الفصل الرابع: لورد البناء ريس-ساما (1)

"اللعنة... هذا مرهق!"

صرخ أريس وهو يهوي بفأسه الحجري على جذع شجرة سميكة. ارتجف الفأس بين يديه، كأنما يرجوه أن يتوقف، لكنه لم يُعره أي اهتمام، بل ضرب ضربة أخرى قوية. تحطّمت الشجرة وسقطت أرضًا، وكأنها استسلمت أخيرًا لجنون هذا الفتى.

ظهرت نافذة النظام فورًا:

[تم الحصول على ٨ وحدات خشب]

[تم الإرسال إلى المخزن]

وقف أريس يلهث، يحدّق في الغابة التي لم يبقَ منها سوى ظلال ممزقة. تمتم وهو يمسح العرق عن جبينه:

"أنا رسميًا العدو الطبيعي للأشجار... لو وُجدت منظمة لحقوق النبات، لأدرجت اسمي في قائمتها السوداء."

فتح نافذة المخزن ليتفقد حصيلته:

المخزن

وحدات خشب: ١٢٥٣

فأس حجري (مهترئ): ٤

فأس حجري (بحالة موت سريري): ١

تفاحة غريبة: ١ (تحذير: لا تأكلها... أرجوك)

زفر زفرة ثقيلة، ثم شق طريقه عائدًا إلى موقع البناء.

مرّ بجوار الحراس الذين رمقوه بنظرات متوجسة، كأنهم يتساءلون إن كان هذا الشخص مجرد حطّاب... أم شيء أكثر خطورة.

واصل سيره حتى مرّ أمام منزل الزعيم كاين. هناك، رأى ليا تسقي الزهور أمام الباب الخشبي الجميل. ابتسم وقال بنغمة درامية:

"صباح العسل، أميرتي الغالية!"

احمرّ وجهها وهي تهمس: "صباح النور... أريس."

فأجاب بمزاح: "قلت لكِ، ناديني ريس. بل... ريس-ساما إن أمكن!"

قبل أن تردّ، فُتح الباب بعنف، وخرج رون ممسكًا مكنسة طويلة وكأنها رمح قتالي.

صرخ أريس: "آه لا... الهروب التكتيكي الآن!"

وانطلق يعدو نحو التل، يترك خلفه دوامة من الغبار وبعض أوراق الزهور المتطايرة.

...

حين وصل إلى التلة، وقف أمام المكان الذي كان كوخه ذات يوم... أو ما تبقّى منه.

تمتم وهو يضع يديه على خصره:

"آه، صحيح... أنا من دمّر الكوخ بالأمس. نوبة غضب بنّاء."

ألقى نظرة على الأرضية التي أصبحت شبه نظيفة، عدا عن سرب الحشرات الذي قرر القيام بجولة جماعية فوق حذائه. تنهد، ثم اتجه نحو الصناديق الخشبية التي جمعها سابقًا.

فتح أحدها، فظهرت نافذة النظام:

[الصندوق رقم ٦]

١٧٦٥ وحدة خشب

١٠ فؤوس محطّمة

تفاحة مغطاة بعفن أخضر مشع (توصية: يُفضل إبقاء مسافة أمان)

تمتم وهو ينظر إلى التفاحة:

"هذا ليس عفنًا عاديًا... إما أنها خضعت لتجارب كيميائية، أو أنّها تستعد للتحوّل إلى وحش."

...

بدأ أريس أعمال البناء، حفر الأساس، وثبّت الأعمدة، ثم راح يعمل على تركيب السقف البدائي. وبينما ينشغل بالنجارة، كان يتحدث بصوت عالٍ كما لو أنه يقدّم بثًا مباشرًا:

"هنا سيكون الباب العظيم! نعم... هذا المدخل سيصرخ: 'أنا شخص غني وخطير!'"

توقّف فجأة حين اقتربت منه نحلة عملاقة، فصاح مرتعبًا:

"لاااا! أرجوكِ لا تقتربي! أقسم إنني سأبني لكِ بيتًا صغيرًا مزيّنًا بالورود إن عدتِ أدراجك!"

مرّ قرويّ من بعيد وهو يحمل دلواً من الماء، فتوقّف يراقب المشهد بذهول، ثم تمتم:

"هل... هل يتحدث مع نحلة؟"

ردّ عليه رجل مسنّ كان بجانبه:

"اتركه وشأنه... هؤلاء البناؤون لديهم طقوس غريبة."

...

بعد ساعات طويلة من الجهد المتواصل، جلس أريس على جذع شجرة متهالك، يمسح جبينه المبتل بالعرق وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة رضا.

"الأساس جاهز... المرحلة التالية: العودة إلى القصر الملكي... أو بالأحرى، بيت الزعيم."

نهض بتثاقل، وسار في طريق العودة. في طريقه تعثّر بحجر مرتين، سقط في شجيرة ثلاث مرات، وتعرّض لنظرة استعلاء من قطة ضخمة بدت وكأنها كانت ملكةً في حياة سابقة.

هزّ رأسه وقال:

"أنا متأكد... تلك القطة كانت أرستقراطية في حياتها الماضية. ونظرتها تقول لي: ابتعد عن طريقي أيها الفقير."

بعد أن استراح قليلاً، عاد أريس إلى القرية وهو يمشي بخطى المنتصر. لم يكد يقترب من منزل الزعيم حتى انفتح الباب فجأة، وخرج رون مجددًا، لكن هذه المرة وهو يحمل... دلو ماء.

أريس وقف على الفور ورفع يديه مستسلمًا:

"اسمع، أنا لم أقل شيئًا بعد!"

رون رفع حاجبه: "أوه؟ إذًا تنوي قول شيء؟"

"لا لا! كنت فقط... أستعد لتحية ليا بطريقة نبيلة."

خرج صوت الزعيم كاين العجوز من الداخل:

"هل عاد ذلك المجنون الذي يتحدث مع النحل؟"

ردّ أريس بصوت مرتفع وهو يضع يده على صدره:

"أنا، يا سيدي، لست مجنونًا... أنا فنان تواصلي مع الطبيعة!"

ظهر كاين ببطء عند الباب، يمسك عصاه ويبدو كمن خرج من قيلولة لم تكتمل.

"أنت فنان؟ إذًا من لطفك، لا تبني شيئًا قرب منزلي. لقد استيقظت الليلة الماضية بسبب خشبة وقعت على رأسي من كوخك المتهالك."

أريس تمتم وهو يبتسم:

"آه، هذا ليس خطأ الكوخ... هذه خشبة موهوبة أرادت التحليق."

كاين ضرب الأرض بعصاه:

"آخر مرة تحلق فيها أي خشبة قرب رأسي، سآتي إليك ومعي الفأس... وليس كهدية."

...

بعد دقائق، التقى أريس بليا مجددًا قرب الحديقة الخلفية، كانت ترتب أزهارًا وتبدو هادئة تمامًا. اقترب منها وهو يضع يديه خلف ظهره كمن يحمل سرًا ثم قال بابتسامة عريضة:

"أتعلمين، هذه الزهرة... تشبهك. جميلة، متفتحة، لكن لو اقتربت أكثر، تلسع."

نظرت إليه ليا بهدوء وقالت دون أن تلتفت:

"هل تدرّبت على هذه الجملة أمام المرآة؟"

أريس ضحك وهو يحاول إخفاء ارتباكه:

"آه، لا طبعاً... أنا مرتجل بالفطرة!"

ثم تابع بنبرة درامية:

"لكن حقًا، وجودك في هذه القرية يجعلها أجمل... كأنك نور شمس وسط أكواخ طينية."

ليا نظرت إليه أخيرًا، ثم قالت ببرود:

"إن كان هذا أسلوبك في الغزل، فأقترح عليك البدء بدروس في الصيانة أولًا... لأن سحرك فيه خلل واضح."

أريس فتح فمه ثم أغلقه، ثم رفع يده مستسلمًا:

"لقد أصبحتِ منيعة ضدي... هل درّبك رون؟"

من بعيد، سُمِع صوت ضحكة خفيفة من كاين:

"هاه! فتاة ذكية."

.

.

.

لاحقًا، وبينما كان يُحضّر قطع الخشب، نظر أريس نحو الأفق وتمتم:

"ما الذي ينقصني الآن؟ لدي أساس، لدي أدوات، لدي... كدمات عاطفية. نعم، حان وقت الاستكشاف."

فتح خريطته القديمة التي وجدها في أحد الصناديق، ولاحظ وجود علامة خافتة تشير إلى "كهف غير معروف" على بُعد نصف يوم مشيًا. لم يكن الاسم مشجعًا، لكنه ابتسم وقال:

"منذ متى كنت أتجنب الأشياء الغامضة؟ فلنذهب!"

مرت الساعات، وأريس يخطو عبر الغابة بحذر، يزيح الأغصان، يتحدث أحيانًا مع نفسه، وأحيانًا مع الطيور. وفي النهاية، وصل إلى فوهة كهف خافتة، مغطاة بنباتات كثيفة.

وقف أمامه وقال:

"هاه... يبدو المكان وكأنه مصيدة، لكن بما أنني بطل الرواية، فلن أموت على الأرجح."

دخل بحذر، ممسكًا شعلة صنعها من بقايا الخشب. الظلام كان كثيفًا، والرطوبة تزحف على جلده كأنها أصابع باردة. سمع خرير مياه بعيد، وربما... صوت خافت لا يمكن تمييزه.

وفجأة، توقّف.

في أعماق الكهف، وسط السواد، ظهر شيء... أو بالأحرى، "شخص".

عينان بيضاوان، بلا جفون، بلا بؤبؤ، تنظران إليه بصمت مطبق. لا حركة، لا صوت... مجرد نظرة تجمّد الدم في عروقه.

تراجع أريس خطوة إلى الوراء. لم يصرخ، لم يهرب، فقط تمتم بشفاه مرتجفة:

"...هل كان هذا... هيروبراين؟"

لكن قبل أن يستوعب ما رآه، اختفى الكيان كما ظهر. كأنما لم يكن هناك أحد.

أريس بقي واقفًا، يرتجف، والشعلة في يده تكاد تسقط.

"أوه لا... هذا الكهف مسكون."

~~~

أهاا فهمت قصدك تمامًا!

إليك نهاية خاصة ومناسبة لروح الفصل الرابع، مع نكهة كوميدية وغموض خفيف:

---

وصلت للنهاية؟ مبروك، أنت رسميًا من عشاق البناء المجنون!

إذا ضحكت، تحمّست، أو قلت "هل أريس فعلاً يغازل نحلة؟!"

شاركنا رأيك في التعليقات – ردك يعطي أريس سببًا لبناء قصر جديد بدلًا من كوخه المهدوم.

وانضم لجروب الواتساب الموجود في خانة الدعم،

هناك نخطط لاكتشاف سر الكهف المظلم...

أو على الأقل نضحك على أريس وهو يركض من رون، ممسكًا فأسًا مكسورًا وتفاحة مشعّة!

المؤلف والمدقق والاسطورة : انا

Nero_Sensei

2025/04/24 · 6 مشاهدة · 1116 كلمة
نادي الروايات - 2025