الفصل 018 : حليف غير متوقع.

-------------------------------

مرت ساعات قليلة بعد ما وقع مع (أورين) في غرفته، حيث كان ينتظر حتى تجتمع الفتيات ليخبرهن بما حدث. فاجتمعوا في المرحاض وكانت محادثتهم كالآتي.

"وأخيراً أنتم هنا! حسنا (جودي)، أعتقد بأن (لورين) أخبرتك بالفعل بأنها تعرف أين ذهبنا يوم الإثنين، هل أنا مخطئ؟"

جودي: "بالطبع! فنحن نخبر بعضنا كل شيء."

"حسنا، استمعوا إليّ، هذا مهم جدا. لقد تلقيت رسالة قبل ساعات قليلة حول أبناء عشتروت."

قالت لورين متسائلة عن شيء خارج الموضوع: "أجل، ولكن قبل ذلك، لماذا توجب علينا أن نغلق على أنفسنا في المرحاض؟"

فأجابها (أورين): "لأنها الغرفة الوحيدة العازلة للصوت في المنزل بأكمله. ولأنها كانت في الماضي أستوديو تسجيل قبل يتم تجديد المنزل.. (تنهد).. أترون، الأمر هو أن شخص ما ترك ملاحظة في غرفتي والتي تقول الآتي:"

أنا أعرف بأنك أنت وأصدقائك تبحثون حول أبناء عشتروت. هناك 5 منهم. وهم لا يعلمون هويات بعضهم البعض الحقيقية. يسمون أنفسهم بإسماعيل، ليليث، مولوخ، عزازيل وآشماداي. وجميعهم يأخذون الأوامر من قائدهم، عشتروت. شخص مهووس بالأنا المسعورة خاصته ويحاول أن يصبح خالداً. بعد عقود من العمل، فقد إقترب من النجاح. ولهذا، في هذه اللحظة، كلهم موجودين هنا، في (ميستبوري). هذا كل ما تحتاجون لمعرفته الآن. يجب عليهم الهروب منهم. لا تستطيعون القيام بشيء، لأنهم أقوياء جدا. ويتحكمون في الشرطة، إنهم في كل مكان. سوف أنهي هذا بنفسي. أولئك المتعصبين يجب أن يتم إيقافهم. تنحوا جانباً. لا تسألوا أي أسئلة، ولا تتكلموا مع أي أحد حول هذا. وإبقوا بعيدين عن أي شخص يبدوا لكم مفعم بالشك. انسوا بأن أي شيء من هذا قد حدث، وقد تستطيعون العيش.

بقلم: آشماداي.

بعد أن أنهى قراءة الرسالة صمت (أورين) قليلا ومن ثم قال: "هذا كل شيء.."

فقالت جودي وهي متحمسة: "إذن... إذا استبعدنا حليفنا الجديد، فسيبقى هناك 4 أشخاص علينا إيجادهم."

"هل سمعتِ أي شيء مما قلته للتو؟!"

كانت لورين قد وقفت بجانب أختها وقالت: "نعم! ولكن لن نستطيع التوقف الآن! لا نستطيع تركهم ينجون بفعلتهم هكذا!"

تنهد أورين ورد قائلا: "لقد توقعتك أن تقولي هذا... ولكن نحن لا نعرف من أين سنبدأ، وحتى لو وجدنا واحد منهم، فماذا سنفعل بعدها؟"

جودي: "لا تقلق حول هذا! أنا و(لورين) نعمل على شيء ما... أليس كذلك، أختي؟"

لورين: "بالطبع كذلك، سنطلعك عندما يكون كل شيء جاهز!"

قال (أورين) متسائلاً: "هل هو سلاح القوس والسهم أو شيء من هذا القبيل؟"

فأجابت الأخوات وهم ينظرون إلى بعضهم ويبتسمون: "لا."

لورين: "شيء أروع من ذلك!"

"حسنا، افعلوا ما تريدون، ولكن الآن، دعونا لا نقوم بشيء سنندم عليه. لنستمر في عيش حياتنا بشكل عادي. فقط... أبقوا عين واحدة متيقظة."

فوافقت الفتاتان على ما قاله (أورين) والكل انصرف إلى غرفته.

***

يوم الخميس، وكالعادة استيقظ (أورين) فور فتحه لعينيه أدرك بأن الحفلة تبقت لها يوم واحد فقط. فنهض مباشرة ليتحقق إن كان الزي الذي اشتراه عبر الأنترنت قد وصل، واتجه مباشرة ليستحم بعد أن ارتدى ملابسه أولا.

نزل إلى الطابق السفلي وتحقق من وجود صندوق بجانب باب المنزل ولكنه لم يجد شيئاً. وكانت (كارلا) في المطبخ لذا ففكر في سؤالها عن وصول أي صندوق.

"صباح الخير (كارلا)!"

فردت عليه كارلا بابتسامة مشرقة: "صباح الخير (أورين)!"

"هل وصلت أي حزمة من أجلي اليوم؟"

كارلا: "آه أجل! هناك حزمة قد وصلت قبل قليل! لقد وضعتها في الخزانة بجانب المدخل."

رفع (أورين) حاجبيه وابتسم ومن ثم قال: "جيد! سأتفقدها لاحقاً. حسنا، سأتناول شيئاً وسأخرج، أراك بعد الظهيرة."

كارلا: "بالطبع! أتمنى لك يوماً سعيداً."

***

بعد مرور بضع ساعات، كانت قد انتهت حصة التاريخ عند الآنسة (ويلسون)، فقالت لطلابها: "حسنا، أراكم غدا!"

رد عليها توم بدون احترامها كأستاذته قائلاً: "أراك لاحقاً (ريبيكا)!"

ولكن ريبيكا عاتبته قائلة له: "(توم)! لقد أخبرتك بأن تناديني بالآنسة (ويلسون)."

كان (أورين) يشاهد ذلك وهو يضحك عليه فقال في نفسه: (هاها، لن تحضى أبدا بهذه الميزة، أيها الأحمق. والآن بما أنني تذكرت أمراً، يجب أن أؤكد حصتي معها يوم الأحد.)

إنتظر (أورين) حتى خرج جميع الطلاب من الفصل ليحضى بوقت خاص مع الآنسة (ويلسون) حتى يحدثها عن حصة يوم الأحد.

"مرحباً (ريبيكا)! هل أستطيع أن أسألك؟"

كانت الآنسة (ويلسون) تتحقق من أنه لا يوجد أحد في الغرفة غيرهما وقالت له بصوت منخفض: "لا تتحدث بصوت عال! ماذا لو سمعك شخص ما تناديني بإسمي بعد كل ما قلته لـ(توم) قبل قليل، سيبدو الأمر سيئاً للغاية."

اقترب منها وأخبرها بأنه آسف. ولكن الآنسة (ويلسون) ابتسمت وسألته: "حسنا، ماذا هناك؟"

"آه، أجل. أردت فقط أن أسألك عن حصة يوم الأحد. نفس الوقت كالأسبوع الماضي؟"

ريبيكا: "بالطبع. 10:00 صباحاً في منزلي."

"رائع! هل... سيكون (دايفيد) هناك لمساعدتنا؟"

ريبيكا: "لا، لا أظن ذلك. في غالب الأحيان يقوم بقضاء يوم الأحد يعمل مؤخراً..."

فتغير مزاجها وكان يبدو عليها أنها متضايقة وهي تنظر إلى النافذة بدون أن تحرك رأسها، وأكملت:

"كل ما يفكر به هو العمل، العمل، العمل. هل تستطيع تصديق حتى أنه يقضي الليل بأكمله في المكتب؟ هذا الإثنين لم يأتي حتى لينام في المنزل! قال بأن لديه اجتماعاً مهماً. شيء ما خاطئ قد حدث، لأنه عندما عاد كان مرهقاً ومتعباً بشكل ملحوظ جداً"

"حسنا، هو..."

في تلك اللحظة تذكر (أورين) شيئاً وقال لها متسائلاً: "مهلا، هل قلتِ ليلة يوم الإثنين؟"

تذكر (أورين) بتلقائية سريعة ما حدث له ليلة يوم الإثنين هو و (جودي) عندما وجدوا أبناء عشتروت...

فسألته ريبيكا عن سبب سؤاله ولكنه لم يخبارها بشيء، على الرغم بأنه غير متأكد من الفكرة التي خطرت بباله، ففكرة ربط سبب غياب (دايفيد) ليلة يوم الإثنين باجتماع أبناء عشتروت وبأنه من الممكن أنه واحد منهم.. لهي فكرة مجنونة.

بينما كان أورين يفكر، نظرت ريبيكا إلى ساعة يدها ومن ثم قالت: "حسنا إذن، سأراك غدا! آسفة علي أن أغادر في أقرب وقت، أنا في عجلة من أمري اليوم."

"لا مشكلة! إلى اللقاء!"

ظل (أورين) واقفاً مكانه وهو يفكر، هل من الممكن أن يكون الأمر مجرد مصادفة؟ هل من الممكن حقا أن يكون (دايفيد) متورط في هذا بطريقة ما؟ ولكن فضول (أورين) قام بهزيمته، على الرغم من أنه هو من أراد أن يبقى بعيدا عن هذا الأمر. ولكنه قرر بأن يبحث حول الأمر، وفي حالة كان حقا واحد منهم، فمن الممكن أن هناك دليل ليثبت ذلك موجود في منزله. لذلك فأول شيء فكر القيام به هو طلب المساعدة من (جودي).

أخرج هاتفه ودخل مباشرة إلى تطبيق المراسلة وتمت المحادثة كالآتي:

بعد إنتهاء المحادثة، ذهب (أورين) مباشرة إلى منزل الآنسة (ويلسون).

**

ظلت (جودي) أمام باب المدرسة تنتظر الآنسة (ويلسون) لتخرج حتى تتحدث معها. كانت ساحة المدرسة خالية تماما وخرجت الآنسة (ويلسون) ولكنها لم تلمح (جودي) التي كانت تقف خلف أحد أعمدة المبنى، فحدثتها وسمعتها الآنسة (ويلسون) من الوراء فاستدارت إليها.

جودي: "مساء الخير! آنسة (ويلسون)!"

ريبيكا: "مرحبا (جودي)! هل أستطيع مساعدتك؟"

قامت جودي بشبك أصابع يديها ومن ثم تحدثت: "نعم! أتعلمين، كنت أفكر حول درس اليوم، ويا إلاهي، كان درساً مثيراً للإهتمام! لم يسبق لي أن فكرت بأن الحرب الكورية ستترك أثرا كبيراً في نفسي حتى الآن. هل تستطيعين التعمق أكثر في ذلك الموضوع يا آنسة (ويلسون)؟ فأنا أحب ذلك!"

كانت الآنسة (ويلسون) تبدو سعيدة بأن أحد طلابها أبدى إهتماماً كبيراً بأحد دروس المادة التي تحبها وتدرسها.. وقالت لها: "بالطبع يا (جودي)! في أي وقت تريدين. أحببت شغفك هذا حقاً!"

فاستدارت (جودي) موجهة ظهرها للآنسة (ويلسون) ومن ثم قالت بمكر بريئ: "رائع! لنفعلها الآن! ودعينا نبدأ من البداية! متى تأسست كوريا؟ ولماذا كوريا قد سميت بكوريا؟"

هذا جعل من الآنسة (ويلسون) ترتبك وتتردد لأنه من المفترض لها أن تلتقي بخطيبها (دايفيد) بعد العمل وقضاء بقية اليوم معه... وعلى الرغم من أنه اليوم هو اليوم الوحيد الذي تستطيع قضاء وقت مع (دايفيد) لوحدهم، لكن حبها لمادة التاريخ ورؤية شغف طالبتها الكبير قد هزم رغبتها في قضاء الوقت مع خطيبها. وكل هذا من أجل نجاح تسلل (أورين) إلى منزلها للبحث عن دلائل حول علاقة (دايفيد) بأبناء عشتروت، ويبدو بأن (جودي) قد نجحت في مهمتها باستدراج الآنسة (أورين) لترك المجال والوقت لـ(أورين).

ريبيكا: "حسنا ... أعتقد بأن لدي بعض دقائق."

**

في الجانب الآخر وصل (أورين) أمام المبنى الذي تعيش فيه الآنسة (ويلسون) مع خطيبها، فدخل وذهب مباشرة إلى باب الشقة بدون إهدار للوقت، وقام أولاً برن جرس المنزل حتى يتأكد من عدم وجود أي شخص هناك فلم يجب أحد.. ورن للمرة الثانية والثالثة كمحاولات أخيرة حرصاً للتأكد التام.

ابتسم (أورين) ومد يده إلى حقيبته ليخرج عدته حتى يفتح الباب بدون مفتاح كما يفعل اللصوص والمتسللين.. فقد شاهد من قبل فيديو معين على يوتيوب من قناة روسية تُعلم كيفية كسر قفل الأبواب. استمر لدقائق قليلة باعتبارها مرته الأولى في فتح أقفالٍ غير أقفال أبواب منزله.

وفي الأخير نجح في فتح الباب ودخل بسلاسلة وأراد أن يكون سريعاً قبل أن تنتهي (جودي) من إلهاء الآنسة (ويلسون).

بعد دخوله كان واقفاً في مكانه وهو يبحث بعينيه بسرعة عن دليل ما، حتى وجد ورقة بها ملاحظة موجودة على طاولة غرفة الإنتظار، وضع حقيبته على الأرض وأمسك بالورقة ووجد بأنها رسالة من (دايفيد) إلى (ريبيكا) حيث يقول فيها:

ريبيكا، أنا آسف، ولكن علي أن أذهب. لقد تلقيت إتصالا من العمل. أنتِ تعلمين بأنه من المفترض أن نقضي بقية اليوم معاً، ولكنني أعدك بأنّي سوف أعوضك حتماً. فأنا الرجل الأكثر حظاً لوجودي معك. عندما ينتهي كل هذا، سوف آخدك في رحلة حول العالم يا حبيبتي، أحبك أكثر من أي وقت مضى. (دايفيد)

لم يُعجب (أورين) ما قرأه في الرسالة وقرر الإحتفاظ بتلك الرسالة لنفسه حتى لا تقرأها الآنسة (ويلسون) وهو يقول في نفسه:

(بلا بلا بلا، التحدث كثير والفعل قليل. الحب يكون بالأفعال وليس بالوعود الفارغة يا صديقي. حظاً موفقاً المرة القادمة.)

حتى أدرك بأنه يضيع الوقت وبأن عليه الإسراع.

يتبع..

2022/01/19 · 115 مشاهدة · 1489 كلمة
نادي الروايات - 2025