0 - المقدمة (تقديم شخصية البطل)

الفصل 0 : المقدمة.

---------------------

إسمي "أورين" ، لم تكن لدي دائماً حياة سهلة. في الحقيقة، يمكن القول بأنني عشت طفولة صعبة.

إعتدت على العيش في إنجلترا مع والداي، في قرية قريبة من مدينة برمنغهام.

بناءً على بعض مقاطع الفيديو القديمة التي شاهدتها، لم يكن منزلنا سيئاً على الإطلاق. حتى أنه كان لدينا حوض سباحة! كان يمكن أن يكون ذلك حلماً.

غير أن، أمي قد توفيت في حادث سيارة عندما كنت لا أزال صغيراً. ومن تلك اللحظة، بدأ كل شيء في الإنحدار. لم أحظ بأي فرصة لكي أتعرف عليها، منذ أن حدث ذلك عندما كنت في ال4 فقط من عمري.

بالكاد أستطيع تذكرها، ومن الأشياء القلائل التي أعرفها والتي أشكر عليها تلك الصور وكل ما أخبرني الناس به. بعد ذلك، بقيت أنا وأبي فقط. ومع ذلك، لم يكن أبدا في المنزل وكنت أشعر بالوحدة لفترة طويلة. دعنا نقول بأنه ليس من ذلك النوع من الآباء الذي يحتضنك ويقول لك بأنه يحبك. في بعض الأحيان أقضي أياماً بدون أن آراه، لهذا كان عليّ أن أتعلم كيف أعتمد على نفسي بنفسي.

ولكن ليس كل شيء كان عسيرا جداً عليّ. يعمل أبي كمستشار مالي في شركات مختلفة، وهو يكسب الكثير من المال. لم يسبق له أن خسر حتى سنتاً واحدا أكثر من اللازم عليّ ولكن على الاقل لم يسبق لي أن كنت محروماً من أي شيء.

لطالما كنت نشيطاً جداً، وجربت الكثير من الهوايات. ومع ذلك، في كل مرة أحاول أن يجرب شيئاً جديداً، أشعر بالملل بعد فترة قصيرة وأقوم بالتغيير مباشرة إلى شيء جديد آخر.

أعتقد بأن هذا النمط من الحياة الذي أعيشه قد تأثر بطريقة عيشنا، لأننا كنا ننتقل كل 1-2 سنتين بسبب أعمال والدي. وهذا يعني تغيير المدارس، فقدان الأصدقاء، والتكيّف مع الأماكن الجديدة بإستمرار.

كانت هذه هي حياتي، حتى حوالي 4 سنوات مضت. مجدداً، كان علينا أن ننتقل إلى بلدة أخرى.

ولكن هذه المرة كان الأمر مختلفاً. حيث كانت بلدة متوسطة الحجم تسمى "ميستبوري"، ولا أعرف لماذا، ولكنها أعجبتني منذ البداية.

بعد فترة وجيزة من إنتقالنا، تعرّف أبي على إمرأة إسمها (كارلا). لديها إبنتان، كان والدهما قد تخلى عنهما منذ سنوات.

بدأوا في مواعدة بعضهم البعض وقبل أن أدرك الأمر أصبحنا الخمسة بنا جميعاً نعيش في نفس المنزل.

إفترضت في البداية بأنها كانت مرتبطة معه من أجل المال. لقد كان هذا تخميني فقط، من يعرف.

لم أشعر بالثقة اللازمة حتى أسألها عن هذا الأمر.

أنا أعني، فهي من المفترض بأن تكون بعيدة المنال بالنسبة له. أعتقد بأنها لم تكن تكسب المال الكافي للإعتناء بنفسها وإبنتيها. على الرغم من ذلك، إتضح بأن (كارلا) كانت لطيفة للغاية، وفي آخر السنوات الـ4 كانت تعتني بي أكثر من إعتناء والدي بي في حياتي كلها.

استغرق مني الأمر بعض الوقت حتى أتكيف مع الحياة هنا ولكن ناس هذه البلدة طيبون. وأنا الآن مرتاح جداً.

في بعض الأحيان يتضح بأن كل شخص في هذه البلدة لديه سر يكتمه، وهذا شيء أحببته. لأنه يجعل من الحياة أكثر متعة.

وماذا عني؟ أنا شخص بسيط، أحب الرياضة، ألعاب الفيديو والمسلسلات التلفزيونية.

على كل حال، بين هذا وذاك، في هذه البلدة هناك دائماً بعض الأحداث المختلفة، بعض الغموض للكشف عنه، أو مشاهدة بعض النساء المثيرات وأنت مذهول. وهذا يجعلني لا أركز على دراستي.

هذه هي سنتي الأخيرة قبل الكلية وإذا فشلت في كل المواد فلن أكون قادرا على الرحيل.

وسأصبح عبارة عن فاشل في نظر والدي وسوف يطردني إلى الخارج ويحرمني من كل شيء وسأصبح في النهاية ميتاً تحت جسر مع إبر مخدرات لا تفارق ذراعي.

يا إلاهي سوف أموت! سوف أموت قبل حتى أن أنفّذ فكرة المليون دولار الخاصة بي لكي أدير شركتي الخاصة في بيع مسند فأرة الحاسوب!

الآنسة ويلسون: "أورين؟"

أورين: (لا أريد الموت!! لا أزال صغيراً على الموت!!)

الآنسة ويلسون: "أورين! يبدو أن عقلك يغوص في عالم آخر!"

أورين: "ماذا؟"

رفع (أورين) رأسه فأدرك بأنه لا يزال في فصله الدراسي وكانت أستاذته الآنسة (ويلسون) أمامه وهي منزعجة من فعلته.

الآنسة ويلسون: "أرأيت؟ هذا بالضبط ما أتحدث عنه.. لا تستطيع أن تركز على أي شيء لأكثر من 5 دقائق بدون أن يذهب عقلك إلى مكان آخر، حتى أن إختبارك الأخير كان عبارة عن كارثة متكاملة. سوف أفعل كل ما بقوتي لأساعدك على إجتياز مادة التاريخ. ولكن لديك مشاكل في جميع موادك الأخرى، وإجتياز تلك المواد متروك لك، وليس لشخص آخر."

كانت الآنسة (ويلسون) جميلة جداً حيث كان شعرها بنيا لامعاً كما أنها ترتدي معطفاً خفيفاً أزرق سماوي اللون وتنورة بيضاء ناصعة قصيرة مع جوارب طويلة بنية وشفافة تظهر القليل من بشرتها وأحذية طويلة بيضاء متناسقة مع تنورتها القصيرة..

فرد (أورين) على أستاذته معتذرا منها: "أنا أعلم يا آنسة (ويلسون)، أنا آسف."

فهدأت الآنسة (ويلسون) قليلا وإبتسمت في وجه (أورين) قائلة : "أسمع، أنا أعلم أنك ذكي وأنك لا تفعل ذلك عمداً، ولكنني أعلم أيضاً بأنك تريد الذهاب إلى الكلية. وهذه آخر فرصة لك."

أورين: "نعم أنا أريد ذلك. أنا أقسم لك أن المشكلة ليست منكِ أو من الأساتذة الآخرين، إنه فقط أن الدروس لا تروق لي ولا أستطيع أن أحتفظ بالكلمات في رأسي."

تنهدت الآنسة (ويلسون) ومن ثم خاطبت (أورين) قائلة: "أنا حقاً أريدك أن تنجح هذا العام. وأنا مستعدة لإعطائك بعض الدروس الخاصة بعد الفصل الدراسي خلال الأسابيع القادمة، إن أردتَ ذلك.. ولكن كما قلت لك، أستطيع فقط أن أساعدك بتحسين طرق دراستك في مجال معرفتي فقط. أما بالنسبة للمواد الأخرى، فيجب عليك أن تجد المساعدة من مكان آخر."

أورين: "لقد فهمت."

فأكمل (أورين) كلامه في نفسه قائلا: (يا إلاهي، كيف لي أن أن أركز ويوجد أمامي هذا الجسد الجميل.. لدرجة حتى أن مايكل أنجلو سيلهمه هذا الجسد المثير!) مما جعله يخرج عن الواقع مجدداً.

حتى تحدثت الآنسة (ويلسون) قائلة : "أحمم.. هل أنت هنا؟"

فأجابها (أورين) بعد أن أفاق بسرعة من أحلام اليقظة ورد عليها : "أجل، بالطبع."

تنهدت الآنسة (ويلسون) وكان أملها خائب قليلاً ومن ثم قالت: "لقد فعلتها مجدداً، أليس كذلك؟ لقد كان عقلك في مكان آخر."

أورين: "في الحقيقة، لقد كنت أفكر في الإغريق ومايكل أنجلو، مُراجعاً لآخر درس في فصلنا."

فردّت الآنسة "ويلسون" وهي غير مكترثة لكلامه : "أجل، بالطبع .. على أي حال، عليك أن تركز في الرياضيات، علم الأحياء، الكيمياء والتاريخ. وأنا سأساعدك في المادة الأخيرة."

أخرجت الآنسة (ويلسون) دفتر (أورين) الخاص بدرجاته الذي يوجد به جميع المواد وعلاماته فيها، ومن ثم قالت متفاجئة قليلاً:

"أوه يا إلاهي،أنظر إلى درجاتك الأخيرة في المواد الأخرى .. يجب عليك أن تتحسن في كل المواد.. حسناً بإستثناء التربية البدنية"

جعل ذلك (أورين) يرد فرحاً قائلاً : "مرحى، هذه نقطة إضافية لأورين!"

الآنسة (ويلسون): "ولكن مازال لديك الكثير لتقوم به حتى تفرح هكذا. إذا كنت جاداً حول هذا، فعليك استخدام ذكائك هذه المرة. فأنت تملك مؤهلات جيدة جداً، لذا إبذل جهدك."

أورين: "سأقوم بذلك يا آنسة (ويلسون)، أنا أعدك، لن أخذلك أبداً .. سوف أجتاز جميع الإختبارات، وسأجتاز مادة التاريخ بعلامة كاملة!"

إبتسمت الآنسة (ويلسون) قائلةً : "حسنا إذن، سنرى إن كان كلامك صحيحاً .. يمكنك الذهاب الآن، وتذكّر، إن ضيعت هذه الفرصة فستندم عليها لبقية حياتك."

أورين: "لن أدع ذلك يحصل أبدا .. شكرا جزيلاً لمساعدتك لي يا آنسة (ويلسون)، أنا حقاً أقصد ما أقول.. أراكِ غدا!"

بعد أن خرج (أورين) من المدرسة وهو ذاهب إلى المنزل، كان يفكر بجدية في أنه يحتاج حقاً أن يبدأ بالتحسن في جميع المواد الدراسية. ولكن المشكلة هي أنه لا يملك الوقت الكافي حتى تنتهي الدورة الدراسية.. فتذكر بأنه يستطيع طلب المساعدة من أختيه الغير الشقيقتين (جودي) و (لورين).. وبعد ذلك سيذهب إلى المكتبة غدا ليكمل الدراسة هناك..

لمح مجموعة من زملاء صفه يمشون في الجانب الآخر من الطريق، حتى سمع أحد منهم ينادي عليه.

زميل الصف: "هاي (أورين)! سنلعب اليوم بعض ألعاب الفيديو عندما نعود إلى المنزل، هل ستنضم إلينا؟"

فرد (أورين) بصوت مرتفع كالمجنون : "إبتعدوا عني!" وبدأ يركض بعيداً عنهم.

فذهب كل منهم في حال سبيله وظلوا يسخرون مما قام به.

يتبع..

(أكتبوا أرائكم في التعليقات سواء جيدة أم سيئة. لكي أستمر في النشر..)

2022/01/07 · 349 مشاهدة · 1242 كلمة
نادي الروايات - 2025