الفصل 003 : إختبار صغير.
------------------------
يستخدم والد (أورين) حالياً القبو كمكتب حيث يخزن الآلاف من الوثائق الخاصة بالعمل. في بعض الأحيان يقضي الليل كله هناك في الأسفل.. ولم يكن يترك أحداً يدخل إلى القبو، وكان دائما ما يتركه مقفلاً. حتى أن في مرة من المرات كانت (جودي) قد نزلت إلى هناك وعندما رآها قام بالصراخ عليها بشدة وجعلها تنهمر بالبكاء.. أب يترك خلفه مفتاحاً يفتح قبوا غامضاً حيث يخزن فيه أسراره.. وكما يعتقد (أورين) بأن الأمر مشابه لقصة هجوم العمالقة إلاً أن هذه المرة، الأشياء الغامضة التي توجد هناك هي الغبار ومجموعة من الوثائق الخاصة بالعمل فقط..
مرت ساعات قليلة، وذهب (أورين) إلى المدرسة وكان في فصل التاريخ عند الآنسة (ويلسون)، حيث إنتهى الفصل وختمته الأستاذة بالحديث مع طلابها قائلة:
"تذكروا بأنه لم يبقى سوى أسابيع قليلة على الإختبار النهائي. إن كنتم تريدون الإجتياز في كل شيء فيجب عليكم البدأ بالدراسة الآن. وخصوصاً لأولئك الذين لايزال لديهم نقص."
وتأكد (أورين) بأن الآنسة (ويلسون) كانت تقصده بكلامها الأخير.
فأكملت كلامها: "وبالنسبة للواجبات المنزلية إقرأوا الفصل الثالث الذين يتناول قصة الإسكندر الأكبر في فترة شبابه. سأطرح عليكم بعض الأسئلة حوله غدا! أراكم جميعاً إلى ذلك الحين."
إنتهت الآنسة (ويلسون) من كلامها الأخير وكان قد خرج جميع الطلاب من الفصل الدراسي، ولازال (أورين) جالسا في مكانه وكذلك (لورين) وبدأو بالحديث معا.
لورين: "حسناً، وأخيراً إنتهى هذا اليوم الدراسي.. هل لديك أي خطط بعد ظهر اليوم؟"
أورين: "أجل، سوف ألتقي مع (جودي) في المكتبة للدراسة"
لورين: "هذا جيد. فهي لديها الكثير من الصبر، ولكن ابذل قصارى جهدك على أي حال"
أورين: "بالطبع سأفعل"
وبينما يتحدثان مع بعضهم تدخل أحد الطلاب الذي يدرسون معهم في نفس الفصل في محادثتهم.. وكان يخاطب (لورين) بالتحديد.
توم: "مرحبا يا (لورين)، أنا وبعض الأصدقاء سنذهب للتسكع في الأزقة التي توجد خلف ذلك المصنع القديم هذا المساء. سنحضر بعض الشراب، وسنحضى بوقت رائع.. هل أنتِ متفرغة للإنضمام إلينا؟"
فردت عليه (لورين) بالرفض قائلة له: "هذا يبدو ممتعاً يا توم، ولكنني لا أستطيع اليوم. آسفة."
لم يتقبل (توم) جواب (لورين)، فبدأ يحاول إقناعها: "هذا مضحك حقاً لأنكِ دائما مشغولة. هيا، لا تكوني صعبة المراس. سآتي لأقلك من منزلك حوالي الساعة 6 مساءًا، حسنا؟"
ولكن (لورين) لم تستسلم له وظلت تخبره بعدم إستطاعتها الخروج معه: "لقد أخبرتك للتو بأنني لا أستطيع، ولا تأتي بالقرب من منزلي."
رد عليها (توم) وهو يكبح عصبيته قائلاً: "أنا أفقد صبري الآن يا (لورين). لهذا أنتِ دائما وحيدة بالرغم من أنكِ جميلة ومثيرة. أنتِ عاهرة نتنة."
بعد أن سمع (أورين) ما قاله (توم) عن أخته الغير الشقيقة من إهانة لها قرر التدخل.
أورين: "خاطبها بتلك الطريقة مجدداً وسوف ألكمك في وجهك، أيها المغفل."
تغيرت ملامح (لورين) إلى ملامح السعادة وهي تنظر إلى (أورين) لأنه تصرف بشجاعة مع (توم) الطالب الكسول المتنمر.. وفي الجانب الآخر كان (توم) متفاجئاً قليل من تصرف (أورين) اتجاهه. فقال له (توم) ساخراً:
"أوه أنظروا، إنه أكبر فاشل في المدينة، معتقدا نفسه شيئاً مهماً .. ولكن إعذرني، ماذا قلت أنك ستفعل؟ فأنا أظن بأنني لم أسمعك جيداً."
أورين: "لقد قالت لك بالفعل بأنها لن تذهب معك، إذن اغرب من هنا."
أصبح وجه (توم) قبيح الشكل بعد سماعه لما قاله (أورين)، فبدأ يرفع صوته مجدداً وهو يتحدث وكأنه يريد أن يضربه.
توم: "من تظن أنك تتحدث معه الآن بحق الجحيم أيها الفاشل؟ هل تظن أن هذا بسبب أن والدك تزوج تلك العاهرة و بأن (لورين) الآن أصبحت ملكك؟"
أورين: "حسناً فعلى الاقل هي متأكدة من أنها ليست ملكك، لذا اخرس وأخرج من هنا حالاً"
لم يعجب (توم) الأمر وكان يبدو وكأنه يريد أن يضرب (أورين) فقال له: "أو ماذا؟ ماذا ستفعل حيال الأمر؟ لقد اكتفيت منك يا (أورين). لقد كنت أتجاهل حماقتك في الماضي، ولكن الآن سوف أقوم بتدميرك.. كن حذرا في كل مرة تمشي فيها لوحدك."
صمت (توم) بعد أن قام بتهديد (أورين) ومن ثم خرج من الفصل وقد أغلق الباب بعنف، وكانت (لورين) مندهشة من مقاومة (أورين) ل(توم).
لورين: "واو، حسنا، علي أن أعترف لقد كانت شجاعتك تلك مثيرة للإعجاب. حتى أن صوتك لم يرتعد خوفاً.. أنا أعني، إنه (توم)! لقد قام بهزيمة (ماركوس) الأسبوع الماضي، فقط لأنه إعتقد بأن (ماركوس) كان يسخر منه. احتاج (ماركوس) بعدها 10 غرز في المستشفى."
أجاب (أورين) ويبدو عليه القليل من الفزع: "حسنا، لقد كنت أفتقد لتلك المعلومة. من الممكن أنه سيقتلني بعد ما حدث للتو."
فردت عليه (لورين) وهي تضحك: "لا تقلق، أنا أعرف كيف سأتدبر أمره. فهو مجرد كتلة من العضلات برأس فارغ. سوف أحميك."
أورين: "أنا أتمنى. وإلا فعليّ أن أبدأ في التدريب على تلك الدورة التدريبية الخاصة بالنينجيتسو التي وجدتها على الأنترنت"
ابتسمت (لورين) ثم قالت: "حسنا،أنا سأذهب إلى المنزل، عليك أن تجمع أدواتك أنت أيضاً....." صمتت لوهلة حتى تحمل حقيبتها، ثم نظرت مطولاً إلى (أورين) وقالت له:
" و(أورين).... شكرا لك على ما قمت به من أجلي. لقد كان ذلك لطيفاً منك. أراك لاحقاً!"
رحلت (لورين) وبقي (أورين) لوحده في الفصل وكان يخطط للذهاب إلى المكتبة حتى يدرس هناك مع (جودي) ولكن وقبل حتى أن يبدأ بجمع أدواتك ظهرت فجأة أخته (جودي) أمامه فازعة إياه وكان قد صرخ صرخة قصيرة بطريقة مثيرة للشفقة.
أورين: "آآآههه... اللعنة يا (جودي)، لقد أفزعتني!"
وكانت (جودي) تسخر منه ومن طريقة فزعه: "هاهاهاها أجل لقد لاحظتُ ذلك."
تنفس الصعداء ومن ثم قال لها: "ألم تكوني من المفترض أن تنتظريني في المكتبة؟"
جودي: "أجـــــل~ ولكني قررت أن أنتظرك عند مدخل المدرسة. ولكنك لم تظهر لهذا أتيت لأحضرك.. هل أنت مستعد؟"
أورين: "أجل على ما أعتقد. وقتما أردتِ."
أخدت (جودي) تخطوا نحو باب الفضل بطريقة أنثوية وجميلة وهي متحمسة لبدأ الدراسة مع أخيها (أورين)..
جودي: "مرحى! هيا بنا، لنذهب، لنذهب! .. فنحن متأخرين عن جدول المواعيد ب20 دقيقة!"
أورين: "حسنا، حسنا، سأتبعك، هيا بنا."
***
مر وقت قصير ووصل (أورين) و(جودي) إلى المكتبة، حيث تلك الأرفف المليئة بمئات الكتب والطاولات المصنوعة من الخشب البنية الداكنة مع رائحة الكتب المنتشرة في المكتبة.. كما أن بعض الكتب غير موضوعة في أماكنها وهي متبعثرة على الأرض وفوق الطاولات وكذلك هناك أوراق متناثرة على الأرض وفي كل مكان تقريباً.
جودي: "حسنا، لقد وصلنا أخيراً"
أورين: "يا إلاهي، هذا المكان فوضوي"
جودي: "إنه ليس بذلك السوء. هناك فقط بضعة كتب على الأرض وبعض النفايات هنا وهناك."
قال أورين باشمئزاز بعد أن رأى شيئاً يتحرك من بعيد بجانب أحد الخزانات: "إييوو ... هل ذلك فأر ميت؟"
جودي: "عليك أن تركز في الشيء المهم، سيكون هناك وقت للفئران الميتة لاحقاً"
فنظر (أورين) إلى الطاولات الموجودة هناك، وكان عليهم بعض الأشياء اللزجة الغريبة فشعر بالإشمئزاز ثم قال : "حسنا، دعينا نبحث عن طاولة نظيفة أولاً."
جودي: "هذا سيكون سهلا، فأنا أعرف المكان المثالي"
أورين: "هل تأتين إلى هنا غالباً؟"
جودي: "منذ أن توفي أمين المكتبة، أصبحت هذه المكتبة غير خاضعة للمراقبة. تم تركها مفتوحة ولكن الآن لم يعد أحد يهتم بها.. على أي حال، فهي تقريباً دائماً ما تكون خالية، لهذا فهي تعتبر مكانا جيداً للدراسة أو فقط للجلوس مع نفسك. في بعض الأحيان ستجد بعض غريبي الأطوار يتعاطون للمخدرات هنا..."
حتى أدركت (جودي) بأنهم ضيعوا الكثير من الوقت في الكلام الفارغ، فاختاروا طاولة نظيفة يتوسطها إناء مفتوح به أزهار بألوان زاهية ومبهرجة..
جودي: "ها نحن ذا، طاولة نظيفة، ولا وجود للفئران هنا.. الآن، أريد أن أبدأ بعمل مراجعة، على شكل إختبار، في جميع المواد التي أنت ضعيف فيها.. وبهذه الطريقة سأستطيع معرفة بالضبط الأخطاء والمشاكل التي تواجهك أثناء الدراسة، وهذا مفيدا لك بالطبع، حيث ستعرف في أي مادة عليك أن تجتهد أكثر في دراستها."
أورين: "هذا رائع، يمكن أن ينتهي بنا الأمر مستمتعين بهذا الإختبار."
جودي: "بالطبع! سوف ترى، سأحاول إختبارك بجميع المواد.. حسنا لنبدأ، هذا هو السؤال الأول:
"ما هو الحدث الذي حدد بداية العصور الوسطى؟"
أورين: "أعتقد بأنها بدأت في أعقاب سقوط الإمبراطورية الرومانية؟"
جودي: "حسنا، السؤال الثاني.. من الذي رسم لوحة الموناليزا؟"
أورين: "سؤال سهل، بالطبع إنه ليوناردو دافينشي!"
جودي: "ما هو الرمز الكيميائي للذهب؟"
أورين: "Au"
جودي: "ماذا تعني HTTP؟"
أورين: "Hyper Text Transfer Protocol"
جودي: "من إكتشف البينيسيلين؟"
أورين: "ألكسندر فلامنج"
جودي: "من وضع نظرية بأن E=mc2؟"
أورين: "واضح كالشمس، ألبرت أينشتاين"
جودي: "ماهي أصغر عظمة في جسم الإنسان؟"
أورين: "الأذن على ما أظن.."
جودي: "ماهي عاصمة أوستراليا؟"
أورين: "كانبرا"
جودي: "في الأساطير الإغريقية: من بين هؤلاء الآلهة من الذي لم ينجبه زيوس؟ لقد كان لديه أكثر من مئة إبن، ألم تكن تعلم هذا؟ يا له من زير نساء، هاها! ..... 1-آريس .. 2-أبولو .. 3-أثينا .. 4-كرونوس؟"
أورين: "على ما أعتقد بأنه كرونوس، لأنه هو إبن أورانوس وأب زيوس!"
جودي: "من هو الممثل الرئيسي في فلم (Top Gun)؟"
أورين: "ماذا؟ هل لهذا علاقة بما يوجد في الإختبارات؟"
جودي: "ششش، أجب على الأسئلة، لا تشتت انتباهك"
أورين: " آه حسنا، توم كروز؟"
جودي: "ماهي الدولة الأكثر كثافة سكانية في العالم؟"
أورين: "لا أعرف، الصين؟"
جودي: "كم مجموع عدد النقاط الموجودة في نردين؟"
كان أورين يحسب بأصابعه ومن ثم أجاب: "42؟ نعم 42."
جودي:"أنت في غرفة يتواجد فيها بابان. باب واحد يؤدي إلى الأمان، والباب الآخر إلى الموت، ولكنك لا تعلم أين هو الباب الآمن.. وهناك حارسان مسلحان يقفان بجانب كل باب. حارس واحد يكذب دائما، والآخر يقول الحقيقة دائماً، ولكنك لا تعرف من منهم يقول الحقيقة. ويجب عليك أن تسأل فقط حارساً واحداً سؤالاً واحداً فقط. ماهو السؤال الذي ستسأله، وكيف ستتصرف عندما يجيب الحارس؟"
استغرق (أورين) في التفكير قليلاً .. ومن ثم أجاب: "حسنا سأسأله قائلاً (أين الباب الآمن؟) وبينما يفكر الحارس في الجواب، سأسرق رمحه منه وسوف أهدد الحارس الآخر بأنني سوف أقطع حلق صديقه إن لم يتوقف عن تلك اللعبة السخيفة ويخبرني أين الباب الآمن. وسوف أدخل من ذلك الباب."
ظلت (جودي) تنظر إليه باستغراب من جواب السؤال الأخير ومن ثم تنهدت وقالت: "حسنا دعني أرى أجوبتك بسرعة..."
وبينما كانت (جودي) تصحح أجوبة (أورين) كانت الدهشة على وجهها ونظرت إلى (أورين) وقالت له:
"وااو! لقد أجبت على 12 سؤالاً من بين 13! عليّ أن أعترف، أنا مندهشة."
فأجاب (أورين) بكل كبرياء وثقة: "بالطبع! أنتِ تعلمين، فأنا خبير في التعليم الذاتي."
بدأت (جودي) تضحك وقالت: "ربما أنت محق.. أرأيت؟ هذا يدل على أنك بارع جداً، ولديك مهارات جيدة. أنت تحتاج فقط إلى التركيز والقيام ببعض المراجعات لدروسك.. كانت هذه بداية جيدة والآن لنبدأ بالدراسة!"
أورين: "بالطبع! أنا أشعر بالتحفيز بعد هذا الإختبار الصغير."
يتبع...