الفصل 016 : نزهة مع لورين.

------------------------------

هرب الإثنان من ذلك المكان بسرعة حتى وصلا إلى محطة القطار بعد ركض متواصل بدون توقف. فوقفاً أخيرا إليها لكي يستريحا بينما ينتظران وصول القطار.

"يا إلاهي... من جيد أننا وجدنا المحطة..."

جودي: "هل يمكنك تصديق ذلك؟! طائفة سرية تريد السيطرة على العالم! هنا! في (ميستبوري)! كان ذلك مشهداً مثيراً للغاية!"

"اللعنة.. ذلك الرجل صاحب القناع، لقد رأى وجهي..."

جودي: "حسنا، يبدو أنه كان هناك 5 منهم... إلى جانب (عشتروت) لوحده. لا أستطيع التصديق بأن الشائعات كانت صحيحة!"

"هل سأختفي من الوجود؟ .. لا أظن ذلك... سوف يدبرون أمر قتلي على أنه إنتحار."

جودي: "هل... هل تعتقد بأن والدك واحد منهم؟ ربما قد يكون (آشماداي)؟ فهو لم يظهر."

"ماذا؟ آه... لا أعلم. ربما."

جودي: "نحتاج إلى أن نكون حذرين من الآن فصاعداً، لا أحد يعلم من قد يكون عضوا من أبناء عشتروت. أبقى حذراً عند التحقيق."

"... سأترك التحقيق لك."

جودي: "لا مشكلة! اعتمد عليّ! علينا أن نذهب إلى المنزل مباشرة الآن. بحلول الوقت الذي سنصل فيه إلى هناك، ستكون الفصول الدراسية قد انتهت."

"حسنا."

**

وصل الإثنان إلى المنزل والراحة تبدو عليهم بعد كل ذلك التعب الذي نال منهم أثناء التحقيق.

"آآه.. وأخيرا، منزلي الجميل."

وفور وصولهم جاءت (لورين) أمام الباب لتستقبل (أورين) بنظرات سيئة فقالت: "حسنا، حسنا، حسنا، أنظروا من هنا... لم أرك في المدرسة اليوم."

"اهمم... أنا... كنا نعمل على مشروع نادي الطلاب."

ردت لورين بنظرات تشكيك: "... نادي الطلاب."

"آه-هاه."

فجاءت (جودي) بجانب أختها لتحاول إقناعها بتلك الكذبة فقالت: "أجل، كان لدينا الكثير من العمل... من الجيد أن (آيريس) كانت هناك أيضاً.. حسنا! سأذهب الآن لأهتم بواجبي المنزلي! أراكِ لاحقاً!"

وبينما كانت (جودي) ذاهبة إلى غرفتها، قالت لها (لورين): "أتعلمين، من المضحك أنكِ قلتِ ذلك لأنني رأيت (آيريس) اليوم في المدرسة."

لم تخطر على (جودي) أي كذبة أخرى لإقناع أختها، فهربت راكضة إلى غرفتها وتركت (أورين) لوحده معها.

أورين: "...أجل، لقد غادرت مبكراً. كان لديها درس مهم لم تستطع تفويته."

لورين: "نعم بالطبع..." ولكن (لورين) بعد ذلك لم تزعج نفسها باستجوابهم فهي تعلم أنهما يكذبان. فسألته (أورين) قائلة:

"على أي حال، لا تهتم. أمازلت تريد مراجعة مادة الكيمياء؟"

"أوه، هذا صحيح، من المفترض أن ندرس اليوم. أجل، بالطبع، لنفعلها. شكرا على المساعدة (لورين)! أنا حقاً أحتاج إلى ذلك."

لورين: "حسنا، لنذهب إلى غرفتي."

دخل الإثنان إلى الغرفة وبدأ كلاهما الدراسة على الفور.

لورين: "حسنا! مرحباً بك في عالم الكيمياء المثير! هل قمت بعمل مراجعة في الكمياء كما أخبرتك ذلك اليوم؟"

"أجل."

أخرجت (لورين) بعد ذلك دفتراً وقلم حبر ثم قالت: "حسنا، لنرى إن كان ذلك صحيحا..." ثم بدأت في طرح أسئلة في الكيمياء.

"أخبرني: من بين هذه التركيبات الكيميائية ما هي التركيبة التي من الممكن استخدامها كمادة متفجرة؟ 1. فلمنيات الزئبق، 2. أكسيد النيتروز، 3. حمض اللبنيك؟"

"الإختيار الأول، فلمنيات الزئبق"

لورين: "السؤال الثاني: من بين هذه التركيبات الكيميائية ما هي التركيبة التي يمكن إيجادها في بذور نبتة معينة، ويمكن استخدامها كَسُمْ؟ .. 1. الأوجينول، 2. السافرول، 3. الريسين؟"

"آآه ... لا أعلم بصراحة .. السافرول؟"

لورين: "والسؤال الأخير: من بين هذه التركيبات الكيميائية ما هي التركيبة التي يمكن استخدامها لمعرفة تكوُّن كرستالات الميث؟ 1. حمض الأنثرانيليك، 2. البيبريدين، 3. الميثيلامين؟"

"الإختيار الثالث، الميثيلامين"

لورين: "هاه! لديك جوابان صحيحان فقط! سيكون عليك إعادة مشاهدة مسلسل Breaking Bad!"

"اللعنة!"

لورين: "حسنا، لنعد إلى الجدية الآن. سنبدأ بردود فعل الأكسدة. لنرى كيف ستمر هذه المراجعة."

**

بعد بضع دقائق.. إنتهى الإثنان من دراسة مادة الكيمياء ووقف (أورين) وهو يبدو متعبا من الجلوس.

لورين: "حسنا،عمل جيد! إن واصلت الدراسة هكذا فلا أعتقد بأنك ستواجه أي مشاكل."

"شكرا لك (لورين)، أنتِ أستاذة عظيمة."

لورين: "شكرا!"

ذهبت (لورين) إلى النافذة لترى شيئاً ومن ثم استدارت نحو (أورين) وقالت: "همممم... يبدو أن الطقس جميل، ولا يزال الوقت مبكراً. هل تريد الذهاب للركض؟ غدا لدينا اختبار في التربية البدنية، قد يكون من الجيد القيام بذلك الآن."

"بالطبع!"

لورين: "رائع! هيا أخرج حتى أستطيع تغيير ملابسي، سألاقيك في الطابق السفلي."

ذهب (أورين) لكي يرتدي ملابسه الرياضية الخاصة ونزل إلى الطابق السفلي فوجد (لورين) تمدد عضلاتها بينما تنتظره.

"هل أنتِ جاهزة؟"

لورين: "أجل! جاهزة من أجل المزيد من الحركة! هيا بنا!"

"حسنا، يمكنك تحديد سرعة ركضنا."

خرج الإثنان من المنزل وبدأوا على الفور بالركض بجانب الطريق وهم يلهثون. حتى توقفت (لورين) عن الجري وقالت ل(أورين).

"أتعلم ماذا، نحن قريبان من مكان يعجبني كثيراً. هناك طريق مخفي يؤدي إلى الجبل. إنه مكان أحب زيارته لأنه لا يكون أحد هناك أبداً." ثم استدارت وأكملت: "إنه نوعاً ما مكاني السري،ولكنني أستطيع أن أريه لك، إن أردت ذلك."

"بالطبع! هذا يبدو رائعاً!"

لورين: "ممتاز! مع ذلك سنقوم بذلك بشرط واحد..."

فاقتربت منه وأصبحت غاضبة وهي تنظر مباشرة إلى عينيه وأكملت: "سوف تخبرني أين كنتم أنت و(جودي) بحق الحجيم اليوم. كنتم مفقودين منذ البارحة."

ولكن (أورين) ارتبك ولم يعرف ما يقول فبدأ يتلعثم: "ماذا؟ ن-نحن كنا في نادي..."

لورين: "نادي الطلاب، أجل، هل تظن أنني غبية؟ أخبرني بالحقيقة."

بعد كل ذلك الكذب الذي لم يعرف كيف يجاريه مع (لورين)، قرر أن يخبرها بكل شيء حتى وإن لم تصدقه، لأنه فكر بالفعل أنه إن ظل يكذب عليها فعلاقتهم ستتلاشى وسوف تكرهه.

قال أورين بعد أن تنهد: "حسنا.أنتِ تعلمين حول القبو، صحيح؟ حسنا، كل هذا قد بدأ عندما......"

مرت دقائق بينما كان (أورين) يخبرها بكل شيء حصل معهم وكانت ملامح (لورين) تتغير شيئاً فشيئاً إلى ملامح شخص يستمع إلى قصة خيالية فعندما أكمل كلامه قالت: "مــــــــــــاذا؟ أنت حقاً تظن أنني غبية. هذه القصة تبدو وهمية أكثر من السابقة."

"هذه هي الحقيقة! أنا أقسم لك!"

لورين: "شياطين؟"

"نعم."

لورين: "أنفاق قديمة وكنيسة وسط الغابة؟"

"أجل، أجل."

لورين: "وشخص يرتدي قناع جمجمة ويسمي نفسه (عشتروت)؟"

"أجل!"

صمتت (لورين) لوهلة وهي تفكر ولا يزال الشك يراودها، حتى قالت ولا تزال تلك الملامح الغاضبة على وجهها قائلة:

"همممممم... حسنا، أنا أصدقك... هناك العديد من الأشخاص غرباء الأطوار في هذه المدينة، لذا فمن الممكن أن يكون كلامك صحيحاً. ولكن إن وجدت أنك تعبث معي، فسوف أقتلك!"

"لست كذلك! أقسم لك!"

وبسرعة تغير مزاج (لورين) نحو الأفضل وأظهرت إبتسامتها الجميلة ومن ثم قالت: "جيد. الآن تعالى معي، سأريك ذلك المكان الذي أخبرتك عنه."

"بالطبع! هيا أرني الطريق."

كانت (لورين) تقود الطريق ودخلت عبر ممرات ضيقة وخفية حتى أن (أورين) لم يكن يعلم بوجودها من قبل.. حتى وصلا إلى مكان وسط الغابة في الجبل، حيث يبدو أن هناك جدران شبه مهدومة وعتيقة. كما أن هناك نهراً صغيرا بجانب تلك الأطلال.

لورين: "حسنا، هذا نحن ذا! هذا هو مكاني المفضل في المدينة بأكملها!"

كان (أورين) يحدق في المكان الذي يزوره لأول مرة فقال: "واو، لا تستطيع سماع أي صوت هنا. فقط أصوات العصافير من تُكسر الصمت."

لورين: "أجل، لهذا يعجبني كثيراً.لم يسبق لي أن رأيت أحداً آخر من قبل في جميع الأوقات التي آتي فيها إلى هنا."

"هل تعرفين ما هذه المباني المحطمة؟"

لورين: "ليس لدي فكرة حقاً. أحب أن أفكر بأنها كانت قلعة من العصور الوسطى. أيا كان ما يوجد هنا، فلم يبقى تقريباً أي شيء."

"أجل، هذا النهر الصغير يتواجد بالضبط في الوسط. والماء يبدو صافي للغاية."

لورين: "في بعض الأحيان أسبح هنا لكي أنتعش. يمكننا الغطس فيه إن أردت ذلك."

"هذا يبدو رائعاً، لكنني لم أحضر معي لباس السباحة. مع الأسف."

لورين: "حسنا، فأنا عادة ما أسبح عارية."

"تـ-تسبحين ماذا؟"

كانت لورين تنظر إليه بنظرات غريبة ووجنتيها محمرتان وتتحدث بثقة تامة قائلة: "عارية. إن لم تكن لديك مشكلة، أما أنا فلا أمانع. فنحن عمليا أشقاء لذا فلا بأس، أليس كذلك؟"

"أ-أجل."

كان (أورين) غير مصدق لما تقوله (لورين) والإرتباك يظهر عليه.

لورين: "إن كنت تشعر بالحرج، فيمكننا نسيان الأمر."

"لا،لا! هذه فكرة عظيمة. جيدة للغاية."

بعد ذلك استدارت (لورين) وكانت قد بدأت في إزالة ملابسها على ضفة النهر و(أورين) يشاهد بأنفاس متصاعدة.

(اللعنة هذا مثير للغاية، وأخيرا سوف أرى لورين عارية.. أنا أشعر بالحر علي أن أزيل ملابسي أيضاً على الفور..)

وبينما كنت (لورين) على وشك إزالة سروالها وقميصها تفاجأ (أورين) بوجود لباس سباحة من قطعة واحدة وكانت (لورين) تنظر إليه وبدأت تضحك.

"هاهاهاها، تلك النظرة على وجهك.. إنها رائعة حقاً. هل حقاً إعتقدت أنني سوف أتعرى أمامك أيها المنحرف الغبي؟"

"اللعنة.. وهل سباحتك عارية هنا عند كونك لوحدك، أيضاً كذبة؟"

لورين: "لا، أنا فعلاً أسبح عارية هنا عندما أكون لوحدي هيهي.. هذا سيعلمك درساً بأن لا تكذب على أختك مرة أخرى عندما أسألك عن شيء ما يا أخي." وأنهت كلامها بابتسامة جميلة بعينين مغمضتان.

"حسنا، لقد ربحتني هذه المرة.. ولكنني لن أسبح لأنني لم أحضر معي لباس سباحة. أنا متيقن أنك كنتِ تنتظرين مني أنا أزيل ملابسي أولاً وأغطس عاريا حتى تسخرين مني أكثر، يالك من شريرة يا (لورين)!"

لورين: "هاها، لقد أضحكتني حقا! دعنا من ذلك الكلام إن لم ترد الغطس فسوف أستمتع اليوم بالسباحة في هذا الماء الصافي.. أما أنت فلا هاهاها مع الأسف."

أدار (أورين) رأسه ورأى صخرة كبيرة قليلاً، ثم ذهب وجلس عليها وهو غاضب ومحبط.

لورين: "الماء هنا مثالي جداً! ليس بارداً، وليس ساخناً." فأخدت غطسة عميقة وكان يبدو عليها الإستمتاع فقالت بصوت مرتفع: "وااااه، هذا منعش حقاً!"

"تشه.. حسنا سأسامحك على هذا، لا بأس. إذن ... أخبريني كيف كانت المدرسة اليوم؟"

لورين: "عادية جداً.. انزلق (جاك) في الساحة وسقط في بركة من الطين هاها."

"هل تقصدين (جاك) الأصلع أم (جاك) البدين؟"

لورين: "لا .. (جاك) البدين."

"هاهاهاها إذن فلقد كان ذلك مشهداً مضحكاً."

لورين: "أوه، و(ياسمين) قدمت دعوات الحضور إلى حفلتها التنكرية."

"تبا لتلك الحفلة اللعينة. أليس لديك واحدة من أجلي؟"

لورين: "لا، آسفة... أعطتني واحدة وأخرى من أجل (جودي) فقط."

"آآه اللعنة... عليكِ أن تقنعيهاً لتدعوني أنا أيضاً. أرجوك!"

لورين: "حسنا، سوف أحاول التحدث معها غدا."

"شكرا جزيلاً! أنتِ الأفضل!"

لورين: "بالطبع أنا كذلك! ... هيا علينا أن نذهب، أو سنكون متأخرين."

"يا رجل، لا أستطيع تصديق أنني بدأت يومي في تلك الأنفاق. لقد كان يوماً طويلاً بالفعل... يوم آخر. وتجربة أخرى في هذه المغامرة التي نسميها بالحياة."

لورين: "واو، ألم يسبق لك أن فكرت في أن تكتب كتاب شِعر؟"

"تبا لك."

لورين: "هاها! لا تكن غاضباً. هيا بنا، لنذهب إلى المنزل."

يتبع..

2022/01/18 · 132 مشاهدة · 1571 كلمة
نادي الروايات - 2025