الفصل 017 : تذكرة الحفلة التنكرية.
--------------------------------------
إنه يوم الأربعاء، وكانت حصة التاريخ عند الآنسة (ويلسون) قد شارفت على الإنتهاء.
الآنسة (ويلسون): "حسنا، شكرا لكم على إنتباهكم! تذكروا بأن لديك بعد قليل حصة التربية البدنية. يمكنكم الخروج الآن والذهاب إلى قاعة الرياضة. أراكم غداً!"
وبينما كان الطلاب يخرجون توجهت الآنسة (ويلسون) نحو مكان جلوس (أورين) الذي كان لا يزال يجمع أدواته وأشيائه حتى قالت له: "ليس سريعا أيها الشاب. لا تستطيع الذهاب بعد. هل تستطيع أن تخبرني أي كنت البارحة؟"
ارتبك (أورين) من سؤالها له ولم يعرف ما يقوله فكان عليه أن يفكر في كذبة معينة حتى يخرج نفسه من ذلك الموقف، فتمتم قائلاً: "البارحة؟ اهمم ... "
ريبيكا: "لقد سألت (جودي) بالفعل، لذا فمن الأفضل لك أن تقول نفس ما قالت لي أختك"
(اللعنة، ماذا قالت لها جودي؟ عليّ أن أفكر جيدا...) "آآه .. كنت مريضاً جداً. لقد بقيت في المنزل لتعتني بي.. كأخت جيدة!"
ريبيكا: "أجل... هذا ما قالته لي..."
"بالطبع، لأنها الحقيقة."
ريبيكا: "هممم.. حسنا، سأتجاهل كيف أمكنك التعافي من... 'مرضك' بهذه السرعة وسوف أصدقك. الآن إذهب إلى قاعة الرياضة، وواصل الدراسة!"
"دائما!"
نهض (أورين) من مقعده ليذهب مباشرة إلى قاعة الرياضة، حتى استدار ووجد (ياسمين) تلك الفتاة الغنية لا تزال جالسة في مقعدها وهي تعبث بهاتفها وساقها فوق الأخرى، هي فتاة سمراء مع شعر طويل أسود يبدو أملساً بتسريحة شعر ذيل الحصان. ففكر (أورين) بأنها فرصة لا تعوض بما أنه لا يتواجد حولها أصدقائها المتملقين والمزعجين حتى يطلب منها تذكرة لحفلتها.
"أحم، مرحبا (ياسمين)، كيف الحال؟"
لكنها لم ترد عليه وواصلت عبثها بهاتفها واعتبرته وكأنه غير موجود أمامها.
"... مرحبا؟"
حتى رفعت (ياسمين) رأسها نحوه ونظرت إليه مباشرة في عينيه وقالت: "...هل يمكنني مساعدتك؟"
"حسنا... لا، كنت... فقط أقول مرحبا."
فنهضت (ياسمين) من مكانها ووقفت بوضعية أنثوية ومن ثم قالت له: "حسنا، مرحبا عزيزي، ولكن علي أن أذهب. إن كنت لا تريد شيئاً آخر..."
"لا! أريد أن أسئلك... سمعت بأنك ستقيمين حفلة هذه الجمعة، وأعلم بأنك تفرقين الدعوات، إذن... هل لديك دعوات أخرى متبقية؟"
لكن (ياسمين) وضعت وجها مستغرباً وسألته: "أنا آسفة، من أنت مجددا؟"
كان يشعر (أورين) بالغضب والإنزعاج من تكبرها: (سوف أقتل هذه العاهرة.)
لكنه قال بشكل عادي: "أ... أنا (أورين)، كنا ندرس سويا في نفس الفصل الدراسي في الـ4 سنوات الأخيرة."
لكنها لم تتعرف عليه، وظلت ملامح التساءل والإستغراب. فقال لها: "أنا أخ (لورين) الغير الشقيق."
حين أخبرها بعلاقته ب(لورين)، تحول وجهها المستغرب إلى وجه مبتسم وقالت له: "أووه، (أورين)، بالطبع. آسفة عزيزي، لم يتبقى لدي أي دعوات أخرى. كما أن الدعوات كانت محجوزة فقط لـ... فئة محددة من الناس."
"ولكن... (جودي) و(لورين) تمت دعوتهم... ألا أستطيع الذهاب معهم؟"
ياسمين: "أخشى أن حارس المنزل لن يسمح لك بالدخول وأنت غير مدعو.. ربما في السنة القادمة... وداعاً."
(فئة محددة من الناس؟ هذه العاهرة تعتقد نفسها أفضل منا فقط لأن والدها ذو مال وافر. أراهن على أنها لا تزال تملك دعوات أخرى قليلة. بما أنني لم أستطع إقناعها فقد حان الوقت للخطة "ب"... عليّ فقط أن أنتظر حتى يذهب الجميع إلى قاعة الرياضة.)
مرت بضع دقائق، بينما كل طلاب الفصل قد ذهبوا إلى قاعة الرياضة وخرجت الفتيات من غرفة تغيير الملابس.. حتى دخل (أورين) إليها خلسة لكي يسرق تذكرة الدخول إلى تلك الحفلة من خزانة (ياسمين)، وبعد ذلك يخرج بسرعة حتى لا يلاحظه أحد.
(إذا تخطيت حصة التربية البدنية فهي ليست ضرورية للغاية، يمكنني الحصول على علامة جيدة بدون شك، فالأستاذ شنايدر يحبني منذ أن قلت له بأنني 9% ألماني الأصل.. حسنا، أين هي خزانتها؟)
وبينما كان يبحث عن خزانة (ياسمين) سمع صوت فتح باب غرفة تغيير الملابس وبدأ يتعرق لأن خطته ستفشل فور دخول أحد إلى هناك.
(اللعنة! شخص ما قادم! اعتقدت بأن جميع الفتيات سيكونون في قاعة الرياضة الآن! اللعنة، اللعنة، اللعنة، ماذا عليّ أن أفعل؟)
فكر (أورين) سريعاً في كيفية التصرف حتى لا تجده احدى الفتيات هناك، فقرر الإختباء في أحد الخزانات بسرعة وظل يراقب عن كثب خلال فتحات الباب العريضة ليعرف من هي الفتاة التي تأخرت عن تغيير ملابسها. فوجدها (ياسمين) بشحمها ولحمها هناك.
(أوه، بالطبع. إنها الآنسة 'لا أهتم إن تأخرت لأن أبي يدفع نصف ميزانية المدرسة السنوية'. أوه مهلا لحظة، يجب عليها أن تغير ملابسها حتى تذهب إلى قاعة الرياضة... سيكون مشهدا مثيراً للإهتمام.. ولكن هذه النافذة الضيقة لا تدعني أرى جيداً.)
فسمع صوت فتح الباب مرة أخرى.
(أوه، المزيد من الأشخاص يدخلون، بالطبع، هل يوجد حقاً شخص ما في قاعة الرياضة؟ السيد شنايدر عليه أن يكون جاداً، هؤلاء الأشخاص لا يحترمونه.) حتى وجدها (لورين) قد دخلت إلى الغرفة لتقابل (ياسمين). واستمع بامعان إلى محادثتهما.
لورين: "مرحباً (ياسمين)، كيف الحال؟"
ياسمين: "مرحبا يا فتاة، جيد على ما أظن، وأنتِ؟"
لورين: "مثلك. اسمعي، حول حفلة يوم الجمعة، أردت فقط أن أطلب منك طلباً صغيراً. هل من الممكن أن يأتي (أورين) أيضاً؟ لأن أمي طلبت مني أن آخده معي خارج المنزل قليلاً."
ابتسم (أورين) وقال مع نفسه: (أوه أجل، لقد قالت بأنها سوف تسألها حول هذا عندما كنا في ذلك النهر الصغير! أنتِ الأفضل يا لورين!)
ياسمين: "بالطبع، لا مشكلة. لقد طلب مني ذلك من قبل اليوم. لأكون صريحة فلقد رفضت طلبه فقط لأن (توم) قال بأنه لا يريد منه أن يكون هناك. ولكن إن كنتِ تريدين قدومه، فليذهب (توم) إلى الحجيم. يمكنك أخد دعوة من أجله."
(واو، لقد كان ذلك سهلا للغاية. يبدو أنها تحترم لورين...)
ياسمين: "إعتاد أبي أن يقول بأنه من الجيد أن تكون محاطاً بالناس العاديين من أجل أن تصبح شخصاً بارزا أكثر."
شعر (أورين) بالإنزعاج من كلامها: (أنا؟ شخص عادي؟ قبلي مؤخرتي، أيتها المتكبرة اللعينة!)
لورين: "أجل، شكرا يا فتاة، سأخرج الآن، أراك لاحقاً."
ياسمين: "بالطبع."
خرجت (لورين) من الغرفة وظلت (ياسمين) هناك تغير ملابسها وهي عارية وكان (أورين) يتعصر في تلك الخزانة حتى يرى شيئاً بسيطا من جسدها ولكنه لا يستطيع. (هذه الخزانة اللعينة، توجد هنا ياسمين عارية على بعد مترين مني ولا أستطيع رؤية أي شيء!)
ولكن فجأة أطلق هاتف (أورين) اهتزازا قوياً ففزع من أن يتم كشفه هناك وهو يتجسس عليها، ولكنها بالفعل سمعت شيئاً إلا أنها بدت غير متأكدة من مصدره وكانت عينيها تدلّان على الشك والحذر.. فارتدت ملابسها بسرعة وخرجت من الغرفة.
فكان (أورين) يتعرق من أن يتم كشفه: (فيوو، من الجيد أنها لم تسمع شيئاً.. حسنا، لقد كان ذلك قريباً. أعتقد بأنه من الآمن الخروج الآن. سوف أغادر فوراً بما أن لورين لديها دعوة الحضور.)
وفور خروج (أورين) من الخزانة سمع صوت فتاة ورائه تكلمه قائلة: "واو، أنظروا من هنا."
ارتعب (أورين) وبقي واقفاً مكانه وهو يفكر في ماذا عليه أن يفعل، حتى فكر بالخطة "ج" الخطة الغبية والغير مجدية بتاتاً. وبسرعة جلس (أورين) على الكرسي الطويل الموجود في الغرفة ويده فوق موضع وجود قلبه وهو يصيح بصوت غريب:
"آآه.. آآآآآآآآآآآآآآآآآه"
ثم استلقى وظل يصرخ قائلاً: "صدري... آآه لا أستطيع ال-التنفس... أنا.. سوف .... آآآآآه"
ثم مثّل على أنه مات أو فقد وعيه. استمر على تلك الحال لمدة قصيرة بينما كانت (ياسمين) تراقب تلك التمثيلية الفاشلة حتى قررت الحديث بصوت عالي. "هل إنتهيت أيها الغريب الأطوار اللعين؟ أن تختبئ في خزانة غرفة تغيير الفتيات؟ حقا؟ أنت حقاً مقزز أكثر مما كنت أعتقد."
فحاول (أورين) أن يبرر فعلته وقال لها: "هذا ليس كما يبدو لك."
ياسمين: "لا تعبث معي. وابتعد عني، أيها الوغد المخيف. سأخبر الحراس بأن يضربوك جيدا إن تجرأت على الظهور أمام منزلي يوم الجمعة."
أورين: "ولكن..."
ياسمين: "أخرج. الآن!!!"
أورين: "ح-حسنا."
خرج (أورين) من المدرسة بسرعة وبهذه الطريقة قد خسر فرصة الحضور إلى الحفلة.
(آآه اللعنة على حياتي، لقد خسرت فرصة الذهاب إلى الحفلة... إنه حدث العام ولن أكون قادرا على الذهاب... ما لم.... أجل... بالطبع..... إنها حفلة تنكرية، كيف لي أن أنسى هذه المعلومة المهمة.... أجل، هذا سيفي بالغرض. علي فقط أن أشتري زيا وأختلط مع الحشد. حسنا، سأذهب الآن إلى المنزل، إذا اشتريت الزي عاجلاً، فسوف يصل بأسرع وقت.)
وصل (أورين) إلى المنزل ولاحظ بأن الصمت يسود في المنزل وكان يبدو عليه الندم لتخطيه لحصة التربية البدنية، لأنه فكر بأن (كارلا) قد تعاثبه على ذلك وبما أنه يعتقد بأنها غير موجودة في تلك اللحظة، قرر الصياح بصوت مرتفع معلنا بأن رجل المنزل قد أتى حتى يتأكد من أنه الوحيد هناك.
"مرحــــــبا أنــــا فــي المـــــنـــزل!"
فأجابت (كارلا) من الطابق العلوي قائلة: "اهمم... (أورين)؟ لـ-لقد عدت مبكراً؟"
"أجل!"
كارلا: "ح-حسنا، هناك بعض الوجبات الخفيفة في المطبخ!"
"رائع! شكرا!"
كارلا: "ل-لا مشكلة!" ثم أغلقت سقاطة الباب بسرعة.
(هممم... كارلا غريبة اليوم.)
فجأة سمع (أورين) صوت إنكسار زجاج في الطابق العلوي وذهب يجري مسرعاً ليرى ما الأمر.
"ماكان هذا بحق الجحيم؟! هل مصدر الصوت آتٍ من غرفتي؟"
عندما وصل (أورين) إلى غرفته بدأ يبحث عن مصدر الصوت حتى وجد بأن هناك ثقب في زجاج النافذة. ومقابل تلك النافذة مباشرة يوجد سهم طويل مغروس على الجدار ومعلق عليه ورقة صغيرة.
(من أطلق هذا السهم داخل غرفتي؟! وهناك ورقة معلقة عليه مع شيء مكتوب فيها.)
بدأ (أورين) يقرأ محتوى الورقة حتى تحولت ملامحه إلى ملامح مصدومة لدرجة أنه لم يستطع أن يتحدث!
يتبع..