الفصل 002 : مسؤولية.

----------------------

حل صباح يوم الأربعاء وكان (أورين) لا يزال جالساً على حاسوبه الشخصي ولكن هذه المرة فقد كان نائما وهو يشخر، فاستيقظ على صوت المنبه وكان يبدو عليه التعب.

"ماذا؟ أوه اللعنة، لقد غطت في النوم.. يا إلاهي إنه الصباح بالفعل"

قام (أورين) بإيقاف المنبه، وتفاجأ بعد أن وجد بأنه قد غط في النوم لدرجة أنه لا يستطيع تذكر ما حدث بالأمس، وبدأ يحاول تذكر أين وصل تقدمه في دراسة علم الأحياء وقد وجد على حاسوبه بأنه كتب شيئاً ما هناك.

مقدمة: أريد أن أهدي هذه الدراسة المتواضعة إلى جميع الطلاب المتفوقين الذين بذلوا جهدهم مثلي لكي نتمكن من السفر حول العالم لحضور المؤتمرات العلمية و...

"أوه اللعنة، فأنا حتى لم أنهي المقدمة.. على أي حال، ما حدث قد حدث. إنها الثامنة صباحا بالفعل، علي أن أنضم إلى العائلة لتناول وجبة الفطور أو سوف أتأخر عن المدرسة."

قام (أورين) من مكانه وخرج من غرفته ليذهب مباشرة إلى الأسفل حتى يتناول الفطور، وقبل أن يهبط في الدرج كان يشم رائحة شطائر المربى والجبن التي تعدها زوجة أبيه (كارلا). حتى سمع شخصاً يناديه بصوت رجولي ..

لقد كان ذلك (تشارلز) والد (أورين). حيث كان من المفترض أن يخرج اليوم في رحلة عمل إلى روسيا لمدة أسبوعين أو أكثر.. وكان يبدو على (أورين) الإنزعاج قليلاً من وجوده في المنزل حيث كان يعتقد بأنه في ذلك الوقت من الصباح سيكون قد خرج بالفعل..

ف(شارلز) يسافر كثيراً ونادرا ما يكون في المنزل، وهذا الشيء يجعل (أورين) سعيداً نوعاً ما. لأن الأيام التي يقضيها والده بعيدا عن المنزل تكون أكثر هدوءً و سعادة .. كما أن (أورين) لا يعلم ماذا يقوم به والده في عمله إلاً أنه يتمنى دائماً أن يستمر والده على هذا النحو دائماً مستقبلاً.

إقترب (تشارلز) من (أورين) وهو ينتظر من إبنه أن يظهر له بعض الإحترام..

فقال (أورين): "صباح الخير يا أبي"

ولكن (تشارلز) كان بارداً في كلامه مع إبنه الوحيد قائلاً: "وأخيراً، لقد إستيقظت .. هل بهذه الطريقة تخطط للذهاب إلى جامعة مرموقة؟ عبر عدم قيامك بشيء والإستيقاظ متأخراً، مشاهدة التلفاز ولعب ألعاب الفيديو الغبية تلك؟ عندما كنت بمثل عمرك كنت بالفعل أعمل. أدفع رسوم دراستي في الجامعة بنفسي كما انني كنت من بين أفضل 1% من الطلاب في مدرستي."

لم يكن لـ(أورين) الحق في قول أي شيء أمام والده سوى الإعتذار له.

أورين: "حسنا، أبي، أنا آسف."

وكالعادة كان (تشارلز) عدوانيا في كلامه قائلاً: "أجل بالطبع. أنت دائماً ما تقول بأنك آسف، لكنك لم تبدأ بفعل أي شيء مفيد .. إن لم تجتز جميع إختباراتك بإمتياز، فسيتوجب عليك البدأ بالبحث عن مكان آخر للعيش فيه، ومن الأفضل لك أن تكون قد غيرت سلوكك عندما أعود هذه المرة أو سأتوقف عن خسارة أموالي في جعلك تمرح كالأحمق.. والآن إنصرف!"

لم يعجب (أورين) الأمر الذي حدث للتو وتلك المحادثة السامة التي حدثت بينه وبين والده الذي لم يسبق له أن قال كلاما لطيفاً لإبنه أبداً .. ومن بعد هذه المحادثة إشتدت عزيمة (أورين) للنجاح في هذه السنة الدراسية، ولكن ليس من أجل أبيه بل من أجل نفسه.

نزل (أورين) إلى المطبخ حيث وجد أختيه (جودي) و (لورين) جالستان بالفعل على طاولة الفطور.

أورين: "صباح الخير، جميعاً"

جودي: "صباح الخير أخي، هل نمت جيداً؟"

أورين: "أجل، على الرغم من نومي على الكرسي، فلقد نمت بشكل مدهش حقاً"

تساءلت (جودي): "على الكرسي؟"

رد عليها (أورين) وهو فخور وكأنه فعل شيئاً مفيداً: "أجل، غطت في النوم على حاسوبي ليلة أمس بينما كنت أدرس."

جودي: "واو! يالك من مجتهد! إلى أي مدى وصلت؟"

أورين: "لم أكمل حتى المقدمة..."

انفجرت (جودي) ضاحكة ثم قالت: "لا تقلق حول هذا، فعلى الأقل كنت عازماً على الدراسة بجد .. وبمساعدتنا لك، في أيام قليلة سوف تصبح قادراً على أن تتقن كل شيء تريد دراسته. يمكنك أخد كلامي هذا بالتأكيد، صحيح يا (لورين)؟"

دخلت (لورين) إلى المحادثة بسخرية وهي تتثاءب قائلة: "أجل بالطبع.. على هذا الحال خلال أسابيع قليلة ستصبح قادرا على قراءة محتويات الدروس بدون أن تسقط فاقدا لوعيك"

ضيق (أورين) عينيه وقال لها: "هاها مضحك جداً يا (لورين)، استمري بالسخرية مني، وسنرى من سيضحك في النهاية"

لورين: "هاهاهاها، لا تكن منزعجاً بهذه السرعة. مع وجودي كأستاذة خاصة بك فسيكون من الغريب أن لا تحصل على منحة دراسية أيضاً .. وبجانب ذلك، فأنا متحفزة لمساعدتك، فكلما تحسنت أكثر، كلما كان المعروف الذي تدينه لي أكبر."

أورين: "هذا الإتفاق يبدو أسوء في كل مرة تذكرينه."

لورين: " آسفة يا صاح، الإتفاق هو الإتفاق"

انتهت محادثة (أورين) مع إخوته فور تحدث (كارلا) مخاطبة له قائلة: "صباح الخير (أورين)"

(كارلا) هي زوجة (تشارلز) الثانية ووالدة (لورين) و (جودي).. فهي تحاول أن تجعل (أورين) يشعر بالراحة مع عائلته الجديدة من اليوم الأول. ويعتقد (أورين) بأن والده (شارلز) لا يستحقها على الإطلاق، ذلك الجسد المثالي مع الشعر الفضي اللامع الذي يسحر كل من يراه!

مع مشاكل المال التي كانت تعاني منها في البداية لم تعد تشكل عائقاً بالنسبة لها، ولكن على الرغم من ذلك فهي لم تنفصل عنه.. ف(أورين) دائماً ما يظن بأن والده (شارلز) محظوظ جداً بزواجه مع تلك المرأة ذات الجمال الملائكي.

أورين: "أوه لم أرك هناك (كارلا)، صباح الخير لكِ أيضاً."

كارلا: "لقد قمت بإعداد بعض الشطائر، والثلاجة ممتلئة. يجب أن يكون هناك طعام كافٍ خلال الأيام القليلة المقبلة."

ستخرج (كارلا) أيضاً اليوم في رحلة مع أختها (كورا) للإستمتاع بوقتهم في منتجع صحي فاخر.. حيث أعطتها أختها (كورا) تذاكر لـ4 ليالي لقضائها هناك كهدية عيد ميلاد.. ويجب أن تعود يوم الأحد.

فأكملت (كارلا) كلامها مع أبنائها قائلة: "حسنا يا أبنائي، اسمعوني جيداً .. فكما تعلمون سأذهب بعيداً خلال الأيام القادمة مع الخالة (كورا).. لقد تركت لكم كل شيء جاهزاً حتى لا تحتاجوا أي شيء تقريباً. وبينما أنا خارج المنزل ف(جودي) من ستكون المسؤولة."

عندما سمع (أورين) بأن (جودي) من ستكون المسؤولة بدأ يصنع وجها مضحكا لأنه وفي الجهة الأخرى كانت (لورين) غير متقبلة لهذا القرار..

فقال (أورين) ل(كارلا) ساخراً: "أوه هيا، لا يمكن أن تكوني جادة! أنا و(لورين) أكبر من (جودي)!"

فدخلت (لورين) في المحادثة أيضاً وهي مستائة قليلاً: "أجل، هذا ليس عدلاً!"

ولكن (جودي) هي الوحيدة التي كانت سعيدة مخاطبة والدتها قائلة: " هيهي هذا قرار ذكي منك يا أمي"

وبينما كانا (أورين) و (لورين) معارضان لذلك القرار، كان يبدو على (كارلا) الغضب من ملامح وجهها وقالت لهم: "في آخر مرة تركتكم أنتم الثلاثة بإعطاء المسؤولية ل(لورين)، عندما عدنا أنا و(شارلز) وجدنا الشرطة داخل المنزل!"

فردت (لورين) مدافعة عن نفسها: "هذا قد حدث بسبب أن ذلك الجار العجوز المتعفن لأنه اتصل بالشرطة بسبب الضجيج الذي قال أنه أزعجه .. حتى أنه لم يكن هناك ضجيج! لقد كان صوت الموسيقى منخفضاً!"

كارلا: "أما بالنسبة ل(أورين)، عندما أعدنا تشكيل المطبخ منذ شهرين وقلت لك بأن تنتظر حتى ينتهي العامل من التركيب الكامل، لم تسمع لكلامي وأشعلت النار في الستائر عندما حاولت تحضير الفشار! لهذا فأنت لست النموذج المثالي للشخص الذي يتحمل المسؤولية."

أورين: "حسناً لديك الحق في هذا."

فأكملت (كارلا) كلامها: "لطالما كانت (جودي) شخصاً مسؤولاً لذلك أريد أن أعطيها فرصة الآن، كما يجب عليكم بالمثل. إن لم تحسنوا السلوك هذه المرة فسوف أستأجر جليس أطفال، كما لو كنتم أطفالاً صغار."

لم يعجب أمر جليس الأطفال كل من (أورين) و(لورين) وحتى (جودي)، فأعطوا وعداً بحسن التصرف.

لورين: "حسنا أمي. سنحسن التصرف"

جودي: "لن تحتاجي إلى القلق بشأننا مجدداً!"

أورين: "أجل، فقط إذهبي واستمتعي بوقتك في المنتجع الصحي. كل شيء سيكون بخير!"

بعد سماع (كارلا) لكلام أبنائها الـ3 تغيرت ملامح وجهها الغاضبة إلى ملامحها الملائكية اللطيفة المعتادة ومن ثم قالت: "شكرا لكم يا صغاري، هذا يجعلني أشعر بالراحة. أنا أعلم بأنكم إن أردتم، فيمكنكم أن تكونوا موثوقين."

أورين: "بالطبع!"

كارلا: "لقد تركت لكم قائمة للأعمال الروتينية المنزلية مع مهام خاصة بكل واحد منكم.. من بين الأشياء أخرى، سأكون شاكرة حقاً إن اهتمت (جودي) بغسيل الملابس، و(لورين) تستطيعين غسل الأطباق وتحافظين على نظافة المطبخ، أما (أورين) فتستطيع تنظيف المرحاض، كما أن بالوعة الحمام مغلقة بسبب تراكم الشعر فيها."

أجاب (أورين) وهو فرح بدون أن يظهر ذلك: "همممم، لقد حصلت على المهمة الأفضل"

كارلا: "حسنا، سأذهب الآن إلى محطة القطار. إعتنوا بنفسكم جيداً ولا تجعلوني أقلق عليكم! سأتصل بكم عندما أصل إلى وجهتي، أراكم قريباً."

جودي: "إلى اللقاء أمي!"

لورين: "وداعاً أمي!"

أورين: "وداعاً (كارلا)! رحلة آمنة! دعيني أساعدك في حمل الأمتعة."

ساعد (أورين) (كارلا) بحمل أمتعتها، فطلبت منه أن يضعهم أمام الباب.

كارلا: "حسنا، شكرا لك يا (أورين)، سيارة الأوبر خاصتي ستأتي في أي لحظة."

أورين: "متى سيرحل القطار الذي ستركبينه؟"

كارلا: "تقريباً ساعتين من الآن، ولكنك تعلم بأنني أفضل الوصول مبكراً في حالة حدث شيء ما. أختي (كورا) قلقة أكثر مني لذا فمن الممكن أن أجدها هناك قبلي. حسنا، شكرا مجدداً وكن فتى جيد!"

فرد عليها (أورين) بفخر: "أنا فتى جيد أصلاً! استمتعي بحمامات الطين هناك وأراك قريباً!"

وقبل أن تخرج (كارلا) من المنزل تذكرت بأنها تريد إخبار (أورين) بشيء ما.

كارلا: "أوه، قبل أن أنسى، والدك قد نسي أن يحمل معه مفتاح المكتب الخاص به. لقد وجدته على الأرضية بجانب منضدة السرير." فمدت يدها التي تحمل المفتاح إلى (أورين) ومن ثم قالت:

"أفترض بأنه قد أوقعه عندما كان يحزم حقيبته.. كنت أريد أن أحتفظ به معي، ولكن يمكن أن يعود لكي يحضره قبل يركب الطائرة. أنت تعلم كم يصبح عصبي المزاج عندما يقترب أحد ما من مكتبه. هل تستطيع الإحتفاظ به معك في حالة قد عاد؟ وإن لم يعد، فقط ضعه في مكان آمن في غرفتك."

أورين: "حسناً، بالطبع، سأعتني به"

وقبل أن تنهي كلامها، أكدت على (أورين) مسألة عدم الإقتراب إلى مكتب والده وعدم إستخدام المفتاح في ذلك.

كارلا: "ولكن يا (أورين)، إن لن يعد لأخده معه، فأنا أطلبك بكل أمانة أن لا تستخدمه.. أنا أعلم بأنه جزء من المنزل، وبأن كل شيء لنا هو لك.. حسنا، فأنت تعرف أباك كيف يمكن أن يصبح لطيفاً ولكن فهو أيضاً يصبح سريع الإنفعال إن لمس شخص ما أغراضه.. خصوصاً فيما يتعلق بدراساته وأبحاثه."

حتى مع ما قالته (كارلا) عن والده، فهو لم يرى مطلقاً جانبه اللطيف أبداً.. فلم يهتم (أورين) كثيراً بذلك الكلام، ثم قال:

"لا تقلقي حول الأمر، سأبقيه آمناً معي. والآن هياً إذهبي وإستمتعي بوقتك!"

كارلا: "شكرا لك (أورين)، سأذهب الآن. كن آمناً وإلى اللقاء! سيارة الأوبر خاصتي قد وصلت! وداعاً! كن فتى جيد!"

أجالها أورين متذمرا: "نــــعــــم~، لقد أخبرتني بهذا 40 مرة، هياً إذهبي!"

كارلا: "حسنا، حسنا، فقط تذكر إن حدث شيء ما يمكنك الإتصال بي أو بأختي (كورا)، ولقد دونت رقم هاتف المنتجع الصحي في ورقة وتركتها فوق الطاولة في المطبخ..." في تلك اللحظة صدر صوت بوق سيارة الأوبر بقوة وحينها قررت أخيراً (كارلا) الخروج من المنزل: "حسنا!! أنا ذاهبة! وداعاااً!!"

خرجت (كارلا) من المنزل وأغلقت الباب ورائها، وكانت تتحدث من السائق: "مرحباً سيدي! أنا قادمة!"

ولكن السائق كان غاضباً من تركها له منتظراً لوقت أطول خارج المنزل وبدأ في إطلاق بوق السيارة مرة أخرى بقوة مما أغضب (كارلا) وجعلها تخرج شخصيتها السيئة له وقالت بكل قوة وعنف: "لقد قلت بأنني قادمة! توقف عن التزمير واحمل مؤخرتك إلى هنا حتى تساعدني في حمل أمتعتي داخل السيارة!! لقد حصلت لتوك على تقييم سيء منذ البداية!"

يتبع...

2022/01/07 · 218 مشاهدة · 1729 كلمة
نادي الروايات - 2025