخرى بدخان التبغ في المركز.
-عد حياً. لا تمت.
-أهذا شيء يجب أن تقوله لشخص متجه للعالم السفلي؟
لم يكن عليه قول شيء، لكنني كنتُ أعرف أن، على الأرجح، بيهيونج كان يوقف كل محاولات التدخل الآتية من المكتب. لقد كان مجرد دوكايبي منخفض الرتبة تافه عندما تقابلنا لأول مرة، لكن الان، أصبح كبيراً كفاية لمساعدتي. بالفعل، على المرء أن يعيش طويلاً كفاية أولاً ليرى شيئا مثل هذا.
[الانتقال عبر الزمان والمكان قد بدأ.]
كل المستقبلات الحسية بدا أنها انقسمت أمامي. عندما فتحت عيني مجدداً، الأراضي المسودة والذابلة للعالم السفلي رحبت بي. كان العالم السفلي. في الأساس كنت بحاجة لاستخدام خدمات رجل المركب شارون وعبور النهر أولاً، لكن تلك الخطوة تم إهمالها هذه المرة.
سرتُ لفترة على ضفة النهر الجاف المحفوفة بالحصى وتوجهت نحو قصر هاديس. في اللحظة التي خطوتُ فيها داخل القلعة الخارجية، هبطت عشرات الآلاف من النظرات علىّ، كما لو كانوا ينتظرون وصولي.
من القضاة الثلاثة حتى عدد الأرواح الذي لا يحصى – بالحكم من شراسة الأجواء، كان عليّ استنتاج أن تلك النظرات لم تكن ودودة على الإطلاق.
[قضاة العالم السفلي قد اكتشفوا وجودك!]
كما المتوقع، كان هناك غرض آخر لاستدعائي هنا.
شو-شو-شو....
باعثين حالات ربما تحول أي شيء إلى قشور ذابلة، اقترب قضاة العالم السفلي الثلاثة كما لو ينزلقوا في الهواء.
كل قاضي كان كوكبة من الدرجة القصصية.
أمسكتُ الايمان الغير مكسور المربوط بفخذي. حتى لو أصبحتُ أقوى، لن يكون من السهل محاولة إبعاد هؤلاء الثلاثة أثناء التواجد في العالم السفلي.
كان حينها أن بدأت عين القاضي القائد بالانخفاض نحو الأرض. تلك كانت البداية. القاضي الثاني والثالث خفضوا مستوى أعينهم أيضاً. كان ثلاثتهم يركعون أمامي الان.
....اه؟
وجيش العالم السفلي خلفهم بدأوا جميعهم يستقرون نحو الأسفل، مثل موجة عنيفة لكن مثل المد والجزر. أخذتُ نظرة أقرب، وكان ذلك الجو الذي شعرتُ به في البداية مختلفاً عما افترضت. في الواقع، كان قضاة العالم السفلي ينظرون لي بينما يمسحون اعينهم – كما لو كانوا متأثرين عميقاً بشيء ما.
كو-جوجوجو!
العالم السفلي نفسه بدا أنه انحنى أمامي ليفتح طريقاً.
كان الطريق الذي يقود إلى الجزء الداخلي للقصر. فقط اثنان من الكوكبات من كان مسموح لهما بالسير على هذا الطريق حتى الان.
[نحن نرحب بك في مملكة الليل، اوه، وريث العالم السفلي!!]
جنبا إلى جنب مع إعلان القاضي، طافت رسالة نظام في الهواء.
[أنت حالياً أمير 'العالم السفلي'.]
***
أثناء التحرك داخل القصر، لم يسعني سوى الشعور بالغرابة قليلاً.
توقعت أن يحدث شيء كهذا بعد أن أصبح وريث العالم السفلي، لكن مازال، عيش هذا بنفسي جعل داخل عقلي لطيفاً ورقيقاً.
أنا لم أُعامل بهذا الدفء في حياتي أبداً من قبل. فوق ذلك، ما خطب هذا الزي القاتم المزخرف؟
[الشخصية 'ريكاردو فون كاينيكس' يسألك ما إذا كنتَ أميراً أيضاً.]
أمير الأرخبيل الرابع ريكاردو فون كاينيكس، الذي يشارك نفس الرؤية مثلي، قرر أن يقول شيئا. بينما فكرتُ في الرد، قرر القاضي الذي يمعن النظر بي أن يخاطبني. [معذرة، سموك.]
"نعم؟"
[أود الاعتذار عن أمور المرة الماضية.]
بالتفكير في الامر الان، هذا الاجاشي كان هو نفس القاضي الذي 'رحب' بي عندما دخلتُ 'العالم السفلي' لإنقاذ روح شين يوسونج. هو كان الشخص الذي شرب الكثير من نبيذ أفعى 'ياماتا نو أوروتشي' وساعدني سراً...ماذا كان معدله مجدداً؟
"لا، لا بأس. انتهت الأمور بشكل جيد لذا لا مشكلة. كنتُ ممتناً حقاً ذلك الوقت."
خفض القاضي رأسه كما لو يشعر بالاعتذار ودفع أبواب قاعة الحضور مفتوحة. [إن ملك العالم السفلي ينتظرك.]
توترتُ ودخلت عبر الباب مع القضاة. الحالات التي تبعث الثقة من كونهم يحمون جانبي جعلتني أشعر بالغرابة في الداخل.
إذا أصبحت سيد العالم السفلي، سأتمكن من أمر الكوكبات مثلهم.
[...فوفو. أنا أرى. إذا هذا ما حدث.]
صوت بيرسيفون القادم من الظلام قاطع تفكيري. هي كانت جالسة على عرشها وكانت مشغولة بالثرثرة مع شيء جالس على يدها.
[ با-ات، بااات!]
كان موتشي صغير يقفز على يدها؛ قبل أن أستطيع قول شيء، بييو اكتشفتني أولاً وصاحت بسعادة.
[اباهات! اباهات!]
[وريثنا الشاب قد وصل أخيراً، كما يبدو.]
لم أعلم لما كانت بييو هنا، لكن مازال، لم يكن هذا تطور سيء. بيرسيفون بدت وأنها مستمتعة بعاداتها الفاتنة.
نظرات هاديس الحجرية وبيرسيفون اللطيفة الدافئة هبطوا عليّ في نفس الوقت. بدا وكأن جسدي كان يتجمد من هذا الإحساس الواخز الذي انتقل في كل جسدي. كما المتوقع، فقط نظرة كوكبة من الدرجة الأسطورية احتوت على قوة كافية لاكتساح كل الكيانات.
تذكرتُ معركة هاديس الهائلة ضد بوسيدون وقمتُ بتحية وقوف بسيطة مع رأسي منحنية.
"لقد مرت فترة، 'والد الليل الطويل' و 'ملكة الربيع المظلم'."
[بالفعل، مر وقت طويل جداً، بني. هل كنتَ بحال جيد؟]
"اه....نعم. ماذا عنكِ، ملكتي؟"
[فوفو، لقد كنا بخير. على الرغم من أننا حزينين قليلاً أن ابننا الوحيد زارنا متأخراً جداً فقط.]
المحادثة التي حظينا بها كان لها ذلك الجو المميز لعطلة احتفالية أو شيء ما. بما أنه لم تكن لدي أي خبرة في أشياء كهذه، لم أستطع التفكير في كيف أساير هذه المحادثة.
كان هاديس ينظر للأسفل نحوي بتعبيرات لم أستطع قراءتها، بينما حملت بيرسيفون وجهاً مبتسماً مشرقاً حيث واصلت الحديث معي.
[الوحدة من غيابك تم ملأها بحفيدتنا الصغيرة جداً هنا. لأن أتمكن من رؤية دوكايبي حفيدة في عمرنا الطويل...]
لابد أنها أحبت بييو التي كانت لا تزال 'باات، باات'. ربتت بيرسيفون على الدوكايبي الصغيرة الجالسة على ظهر يدها. [رغم أن لدينا حفيدة، إلا أن من المؤسف أنك لا زلت تفتقد لشريك. متى تخطط لتقديمنا لزميلتك؟]
"اه، هذا، مازلتُ بحاجة للتفكير في..."
السؤال الأعلى الذي لم يرد أي أحد سماعه في العطلات حلق في وجهي مباشرة.
كان حينها أن تقدم القضاة الصامتون للأمام.
[وفقاً لتحقيقاتنا، يوجد العديد من المرشحات المحتملات، جلالتك.]
[هووه، أهو كذلك؟]
[نعم. البيانات تم تجميعها بعد التحقيق عبر 'نظام مطابقة المصير' الخاص بالأوليمبوس [طلقة سهم كيوبيد] و [ساعدنا في 'الثنائي' يا فينوس.] (ملاحظة مترجم: سهم كيوبيد هو السهم اللي تجد في نهاية قلب :D و 'الثنائي' أو 'ديو' هي حاليا شركة في كوريا الجنوبية متخصصة في إيجاد شركاء الزواج المناسبين تقريباً.)
[أيها القضاة، يبدو أنكم قمتم بشيء مفيد لمرة.]
....ل-لا، انتظروا هنا. لما هؤلاء المسنين القضاة يحققون في حياتي الخاصة؟؟
لسوء الحظ، ظهرت صورة ثلاثية الأبعاد في الهواء بدون أن أحصل على فرصة لإيقافهم.
[أولاً. المرشحة رقم 1]
ما ظهر كان لقطة معينة.
-دوكجا لديه حياة دوكجا(قارئ) ليعيشها، بعد كل شيء.
-حياة دوكجا....دوكجا-شي، هذا تأكيد مذهل.
ماذا بحق...من بين كل اللقطات المتاحة، لما كان عليهم الذهاب وإحضار تاريخ مظلم كهذا؟
تحدث القاضي بنبرة صوت رزينة. [المرشحة رقم 1 هي امرأة مراعية بحق. ليس فقط أنها تستطيع أن تقبل حساسيات أميرنا المميزة بصدر رحب كالأنهار والمحيطات، لكنها أيضاً تملك شخصية لطيفة دافئة، وحسم طبيعي. بالاضافة لشكل خارجي مذهل. للحديث بشكل صريح، ربما تكون حتى خارج مستوى أميرنا الموقر...]
شعرتُ وكأنني كلما سمعته أكثر، كلما أصابني الدوار أكثر.
[التالي، المرشحة رقم 2]
بعدها، ظهرت على الشاشة امرأة معينة تمص حلوى ليمون ومباركة بعينين أنيقتين بالاضافة لعلامة جمال مميزة تحت إحداهما.
-غبي.
-لما تبكي في يوم جميل كهذا؟ أعني، إنها تثلج حتى...أعدك أن أفكر في معدل لطيف لاحقاً، حسناً؟
صنع القاضي ابتسامة قنوعة بينما ينظر للشاشة وتابع قصته. [على الرغم من أن المرشحة رقم 2 تملك شخصية شائكة، وتلجأ كثيراً للعض، والتعليقات الساخرة، إلا أنه يحدث وأنها تتشارك علاقة مميزة مع أميرنا. إنها الكيان الوحيد الذي يفهم هواية أميرنا المظلمة بشكل كامل، وليس ذلك فقط، يمكنهم حتى الحديث بحرية بخصوص تلك الهواية. بدون أي أحد مثلها في....]
نعم، نظام مطابقة الأوليمبوس قد فقد بالتأكيد الكثير من رخامه، أليس كذلك؟
قبل أن يظهر وجه المرحشة الثالثة، استجعتُ كل شجاعتي وصحتُ."لا، انتظر لحظة! أنا ليس لدي أي أفكار للزواج بعد!"
خفض القاضي رأسه كما لو يريد الاعتذار وتراجع. [إذا كان الأمير الموقر غير مستعد بعد، فيمكن تأجيل تقديم المرشحة التالية حتى المرة القادمة....]
[همم...أتساءل من ستتمكن من ترويض أميرنا العنيد هذا.]
اشتكت بيرسيفون بنبرة صوت مشابهة بشكل غريب لأمي الحقيقية.
[حسناً، إذا فشل كل الآخرين، فلا بأس في جلب الدوكايبي الذي ولد هذه الصغيرة كشريك لك. أنا وهاديس لسنا مقيدين بأفكار المرء التفضيلية والتافهة للبشر...]
أتزوج بيهيونج؟ سأقتل نفسي أفضل.
[هاديس وأنا لن نتدخل حتى لو كنت تملك التفضيل الجنسي لـ'رجل يعرف جهله' و 'حكيم الفكرة'....]
[قضاة العالم السفلي ينتظرون اختيارك بترقب شديد.]
[عدد صغير من الكوكبات مهتم بتفضيلك.]
[الكوكبة الذي يستمتع بتغيير الجنس منتبه.]
أخذتُ نفساً ثقيلاً وفتحت فمي بسرعة. "أمي."
ارتعشت عيون بيرسيفون بعدما سمعت كلماتي. [ماذا قـ...]
"أعتقد أنكِ تعرفين بالفعل سبب قدومي."
[.....]
"لقد جئتُ لأطلب معروفاً."
حتى لو كان تدفق الوقت أبطأ في العالم السفلي، لم أستطع التلكؤ لوقت طويل. من البداية، كان لدي سبب واحد للزيارة على أي حال.
"من فضلكم، أعيروني جيش العالم السفلي."
كلماتي حثت هاديس أخيراً على كسر صمته. [هل تفهم ماذا يعني ذلك؟]
صوت بدا وأنها يغطي العالم بظلام قاتم بدأ يضغط للأسفل على القصر بالكامل.
كيان العالم السفلي المسموح له بقيادة الجيش – كان هناك كائناً واحدا كهذا فقط، وهو سيد هذه المملكة، ملك العالم السفلي.
"أنا مدرك."
[هل يعني ذلك أنك ستقبل رسمياً منصب الوريث؟]
أومأتُ رأسي.
[إذا وافقت على أن تصبح ملك العالم السفلي فبمجرد أن تنتهي كل تلك السيناريوهات، يجب أن تبقى هنا لحكم هذا العالم. هل تفهم حقاً ما يعنيه ذلك؟]
"يعني أنه لا يمكنني الذهاب لعالم الأحياء بدون ظروف خاصة."
[هل تقول أنك وبرغبتك سترث عرش العالم السفلي وتُحجز هنا لبقية حياتك؟]
"نعم." أجبتُ بتردد.
قام هاديس ببطء من مقعده وحدق بي بهواء معين من العزلة.
رغم أنني أصبحتُ أقوى بكثير، القتال ضد هاديس كان لا يزال مستحيلاً على الإطلاق. شعرتُ بقلبي سينفجر من التوتر، لكن بما أنني كنتُ أفعلها، كان عليّ أن أشاهد حتى النهاية.
قوة العالم السفلي كانت ضرورية إذا أردتُ الفوز بـ'حرب القديسين والشياطين العظيمة'.
"سوف أكون الوريث الرسمي لعرش العالم السفلي."
**********************************************************************
Ahmed Elgamal