الفصل 009 : الغرفة المحرمة.
-----------------------------
عاد الإثنان إلى البيت وحل المساء ،فصعد (أورين) إلى غرفته جالسا على حاسوبه ليبحث عن أي شيء يجده على الأنترنت يخص طائفة أبناء عشتروت.. ولكن وبعد بحث مكثف لم يستطع أن يجد شيئا يتعلق بتلك الطائفة، حيث أن نتائج البحث في جوجل أظهرت فقط بعض المقالات التي تتحدث حول اختفاء (شارلوت كاي) والتي تم ذكرها في الجرائد المحلية قبل 4 سنوات مضت. وتم انتقاد الشرطة بشدة بسبب تلك الحادثة. لم تشبع تلك النتائج فضول (أورين) وذهب ليرى نتائج الصفحة الثانية في جوجل. ولكن لم يجد شيئاً هناك أيضاً فقط بعض النتائج حول بعض ألعاب الrpg وشخصيات من أنمي رياضي معين. فقرر عدم إكمال ذلك البحث عديم الجدوى، ونزل إلى الدور السفلي ليبحث عن شيء يتناوله لوجبة العشاء.
فوجد (جودي) و(لورين) جالستان على الكنبة ويشاهدون التلفاز معاً، وعندما أراد الإنظمام إليهم سمعهما يتحدثان عنه.. فاختبئ خلفهم بجانب السلالم المؤدية إلى الدور العلوي وأخد يتصنت عليهم بهدوء.
لورين: "وبعد ذلك، قمنا بعمل سباق حواجز ارتجالي في المتنزه."
جودي: "واو، هذا يبدو رائعاً للغاية!"
لورين: "أجل بالطبع كان كذلك. كان (أورين) مجروحاً وقد ركض معي في جميع أنحاء المدينة وبنفس سرعتي وبعد ذلك أخرج كل طاقته في ذلك السباق. لقد كنت مندهشة، علي أن أعترف. أتعلمين فأنا أقدر كمثل هذه الأشياء."
جودي: "نعم، يمكنه أن يكون عنيدا مثلك! خصوصا إذا قمتِ بتحديه في الرياضة أو في ألعاب الفيديو."
لورين: "هاهاها، هذا صحيح، ولكني أحب الجودة قبل كل شيء. فهذا شيء أحتاجه في حبيب لي. مستحيل أن أكون في علاقة مع شخص هادئ، أحب الرجل أن يكون مقاتلاً، شخصاً يستطيع القيام بأي شيء."
كان (أورين) مختبئاً وهو يبتسم وقد أعجبه كلام (لورين) فظل هناك لكي يسمع المزيد.
جودي: "ماذا عن (ماركوس)؟ لقد رأيتكم مع بعضكم البعض ذلك اليوم..."
عندما سمع (أورين) اسم (ماركوس) اختفت ابتسامته وظل يسبه ويقول بأنه مغفل وأبله.
لورين: "لا، إنه ممل ومزعج."
أورين في نفسه بعد أن أعجبه كلام لورين: (هذه هي فتاتي!)
لورين: "خرجنا عدة مرات، ولكنني لم أرد الإستمرار في ذلك. لم نستطع التواصل بشكل جيد، أنت تعلمين."
جودي: "أرى ذلك. حسنا، بصراحة فهو لم يعجبني أنا كذلك حقاً..." فصمتت ثم قالت: "أوه، الآن قد تذكرت، لقد إشتريت بعض الملابس البارحة. وبدلة سباحة! عليّ أن أريهم لك."
لورين: "أجل بالطبع! هل قمتِ بالشراء من المتجر المعتاد؟"
جودي: "بالتأكيد. ذهب معي (أورين) ليساعدني في دفع ثمن الملابس كشكر لي لأنني ساعدته في الدراسة."
لورين: "حقا؟ واو، هذا شيء لطيف جدا منه."
جودي: "أنا أعلم، أليس كذلك؟ يمكنه أن يكون كريماً جداً عندما يريد ذلك."
لورين: "أجل، هذا صحيح."
في الجانب الآخر أصبحت ابتسامت (أورين) كبيرة جداً لدرجة أن وجهه قد احمر خجلاً.
جودي: "هل تتذكرين حتى كيف كانت الأشياء قبل أن يدخل إلى حياتنا؟"
لورين: "نعم بالفعل أتذكر، كانت على النحو الأسوء. (تشارلز)... حسنا، فهو ما هو عليه، تعلمين ماذا أقصد، ولكن على الأقل فأمي تبدو سعيدة وهي معه، لذا فأنا سعيدة من أجلها. وبالنسبة لـ(أورين)... حسنا، في البداية كنت مرتابة بشأنه، وربما كنت سيئة التعامل معه قليلا حينها، ولكن دائما ما تكون لديه إبتسامة أو مزحة ليقدمها إلينا. والآن، بعد مرور كل تلك السنوات، أشعر وكأنه كان دائما جزءاً من العائلة. لا أستطيع تخيل العيش بدونه."
جودي: "أجل، أنا أوافقك تماما! أنا وبدون شك لا أستطيع تخيل ذلك أيضاً!"
(أورين) في الجهة الأخرى سعيد جداً لسماع كل ذلك المديح وهو يحدث نفسه: (واواواه، لا تقلقوا يا سيداتي، أنا آتٍ الآن، يمكنكم التوقف عن البكاء من أجلي!)
فأكملت جودي قائلة: "أشعر بأنني أستطيع اخباره بأي شيء، عن أسراري، ومشاكلي، وحتى عن الأولاد الذين يعجبوني. فهو مثل أخي الأكبر!"
لورين: "أجل، لدي نفس الشعور. فهو مثل صديقي المفضل."
في الجانب الآخر كان (أورين) أصبح وكأنه تحول إلى حجر وكلمة (أخي الأكبر!) و(صديقي المفضل) يترددان في عقله بدون توقف حتى أن كلمة (الأولاد الذين يعجبوني) جعلت ملامحه عادية جداً وفي داخله يبكي بكاءا شديدا لدرجة أن إرادة العيش خاصته قد انعدمت.
(بفففف..... تبا لحياتي. لقد كنت بالفعل أرى نفسي جالسا بين فتاتين جميلتين وهم يقبلانني على خدي... أو على الأقل عناقاً رومانسياً.. كم أنت خاسر وساذج يا أورين. لا أحد يريدك... من الناحية الرومانسية على الأقل. أعتقد بأنني سأتزوج بامرأة وزنها 120 كلغ فور أن يتغلب عليّ المرض والوحدانية. لقد خسرت إرادة العيش إلى الأبد. أنا لا أشعر حتى بالرغبة في تناول وجبة العشاء الليلة، خسرت شهيتي.)
وفي تلك اللحظة أطلقت بطنه أصواتاً ومن ثم استقام في مشيته ورفع يده ثم أكمل: (حسنا، دعنا لا نكن متسرعين، ربما أستطيع طلب بيتزا وبعض الناتشو. فالأشياء تبدو واضحة بمعدة ممتلئة. سيكون هناك وقت لاحقاً لأكون حزيناً!) ثم ذهب إلى غرفته ليطلب طعاما عبر الهاتف، وكانت الفتاتين على وشك الذهاب إلى غرفتيهما.
لورين: "حسنا، لقد تأخر الوقت وأنا متعبة للغاية. أعتقد بأنني سآخد حماما ومن ثم سأظل أشاهد بعض الحلقات على حاسوبي حتى أنام."
جودي: "حسنا يا أختي! سأحضّر شيئاً لأتناوله بينما تستعملين المرحاض، بعدها سأستحم أنا أيضاً."
لورين: "حسنا، أراك غدا!"
جودي: "أراك لاحقاً!"
***
بعد ساعات قليلة، كان (أورين) في غرفته جالسا على سريره وهو يتناول البيتزا ومنغمس بمشاهدة برنامج (ماستر شيف) على نيتفلكس.
**
شيف رامزي: "حسنا (أندرو)، دورك الآن"
أعجب (أورين) بطبق (أندرو) وكان فمه مليئ بالبيتزا.
شيف رامزي: "مممم، رائحته جميلة، يبدو رائعاً. والملمس جيد"
أندرو: "شكرا لك يا شيف."
شيف رامزي: "دعنا نتذوقه.................. اهمم يا إلاهي، ماهذه القمامة؟"
أندرو: "إنها سا...."
شيف رامزي: "إنها قطعة من القمامة، هذه ماهيتها. يا إلاهي، وكأن حصانا تغوط في دلو مليء بالبيض الفاسد، و قام بأكله كله، ثم تغوطه مجدداً."
أندرو: "إنها وصفة جدتي."
شيف رامزي: "اللعنة، إن جدتك اللعينة بشعة، يا إلاهي. لم يسبق لي أن تذوقت شيئاً فضيعاً، يا لهذه القطعة من القرف. أخبر جدتك بأن هذا الطبق اللعين قبيح جداً"
أندرو: "...إنها ميتة."
شيف رامزي: "لستُ متفاجئاً، تَنَاولُ هذا الطبق من البراز اللعين كل يوم، واو، ياله من خراء لعين.. أخرج يا (أندرو) من هنا."
أندرو: "شكرا لك يا شيف."
بينما كان (أورين) يشاهد الحلقة ويتناول البيتزا، كان يفكر في نفسه:
(هممم، لا أظن بأن غوردون أعجبه ذلك. الطعام الخاص بالتذوق فقط رائع، بالطبع، ولكن لا يوجد شيء أفضل من البيتزا) ثم أخد قضمة كبيرة.
شيف رامزي: "يا إلاهي! أحضروا إلي سائل التنظيف لكي أغرغر به، أحتاج لأن أزيل هذا المذاق اللعين من فمي."
(واو، لقد قام برمي الطبق على وجهه. أوتش، إن (أندرو) ينزف. هذه حلقة رائعة!)
***
كانت (لورين) في غرفتها بعد أن أخدت حماماً ساخناً. وهي جالسة فوق سريرها تبحث عن شيء جديد على نيتفلكس لمشاهدته قبل النوم، ولكنها لم تجد شيئاً يستحق المشاهدة. فاستلقت وهي ليست في مزاج لمشاهدة أي شيء الليلة.. فبدأت تحدث نفسها قائلة: (لماذا لا أستطيع التوقف عن التفكير بذلك؟ لقد قلتيها يا لورين فقط أصدقاء، أعز الأصدقاء... فقط ..... أصدقاء.)
***
أما بالنسبة ل(جودي) فهي في المرحاض قد أنهت حمامها للتو وهي تفرش أسنانها قبل الذهاب إلى النوم.. فبدأت تحدث نفسها: (هممم، معجون الأسنان هذا جيد، عليّ أن أخبر أمي أن تشتري المزيد منه. مممم... أنا متعبة جداً. وعليّ أن أستيقظ غدا مبكرا... لدي الكثير لأفعله. أمي ستعود يوم الأحد، لذا علي أن أنظف المنزل. ولا يزال علي تحضير تلك التمارين في مادة الرياضيات من أجل أورين. كل هذا صعب قليلا، ولكن ... هذا ما تفعله الأخوات. هذا ما تفعله الأخوات...) ثم توقفت عن فرش أسنانها وظلت تنظر إلى نفسها في المرآة.
(لا أعلم لماذا أفكر في هذا كثيراُ.. لقد قلتيها بنفسه يا جودي. أخ أكبر وأخت صغرى.. أفضل الأصدقاء. فقط.... أصدقاء.)
***
ظل (أورين) يشاهد بعض الحلقات على نيتفلكس حتى أكمل البيتزا ذات الحجم العائلي بأكملها وهو يتسائل كيف لم يلاحظ بأنه أكملها لوحده. فقرر الخلود إلى النوم، ولكنه غير رأيه بعد أن رأى بأن منتصف الليل لم يحن بعد وبأنه لا يشعر بالنعاس أيضاً. فرفع رأسه ليطيل النظر فوق الطاولة أمامه حيث يوجد ذلك المفتاح الخاص بمكتب والده الذي أعطته له (كارلا) البارحة.
(هممم، المفتاح الشهير. لم يتصل ولو لمرة ليسأل عن المفتاح. فهو لا يتصل أبدا. عندما يغادر البلدة لا نعرف أبدا أين يوجد حتى يعود. وعندما يعود، لا يشرح لنا أي شيء. لا يخبرك ولو بقصة صغيرة، أو يرينا صورة واحدة فقط من رحلته... وأنا الآن هنا أشاهد هذا المفتاح الذي يؤدي إلى قبوه الثمين، الذي إذا دخله أحد ما يصبح غاضباً....) لم تتزحزح عيناه عن المفتاح ثم رفع حاجبيه وابتسم ابتسامة خبيثة.
(أتعرف ماذا، أنا لا أكترث لما سيقوله فهو لن يعلم بالأمر على كل حال. دعنا نذهب لنستكشف ونرى إن كان ما يوجد في القبو سيجعلني أنام من الملل.)
***
نزل (أورين) إلى مكان وجود القبو وهو متحمس لمعرفة ما يوجد هناك في الداخل ومتوتر أيضاً.
(سبق لي أن رأيت ما يوجد داخل القبو مرة واحدة فقط من قبل، كانت فقط لمحة صغيرة وبعد ذلك قام والدي المحبوب بإغلاق الباب بعنف في وجهي. كان هناك على ما أذكر فقط طاولة بها الكثير من الملفات وبعض الخزنات. كما أنه لا يدع أحدا يدخل تلك الغرفة، حيث أن أرضها عارية وقذرة. ذلك الرجل لم يسبق له أن قام بحمل مكنسة في حياته.)
وصل (أورين) إلى أمام باب غرفة والده، فأدخل المفتاح في فتحة الباب وتفاجئ بأنه يفتح بالفعل وهو يبدو متحمساً لأن ما يفعله الآن هو شيء محظور في منزلهم. دفع الباب الخشبي الذي أصدر أصواتاً قوية ومزعجة ووجد الظلام دامسا للغاية، فبدأ يبحث عن مفتاح تشغيل الأضواء وجلده يقشعر بسبب برودة المكان.. وبينما يبحث عن مفتاح المصباح وجد بأن الباب قد اُغلِق بنفسه، وضرب بركبته شيئاً صلبا جعله يسب ويشتم. حيث أنه وجد صعوبة في إيجاد مفتاح المصباح فهو لا يعتقد بأن والده لديه رؤية ليلية أو ماشابه حتى لا يكون هناك أنوار في الغرفة. حتى وجد المفتاح بعد شق أنفس، و ضغط عليه فتمت إنارة الغرفة بأكملها بوضوح.
كانت الغرفة غريبة وغير نظيفة، حيث كان هناك حاجزين صلبين وسط الغرفة يقسمانها إلى إثنين بينهما يوجد مكان فارغ للدخول إلى الجانب الآخر من الغرفة.. حيث توجد طاولة طويلة بطول مترين تقريبا وفوقها يتواجد حاسوبان قديمان جدا وفي الجانب الآخر توجد خزانات خضراء موزعة في أركان الغرفة، ولا توجد تلك الملفات والمجلدات التي رآها من قبل، فالمكان نصف فارغ تقريباً. على حسب ما يتذكر كان هناك جبل من الأعمال الورقية في أحد الأركان... وظل يتسائل متى قد نظف والده كل شيء وأين رمى كل تلك الأوراق.
وفي الجانب الأيمن من الغرفة وجد (أورين) مجموعة ضخمة من الأجهزة القديمة والكثير من الأسلاك والخيوط الكهربائية المعقدة التي لا يستطيع عدها من كثرتها وبعض الملاحظات المعلقة وأزرار غامضة وشاشات قديمة وصغيرة متصلة بكاميرات مراقبة في أماكن قد استطاع (أورين) التعرف عليها،
بعض
(ذلك الوغد المجنون! هذه الحواسيب أقدم مني. فهو بدون شك لديك المال الكافي لتحمل تكلفة حواسب جديدة. لماذا يحتفظ بهذه الحواسيب القديمة معه التي تبدو وكأنها حفريات ما قبل التاريخ؟)
جرب (أورين) تشغيل أحد الحواسيب الموجودة في النصف الآخر من الغرفة ولكنها لا تشتغل. حيث أن هناك طبقات من الغبار تغطي الحواسيب ولوحة المفاتيح. وعلى ما يبدو فلا أحد قام بلمس تلك الأشياء لمدة طويلة من الزمن. ظل (أورين) يبحث عن شيء مثير يمكنه تبرير عدم رغبة والده في دخول أي شخص غيره إلى هذه الغرفة. فتقدم إلى إحدى الخزانات الخضراء الموجودة في ركن معين وبحث فيها ولكنها خالية تماما ماعدى وجود حقيبة قديمة فارغة في أحد الأدراج.
عاد مرة أخرى إلى مكان تلك الحواسيب والشاشات وحاول أن يبحث عن شيء ما هناك ولكن معظم تلك الأجهزة لا يبدو على أنها تقوم بوظيفة معينة والأماكن التي تظهرها الكميرات على الشاشات الصغيرة لا تعطي أي فكرة عن أي شيء.
فجلس على الأرض أمام تلك الخزانة التي بحث فيها سابقا وظل يبحث في كل أدراجها الفارغة حتى وجد كتيّباً صغيرا لأحد تلك الأجهزة الموجودة في الجهة الأخرى.. والتي يبدو عليه وكأنه جهاز مستقبل إشارات ولا شيء آخر يوجد هناك.. أصبح الأمر أقل حماساً بعد أن توقع وجود أشياء عديدة ومثيرة.. فقرر المغادرة بالفعل.
لكن وقبل أن يفكر في النهوض من مكانه شعر بوجود شيء حي يتنفس يوجد بجانبه من الجهة الأخرى من السياج، فأدار رأسه ليرى ماذا يوجد هناك فوجد (جودي) تجلس القرفصاء وهي أيضاً أدارت رأسها في نفس الوقت وتعلوها نظرة استغراب وعدم استغراب. ففزع (أورين) وصرخ بقوة من رؤية شخص ما في ذلك المكان الذي لم يدخله قط بشر سواه هو ووالده.
ظل يصرخ أورين في وجه جودي بفزع واستغراب من وجودها هناك قائلاً: "ماذا تفعلين هنا بحق الجحيم؟!"
فنهض الإثنان وكانت (جودي) هي أيضاً مروعة من صراخ (أورين) الشديد والمفاجئ.
أورين: "لقد كدت أموت من الفزع!"
جودي: "أنا آسفة! رأيتك تنزل في السلالم وتبعتك!"
أورين: "لماذا لم تخبريني بأنك قادمة معي؟ وبعدها تفكرين قائلة '
لما لا أعطيه سكتة قلبية!'
جودي: "حسنا، حسنا، أنا آسفة! ربما كان علي أن أطرق على الباب أولا... لم أقصد إخافتك. هل يمكنك مسامحتي؟"
أورين: "هممم... سأحاول. لا أصدق بأن الباب لم يصدر صوتاً عندما دخلتِ إلى هنا."
جودي: "لقد فعلت ذلك! ولكنك كنت شارد الذهن لدرجة أنك لم تسمعه." ثم صمتت لوهلة وهي تشعر بالذنب فسألته: "عن ماذا تبحث؟"
أورين: "حسنا... الحقيقة هي أنني.. لا أعلم. أي شيء قد يخبرني ما الذي يفكر فيه أبي.. أنا أعتقد بأنه يكذب علينا. لقد قال بأنه في روسيا، ولكن في اليوم السابق أقسم بأنني رأيته في الشارع. عندما خرج بالصدفة ترك خلفه مفتاح القبو، وقامت (كارلا) باعطائه لي لكي أحتفظ به. رأيته في غرفتي قبل قليل وفكرت، لما لا؟ ألقي نظرة صغيرة."
جودي: "وهل وجدت شيئاً؟"
أورين: "لا، لا يوجد شيء هنا. فقط هذه المعدات الغريبة.. علينا أن نذهب، نحن فقط نضيع وقتنا هنا."
جودي: "حسنا هيا.. لقد كان من الرائع رؤية هذه الغرفة لمرة واحد على الأقل."
أورين: "أجل هذا صحيح، الفضول كان يقتلني."
جودي: "أوه! بينما أتذكر. أنا و(لورين) كنا نخطط لذهاب إلى الشاطئ يوم الأحد، ولكنهم قالوا بأن هناك فرصة كبيرة بأن يهطل المطر. لذا بدلا من ذلك سنذهب إلى المسبح غدا.. هل تريد القدوم؟"
أورين: "بالطبع، يبدو ذلك ممتعاً. اعتمدي عليّ... والآن دعينا نخرج من هنا."
"بــيــب...!"
فجأة وقبل أن يخرج الإثنان من الغرفة، صدر صوت غريب من أحد تلك الحواسيب القديمة فاستدار الإثنان مستغربين من سماع شيء ما هناك في الغرفة المحرمة!
يتبع..