الفصل 028 : الوقوع في الفخ.
---------------------------------
وصل الإخوة الثلاثة إلى المدرسة وكان أول من يستقبلهم هناك هي (آيريس) صديقة (جودي) المفضلة.
كانت واقفة من بعيد وعندما رأتهم كانت تهرول نحوهم وهي تبدو سعيدة، فصاحت:
"هاي! لقد مر وقت طويل من دون أن أراك!"
كانت (جودي) أيضا سعيدة ويديها فوق صدرها، فقالت لها:
"(آيريس)! لا تكوني سخيفة! لقد رأينا بعضنا البعض في يوم الجمعة!"
وكان (أورين) ورائهم واقف وهو يتثائب. وجاءت (آيريس) مهرولة نحوهم، فقامت (جودي) بفتح ذراعيها حتى تعانقها، ولكن (آيريس) تخطت (جودي) وذهبت مباشرة نحو (أورين) وقالت له ويديها فوق صدرها:
"(أورين)! كيف مرّت عطلة الأسبوع لديك؟"
ظلت (جودي) مكانها لم تتحرك وكأنها صنم، لأنها لم تستطع استيعاب ما حدث للتو، كان الآخران يتحدثان بدون اهتمام.
أورين: "اهمم... حسنا، قضيت يوم السبت بأكمله نائماً لذا... الوقت قد مر بسرعة."
آيريس: "هذا مبهر! هاي، هل تمرنت هذا الصباح؟ لأنك تبدو رائعاً!"
أجابها: "في الحقيقة... أجل، قمت ببعض التمارين عندما استيقظت، شكرا لك على ملاحظتك... أنتِ تبدين رائعة أيضاً!"
في تلك اللحظة استدارت (جودي) ببطئ وظلت تنظر إلى (آيريس) من الخلف وهي خائبة للأمل. حتى كلمتها وبدا عليها الإنزعاج:
"أحم! مرحبا صديقتي! أنا هنا أيضاً، أتعلمين هذا؟"
تلاقت عليناهما، وقالت لها (آيريس):
"(جودي)! لا تكوني غيورة! كنتُ فقط أقول مرحباً لأخيك الغير الشقيق! أنا وأنتِ كنا نتراسل لعطلة نهاية الأسبوع بأكملها!"
ظلت (جودي) منزعجة فهي تحب صديقتها المفضلة كثيراً ولم يعجبها الأمر حينما رحبت ب(أورين) قبلها، لكنها لم تهتم بما قالت (آيريس) لها وظلت صامتة وهي تنظر إلى الأرض.
فقالت لها (آيريس) مرة أخرى:
"من الآن فصاعدا، سوف أعطيك انتباهي بأكمله. إذن أخبريني... كيف كان موعدك مع (جايمس)؟ فأنتِ لم تردي على رسالتي الأخيرة..."
احمّر وجه (جودي) بأكمله، وكانت تنظر إلى (أورين) وتتحدث إلى (آيريس) وهي مرتبكة:
"مـ-مـــــــاذا؟ أيّ موعد؟ أوه! ذلك! ذلك لم يكن موعداً... لقد كان اجتماعا مع الأصدقاء، و... نحن لم نعد أصدقاء بعد الآن. لأنه شخص مغفل."
ضيقت (آيريس) عينيها وأرادت أن تضايق صديقتها قليلا أمام (أورين) فقالت وهي تبتسم ابتسامة ماكرة:
"اجتماع مع الأصدقاء؟ لقد كنتِ معجبة به لمدة..."
لم تستطِع (آيريس) اكمال كلامها، بعد أن صرخت عليها (جودي) وهي محرجة للغاية قائلة:
"اخرسي!"
ثم أمسكت بها من الوراء ودفعتها وهي متوجهة نحو فصلهم الدراسي، وكانت تنظر إلى (أورين) بوجه أحمر كلون الطماطم وقالت له:
"حسنا، (أورين)، أنا وصديقتي العزيزة يجب أن نذهب، أراك لاحقا في المنزل!"
فرد عليهم (أورين) بشكل عادي: "حسنا! الوداع يا فتيات!"
كانت (جودي) محرجة للغاية من ذِكر (آيريس) لذلك أمام (أورين)، ولكن في الحقيقة (أورين) لم يهتم لذلك حقا.
***
مرت بضع ساعات، ورن جرس المدرسة بعد أن انتهت الحصة فكان (أورين) ينظر عبر النافذة وهو يفكر مع نفسه: (لم تكن لدي حصة مع ريبيكا اليوم.. سوف أسألها غدا بعد الإختبار. هممم... والآن بعد أن تذكرت، يجب أن أعود إلى المنزل لأدرس من أجل اختبار الغد، أريد أن أبهرها.)
***
عاد (أورين) إلى المنزل وكانت (جودي) قد خرجت من المطبخ وهي تحمل صحناً مليئاً برقائق البطاطس المقلية، فكلمها (أورين):
"مرحبا (جودي)! أخطط لكي أقضي هذا المساء بأكمله وأنا أدرس، لذا أريد إزعاجاً."
كانت (جودي) تبتسم وقالت له:
"هذا جيد! لن نفعل ذلك. (لورين) قد ذهبت إلى صالة الرياضة على كل حال."
تساءل (أورين): "أوه، ولماذا استخدمتي صيغة الجمع إذن؟"
نظرت إلى يسارها وقالت بدون أن تنظر إليه مباشرة:
"قمت بدعوة (آيريس) إلى المنزل، فهي توجد الآن في غرفتي. لذلك كنت في المطبخ لأحضر معي رقائق البطاطس إلى الغرفة."
"أوه، حسنا. فقط لا تقوموا بعمل ضجيج."
(جودي): حسنا!!"
ذهب (أورين) مباشرة إلى غرفته وأقفل الباب عليه، فجلس على سرير وفتح حاسوبه المحمول وبدأ الدراسة على الفور.
***
دخلت (جودي) إلى غرفتها وهي تتحدث إلى (آيريس) فقالت لها بينما تغلق الباب وراءها:
"(آيريس)! لقد أحضرت رقائق البطاطس! آمل أن تحبي نكهة الشواء!"
وحين أغلقت الباب واستدارت، وجدت (آيريس) تقيس حمالة الصدر خاصتها، فصاحت عليها:
"ماذا تفعلي... هاي!! حمالة الصدر تلك خاصتي!"
استدارت (آيريس) إلى (جودي) ووقفت بوضعية أنثوية وكأنها تستعرض نفسها وهي مرتدية لحمالة الصدر بها رسومات لفاكهة الفرولة، فقالت لها:
"أجل، أنا أعلم! لا أستطيع تصديق بأنها تناسبني! إنها مريحة للغاية! من أين اشتريتيها؟"
جودي: "في المكان المعتاد."
آيريس: "يجب أن أشتري واحدة كهذه!"
اقتربت منها (جودي) وهي تنظر إلى حمالة صدرها وقالت لها:
"في الحقيقة... انها تناسبك حقاً."
ابتسمت (آيريس) وقالت:
"أليس كذلك؟ لقد أحببتها!" فجلست (آيريس) على الأرض أمام خزانة ملابس (جودي) الخاصة وقالت لها:
"أرجوكي، أخبريني بأن لديك سروال داخلي مطابق لها!"
أجابت (جودي): "بالتأكيد لدي! هاها، إنه في الدرج الأخير." وكان تشير إلى الخزانة.
فطلبت منها (آيريس):
"هل تمانعين إن جربتهم؟"
جودي: "لا يا حبيبتي، تفضلي!"
ظلت الفتاتان تتحدثان عن جمالهم بتلك الملابس وعن من لديها المؤخرة الأكبر والصدر المثالي، وظلوا يتجادلون بقوة. فقد كانت (آيريس) هي من بدأ ذلك الجدال لأنها تحب مضايقة (جودي)، فقامت (جودي) بالاستسلام لها وقررت لعب تلك اللعبة السخيفة معها.
قالت (آيريس): "أتعلمين ماذا؟ أعتقد بأن هذا الجدال لن يوصلنا لأي نتيجة... ليس هناك إنصاف."
ثم غيرت وضعيتها ووضعت اصبعها في فمها ويدها الأخرى على خصرها وقالت وهي تبتسم بخبث:
"يجب علينا أن نسأل أخاكِ!"
احمرت (جودي) خجلاً، وقالت لها:
"م-ماذا؟! (أورين)؟ إ-إنه يدرس، لقد قال لي بأن لا نزعجه..."
لم تستسلم (آيريس) لها وظلت تُصِّر:
"هيا! أرجوكِ! أنا متأكد من أنه لن يمانع..."
كثّفت (جودي) يديها تحت صدرها وبدت منزعجة ووجهها لا زال محمَرّاً فقالت لها:
"ما أمرك أنتِ وأخي مؤخراً؟ يبدو أنكِ لا تستطيعين التوقف عن الحديث عنه."
احمرَّ وجه (آيريس) خجلاً أيضاً، وشبكت أصابعها ثم نظرت إلى يمينها وقالت لها:
"حسنا، بما أنك سألتِي... أعتقد بأنني معجبة به..."
تفاجأت (جودي) وقالت: "مـــاذا؟ منذ متى؟!"
آيريس: "منذ ذلك اليوم الذي قضيناه في المسبح، على ما أعتقد..."
ثم غيرت وضعيتها وبدأت تلعب بشعرها وهي خجولة ولا تستطيع حتى النظر في عيني (جودي) وهي تتحدث.
"أنتِ لا تمانعين؟ إن كان هذا يزعجك، فلن ألِحّ عليكِ بإصرار."
فهمت (جودي) ما الذي يجري هناك، فلقد كانت (آيريس) تضايقها لأنها لطالما أحبت القيام بذلك بما أنه جزء من شخصياتها. فأجابتها بارتباك وكأنها غير مهتمة:
"اهمم... أنا...ل-لا، أنا لا أهتم، لماذا يجب عليّ أن أهتم..."
فاستمرت (آيريس) بالقيام بتلك الوضعيات الأثوية أمامها وهي خجولة بينما تفكر في (أورين)، فقالت:
"لقد علمتُ بأنك سوف تفهمينني! هل سوف ترسلين له رسالة، إذن؟ ليأتي إلى هنا؟"
لم تجد (جودي) أي مخرج من ذلك الموقف فوافقت على ذلك رغما عنها.
***
في حين كان (أورين) منغمسا في حاسوبه وهو يدرس، تلقى رسالة من (جودي)، فأمسك هاتفه وقرأ رسالتها التي تقول له فيها بأن يأتي إلى غرفتها، لم يفهم لماذا قالت له ذلك فمن المفترض أنها دائما التي تأتي إلى غرفته إن إحتاجت شيئاً. لم يجبها (أورين) وظل يفكر، فبما أن (آيريس) موجودة هناك معها، وقد طلبت منه القدوم، فقد شعر وكأن ذلك مجرد فخ نُصب من أجله... ولكن على الرغم من ذلك قرر الذهاب ليرى ماذا يجري هناك.
وقف (أورين) أماما غرفة (جودي) ووجدها مفتوحة مسبقا، فدفع الباب قليلا ليدخل وقال:
"مرحبا، ماذا هناك؟"
فوجد الفتاتان واقفتان أمامه بجانب السرير ويرتديان ملابس جميلة، حينها تيقن بأن ذلك كان فخا حقاً.
فكانت الفتاتان يبدو عليهما الخجل، ولم تستطع (آيريس) التحدث، فنطقت (جودي) وقالت له:
"هـــاي يا أخي، اجلس على السرير، من فضلك! نريد أن نريك شيئاً."
جلس (أورين) على السرير بدون أن يقول شيئاً، ووقفت الفتاتان أمامه مباشرة، فسألهم:
"إذن... ماذا تريدونني أن أرى؟"
تحدتث (آيريس) معه ولكنها لم تستطع النظر في عينيه مباشرة من شدة الخجل، فعلى الرغم من أنها خجولة إلا أن لديها الشجاعة لتقول ما أتى (أورين) من أجله، فقط لأنه يعجبها.
قالت له: "الأمر هو أنني، أنا و(جودي) كنا نتحدث..."
حينها قبل أن تكمل (آيريس) كلامها، شعر (أورين) بأن ما سوف تتفوه به الآه هو الفخ الذي تم نصبه له من طرفها. فأكملت:
"...ولكننا لم نستطع الإتفاق على من الأجمل بيننا، طبعا أتحدث عن جمالنا بهذه الملابس التي اشترتهم (جودي)، لذا... أردناك أن تساعدنا حتى نعرف رأيك عن هذه الملابس ومن ناسبتها هذه الملابس أكثر... تخيل نفسك على أنك قاضٍ نزيه."
صمت (أورين) قليلاً ثم قال: "ح-حسنا، أجل، أستطيع القيام بذلك... آآهه.. أنتما... تبدوان فتاتين جميلتين بالتساوي في تلك الملابس! كل شيء في محله. فقط... مثاليات."
لم ترضى (آيريس) بذلك الحكم، فهي أرادت أن يكون فائز واحد، فقالت له:
"أجل ولكن، إن كنتَ تستطيع إختيار واحدة فقط، فمن ستكون؟ أقصد، أنا أعلم بأن (جودي) هي أختك الغير الشقيقة، ولكن حاول أن تنسى ذلك لفترة."
توقف (أورين) قليلا للتفكير في الأمر، فهو لا يعلم ماذا سيقول حقا في ذلك الموقف الصعب. فأغمض عينيه وهو مرتبك وقال بدون تردد:
"(آيريس)."
يتبع..