20 - الإستعداد للحفلة التنكرية

الفصل 020 : الإستعداد للحفلة التنكرية.

---------------------------------------

حل يوم الجمعة أخيرا، اليوم الذي كان ينتظره كل من تمت دعوته إلى حفلة، وكذلك من لم يتم دعوته، فالكل يحب عطلة نهاية الأسبوع.

انتهت حصة مادة التاريخ عند الآنسة (ويلسون) بسماع طلابها لرنين الجرس. وقبل أن يخرج الجميع تمنت الآنسة (ويلسون) لجميع طلابها عطلة نهاية أسبوع سعيدة وجيدة، وبعد ذلك بدأت تفرق عليهم مقالاتهم حول درس "فلاسفة العصر الحديث"، بعضهم لم تعجبهم علاماتهم المكتوبة على الورقة بالأحمر، والبعض الآخر يبدو سعيدا لأنه أحرز على الأقل علامة جيدة أو لا بأس بها. وهناك (أورين) الذي اقتربت منه الآنسة (ويلسون) حتى تعطيه ورقته وهو يبدو متوتراً، لأنه يعلم بأنه قام بتغيير مقالته الفاشلة بمقالة جاك (البدين)، فلا يعلم ماذا ستكون ردة فعل الآنسة (ويلسون) معه. ولكن بعد أن وقفت بجانبه أعطته ورقته وانحنت قليلاً ووجهها يشرق على (أورين) بابتسامة جميلة..

ومن ثم قالت له: "هاهي مقالتك يا (أورين). لقد قمت بعمل ممتاز! أعلى علامة في الفصل، أنا أهنئُك."

بعد أن قالت الآنسة (ويلسون) ذلك، تدخل (توم) الذي يجلس في الطاولة الأولى أمام (أورين) في الصف الجانبي، وقال ووجهه عبوس جدا:

"ماذا؟ من الواضح أنه قد غش بطريقة ما."

اقتربت منه الآنسة (ويلسون) وجمعت يديها تحت صدرها وقالت له بهدوء:

"لو كنت مكانك، فسأكون قلقاً أكثر على نفسك، (توم). هاهي مقالتك، لقد حصلت على علامة F."

بعد أن سمع (أورين) علامة (توم)، إنفجر ضاحكاً وهو ينظر إليه بنظرات تفاخر، (توم) لم يعجبه ذلك، وبما أنه لا يستطيع فعل أي شيء ليغير تلك الحقيقة، فأمره بأن يصمت واستدار وهو يبحث عن أخطاء في ورقته، آملاً بأن تكون الآنسة (ويلسون) قد أخطأت في التصحيح، على الرغم من أنه يعلم بأنه فاشل في معظم المواد وأولهم مادة التاريخ. لكنه ظل يبحث بينما يسب ويشتم (أورين) في خاطره.

قامت الآنسة (ويلسون) بتسليم ورقة (لورين) وهنأتها هي أيضاً لحصولها على A. وأخبرتها بأنها هي الأفضل بعد علامة (أورين). كانت (لورين) بوجه عادي جداً بينما تنظر إلى ورقتها.

بعد ذلك سلمت ورقة جاك (البدين)، وبدأت توبخه قليلا على عدم حصوله على علامة لا بأس بها على الأقل. لكنهم لا يعلمون بأن تلك المقالة هي خاصة ب(أورين). أخبرته بأنه ليست من عاداته أن يحصل على علامة سيئة في مادة التاريخ، وبأنه يستطيع كتابة مقالة أفضل بكثير المرة القادمة.

لكن جاك (البدين) ليس شخصا جباناً أو شيء من هذا القبيل، فقد قام من مكانه وهو غير مصدق لما يراه على تلك الورقة، لأنه يعلم يقيناً بأنه كتب أفضل مقالة قد تقرأها معلمته من بين جميع مقالات زملائه في الفصل.

فبدأ جاك (البدين) يتحدث مدافعاً عن نفسه بعد أن قرأ عنوان المقالة: "ماذا؟ ... دواين ذا روك جونسون: السقراطية الحديثة؟؟ .. هذه ليست مقالتي، يا آنسة (ويلسون)!"

لكن الآنسة (ويلسون) لم تكترث لما قاله جاك (البدين)، لأنها ومع خبرتها وتجربتها في تدريس المئات من الطلاب خلال مسيرتها المهنية كأستاذة، فهي تعلم بأن العديد من الطلاب عندما يحصلون على علامات سيئة يبدأون بإختلاق الأعذار حتى ترفع لهم الدرجات..

فقالت له: "لا أريد المزيد من الأعذار، (جاك). هذه هي المقالة التي أعطيتني إياها."

حاول جاك (البدين) أن يقاوم أكثر، ولكنها لم تترك له المجال لذلك.

بعد أن فرقت الآنسة (ويلسون) كل المقالات على طلابها، قامت (ياسمين) من مكانها ووقفت أمام جميع الطلاب وبدأت بالتحدث إليهم:

"حسنا، أعيروني إنتباهكم جميعاً، بالنسبة لأولئك الذين دعوتهم إلى حفلتي: يمكنكم الحضور بعد الساعة 19:00 مساءًا. وليس عليكم إحضار أي شيء، ستكون هناك حانة مفتوحة للجميع."

كان (توم) أول من يبدوا متحمساً وسعيداً وكل الأشخاص الذين تمت دعوتهم كذلك. فبعد أن أنهت كلامها، وجهت كلامها القاسي إلى (أورين) بصوت مرتفع يسمعه جميع من في القاعة. قائلة:

"و... (أورين)، أعتقد بأنني وضحت كلامي لك، ولكن إن تجرأت على الظهور هناك، فسوف تجد حراس الأمن ليلعبوا معك قليلاً."

رد عليها (أورين) وهو يمثّل على أنه غير مهتم بالحفلة: "أجل، أجل، أنا أعلم، لا أريد الذهاب أيضاً."

ياسمين: "جيد.. حسنا جميعاً إذهبوا إلى منازلهم، أراكم لاحقا!"

***

مرت بضع ساعات، وكان (أورين) في الطابق العلوي من منزله، متتظراً الفتيات ليذهبوا إلى الحفلة، بعد أن اقتربت الساعة 19:00. فذهب إلى غرفة (جودي) وطرق على بابها، معلنا بأنه سوف يدخل.

فتح باب الغرفة بإذا به يجد (آيريس) صديقة (جودي) المفضلة، وهي ترتدي كوسبلاي لشخصية أنثوية خيالية تظهر بعض مفاتن جسمها المثيرة، فرحب بها وبدأ يمدح جمالها وجمال الزي الذي ترتديه.

"واو، تبدين رائعة! لا يوجد أي شخص قد يرتدي هذا الزي أفضل منك."

احمرَّت (آيريس) خجلاً ولم تستطع بعد سماعها لذلك أن تتواصل جيداً مع (أورين) بعينيها، فشكرته وهي تنظر إلى يسارها بينما تلعب بخصلات شعرها، قائلة:

"ش-شكرا لك... لقد صنعت هذا الزي بنفسي. أنت تبدو رائعاً أيضاً."

أخبرته (آيريس) بأنه يبدو رائعاً، على الرغم من أنه لم يكن يرتدي أي زي كوسبلاي قط، فقال لها:

"حسنا، أنا لست متنكرا..."

إزدادت (آيريس) خجلاً وضيقت عينيها، وقالت له: "أنا أعلم، ما أقصده هو..."

لكنها لم تستطع مواصلة الحديث وهي خجولة، فنادت على (جودي) وسألتها إن كانت مستعدة. خرجت (جودي) من وراء ستار كما تفعل عارضات الأزياء، وكانت ترتدي كوسبلاي لشخصية خيالية من لعبة معينة. فتفاجأ (أورين) من خروجها من هناك، لأنه لم يشعر بوجودها في الغرفة عندما دخل.

أورين: "مـ-مرحبا أختي! منذ متى وأنتِ هنا؟"

جودي: "منذ مدة. عن ماذا كنتما تتحدثان أنتما الإثنان؟"

أورين: "لا، لا شيء... آهه.. تبدين رائعة!"

حافظت (جودي) على وقفتها كعارضة أزياء وبدأت تدور حول نفسها لتظهر كل تفاصيل جسمها وهي ترتدي ذلك الزي.. حتى وقفت بجانب (آيريس) ونظروا إلى بعضهم البعض، ومن ثم قالت (جودي):

"حسنا إذا، أعتقد بأننا جاهزتان."

آيريس: "دعينا لا نضيع المزيد من الوقت إذن، لنذهب!"

"حسنا، استمتعوا جيدا أنتما الإثنان، أراكم غدا!"

خرجت الفتاتان من الغرفة، و(أورين) يراقبهم من مكانه. وهو يتسائل عن كم سيكون عدد الفتيات المثيرات في تلك الحفلة. فاستدار وذهب مباشرة نحو غرفة (لورين) وطرق عليها الباب ليتحقق إن كانت جاهزة للذهاب إلى الحفلة:

"(لورين)؟ هل أنتِ جاهزة؟ لقد اقتربت الساعة السابعة."

فردت عليه بأنها قاربت على الإنتهاء، وطلبت منه الدخول إلى الغرفة. ووجدها ترتدي زيا خاصاً بساحرة مثيرة وجميلة، فمدح زيها الذي قد يناسب جمالها مع أظافرها الملونة بالأسود، وقد ناسب الزي شخصية (لورين) بشكل رائع وجيد.

لورين: "أجل، أحتاج فقط إلى أن أربط بضع مئات من الخيوط.. هل تستطيع أن تعطني دبوساً أو إثنان؟"

كانت (لورين) ترتدي شبكة سوداء على شكل مجموعة من شبكات العنكبوت المجتمعة على قدميها كجزء من زي الساحرة السوداء. سألها (أورين) عن مكان وجود الدبابيس، فأشارت بيدها نحو مكانهم. بعد ذلك ربطت كل الخيوط مع بعضها البعض حتى أصبح زيها جاهزاً.

لورين: "حسنا... كيف أبدو؟"

"فاتنة وساحرة بكل ما في الكلمتان من معنى. من المؤسف جداً أنني لن أستطيع الذهاب إلى الحفلة... ستجعلين جميع الفتيان يفقدون عقولهم هناك.. حسنا، إحظي بوقت جيد! أراك غدا."

لورين: "شكرا! متأكدة من أنني سوف أستمتع هناك."

***

خرج الجميع من المنزل وبقي (أورين) وحيدا هناك يتنهد كثيراً على ضياع فرصته للذهاب إلى الحفلة. فكان يتحدث إلى نفسه بوجه تعيس:

(أنا متأكد من أنهم سيقضون وقتا ممتعاً. على كل حال، سوف أخلد إلى النوم، وغدا سيخبرونني كيف كانت الحفلة.)

ثم تحولت ملامحه إلى وجه يبتسم إبتسامة شريرة ومن ثم أكمل.

(هذا ما كنت سأقوله إن كنت لن أقتحم تلك الحفلة اللعينة، يا عزيزي! من الجيد أن (لورين) إستطاعت أن تحصل لي على تلك التذكرة، على الرغم من أنه لن تكون لها فائدة على ما تعتقد ياسمين اللعينة، ما لم ألبس الكوسبلاي خاصتي التي إشتريتها خصيصا لعملية الإقتحام السري، بعد أن أتنكر وأخفي هويتي حتى لا يتعرف عليّ أحد هناك.)

ومن ثم صرخ بكل ما أوتي من قوة وقال: "إنتظروني أيتها العاهرات أنا قادم!"

فارتدى البدلة خاصته وقام بتشغيل الموسيقى بصوت مرتفع، وبدأ يقوم بمزيج من حركات غريبة على أنه يمثل الشخصية التي إرتدى زيها وسعادته وحماسه بأنه سيقتحم الحفلة بدون أن يتعرف عليه أحد. حتى سمع صوت (كارلا) تصيح عليه:

"(أوورين)! هل تستطيع إخفاض صوت الموسيقى قليلا، أرجوك؟"

فوقف بعد ذلك بشكل طبيعي وأخبر (كارلا) بأنه آسف وقام بإيقاف تشغيل الموسيقى. وأخبرها بأنه سوف يخرج، وأنه ذاهب إلى الحفلة مع (لورين) و(جودي)، فردت عليه بأن يكون حذرا، ومن ثم استعد للخروج بعد أن أكد مع نفسه بأنه مهما حدث لا يجب عليه أن يزيل القناع من على رأسه، ولا يجب على (ياسمين) أن تتعرف عليه.

يتبع..

2022/01/19 · 122 مشاهدة · 1283 كلمة
نادي الروايات - 2025