الفصل 001 : بداية دراسة فاشلة.
-----------------------------
عاد (أورين) أخيرا إلى المنزل وهو مرتاح البال لأنه وبعد أن دخل إلى المنزل فلن يزعجه أحد.
فصاح بعد اغلاقه لباب المنزل قائلاً : "مرحبا. أنا في المنزل!"
وكان رد أخته الغير الشقيقة (جودي) هي أول شيء يسمعه.
جودي: "مرحباً أورين!"
كانت (جودي) تهبط في السلالم مسرعة لتحية أخيها الأكبر الغير الشقيق (أورين) .. فهي أقل منه بسنة واحدة في المدرسة، ولكنها مجتهدة في دراستها على أغلب الطلاب الأكبر سناً في المدرسة وأفضل من (أورين) في أمور الدراسة بطبيعة الحال.. فهي دائما وفي كل المواقف مستقيمة كالسهم ولا تقع في المشاكل .. وهي دائما ما تعامل أخاها الغير الشقيق (أورين) بشكل جيد. فعندما جاء (أورين) إلى بلدة (ميستبوري) قبل 4 سنوات، كانوا قد أصبحوا أصدقاء على الفور وقد أحسوا وكأنهم كانوا يعيشون مع بعضهم البعض في نفس المنزل منذ مدة طويلة.
وقفت (جودي) أمام (أورين) وقفة أنثوية جميلة فقد كانت تسريحة شعرها اللطيفة على شكل ظفيرة سميكة تليق بشعرها البني الفاتح، ووجهها الملائكي يبتسم مع خدود بلون وردي طبيعي وهي ترتدي بلوزة وردية داكنة مع تنورة بيضاء مزخرفة بخطوط سوداء اللون وجوارب وردية طويلة مع حذاء رمادي.
جودي: "هل تحدثت مع الآنسة (ويلسون) بعد المدرسة؟"
أورين: "أجل! لقد أخبرتني بأن درجاتي عبارة عن فوضى."
فأجباته (جودي) بعد أن غيّرت ملامحها إلى ملامح تجعلك تقول بأنها كانت تعلم بأن هذا سيحصل.
جودي: "أرأيت؟ لقد أخبرتك بأنه عليك أن تتوقف عن كونك كسولاً قبل وقت طويل."
فرد عليها (أورين) قائلا : "نعم، نعم أنا أعلم، ولكن هذا قد انتهى. أنا رجل جديد الآن. كلمات الآنسة (ويلسون) جعلتني أفكر ملياً"
أجابت (جودي) وكلها ثقة قائلة: "أوه حقا؟ لأنه في الحقيقة أعتقد بأن كل ما قالته لك دخل من أذن واحدة وخرج من الأذن الأخرى، وأنت عندما كنت أمامها فقط تراقب جسدها بعينيك.." فابتسمت وأكملت كلامها "أنا لا أريد أن أحطم قلبك ولكن علي أن أخبرك بأنها مخطوبة بالفعل."
تعجب (أورين) من كلام (جودي) فرد عليها وهو يتلعثم : "ماذا؟ كيف؟ .. أنا أقصد .. لا! أنا أعلم بأنها مخطوبة.. وما تقولينه ليس حقيقياً! فأنا حقاً سأنجح في هذا العام! .. عرضت عليّ الآنسة (ويلسون) بأن تساعدني في مادة التاريخ، ولكنني سأحتاج بعض المساعدة في الرياضيات، علم الأحياء والكيمياء أيضاً."
غيرت (جودي) وقفتها واستقامت وردت عليه قائلة: "حسنا حسنا، إن كنت حقاً ستلتزم سأساعدك بكل ما عندي من قوة."
أورين: "شكراً لكِ يا (جودي)، كنت أعلم بأنني استطيع الإعتماد عليكِ"
جودي: "بالطبع! إذا أردت يمكننا البدء غدا بعد الظهر بالجبر والإحصاء. لطالما كانت مادة الرياضيات هي ما أبرع فيه.. أما بالنسبة لمادة الكيمياء فعليك أن تسأل (لورين)، أنت تعلم بأنها خبيرة في تلك المادة. أنا متأكدة من أنك إن سألتها بلطف فسوف تساعدك أيضاً."
فأجابها (أورين) قائلاً: "أجل.. أنا أتمنى ذلك. حسنا، شكرا لك (جودي) لنبدأ غدا إذن!"
جودي: "بالطبع! سأساعدك بكل إخلاص. ولكنك ستكون مديناً لي بمعروف."
أورين: أمم.. لا أظن أن هذا الكلام يعني أنك ستساعدينني بإخلاص.. ولكن لا بأس، سأكون مدينا لك. أنا أعدك."
ابتسمت (جودي) ابتسامة عريضة وبريئة وهي تستعد للمغادرة ومن ثم قالت: "شكراً لك أخي! أراك لاحقاً!"
بعد مغادرة (جودي) صعد (أورين) إلى الطابق العلوي ليبحث عن (لورين)، وتذكر بأنها قد تكون في غرفتها في ذلك الوقت من النهار..
فتح باب غرفتها فوجدها مستلقية على بطنها وهي تستخدم الحاسوب المحمول الخاص بها.
(لورين) هي إبنة (كارلا) وأخت (جودي) وهي في نفس عمر (أورين)، هناك فقط بضعة أشهر بينهم في العمر لذلك فهم يدرسون في نفس الفصل .. بصورة شاملة، هي ليست جيدة كطالبة مثل أختها، ولكن بفطرتها تميل إلى مادة الكيمياء. لدرجة أنها حصلت على منحة دراسية للكلية بسبب ذلك.
أورين: "مرحباً (لورين)!"
أدارت (لورين) وجهها وهي تنظر إلى (أورين) فهي توأم (جودي) وأيضاً تشبهها كثيراً من الناحية الفيزيائية باستثناء لون الشعر .. فلون شعر (لورين) أسود، وأيضاً اللون المفضل لديها هو الأسود فهي ترتديه في ملابسها كثيراً، وتُطلي أظافرها بنفس اللون أيضاً.. ولكن من ناحية الشخصية فهما يختلفان تماما. لأنه وبينما لدى (جودي) ذلك السلوك اللطيف والودود، فـ(لورين) أكثر برودا.
في البداية عندما التقى (أورين) بها لأول مرة فقد كانت بالكاد تتحدث إليه، وفي الأشهر الأولى كانت تقوم فقط بإعطائه أجوبة فظة ونظرات سيئة. ولكن ومع مرور الوقت بدأوا بالثقة ببعضهم البعض أكثر فأكثر. وعلاقتهم قد تعمقت والآن أصبحوا أصدقاء جيدين. فهو يحترمها وهي تحترمه كذلك .. أو هذا ما يظنه (أورين) من منظوره الخاص.
غيرت (لورين) وضعية استلقائها فوق السرير وحدثت (أورين) قائلة: "مرحباً أيها الغبي"
فسألها غير مبالِ بعد أن كلمته بتلك الطريقة التي لا تدل على أنهم أصدقاء جيدين جداً قائلاً: "ماذا تفعلين؟"
لورين: "ليس كثيراً حقاً، فقط أشاهد الموسم الجديد من مسلسل (أوزارك)، في هذه الحلقة...."
فقاطعها (أورين) بسرعة كلامها قائلا: "لا لا لا لا لا! لا أريد أن أعرف! فأنا لم أشاهده بعد!"
ضحكت (لورين) ضحكة خافتة ومن ثم قالت: "حسنا حسنا، لا تقلق. لن أحرقه عليه .. إذن، هل أردت أن تقول لي شيئاً ما ؟"
أورين: "أجل، اليوم قد تحدثت مع الآنسة (ويلسون) بعد الفصل الدراسي. وإتضح بأنني لست جيداً بما فيه الكفاية وبأنني أحتاج إلى التحسن في بعض المواد."
أجابته (لورين) وهي تضحك : "هاهاهاها لقد علمت بأنك ستفشل في إختبارات نصف السنة! لم أرك تحمل كتاباً منذ بداية السنة الدراسية.. كنتُ دائماً ما تقول 'هممم أجل، لا تقلقي يا (لورين)، كل شيء تحت السيطرة.'"
فرد عليها (أورين) مستسلما: "حسنا حسنا، لقد فهمت، أنا أستحق ذلك ولقد أفسدت الأمر.. أحتاج إلى مساعدتك في مادة الكيمياء. فعلى ما أعتقد هي أكثر مادة أنا سيء بها وأنا أعلم كم أنتِ جيدة في فيها.
قامت (لورين) مجدداً بتغيير وضعيتها وقامت بالجلوس ويديها على ركبتيها وهي تتحدث.
لورين: الكيمياء... أجل أنا جيدة فيها على ما أظن.. السؤال هنا هو، ماذا سأستفيد أنا من هذا؟... أنا أقصد، سيكون عليّ أن أستثمر الكثير من وقتي الثمين لكي أساعدك حتى تخرج من تلك الحفرة التي أنت فيها الآن.."
أورين: "أوه من فضلك، أليست شعورك بتقديم المساعدة لي كافٍ بالنسبة لك؟"
أجابت (لورين) قائلة: "همممم هذا مغرٍ ولكن أظن بأنني سأتجاوز هذا."
تنهد (أورين) ومن ثم قال: "حسنا إذن، لقد ربحتي، ماذا تريدين؟"
لورين: "في الحقيقة لم أفكر بالأمر بعد." فبدأت تفكر في ماذا تريد منه ومن ثم قالت: "هممممم .. أجل.. هناك مجموعة من الأشياء قد فكرت فيها الآن والتي تستطيع القيام بها من أجلي.. لا تقلق، عندما سأحتاج منك شيئاً سأخبرك."
أجابها (أورين) متذمراً: "يا إلاهي، بدأت تتراكم عليّ الديون وأنا لم أبدأ بعد الدراسة. حسنا إذن، نحن متفقان الآن. من الأفضل لك أن تكوني أفضل مُدَرِّسة كيمياء في العالم."
قامت (لورين) من مكانها ومن تم قالت وهي مبتسمة: "رائع! يسعدني القيام بالأعمال معك! أنا أتطلع لبدأ الدراسة."
أورين: "أنتي متحمسة زيادة عن اللزوم حول هذا، مما يجعلني خائفاً نوعا ما."
لورين: "ليس لديك أي سبب لتكون خائفاً، عزيزي المبتدئ."
أورين: "أنا لا أعلم في ماذا تفكرين حول سؤالك لي هذا ولكن..."
فأجابته (لورين) باستفزاز: "لا تقلق حول هذا الآن. إذهب وأدرس بنفسك وحاول إيجاد نقاط ضعفك. سيكون هذا تمكيناً ذاتياً"
أورين: "ولكن...."
لم يكد يكمل (أورين) كلامه حتى قاطعته (لورين) وهي تدفعه من الخلف لكي يخرج من غرفتها قائلة:
"هيا! لا تضيع المزيد من الوقت! وداعا!!"
مرت نصف ساعة منذ محادثتهما، وقد ذهب (أورين) إلى غرفته وهو جالس على جهاز الحاسوب الخاص به بينما يتحدث بشكل عادي مع نفسه: "حسنا إذن، لنبدأ، لدي كل شيء جاهز. أعتقد بأنني سأبدأ بعلم الأحياء، لطالما أعجبتني هذه المادة.. دعنا نرى في أي جزء سأبدأ.."
التفاعل الرئيسي لدورة حمض الكربوكسيل وطرق أخرى من الأكسدة التقويضية للأسيتيل مرافق الإنزيم-أ
بعد أن قرأ (أورين) جملة واحدة، بدأ يشعر بالغباء والحرارة في داخل رأسه فقال:
"اللعنة, حسناً أنا أرى بأن علم الأحياء اللعين هذا يريد أن يلعب معي بصعوبة. سيتوجب علي الآن أن أعيد من البداية .. من الأفضل أن أحضر بعض الوجبات الخفيفة لكي أجمع الطاقة قبل أن أبدأ. سأعود حالاً."
مرت ساعتين ولقد بدأ يحل الظلام على غرفة (أورين) فرفع يده وهو منزعج قليلاً قائلاً:
"آآه اللعنة، لقد انجررت مع ذلك الفلم والآن لقد حان وقت وجبة العشاء .. ولكن الآن، أجل! إنه وقت الدراسة! ابتعدوا عن الطريق جميعاً، أجدد طالب ناجح في العالم قد عاد إليكم! دعنا نبدأ الآن! هيـــا بنـــــا!!!"
يتبع..