الفصل 014 : بداية التحقيق.

------------------------------

إنه يوم الإثنين وقد حان وقت المدرسة، فاستيقظ (أورين) وظل مستلقياً على فراشه وظل يحدث نفسه:

(يا رجل، يوم الإثنين مجدداً، أكره هذا.. من الجيد أنه لم تأتيني كوابيس أخرى... اليوم سألتقي بجودي بعد المدرسة للذهاب إلى ذلك المكان. سآخد معي شطيرة في حقيبتي في حالة لم يتم قتلنا عند وصولنا. حسنا هيا بنا..)

***

مرت ساعات بعد أن ذهب (أورين) إلى المدرسة. فخرج من فصله الدراسي ليلتقي بJ(جودي) التي وجدها جالسة في أحد الكراسي وسط ساحة المدرسة.

"مرحباً (جودي)! أرى أنكِ جاهزة."

جودي: "بالطبع! قمت باحضار كل شيء معي."

"حسنا إذن، دعينا لا نضيع المزيد من الوقت."

جودي: "هيا اتبعني! القطار سيرحل بعد 15 دقيقة."

ركب الإثنان القطار الذي سيوصلهم إلى مكان قريب من وجود الإحداثيات. فظلوا يتحدثون في طريقهم.

"إذن... كم من الوقت سيستغرقنا لنصل إلى وجهتنا؟"

جودي: "في غضون 50 دقيقة يجب أن نصل إلى هناك. بعد ذلك، وجهتنا الأخيرة ستكون على بعد حوالي 20 دقيقة مشياً من المحطة، من خلال الغابة."

"أرى أنكِ متحمسة لهذا بجنون."

جودي: "متحمسة؟ كيف لي أن لا أكون كذلك؟! لقد كنت أفكر في هذا، اليوم بأكمله. كل شيء سنحتاجه موجود في حقيبتي."

"حقا؟ ماذا أحضرتي معك؟"

جودي: "4 من الكوناي، بعض الملابس للتغيير، خريطة، بوصلة، شاحن الهاتف، كاميرة، ضمادات، رذاذ الفلفل الحار وبعض الطعام، مع أشياء أخرى..."

"إييه، أتمنى أن لا نضطر إلى استعمال أغلب تلك الأشياء..."

مرت 50 دقيقة، ووصل الإثنان إلى محطة القطار والتي كانت خالية من وجود بشر فيها سواهم في الخلاء وسط الطبيعة والغابات.

"حسنا، ها نحن ذا، في وسط اللّا مكان."

جودي: "آآآه، يمكن للشخص أن يتنفس هواء نقياً هنا، ألا تعتقد ذلك؟"

"أجل هذا صحيح. (ميستبوري) ليست مكتضة وصاخبة، ولكن هنا في الطبيعة يبدو كل شيء مسالم وهادئ."

جودي: "تماما! ..... حسنا لنعد إلى العمل."

أخرجت من حقيبتها الخريطة ومن ثم أكملت: "كنت أخطط لأسأل الناس عن الاتجاهات هنا في المحطة، ولسوء الحظ لا يوجد أحد، لذا سيكون علينا أن نتصرف بأنفسنا. قمت بتعليم مكان وجود الاحداثيات على هذه الخريطة باللون الأحمر. إذا غادرنا من هنا متوجهين نحو الشمال، فعلينا..."

ولكن أورين قاطعها قائلا: "خرائط؟ بوصلات؟ أهلا (جودي)، مرحبا بك في القرن الـ21! يوجد هناك شيء اسمه الأنترنت، إن كنتِ تعلمين. سأكتب فقط الاحداثيات على خرائط جوجل... وهانحن ذا!"

جودي: "حسنا، حسنا، إن كنت متأكداً، فيمكنك قيادة الطريق. من الأفضل لك أن تتمنى أن لا نضيع."

"بالطبع لا،اتبعيني."

بعد مرور دقائق عديدة، تعمق الإثنان وسط الغابة بقيادة (أورين) الذي كان يبدو بأنه قد مر من نفس المكان أكثر من 3 مرات. استدار ليرى ماذا تفعل (جودي)، فوجدها تنظر إليه بنظرات يمكنه ترجمتها إلى جملة '

كنت أعلم أننا سوف نضيع بسببك'

.

جودي: "نحن نتمشى ذهابا وإيابا من هنا 3 مرات على الاقل."

"لا تنظري إليّ بتلك النظرات! من كان يعلم بأنه لا توجد تغطية أنترنت في هذا الجبل اللعين!"

جودي: "لا أعلم، كنت أعتقد أن كل شيء تحت سيطرتك... نحن ضائعون، ولقد مرت 19:00 مساءًا، لذا فنحن بالفعل ضيعنا ماكان سيحدث على الساعة 18:17..."

"حسنا حسنا! لقد ربحتِ، كنت مخطئاً. كنتِ على حق، أنا آسف..."

حينها رأى أمامه طريقاً واضحاً وسط الغابة وقرر اتباعه فقال: "أنظري، سوف أتبع هذا الطريق لأعرف إلى أين يؤدي. وأنت انتظريني هنا. إن لم أعُد في ساعة واحدة، عليك محاولة العودة إلى المحطة بنفسك، فقد يكون من الممكن أنه تمت مهاجمتي من طرف دب."

فجلست (جودي) على جذع شجرة ضخم وهي تبدو مرتاحة فقالت له: "حسنا! سأكون فقط هنا. حظا موفقاً!"

"أنتِ لا تبدين قلقة للغاية."

ومن ثم استلقت على ظهرها وهي تنظر إلى السماء، وقالت: "لا، لا توجد دببة هنا! وإلى جانب ذلك، فيبدو بأنك قد سهّلت أمر العودة عبر ذلك الطريق، لذا فأنا واثقة من أنك سوف تعود. سأبقى هنا بإنتظارك."

"حسنا إذا، سأذهب لإستكشاف المناطق المحيطة." ولكنه لم ينتبه وقام بلمس عش دبابير بمرفقه فبدأ يصرخ:

"أوه اللعنة! هناك دبور على ذراعي!" ومن شدة الغضب كان يلوح بيديه لإبعاد ذلك الدبور فقام بضرب العش وأسقطه أرضاً وبدأ يضربه برجله:

"ابتعد عني! خد هذا! هذا سيعلمك عدم الإقتراب مني!" لكنه وبهذا الفعل أغضب مجموعة كبيرة من الدبابير وتم مهاجمته من قبلهم وزاد يصرخ أكثر. "أوه اللعنة، هناك المزيد!!"

ولكن (أورين) لم يستسلم لهم وظل يتعارك معهم ليقتلهم جميعاً، وكانت (جودي) تراقبه بنظرات سخيفة جداً.

"هياااا! أجــل، خدي هذه الركلة أيتها العاهرة الصغيرة! ........... ,هذه أيضاً! .......... آآآه اللعنة لقد تم لسعي!"

وفي تلك اللحظات أدارت (جودي) رأسها عكس اتجاه وجود (أورين) ولوهلة لاحظت شيئاً، فنهضت بسرعة وبدأت تصيح نحو (أورين) وهي تشير إلى ذلك المكان فقالت له: "(أورين)! أنظر! يوجد منزل هناك!"

"ماذا؟" ألقى (أورين) نظرة على المكان الذي كانت تشير إليه (جودي) ومن ثم أكمل: "أوه، معك حق! كيف لم أستطع رؤيته من قبل؟"

جودي: "أجل، إنه هنا!"

"حسنا، لنلقي نظرة عليه."

ذهب الإثنان بالقرب من المنزل ليلقوا نظرة وليشبعوا فضولهم، فكانت (جودي) في المقدمة وورائها (أورين) بعدة أمتار، وعند وصلوهم وهم مختبئين أمام المنزل خلف جدار حجري، كانت (جودي) قد رأت نظرة كاملة على المنزل وقال:

"واو إنه كبير!"

بينما (أورين) كان خلفها وكانت بعض الأشجار والشجيرات الضخمة تحجب عنه الرؤية فأراد أن يحكم بسرعة على وصف (جودي) للمنزل بأنها دائما ما تقول ذلك الكلام على كل مكان تذهب إليه ولم يكمل كلامه حتى رآى بنفسه ضخامة المنزل المبني بالحجر وهو مكون من منزل ضخم وكوخ، وبينهما حديقة مليئة بالنباتات الكثيفة على الجدران وفي كل مكان.

جودي: "من الغريب أن هناك منزل كهذا وسط الغابة."

"أجل، لا يوجد أي طريق للوصول إلى هنا. والمنزل محاط بالأشجار من كل الجوانب. كما أنه لا يبدو هناك أحد يعيش فيه. هل تعتقدين بأن هذا هو المكان الذي نبحث عنه؟"

جودي: "أجل، أعتقد أنه كذلك. هل علينا أن ندخل؟"

"بما أننا قدمنا إلى هذا البعد، أجل، يجب علينا القيام بذلك."

جودي: "حسنا،أنت أولاً."

"حسنا."

تقدم (أورين) إلى الأمام وكان يمشي بحذر شديد في طريق يوجد بالحديقة حيث يؤدي إلى باب المنزل الخلفي و(جودي) كذلك ورائه.

"هممم، المكان يبدو مهجوراً ومكسو بالنباتات بشكل كُلّي... ولكن في نفس الوقت، يبدو بأن هناك من يهتم بالورود والزهور... هذا غريب." وقف أمام باب المنزل الخشبي وقام بفتحه بدون تردد قائلا: "حسنا، إما الآن وإلا فلا."

ولكنه فتح الباب ببطئ شديد مما أصدر صوتاً مزعجا ومرتفع فعاتبته (جودي) على ذلك.

جودي: "يا إلاهي، هل كان عليك أن تفتح الباب ببطئ لهذه الدرجة؟"

"أوبس آسف!"

فدخل إلى الغرفة الأولى الموجودة عند الباب وكانت خالية تماما كما أن أبواب الغرف الأخرى مفتوحة، وتبدو خالية أيضاً من أي أثاث وزينة.

"حسنا، كما اعتقدنا، هذا المكان مهجور. وعلى ما يبدو أن هذا الباب هو الباب الخلفي للمنزل."

فاستدار ورائه محدثاً (جودي) وأكمل قائلا:

"لقد بدأ يتأخر الوقت يا (جودي)، علينا أن نلقي نظرة سريعة داخل المنزل ونغادر.. سأذهب لأتحقق من المدخل الرئيسي للمنزل ومن ثم الطابق العلوي، وأنتِ إذهبي وتفقدي المطبخ والقبو. سنلتقي هنا أمام الباب الخلفي."

جودي: "لقد فهمت!"

أمضى الإثنان في تفقد المنزل وكل ما وجدوه حتى الآن أن بعض الغرف بها أرَائِك ووجد (أورين) غرفة في الطابق العلوي بها أريكة وطاولة مع تلفاز قديم و كل شيء هناك مليء بالأوساخ وتغطِّيه القذارة. المرحاض كذلك، كرسي الحمام والمرآة يغطيهما القليل من الصدأ. وغرفة النوم أيضاً نفس الشيء إلا أن النباتات قد نمت هناك بشكل كبير.

وبعد مدة حل الليل، وخرج الإثنان من المنزل للإلتقاء أمام الباب الخلفي للمنزل فكانت ملامحهم مليئة بالإحباط والإستسلام.

"أوه اللعنة، الشمس قد غربت بالفعل قبل مدة. هل وجدتِ شيئاً؟"

جودي: "لا، لا شيء..."

"حسنا، على الأقل لقد حاولنا يا (جودي). لنتظر إلى الجانب المشرق، لقد كانت رحلة ممتعة! على كل حال، علينا أن نغادر. هل لديك الخريطة؟"

جودي: "أجل.... حول هذا....."

"هل أضعتيها؟!"

جودي: "لا، لا، إنه فقط، المشكلة هي أن هذه المنطقة معزولة و، حسنا... القطار الأخير قد غادر بالفعل قبل ساعة من الآن."

"ماذا؟! هل علينا أن تقضي الليلة هنا؟! سوف نتجمد من البرد!"

جودي: "لا تقلق حول هذا! كل شيء تحت السيطرة. لدي بطانياتين في حقيبتي، وهناك غرفة في الطابق السفلي بها أريكة ليست بذلك السوء."

"وماذا عن (كارلا) و(لورين)؟ سيعتقدون بأن شيئاً سيئاً قد حدث لنا."

جودي: "أرسلت لهم رسالة عندما كنا في القطار، قلت لهما أننا سنبيت عند (آيريس) وأخوها للعمل على مشروع نادي الطلاب."

"إذن فقد كنتِ تنوين البقاء هنا منذ البداية... حسنا، على كل حال، لنرى هذه الغرفة."

ذهب الإثنان إلى الغرفة التي أشارت إليها (جودي) وكانت غرفة خالية بأرضية خشبية وجدران حجرية مع كنبة تبدو أنها تكفي لينام عليها فقط شخص واحد ومجموعة من زجاجات الخمر بجانبها على الأرض.

جودي: "هذه هي!"

فرد عليها أورين ساخراً: "واو، هذه الغرفة تبدو مناسبة للنوم فيها."

جودي: "لا تكن متهكما! اعطني فقط 5 دقائق، وسوف أرتب الأمور."

بعد قليل من العمل والترتيبات، جعلت (جودي) المكان لا بأس به ليناموا فيه، حيث أخرجت من حقيبتها فراشاً للنوم على الأرض مع 4 وسادات ومصباح للإنارة.

واو، الآن يبدو هذا دافئاً حقاً ومناسب للنوم. كيف بحق الجحيم استطعتِ وضع كل هذا في تلك الحقيبة الصغيرة؟"

جودي: "تحتاج فقط لمهارات الطي والكفائة في إستخدام المساحة.. أنا الآن سوف أغير إلى سروال النوم ليكون نومي مريحاً، استدر ولا تنظر."

"حسنا."

لكن (أورين) هو (أورين) فهو ليس غبياً ليضيع هذه الفرصة، فاستدار بسرعة ورأى ذلك الشيء الذي أراد أن يراه وأدار رأسه مجدداً إلى الأمام. وعندما انتهت (جودي) من التغيير قالت له: "أعلم أنك نظرت." فرد عليها (أورين) قائلاً: "أحب أن أنظر إلى الأشياء الجميلة."

جودي: "أجل بالطبع."

فجلست (جودي) على الكنبة وهي تحمل كأس رامن كوجبة عشاء وقالت له:

"حسنا، لا أعلم بشأنك ولكنني سأحظى الآن بهذا كوجبة عشاء صغيرة. ليس شيئاً كثيراً ولكنني اشتريت لك واحدة إن أردتها..."

"هاي، هذا عظيم! أنا أتضور جوعاً. شكرا لك (جودي)."

مرت دقائق معدودة بينما كان الإثنان يتحدثان في أمور غير مهمة، حتى غيرو حديثهم إلى أشياء أخرى.

"وهذا سبب قوي يجعلني أن لا أتسوق من موقع علي اكسبريس مرة أخرى."

فقالت (جودي) وهي تضحك: "هاهاها أجل، هذا منطقي للغاية."

"أتعلمين، صحيح أننا لم نكتشف أي طائفة دينية سرية أو مؤامرة ما، ولكن إنتهى بنا الأمر مستمتعين بوقتنا هنا."

جودي: "أجل بالطبع! لأقول لك الحقيقة، كنت متحمسة للغاية من أجل اليوم، بجانب الغموض وكل ذلك، كنا منذ البداية سنقضي وقتاً مع بعضنا البعض، وأنا دائماً ما أستمتع بوجودي معك. كنت متوترة مؤخراً حول حفلة (ياسمين) التي ستكون الجمعة القادمة، لذلك أردت أن ألهو قليلا لأزيل عليّ ذلك القلق."

أورين: "آه أجل تلك الحفلة التي لستُ مدعوا إليها. ولكن شكرا لك (جودي)، أنا أيضاً حقاً أحب أن أقضي وقتي معك. ولكن ماذا بشأن الحفلة؟ لماذا أنتِ متوترة؟"

جودي: "حسنا، أنت تعلم، لم أقرر بعد الكوسبلاي الذي سوف أرتديه... كما أن الفتيات يتحدثن عما سنفعله هناك، ويريدون أن يلعبو بعض ألعاب التقبيل السخيفة..."

"وماذا عن ذلك؟"

جودي: "حسنا، فأنا لم أقبل فتى من قبل... و.... اهمم.... أنا نوعا ما متوترة حول...."

"آآه هيا يا (جودي)، لا يجب عليك أن تقلقي حول هذا. هذا شيء طبيعي، سيكون كل شيء بخير"

جودي: "على ما أعتقد..."

"حسنا، يجب علينا أن ننام الآن."

جودي: "أجل، هذا صحيح. شكرا لك (أورين).... كلامك جعلني هادئة. تصبح على خير!"

فتح (أورين) عينيه وكان ينظر إلى سقف الغرفة وهو يتذكر تلك الليلة التي لن ينساها، وكان يعبر عن راحته في النوم على تلك الكنبة القذرة والقديمة. فنهض من على الكنبة وبدأ يتثائب متسائلاً عن الساعة، فوجد بأن الفجر لم يطلع بعد عندما رأى أن الساعة تشير إلى 06:30 صباحاً.

ولكنه لاحظ بأن هناك هواء بارد وخفيف حول مكان وجود الكنبة، فظل يتسائل عن مكان وجوده كما أن هناك باب واحد للغرفة وهو مغلق. حتى تتبع بالتدقيق مكان خروج ذلك الهواء البارد وهو غير مصدق أن ما يفكر فيه قد يكون صحيحاً.

أزاح الكنبة نحو الأمام قليلاً حتى أبعدها عن الحائط، فوجد باباً خشبياً صغيراً قد خبئه شخص ما بوضع تلك الكنبة أمامه والذي يبدو وكأنه مدخل سري. فصاح ليخبر (جودي) عن ذلك وهو متحمس.

"(جودي)! استيقظي! عليك أن تري هذا!"

يتبع..

2022/01/15 · 160 مشاهدة · 1863 كلمة
نادي الروايات - 2025