الفصل 010 : الشيفرة الغريبة.
------------------------------
"بـيب...!"
قبل أن يخرج الإثنان من الغرفة، صدر صوت غريب من أحد تلك الحواسيب القديمة فاستدار الإثنان مستغربين!
أورين: "مـا كان ذلك!؟ هل سمعتِ هذا؟"
جودي: "أجل... هل خرج الصوت من ذلك الحاسوب؟"
أورين: "مستحيل، لقد قمت بالفعل بالقاء نظرة عليه، ولكنه لم يشتغل. ولا أعتقد أيضاً بأنه متصل بالكهرباء حتى. أرأيتي؟"
كان يحاول (أورين) أن يثبت بأن الحاسوب لا يعمل، لكن وقبل أن يضغط على أي زر، اشتغل فوراً وظهرت كتابات برمجية تتحرك بسرعة وكان قد اشتغل بنفسه، مما جعل من (أورين) متفاجئاً بعد أن حاول تشغيله عدة مرات من قبل.
أورين: "ما هذا بحق ال...."
جودي: "حسنا، إنه يعمل الآن!"
أورين: "نعم، يبدو كذلك..."
توقف الحاسوب للحظة ومن ثم ظهرت شاشة سوداء تتوسطها جملة تقول
*أدخل كلمة السر*
أورين: "أووه اللعنة، كلمة سر؟! نحتاج لكتابة كلمة سر مكونة من 3 أرقام. هل لديك أي فكرة عما قد يكون؟"
جودي: "ليس لدي أدنى فكرة."
حاول (أورين) إدخال كلمة سر عشوائية، ولكن بطبيعة الحال فهي ليست صحيحة فظهرت جملة في أسفل الشاشة تقول بأنه تبقت محاولتين فقط!
أورين: "حسنا، هذا سيء. لا نستطيع تجاوز هذا."
جودي: "هممممم... ربما أستطيع تجربة شيء ما.."
أورين: "ماذا تقصدين؟"
جودي: "قبل مدة كنت قد تعلمت كيفية فك تشفير كلمات السر من المستوى السهل."
قال (أورين) ضاحكا: "هاهاها، أتمزحين معي؟ ماذا تعتبرين نفسك الآن، Mr Robot أو شيء من هذا القبيل؟"
جودي: "هاها، حسنا، نعم، شيء من هذا القبيل."
أورين: "واو، مذهل"
ولكن بعد ذلك كان يحدث نفسه: (ملاحظة لنفسي: يجب أن أمسح سجل المتصفح على الحاسوب وأحذف أي ملف محرج قد تستطيع جودي إختراقه.) ثم أكمل مخاطباً لها: "حسنا، أرني ما لديكِ"
جودي: "حسنا، أمهلني لحظة..."
مر القليل من الوقت وكانت (جودي) تعبث بالحاسوب بطريقة جعلت من (أورين) لا يفقه شيئاً.
جودي: "حسنا، لقد أحرزت تقدما صغيرا، ولكني لا أستطيع الإكمال أكثر من هذا. إنها كلمة سر مكونة من 3 أرقام. يمكنك عمل محاولات تخمين وسيخبرك الحاسوب على الشاشة إن كانت كلمة السر أكبر أو أصغر من العدد الذي أدخلته. على أي حال، لديك فقط 10 محاولات. لم أستطع زيادة عددها بعد الآن. بعد ذلك، لن يتم إيقاف الحاسوب، بل سيتم إعادة تعيين كلمة سر جديدة."
أورين: "هممم. هذا مدهش يا (جودي)!"
جودي: "شكرا!"
بدأت سلسلة جديدة من المحاولات لتخمين كلمة السر، ففكر (أورين) في رقم عشوائي عادي وكتب
123
صغير جدا*
123
بعد إكمال جميع المحاولات الـ9 المتبقية، خرج (أورين) باستنتاج بأن كلمة السر يجب أن تكون مابين العددين 700 و800. ولكن مع الأسف تم إعادة تعيين كلمة السر، ويجب عليه الآن أن يعيد تخمينها من جديد.
أورين: 'اللعنة! ... حسنا سأحاول من جديد."
هذه المرة في المحاولة الأولى كتب الرقم
500
300
400
310
390
320
حتى وأخيرا استطاع احراز كلمة السر في المحاولة التاسعة والتي هي الرقم
370
جودي: "لقد قمت بتخمينه بنجاح!"
أورين: "أجل! لنرى ماذا لدينا هنا"
بعدها أصبحت الشاشة سوداء مجدداً ولم يفهم الإثنان ماذا يجري، لأنهم لا يعلمون أصلا ماذا سيحدث بعد إدخال كلمة السر. فأكمل متسائلاً:
"هاه؟ لا يوجد شيء على الشاشة. ولوحة المفاتيح وفأرة الحاسوب توقفوا عن العمل مجدداً... يالها من خردة."
وكانت المفاجئة غير متوقعة، ظهر خلل في شاشة الحاسوب وكانت الكتابات البرمجية تظهر وتختفي بسرعة حتى ظهر شعار دائري غريب الشكل تتوسطه نجمة خماسية وبجانبها بعض الأسهم والرموز الغريبة وتحت تلك النجمة يوجد شيء يشبه الصليب ولكنه مقلوب، وفي كل رأس من رؤوس النجمة الخماسة هناك 3 نقط موزعة بشكل منسق وفي جوانب الدائرة مكتوب بشكل متفرق ودائري كلمة
عشتروت-Astaroth
ومن ثم تغيرت الشاشة مجددا وبدأت تظهر كتابات غريبة باللغة اللاتينية.
Esse Est Deus
Dies Lunae Duodecima Hora
فظهرت سلسلة من الأرقام الغريبة بعدها.
54.665395-1.892811
ثم مرة أخرى.
Esse Est Deus
بعد ذلك انطفأ الحاسوب نهائيا، وكان (أورين) مستغرباً جداً وكانت (جودي) خائفة جداً حتى أنها كانت على وشك البكاء من الخوف والذعر.
أورين: "حسنا، ما كان هذا بحق الحجيم؟"
جودي: "أنا لا أعلم، ولكنني خائفة... هل يمكننا المغادرة الآن؟"
أورين: "نعم، ربما تكون هذه فكرة جيدة. دعينا نعود إلى غرفنا. هيا... تصبحين على خير (جودي)".
**
حل يوم السبت، واستيقظ (أورين) وظل جالسا فوق سريره وهو يحدث نفسه.
(آآه الشكر لله أن اليوم هو السبت.. لو كان الأمر بيدي، لجعلت كل يوم في الأسبوع هو يوم السبت. أريد أن آخد حماماً ولكن بما أننا سنذهب إلى المسبح فلا أحتاج لذلك. سأستحم هناك.)
جاءت (جودي) أمام غرفة (أورين) وبدأت تطرق على الباب.
جودي: "(أورين)؟ هل أستطيع الدخول؟"
أورين: "أجل."
جودي: "هل أنت متأكد بأنك لست عارٍ أو ماشابه؟"
أورين: "بالطبع لا!"
فدخلت (جودي) إلى الغرفة وسألت (أورين) إن كان قد نام جيداً.
أورين: "نعم، لقد نمت جيداً."
جودي: "حسنا، اسمع، حول تلك الشيفرة الغريبة التي رأيناها في القبو في الوقت السابق من اليوم..."
أورين: "وقت سابق من اليوم؟ لقد كان ذلك البارحة! ألم تنامي على الإطلاق؟"
ردت عليه (جودي) وهي متحمسة: "كيف لي أن أنام ونحن لدينا لغز لنحله! هل تتذكر تلك الأرقام التي ظهرت على الشاشة؟
54.665395-1.892811؟
إنها احداثيات! خط العرض وخط الطول، في شكل عشري! وتلك الكتابات الغريبة باللاتينية؟ Esse Est Deus و Dies Lunae Duodecima Hora.
الجزء اللول يمكن ترجمته إلى شيء مثل: *
لا يوجود هناك حاكم
أن تكون الحاكم*
أورين: "حسنا، دعينا نهدأ قليلا، أولا، كيف استطعتِ بحق الحجيم تذكر تلك الإحداثيات في وقت قصير جداً؟"
جودي: "لا أعلم، لطالما كانت لدي ذاكرة فوتوغرافية."
أورين: "و... ماذا تريدين فعله بكل هذه المعلومات؟"
جودي: "أليس الأمر واضحاً؟ لدينا يوم وتوقيت معين في مكان محدد. إذا ذهبنا مباشرة إلى هناك بعد المدرسة يوم الإثنين، فسوف نصل في الوقت المناسب."
أورين: "يا إلاهي! .. أعلم بأنه يجب علي أن أرفض، ولكن........ حسنا، لنفعلها. ولكن إن قُتلنا فسيكون هذا خطأك."
أجابت (جودي) سعيدة وغير مكترثة: "حسنا اتفقنا!"
أورين: "على أي حال... أمازلنا سنذهب إلى المسبح اليوم؟"
جودي: "بالطبع! أنا و(لورين) جاهزان للذهاب!"
أورين: "حسنا إذن، دعيني أحزم حقيبتي."
جودي: "حسنا! قابلنا أمام باب المنزل عندما تكون جاهزا. يبدو بأنه سيكون يوماً جيداً للسباحة!"
***
بعد مرور دقائق عديدة، وصل (أورين) وأخواته إلى المسبح وهم متحمسين وسعداء، حيث كان المسبح بالكاد يكون خاليا من الناس. فطلبت (جودي) من (أورين) أن يذهب لكي يغير ملابسه في غرفة تغيير الملابس الخاصة بالفتيان وهي و(لورين) سيذهبون إلى غرفة تغيير الملابس الخاصة بالفتيات وسيلتقون بعدها أمام حوض السباحة.
وصل (أورين) إلى غرفة تغير الملابس الخاصة بالفتيان وهو متحمس لهذا اليوم، فهو يحب المسبح والماء وكذلك الفتيات بالبيكيني أيضاً.
(أوه يا رجل، كما أن تعرية الجزء العلوي مسموح هنا لدى الفتيات أيضاً! فقط امرأة عجوز سمينة من سوف تستغل هذه الميزة في كل مرة أكون هنا، ولكن هيا، لا يجب على الشخص أن يفقد الأمل. أنا جاهز، هيا بنا.)
ذهب (أورين) أمام حوض السباحة الذي يبدو كبيراً بعض الشيء وهناك أيضاً بعض الطاولات التي تتوسطها مظلات شمسية وهناك كراسي حولها. والمكان مزين بنباتات خضراء تعطي جوا جميلا ومنعشا أيضاً.
أورين: "آآه... يا له من يوم للسباحة والاسترخاء فقط. أتمنى أن تكون الفتيات قد أحضرن الواقي الشمسي."
بينما كان يتأمل المناظر في المسبح، جاءت إليه فتاة جميلة شعرها أحمر وأعينها خضراء وترتدي بيكيني أبيض وقد نادته باسمه.
"مرحبا (أورين)!"
أورين: "مرحبا! (آيريس)، كيف الحال؟"
آيرِيس: "بخير، شكرا لك! أنا مسرورة لأنك تذكرتني!"
أورين: "بالطبع، كيف لي أن أنسى. (من الجيد أن جودي ذكّرتني باسمها في اليوم السابق.) لم أعلم أنك قادمة إلى المسبح اليوم."
آيريِس: "نعم، (جودي) قامت بدعوتي البارحة."
فجاءت (جودي) ووقفت بجانب (آيرِيس).. وكانت ترتدي بيكيني برتقالي.
جودي: "مرحباً يا فتاة!"
آيريِس: "مرحباً يا (جودي)!"
جودي: "أنتم الإثنان تعرفان بعضكم، أليس كذلك؟ هذه (آيريس)، صديقتي المفضلة، كنا في نفس الفصل منذ الحضانة. وندرس معا. نخبر بعضنا البعض بكل شيء وفي بعض الأحيان نتشاجر لأننا نعجب بنفس الفتى ولكننا دائما ما نصحح الأمور لأننا نحب بعضنا البعض كثيراً. وهذا هو (أورين)، فتى غريب يعيش في منزلي."
أورين: "شكرا لك (جودي)، كان هذا تقديما رائعاً جداً منك."
فجاءت (لورين) هي الأخرى بجانب الفتيات لترحب بـ(آيريس).. وكانت ترتدي بيكيني أسود.
لورين: "مرحبا (آيريس)!"
آيريس: "مرحباً (لورين)! لم أرك منذ مدة."
لورين: "أجل، لقد مر وقت طويل، من الجيد رؤيتك. لا أعلم بشأنك ولكنني لا أستطيع الإنتظار للقفز في حوض السباحة."
آيريس: "تماما! دعونا نسبح لنتنعش قليلا ثم بعد ذلك نأخد بعض المشروبات."
أورين: "يبدو الأمر جيدا بالنسبة لي."
كان (أورين) قد ارتدى نظارات السباحة، وعندما رأته (لورين) بدأت تضحك عليه:
"هاهاهاها، ماذا ترتدي بحق السماء؟"
أجابها (أورين): "سروال سباحة قصير ومخطط؟"
انفجرت (جودي) بالضحك وقالت أيضاً: "هاهاها، أظنها تقصد نظارات السباحة السخيفة تلك."
أورين: "اضحكي كما تشائين. سنرى من سيضحك أخيرا عندما تصبحين ضحية لتهيج العينين بسبب الكلور. إلى جانب ذلك، إنها من نفس نموذج النظارة الذي ارتداها (مايكل فيليبس) في الأولمبياد الأخيرة."
ملاحظة
( مايكل فيليبس هو سباح أمريكي)-
لورين: "هذا يبدو منطقياً، ولكننا لا نستطيع اتخادك بجدية وأنت ترتدي ذلك الشيء."
أورين: "همف, لا أعلم لماذا أزعج نفسي بالشرح. (ولا ننسى السبب الرئيسي، كيف لي أن لا أرتدي هذه النظارات عندما يكون المسيح مليئاً بفتيات نصف عاريات؟ هيهيهي..)
يتبع..