الفصل 008 : منظمة دينية سرية.

-------------------------------

بدأ سباق الحواجز وكان كل من (أورين) و(لورين) يركضان بكل ما لديهم من سرعة نحو الزليقة، حيث وصل (أورين) أولا وهو يتحدث مفتخرا بنفسه: "أها! أنا في المقدمة بالفعل!"، ثم وقف فوق الزليقة وأراد أن يقفز ولكنه تمشى خطوات قليلة ثم قفز حتى لا يسقط.. مما جعله في المركز الثاني بعد (لورين) التي سبقته.

فدخل عبر النفق الأحمر الذي على شكل القبة يزحف مسرعاً حتى لا تسبقه (لورين)، ولمس شيئاً ما لزجاً بيده فوجده برازا بشريا.. جعله ينهال على صاحبه بالسب والشتم. حتى أنه وجد واقيا ذكريا مستعملا! فظل يلعن حتى خرج من النفق الأحمر.

بعد ذلك، توجه إلى المرجحة وتخطاها بسرعة حتى لا يختل توازنه.. حتى حان وقت تمارين الضغط ال15، وفكر (أورين) بأن (لورين) ليس لديها القوة اللازمة في ذراعيها حتى تستطيع اجتياز تمارين الضغط، وبأنها فرصته بغض النظر عن عراكه مع (توم) التي أتعبه، فهو يحتاج إلى أن يسرع.

أورين: "حسنا سأقسم ال15 تمرين ضغط إلى 5 تمارين في 3 مجموعات .. واحد، إثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة. (يلهث) جيد، سأرتاح قليلا ثم 5 آخرين واحد، إثنان، ثلاثة، أربعة، خمسة. (يلهث) والآن راحة سريعة، ثم 5 آخرين يا عزيزتي!"

يلهث بصعوبة

(الآن إلى الأرجوحة. وسألعب مع نفسي لعبة The Floor is Lava، حتى لا ألمس الأرض!)

صعد (أورين) فوق الأرجوحة وبدأ يتمشى ببطئ وتوازن: "هاها! أنا متسلق بالفطرة!"

ثم نزل من الأرجوحة والتقى ب(لورين) تجري فصاح إليها متباهياً بنفسه قائلا: "تناولي الغبار يا (لورين)!"

لورين: "حسنا، سأعترف بأنك تسابقني جيدا حتى الآن. ولكن لا تحتفل مبكرا. لا يزال هناك سباق أخير! أكمل السباق بأكمله أو ستخسر!"

بدأ الإثنان يركضان بكل ما لديهم من قوة نحو المرحاض، فكانت (لورين) في المقدمة و(أورين) يتنفس بصعوبة وهو يحاول اللحاق عليها: "أنا... سألحق بك! ال... فوز... من... نصيبي!"

وكانت (لورين) أيضاً تلهث بصعوبة وترد على (أورين) قائلة: "...لا... أنت... لن.. تسبقني!"

بينما (أورين) يحدث نفسه ويجري: (يمكنني الفوز بهذا السباق! يا رجل، لا أستطيع الإنتظار حتى أرى وجه (لورين). أراهن على أنها ستكون متفاجئة. حسنا، من جهة أخرى فهي منافسة شديدة... ماذا لو غضبت مني؟)

كان (أورين) يفكر في مشاعر أخته غير الشقيقة (لورين) إن فاز بالسباق وجعلها تصبح غاضبة منه، فكان عليه أن يتخد قرارا بين أن يدعها تفوز ليراها سعيدة أم يصنع جهدا قويا أخيرا ويفوز بالسباق.

حتى وصل الإثنان أخيراً أمام المرحاض وهم متعبون جداً ويلهثون بصعوبة شديدة.

أورين: "...يا ... إلاهي.. لم يسبق لي أن كنت متعباُ هكذا في حياتي! ;ولكن... لقد فعلتها يا عزيزتي! لقد ربحت في لعبتك! أنا بطل المتنزه الجديد! فليحيى البطل الجديد!"

كانت (لورين) تلهث بصعوبة وهي جالسة على ركبتيها، خاف (أورين) من جعلها تحزن على خسارتها فسألها هل هي بخير فأجابته قائلة بوجه سعيد ولطيف:

"أجل، لقد فزت عليّ، اللعنة! أنا حتى لست غاضبة، لقد كان ذلك لا يصدَّق! كان من الرائع حقاً السباق معك. وأخيراً، منافس يستحق."

جعل ذلك (أورين) يرتاح نفسيا فقال لها: "شكرا لك (لورين)، كان ذلك رائعاً. على الرغم من ذلك علي أن أعترف، إن قمنا بهذا السباق مجدداً، فهناك فرصة عاليا أن أسقط ميتاً. لقد كنت أركض وكأنني ملاحق من طرف وحيد قرن."

لورين: "هاهاهاها أجل، أستطيع أن أرى ذلك. أما بالنسبة إليّ، فعليّ أن أستمر بالتدريب. يمكنني أن أؤكد لك بأنه في المرة القادمة فأنت لن تربح! أعتزم على التدريب أكثر من أي وقت مضى من الآن فصاعدا."

أورين: "وأنا أيضاً لا أخطط أن يتم تركي في الوراء! ولكن هذا يكفي لليوم. من الجيد أن غدا هو يوم السبت، أحتاج إلى أن أستعيد عافيتي. وأرجوك لا تقولي لي بأن لديك تمارين رياضية أخرى تخططين لها."

لورين: "هاها، لا تقلق، أنا متعبة أيضاً. سنعود إلى المنزل مشياً ببطئ. هيا، لنستعد أنفاسنا على الأرجوحة."

جلس الإثنان على الأرجوحة ليلتقطوا أنفاسهم قبل الذهاب إلى المنزل وهم يتحدثون.

لورين: "إذن أخبرني، هل لديك خطط من أجل عطلة نهاية الاسبوع؟"

أورين: "لا، ليس كثيراً. النوم والإستيقاظ بدون منبه مزعج يأتي أولاً. وليلة غد ربما سآشرب البيرة مع بعض الأصدقاء في الحانة. أوه! وكدت أنسى. صباح يوم الأحد سأذهب إلى منزل الآنسة (ويلسون) من أجل دروس خاصة."

لورين: "حقا؟ في منزلها؟"

أورين: "أجل، هي بالفعل تقوم بهذا مع طلاب من مدارس أخرى، على ما يبدو."

لورين: "حسنا هذا جيد. أعلمني حينها كيف مرت تلك الحصة."

أورين: "بالطبع. ماذا عنك، أي خطط لديك؟"

لورين: "ليس كثيراً. ربما أنا و(جودي) سنقوم بعمل خطط من أجل ليلة غد إن كنتَ ستخرج مع أصدقائك. هل تريد الذهاب إلى الشاطئ يوم الأحد بعد إنتهاء حصتك مع الآنسة (ويلسون)؟ سنعود إلى المنزل قبل عودة أمي."

أورين: "هذا يبدو جيدا! سأكون حينها قد استعدت عافيتي بشكل كافي من هذه الكدمات."

لورين: "هل أنت حقاً تشعر بذلك القدر من الألم؟"

أورين: "لا، لا تقلقي، فأنا رجل صلب، أستطيع تحمل ذلك" ولكنه في نفس الوقت يبكي في داخله لأنه يشعر بقرصة شديدة في كل مرة يتنفس فيها.

لورين: "لابد أنها كانت حفرة كبيرة حتى تسقط سقطة قوية جعلتك هكذا. كيف لك أن لا تراها؟"

لم يكن (أورين) يريد الخوض في ذلك الحديث خشية أن يُكشف بأنه تعارك مع (توم) بسببها، فذلك سوف يجعلها حزينة لأنها ستلوم نفسها فقال لها مغيرا الموضوع: "أوه، أجل... اسمعي هذا سيجعلك تضحكين. عندما... سقطت، كنت أتبع 3 رجال غرباء إلى زقاق معين لأنني اعتقدت بأن واحد منهم هو والدي."

استغربت (لورين) وسألته: "والدك؟ ألم يسافر إلى روسيا؟"

أورين: "نعم، لهذا وجدت الأمر غريباً. ولكن عندما فقدت أثرهم أدركت أنني كنت مخطئاً وبأنه فقط كان شخصاً يشبهه. على الرغم من ذلك كان كل شيء يبدو غامضاً، هاها، الطريقة التي إختفوا بها، والملابس الغريبة التي يرتدونها..."

لورين: "واوا هذا رائع! ربما هم أعضاء من أبناء عشتروت!"

تساءل (أورين): "أبناء عشتروت؟"

لورين: "هاها، لقد كنت أمزح فقط."

كان (أورين) لأول مرة يسمع بذلك الإسم الغريب فكان يريد معرفة المزيد: "ولكن من هم أبناء عشتروت؟"

أمالت (لورين) برأسها وقالت: "ألا تعلم بذلك؟ قبل سنوات مضت كان جميع الناس يتكلمون عنهم. كان ذلك بالضبط قبل أن تنتقل أنت و(تشارلز) إلى هنا."

فألح عليها: "أخبريني، أخبريني!"

لورين: "حسنا، إن أردت ذلك. في يوم معين ظهر رجل في حانة وأخبر الجميع هناك بأنه جزء من طائفة دينية سرية تسمى بأبناء عشتروت. زعم بأن هناك مجموعة ضئيلة من الرجال من مختلف دول العالم يتاجرون بالمخدرات، الأسلحة، وحتى البشر. قال بأنهم كانو يستعملون نفوذهم السياسي والمالي لعمل تجارب على البشر من أجل العثور على ما يسمى بـ'Ab alio renascetur'، شيء عن '

القوة والحياة الأبدية'

. لقد كان من الواضح أنه فقد عقله، والجميع اعتقدوا بأنه فقط رجل مسكين ومجنون، لذا فلا أحد اتخد كلامه بجدية. ولكن كل ذلك تغير عندما ادَّعى بأن تلك الطائفة الدينية السرية قامت باختطاف (شارلوت كاي)، فتاة قد اختفت قبل أسابيع مضت ليس بعيدا من هنا. كما أنه أيضاً ذكر أسماء أشخاص آخرين تم الإعلان على أنهم مفقودين، في أماكن مختلفة من البلاد. فأخبر أباء (شارلوت) بعض المعلومات التي لا يعرفها سواهما وإبنتهما فقط. ومن هناك بدأت الأخبار تنتشر في كل البلدة خلال أيام قليلة. وعلى ما يبدو فقد قال بأن مقر لقاء أبناء عشتروت يوجد هنا، في (ميستبوري)، وبأنه سيخبر الشرطة بكل شيء يعرفه. وفي المقابل، طلب منهم بأن يقوم بإعلان عام وبأن يكون تحت الحماية من تلك الطائفة، مختبئاً بعيدا جدا عن هنا. فهو لم يهتم إن كان سيتم رميه في السجن، هو فقط أراد أن لا يتم أخده من طرف الطائفة،و لأنه كان قد رأى كل الأعمال الوحشية التي يقدرون على القيام بها، والتي شارك فيها أيضاً. قال بأنه لا يستطيع تحمل ذلك أكثر لذلك قد غادر الطائفة. والشرطة وافقت على حمايته بشرط أن جميع دلائله يجب أن تأخدهم إلى مكان وجود (شارلوت). الجميع كان متحمساً. حيث أن العديد من الضباط قد أتو إلى البلدة، ومجموعة كاملة من الصحفيين أحاطوا بمركز الشرطة. كل ذلك حدث بسرعة. كانت لديهم سيارة مدرعة جاهزة لحمايته بعد أن كشف لهم كل شيء، وبعد ذلك وبشكل مفاجئ... خرج من المركز، وهو ينظر نحو الفراغ بعيون بيضاء، ومن ثم اقترب من الصحفيين، وقال:

-

لقد اخترعت كل تلك القصص. لا توجد هناك طائفة دينية سرية، لا توجد هناك مؤامرة، لم يسبق لي أن رأيت (شارلوت كاي). علمت بالمعلومات حولها لأنني سرقت بعض السجلات من مركز الشرطة. فعلت كل هذا لأنني اعتقدت بأن الأمر مضحك وممتع، ولكن الأمور قد أخدت منحنى سيء جداً

-

بعد ذلك، كل ذلك الحشد قد اختفى والبلدة أصبحت خالية. الشرطة المحلية تمت السخرية منها من طرف الصحافة، و(شارلوت كاي) لم يتم العثور عليها. وبالنسبة لذلك الرجل، تم الزج به في السجن بتهمة شهادة الزور والسرقة. بالإضافة، إلى أن الشرطة قالت بأنهم قد وجدوا مخدر الهيروين في منزله، لذا فأظن بأنه لن يستطيع الخروج من هناك أبداً. أعتقد بأنه لا يزال مسجونا في سجن

سانتا مارتن

على بعد 20 كلم من البلدة. افتراضا بأنه لم يتم نقله من هناك إلى سجن آخر.

كان (أورين) في دهشة شديدة من كل ما قالته (لورين) للتو فقال لها وفكه يكاد يلامس الارض من شدة الصدمة: "يا ... إلاهي!، لماذا لم تخبريني بهذه القصة من قبل بحق الجحيم؟! هذا... أفضل من أي حلقة من مسلسل (True Detective) قد رأيتها في حياتي!"

فردت عليه (لورين) ضاحكة: "هاهاها إذا قلتَ ذلك فأنت محق." ثم أكملت كلامها بشكل عادي: "بطريقة معينة البلدة بأكملها شعرت بالحرج، لأن الجميع قد صدّق قصة ذلك الرجل على أنها قد تكون حقيقية. لذا فأغلبية الناس يتجنبون التحدث حول ما حدث. على الرغم من ذلك فالبعض الآخر لا يزال مؤمناً بأن أبناء عشتروت موجودين بالفعل."

أورين: "مثير للإهتمام. بالتأكيد سوف أبحث عن هذه القضية على الأنترنت عندما أعود إلى المنزل."

فجأة صوت الرعد صدر من السماء والسحب بدأت تتجمع وبدأت تمطر، فتعجب الإثنان من ذلك حيث كانت (لورين) تنظر إلى السماء.

أورين: "كيف يمكن هذا؟ قبل 10 دقائق مضت كانت الشمس ساطعة!"

لورين: "نعم، ولكن الآن السماء مليئة بالسحب الداكنة. يجب أن نسرع إلى المنزل.

أورين: "أجل، لنذهب."

يتبع..

الحماس سيبدأ من هنا...

2022/01/12 · 144 مشاهدة · 1546 كلمة
نادي الروايات - 2025