الفصل 007 : حصة تدريبية مع لورين.

----------------------------------

يستمر عراك (أورين) ضد (توم) داخل الزقاق المغلق، يتعاركون ومن ثم يصرخ (توم) غاضباً ولكن (أورين) يتحدث بهدوء ويفرغ كل طاقته وغضبه في ذلك العراك دفاعا عن شرف والدته المتوفية.

ومرة أخرى أرسل (توم) ضربة بقبضته اليسرى نحو (أورين)، ولكنه تفاداها كالمرة الأولى.

أورين: "ما الأمر يا (توم)؟ أنت بطيء جدا. أيعقل أنك متعب؟"

توم: "إنه الوقت لننهي هذا!"

أورين: "أرني ما لديك يا حثالة!"

توم: "اخرس!!"

أورين: "هاه! أنت تستمر بالقيام بنفس الشيء، وكأنك قرد بدون دماغ. يمكنني توقع جميع تحركاتك."

أراد (توم) أن ينهي هذا العراك بضربة واحدة فقط ويبدو واثقا من نفسه، لكن (أورين) قفز إلى الوراء مما جعل (توم) لا يضرب شيئاً سوى الفراغ، فكانت فرصة عظيمة لدى (أورين) لإنهاء هذا العراك عن طريق هجمة مضادة واحدة فقط ستجعل من (توم) ينسى حتى إسمه.. فوجه إلى ذقنه ضربة قوية من الأسفل إلى الأعلى بشدة حتى سقط على الأرض.

أورين: "هاي يا رجل، هل أنت بخير؟ فأنت لا تبدو لي كذلك."

فجأة نهض (توم) من مكانه واتخد وضعية هجوم وهو يحمل سكيناً حاداً وكان يبدو على أنه معتاد على حمله.

توم: "يا ابن العاهرة! لقد اكتفيت منك! هل تريد اللعب؟ جيد! دعنا نرقص!"

فزع (أورين) من رؤية ذلك السكين ومن ثم قال: "(توم)، لقد فقدت عقلك يا صاح. ما الذي تفعله بذلك الشيء بحق الحجيم؟"

توم: " ما الذي أفعله؟ سوف أقطعك يا أيها الجثة المغرورة، هذا ما سأفعله! سوف تندم على كل شيء خرج من ذلك الفم اللعين."

أورين: "إن كنتَ لست غبيا كما تبدو، أقترح عليك أن تضح ذلك السكين جانباً قبل أن ترسلنا إلى السجن."

توم: "ألا تستطيع أن تخرس؟!"

أورين: "أنت لم تعد تفكر باستقامة بعد الآن يا (توم). ضع... السكين... جانبا."

فقد (توم) عقله بسبب عدم قدرته على هزيمة (أورين) فاندفع بقوة عليه وهو يصرخ كالمجنون: "لا تملي عليّ ما أفعله!!!"..

فاتخد (أورين) وضعية هجوم بدل دفاع وهو هادئ، وانتظر حتى اقترب إليه (توم) فقام بإنهاء العراك بركلة واحدة نحو صدره جعلته يطير إلى الوراء ويسقط مغشياً عليه.

تنهد (أورين) ووقف وقفة عادية ووجه كلاما أخيرا إلى (توم) على الرغم من أنه فاقد لوعيه قائلا: "والآن ابقى هناك حتى تستعيد عقلك. وإذا رأيتك تزعج (لورين) مجدداً، فسوف أضربك بشدة لدرجة أن كل شيء سيبدو لك غير واضح لبقية حياتك. هل تفهمني؟" ولكن (توم) لم يجب فختم (أورين) كلامه قائلاً: "جيد!"

أدرك (أورين) بعد ذلك بأنه قد فقد أثر أولئك الرجال بسبب (توم)، وحتى لو أراد الذهاب للبحث عنهم فلن يجدهم لأن الكثير من الوقت قد مر على ذلك. ففكر عميقا في ما كان قد رآه من قبل، وأراد أن يقنع نفسه بأنه قد أخطأ لأنه رآهم من مسافة بعيدة قليلاً، وصحيح أنه في البداية ذلك الرجل ذو المعطف البني كان يبدو كوالده (تشارلز)، ولكنها ليس المرة الأولى التي يخطئ بها في تمييز شخص ما. ويعتقد بأن ذلك الرجل ووالده ليس لديهم نفس تسريحة الشعر، فالرجل الذي رآه يبدو محلقا لشعره.. ومن المستحيل لوالد (أورين) أن يغير تسريحة شعره، لأنه متمسك بنفس تسريحة الشعر لأكثر من 20 سنة.

(ربما عليّ أن أتوقف عن مشاهدة أفلام العصابات. فأنا بدأت أرى المنظمات السرية في كل مكان.. على أي حال، يجب أن أذهب، لابد من أن (لورين) تنتظرني الآن.. سأترك هذا الأحمق هنا، سيستيقظ لوحده.)

**

عاد (أورين) إلى المنزل وهو ساخط عما حدث لأنه وبسبب تلك المواجهة في ذلك الزقاق، كل خططه لهذا المساء قد تبددت. وكان يأمل بألا تغضب عليه (لورين) بسبب تأخره.

طرق (أورين) باب غرفتها وطلب منها الدخول : "(لورين)؟ هل أستطيع الدخول؟"

لورين: "نعم، أدخل"

كانت الغرفة جميلة ومرتبة وكانت (لورين) لاتزال مرتدية لزيها المدرسي ولحقيبتها أيضاً، فاعتذر منها لتأخره ولكنها لم تمانع ذلك لأنها أيضاً قد جاءت للتو.

أورين: "هل أنتِ جاهزة لدراسة الكيمياء؟"

لورين: "في الحقيقة، لقد كنت أفكر... عوض عن الجلوس هنا، لماذا لا نستغل هذه العشية المشمسة لممارسة بعض الرياضة؟ أنت تعلم ذلك المثل الذي يقول، العقل السليم في الجسم السليم."

أورين: "لا أعرف يا (لورين)، أنتِ تعلمين كم أحب الجري أو الذهاب إلى صالة الرياضة في أي وقت أستطيع، ولكن اليوم أنا مليئ بالكدمات."

في تلك اللحظة لاحظت (لورين) بعد الجروح والكدمات فقالت له: "ما هذا؟ أوه، أنا أرى بأنك تعرضت لبعض من الضربات. هل حدث شيء ما بعد المدرسة؟"

لم يرد (أورين) اخبار أخته الغير الشقيقة بأمر عراكه مع (توم) فبدأ يتلعثم كاذباُ: "نعم... أقصد... لا، أنا فقط تعثرت في حفرة وسقطت."

ولكن بدل أن تشفق عليه بدأت تضحك عليه قائلة: "هاهاها، يالك من أخرق.. إذن هل تريد القدوم؟ أو سيكون علينا تأجيلها إلى يوم آخر؟"

أورين: "حسنا لنفعلها، لما لا."

لورين: "جيد! إذهب وغير ملابسك. سألقاك أمام باب المنزل. وكل جاهزا لتتعرق!"

أورين: "حسنا، أراك لاحقا"

بعد قليل، نزل (أورين) وظل ينتظرها أمام المنزل جاهزا.

(سيكون من الجيد أن أنسى بعض الأشياء وأستمتع ببعض الرياضة.. لطالما أحببت الجري وسط البلدة، خصوصا وسط الغابة. هذه المنطقة مسطحة جداً، لذا فمن الممتع الجري هنا. كما أن (لورين) مهووسة بالرياضة، نحن لا نذهب غالبا للجري معاً، ولكن نتمرن بشكل منتظم معاً في صالة الرياضة.)

استعد الإثنان للجري معاً وكانت (لورين) ترتدي بدلة رياضة نسائية ضيقة سوداء من قطعتين، تغطي منطقة الصدر والخصر فقط. لم يستطع (أورين) تحمل رؤية جمال (لورين) بتلك البدلة وبدأ يشعر بشيء يتحرك في الأسفل فأخبرها بأن عليهم البدا الآن بالجري فقد قاموا بعمل حركات تسخينية كافية، ولكن (لورين) أخبرته بأنها للتو قد بدأت وبأن ليس عليهم التسرع لأن الحركات التسخينية مهمة بنفس أهمية التمارين الرياضية.

أورين: "نعم، نعم، نعم، أعلم، ولكننا سنجري بوتيرة بطيئة، أتتذكرين؟"

فاستدار (أورين) وواجه (لورين) بظهره ليخفي مصيبته عنها وهو يقوم بحركاته التسخينية ومن ثم قال:

"حسنا إذن، إن لم تريدي الذهاب الآن، سوف أقوم بحركات القفز التسخينية.. واحد، إثنان، ثلاثة، أربعة..."

سألته (لورين) مستغربة: "لماذا استدرت وواجهتني بظهرك؟"

أورين: "لأنه وبهذه الطريقة أستمتع بريح نسيم رائعة من الأمام. خمسة، ستة، سبعة..."

ولكن (لورين) لم تكترث لما يقوم به فقالت: "هاها حسنا، بدأت تصبح أفعالك غريبة. هيا اتبعني! أو سأتركك ورائي!"

استدار (أورين) فوجد بأن (لورين) قد سبقته فبدأ يصيح إليها بأن تنتظره...

مرت دقائق، وظلوا يركضون حتى توقفوا أمام متنزه عمومي للأطفال وهم يتنفسون بصعوبة.

لورين: "6 كلم في 27 دقيقة فقط! ليس سيئاً على الإطلاق."

كان (أورين) غير قادر على الكلام بسبب تعبه وهو يتنفس بصعوبة أكثر من (لورين).

أورين: "أجل... نحن... آسف... لا أستطيع التحدث... أمهليني دقيقة لأرتاح." ومن ثم بدأ يحدث نفسه:

(يا إلاهي، تؤلمني ضلوعي في المكان الذي ضربني به (توم). أنا على وشك الموت.)

لورين: "ألا تحب الجري؟ فأنا لا أستطيع تحمل الجلوس على الكرسي اليوم بأكمله. في كل مرة أحرك فيها جسدي أشعر بأنني نشيطة."

أجاب (أورين) وهو يلتقط أنفاسه قائلا: "أجل... أنا أ-أفهمك ... (يلهث)... جيدا..." وحدّث نفسه مرة أخرى:

(أنا أفهمك حقا، ولكن هذا كان شديداً. أشعر وكأن رئتيّ على وشك الإنفجار والطيران خارجا من فمي.)

لورين: "من اللطيف أن تجد شخصاً يستطيع مواكبة سرعتك. علينا أن نقوم بمثل هذا كثيراً. في الأسبوع الماضي ذهبت للركض مع (ماركوس) أتعرفه؟ قائد فريق كرة السلة الخاص بمدرستنا؟ وبعد 10 دقائق لم يستطع إكمال الجري لذا فقد ذهب كل منا في حال سبيله."

أورين: "بالطبع، ذلك الفتى فاشل. أستطيع أن أفهم لماذا لا يربح فريق كرة السلة الخاص بنا أي مباراة."

لورين: "أجل هاها، البارحة قد سألني مجددا للذهاب مجددا للركض معه ولكنني قلت له: 'اهمم... آسفة ماركوس، ركبتي تؤلمني.' شعرت بالأسف اتجاهه"

أورين: "لا تكوني كذلك، إنه متعجرف. لا تقلقي، سأذهب للركض معك في أي وقت تريدين."

لورين: " رائع، أعرف موقعين أرغب بأن أريهم لشخص ما. هذه البلدة لديها بعض الأماكن التي لا أحد يبدو أنه يعلم بشأنها." بدأت تنظر حولها من ثم أكملت: "على أي حال، لابد أنك تتسائل لماذا نحن هنا في هذا المتنزه. هنا ستكون آخر حصة تدريبية لنا في هذا اليوم: سباق حواجز!. إنه سباق سهل للغاية. بعد العد إلى ثلاثة سنتسابق نحو تلك الزليقة، حيث سنتسلقها بالعكس ومن ثم ننزل عبر سلالمها. بعد ذلك، يجب علينا الذهاب عبر ذلك الشيء الأحمر الذي على شكل قبة ومن ثم نحو المرجحة والمشي عليها برجل واحدة. ثم، نكمل سباقنا إلى ذلك الحاجز، حيث علينا القيام ب15 تمرين ضغط. ليس علينا القيام بهم دفعة واحدة، ولكن علينا أن نكمل التمرين 15 مرة. تاليا، يجب علينا الذهاب إلى الأرجوحة، وتخطيها بدون أن نلمس الأرض للذهاب نحو المرحاض الموجود في ذلك الركن. وأخيرا، علينا أن نتسابق من هناك إلى مدخل المتنزه، القفز على هذه الحواجز، والعودة مرة أخرى إلى المرحاض. الشخص الأول الذي يصل هناك هو الفائز. هل فهمت كل ما قلته؟"

أورين: "اهمم... أجل أظن ذلك ولكن المشكلة هي أنني أخبرتك بأن لدي كدمات، لذا لا أعتقد بأنني أستطيع..."

اتخدت (لورين) وضعية مقاتل بوكس وقاطعت كلام (أورين) قائلة وهي تبتسم: "آآآه أنا أرى ماذا يحدث، أنت تصنع الأعذار، كما هو الحال دائما. لا تقلق، يمكننا إنهاء هذا هنا. سوف أضيف إسمك إلى كل أولئك الخاسرين الذين كانو خائفين بخوض سباق معي."

استجمع (أورين) شجاعته ولم يتقبل كلام (لورين) المستفز فقال لها: "أوه يا عزيزتي، أنتِ لا تعلمين مع من تعبثين. أستطيع الفوز في هذا السباق برجل مكسورة حتى.. تأهبي ليتم سحقك."

لورين: "أووه أجل، هذه هي الروح الرياضية التي أريد أن أرى. لنرى إن كانت عضلات بطنك ستنفعك أو انها فقط للتباهي. هذا السباق سيثبت من هو أعظم نينجا في بلدة (ميستبوري) أنت أم أنا. سنبدأ الآن،

واحد... إثنان... ثلاثة! إنطلاق!"

إنطلق الإثنان بالركض نحو الزليقة وهم يتحدثون بصوت مرتفع.

أورين: "السرعة هي إسمي الأوسط! ليس لديك أي فرصة يا (لورين)!"

لورين: "أود أن أراك تقول هذا عندما تخسر!"

وبينما (أورين) يجري كان يحدث نفسه: (الشخص الأول الذي سيكمل السباق سيحظى بالمجد. يجب عليّ أجتاز تلك الحواجز بذكاء والركض بينهم بأسرع ما يمكنني. حينها، سأصبح مؤهلاً لدخول فالهالا.) ثم صاح قائلاً:

"من أجل فالهالا!"

لم تفهم (لورين) ماقاله (أورين) فسألته قائلة: "ماذا؟"

فصاح عليها (أورين): "ماذا تعنيني بماذا؟ لم أقل شيئاً! لا تحاولي تشتيت إنتباهي!"

يتبع..

2022/01/11 · 145 مشاهدة · 1553 كلمة
نادي الروايات - 2025